يسوع المسيح في المزامير ج2

يسوع المسيح في المزامير
الجزء الثاني
سفر المزامير أشار الى المسيح في عدة مزامير توصف أحداثاً من حياة يسوع وموته
ووردت الكثير من أقوال واقتباسات المسيح نفسه من سفر المزامير
( لن ينكسر عظامه )
كان من عادة الرومان كسر ساقي المصلوب للاستعجال بموته كي لا يتعذب من كثرة
الالام والجراجات التي اصابته المصلوبين لكن يسوع لم ينكسر له عظم وقت تعليقه
على الصليب والسبب هو أن يسوع هو حمل الله والذبيحة الكاملة التامة لحمل
خطايانا وغفرانها للعالم أجمع فموت يسوع كان وقت ذبح خروف الفصح عند اليهود في
عيدهم وهذا القول طبقه القديس
يوحنا 19 : 36 – 37
وجد الكثير من الامثلة في الكتاب المقدس خروف الفصح الذي لا ينكسر له عظم
( في بيت واحد تؤكل ولا يخرج من لحمها شيء إلى خارج وعظمها لا يكسر منها )
سفر الخروج 12 : 46
( لا يبقوا منه شيئا إلى الصبح وعظما لا يكسروا منه بل يعملون بجميع فرائض
الفصح )
سفر العدد 9 : 12
فمن يحبه الرب يؤدبه بعصاه ولكنه كأب لا يضرب حتى تنكسر عظامه يحْفَظُ جَمِيعَ
عِظَامِهِ واحد منها لا ينكسر فاللص اليمين كسروا عظامه وكان في الفردوس مع
المسيح في نفس اليوم والشهداء كسروا عظامهم وهم الآن في الفردوس ولكن عن عدم
كسر عظام المسيح لانه هو البار الحقيقي والكامل وحده الذي يعنيه هذا المزمور
وعدم كسر عظام المسيح كان إشارة لعدم إنكسار كنيسته أبداً فنحن من لحمه ومن
عظامه أعضاء جسمه
( فتطهروا من الخميرة القديمة لتصيروا عجينا جديدا لأنكم فطير لا خمير فيه
فحمل فصحنا ذبح، وهو المسيح )
رسالة قورنتس الاولى 5 : 7
( وحدث هذا ليتم قول الكتاب لن ينكسر له عظم وجاء في آية أخرى سينظرون إلى
الذي طعنوه )
أنجيل يوحنا 19 : 36 – 37
( يحفظ عظامهم كلها فلا ينكسر منها واحد )
مزمور 34 : 20
عبارة لن ينكسر له عظم هي بمثابة اسناد وحماية الرب الاله للبار يسوع المتالم
( جاء ليتمم مشيئة الله )
( ما أكثر عجائبك لنا وتدابيرك أيها الرب يا من لا شبيه له كيف لي أن أحدث بها
فهي أعظم من أن تحصى بذبيحة وتقدمة لا تسر ومحرقة وذبيحة خطيئة لا تطلب لكن
أذنان مفتوحتان وهبتني فقلت ها أنا آت أما كتب علي في طي الكتاب )
مزمور 40 : 6 – 8
( لذلك قال المسيح لله عند دخوله العالم ما أردت ذبيحة ولا قربانا لكنك هيأت
لي جسدا لا بالمحرقات سررت ولا بالذبائح كفارة للخطايا فقلت ها أنا أجيء يا
الله لأعمل بمشيئتك كما هو مكتوب عني في طي الكتاب فهو قال أولا ما أردت ذبائح
وقرابين ومحرقات وذبائح كفارة للخطايا ولا سررت بها مع أن تقديمها يتم حسب
الشريعة ثم قال ها أنا أجيء لأعمل بمشيئتك فأبطل الترتيب الأول ليقيم الثاني
ونحن بفضل تلك الإرادة تقدسنا بجسد يسوع المسيح الذي قدمه قربانا مرة واحدة )
رسالة العبرانيين 10 : 5 – 10
( بل أخلى ذاته واتخذ صورة العبد صار شبيها بالبشر وظهر في صورة الإنسان )
رسالة فيلبي 2 : 7
حنان الرب لجميع الذين يتوكلون عليه وتدابيرك هو عمل الله من أجل شعبه ومن أجل
شعوب الأرض وعليه يكون استعداد المؤمن لكي يكون في خطّ مشيئة الرب الى حين
مجيئه إلى العالم ذبيحة ومن خلال السماع لوصايا وتعاليم يسوع والكثير منا يكون
ذهابه الى الكنيسة انانياً مع العلم انه يشترك في العشاء الرباني والترنيم
الله لا يريد منا تقدمات بدون افعال وتكريس للرب وطاعته وخدمته طوال حياتنا
