العمق في الصلاة بالحياة الروحية والكنسية والعملية

العمق في الصلاة بالحياة الروحية والكنسية والعملية
م-اسماعيل ميرزا
ان الصلاة هي لقاء بين الله والانسان، مقابلة حيث يبحث فيها الانسان عن الله ليجده ويتحد به، أو بالأحرى يبحث فيها الله عن الانسان ليجده فيتحد به. الصلاة اذا هي لقاء بين المسيح والمسيحي، المسيح الذي يحبنا حبا شخصيا، يحبنا كما نحن وينظر الينا بحُب.
ان العمق في الصلاة مبني على الادراك الروحي لكلمة الله ، ولا يكن ادراكا روحيا الا من شخص ممتلئ بالروح القدس ، وله حياة النمو الروحي وحياة الملء المستمر ، وله حياة الثقة والايمان الدائم و كل ما تطلبونه في الصلاة مؤمنين تنالونه
كما ان العمق في الحياة الكنسية انه لاتتباعد عن الكنيسة امك لكي تكون قريبا من المسيح اباك في وسط النعمة ارتبط بها واجعل من بيتك كنيسة ومذبح واسعى ايضا لخلاص نفسك عش انجيلك وقوي ايمانك ولاتهمل صلاتك كما لايكن تدينك ضاهريا بل حول مسيحيتك الى عمل وحياة واعمال تمجد الله لكي تنال السماوات
ان مسيرة الصلاة مهمه للحياة الروحية بأنها اتّحاد بالله بوساطة واقع الحياة، هنا يكمن دور التمييز الروحي وأهميته، فهو وسيط، بمعنى أنه يسمح للإنسان أن يبحث عن الله فيكتشفه في كل شيء، وأنه يتيح له الفرصة لأن ينظر إلى كل شيء فيجد الله فيه. قد يبدو لأوّل وهلة أن الأمر سهل، فمن البدهي أن يتكلّم الله من خلال واقع الحياة. غير أن الأمر أكثر تعقيدا إن أخذنا بعين الاعتبار تواجد الزؤان مع الزرع الطيّب، والظلام مع النور، والكذب مع الحق فالتمييز الروحي يكشف انّ هناك قوّتين تعملان في العالم وفي الإنسان: الخير والشر.
كما ان الصلاة هي اتحاد بين الله والانسان، لا بمعنى أنها توحِّد الإنسان بالله فقط، بل توحِّد الإنسان بالإنسان أيضا. فتقود الصلاة الإنسان إلى الله من جهة، كما أنها تقود إلى الإنسان الأخر من جهة أخرى. إنّ العلاقة الوثيقة والعضوية القائمة بين الله والإنسان تؤسس الصلاة ، كما أنّها ثمرة الصلاة ولا تُغلِق الإنسان على نفسه، ولا على الله، ولكنها تقوده إلى خدمة البشر تعبيراً منه عن محبته لله، كما أن مادة الصلاة تتغذّى بكل ما يتعلّق بالبشر وبخدمتهم
كذالك ان الصلاة هي توحيد لحياة الإنسان. فالإنسان، في صلاته، وكثمرة لصلاته، يعيش وحدة حياته الروحية والعملية، واحتياجاته الجسديّة والنفسية والروحية، واتصاله بماضيه وحاضره ومستقبله، وعلاقته بالله وبالبشر. في الصلاة يبحث الإنسان عن الله ويجده في كل شيء ويجد كل شيء في الله، فتتوحَّد هكذا حياته
بمعنى انها علاقة الانسان بالله، بأخيه الانسان، وبنفسه، في وحدة تامة .
ان الانسان المؤمن يحترس في كل لفظ ينطق به، وفي كل عمل يعمله
لأنه يؤمن أن الله موجود في كل مكان، ويسمع ويرى كل ما يفعله
لذلك هو يخجل من أن يرتكب خطيئة أمام الله الذي يراه
بل أن المؤمن يدقق بحيث أن أفكار الخطيئة لا يقبلها عقله
ولا شهواتها تسكن في قلبه
وذلك لأنه يؤمن تماما بأن الله يفحص القلوب ويقرأ الأفكار
لذلك يعمل المؤمن على حفظ ذاته نقيا طاهرا
سواء بالعمل أو اللسان، أو بالفكر أو بمشاعر القلب
ان الرب لايهمل احد ولاينسى احد وانه يسمع الكل ونحن نصلي له همسا وصوتنا يصل الى السماء والرب يسمعنا ويرانا ويعرف ما بداخلنا وانه لايتخلى عنا ويستجيب الى صلواتنا ويحقق امنياتنا وهويعرف ماينقصنا ويعطينا فقط مايفيدنا وبحكمته يبعد عنا ما مايضرنا فيارب نصلي ونطلب منك ان تفتح عقولنا وتنير بصائرنا لنفهم تدبيرك في حياتنا ومقاصدك واحكامك وندرك دائما انك تختار الافضل لنا وان وراء كل تجربه حكمة وانه بعد كل الم وصبر رجاء نفرح به
عمّق طلبك وارفّعه، تمسك بمواعيد الرب، أطع صوت الله وبذلك لن تفشل بل ستحقق نجاحات مستمرة.. ”لأن الله لم يعطنا روح الفشل، بل روح القوة والمحبة والنصح“ (2تيموثاوس 7:1)
امين
م-اسماعيل ميرزا

عن اسماعيل ميرزا

شاهد أيضاً

قراءات عيد مريم العذراء المحبول بها بلا دنس

الحكمة والشريعة سفر يشوع بن سيراخ 24 : 1 – 32 الحكمة تمدح نفسها وتفتخر …