كما قال النبي صموئيل للملك شاول الاستماع أفضل من الذبيحة
( فقال صموئيل أبالمحرقات مسرة الرب وبالذبائح؟ أم بالطاعة لكلامه؟ الطاعة خير
من الذبيحة والإصغاء أفضل من شحم الكباش )
صموئيل الاول 15 : 22
المسيح الذي أخلى ذاته أخذًا صورة عبد وكان العبد يتم منحه الحرية في السنة
السابعة لعبوديته فإن أحب سيده وأراد أن يستمر عبدًا له كل أيام حياته يفتح
سيده أذنه بالمثقب عند باب البيت علامة أنه بإرادته قَبِلَ أن يستعبد لسيده كل
عمره
( وقال الرب لموسى هذه الأحكام تعلنها إلى الشعب إذا اقتنيت عبدا عبرانيا
فليدخل في خدمتك ست سنين، وفي السابعة يخرج حرا بلا ثمن وإن دخل وحده فليخرج
وحده وإن كان متزوجا بامرأة فلتخرج امرأته معه وإن زوجه سيده بامرأة فولدت له
بنين وبنات فالمرأة وأولادها يكونون لسيده وهو يخرج وحده وإن قال العبد أحب
سيدي وامرأتي وأولادي ولا أريد أن أخرج حرا يقدمه سيده إلى الله في معبده،
فيقوده إلى الباب أو قائمته ويثقب أذنه بالمثقب فيخدمه إلى الأبد وإن باع رجل
ابنته جارية، فلا تخرج من الخدمة خروج العبيد وإن كرهها سيدها الذي خطبها
لنفسه فليقبل ببيعها ممن اشتراها لا من غريب لأنه غدر بها وإن أعطاها خطيبة
لابنه فليعاملها كابنته وإن تزوج بامرأة أخرى فلا ينقص طعامها وكسوتها
ومعاشرتها فإن أخل معها بواحدة من هذه الثلاث تخرج من عنده حرة بلا ثمن )
سفر الخروج 21 : 1 – 11
وهذا ما صنعه المسيح أن يصير عبدًا ليصنع مشيئة الآب فالمسيح أخذ له جسدًا
ليكون عبدًا بإرادته للآب لينفذ كل مشيئته قال الآب يوم معمودية المسيح هذا هو
ابني الحبيب الذي به سررت ان افعل مشيئتك يا الهي سررت ونرى في هذه الآيات أن
المسيح أتي تحقيقًا للنبوات وأتى ليبشر ويعلم والعهد القديم مملوء نبوات عن كل
ما عمله المسيح
الكثير منا يقدم كل الذبائح الواجبة عليه لكن في الاساس هو يسير عكس ما يريده
الله فما الفائدة أذن من كل الذبائح التي فعلها
عبّر يسوع عن طاعته للآب حين جاء الى العالم فبدت حياته ذبيحة كاملة وهكذا
ارتبطت كل ذبيحة بالخضوع لمشيئة الله
( أحد المقربين منه سيسلمه )
( حتى صديقي الذي وثقت به وأكل خبزي انقلب علي )
مزمور 41 : 9
( فقال له يسوع أبقبلة يا يهوذا تسلم ابن الإنسان؟ )
أنجيل لوقا 22 : 48
صديقي الملازم لي وصديقي الحميم أنها نبوة عن خيانة يهوذا للمسيح فقد كان
يهوذا أحد تلاميذ المسيح الاثني عشر وقضى ثلاث سنوات يتعلم من الرب يسوع
مرتحلاً وآكلاً معه ومع أن يهوذا لم يكن أقرب الأصدقاء للرب يسوع إلا أنه كان
أمين الصندوق لأموال التلاميذ ولكن أخيراً خان يهوذا الرب يسوع وهذا ما حدث من
أخيتوفل ضد داود الذي صار رمزًا ليهوذا وهنا نرى مؤامرات تحاك ضد المسيح من
الأشرار ومن الشيطان ضد الكنيسة وتلاميذها ورسلها كل حدث للمسيح حين اجتمع
اليهود برؤساء كهنتهم والفريسيين والناموسيين بل وبيلاطس وهيرودس بل الشعب كله
ضده وتشاوروا عليه ليصلبوه ظنًا منهم أنه إن مات لا يعود يقوم حيث اضطجع لا
يعود يقوم أبداً ويهوذا الذي كان تلميذًا للرب من رجاله الذين وثق بهم وأكل
معه فلا نكون مثل يهوذا بل نكون تلاميذ حقيقيين للمسيح كي لا نقع في فخ
الشياطين واعوانهم
والمجد لله دائما
الشماس
سمير يوسف كاكوز

عن الشماس سمير كاكوز

شاهد أيضاً

قراءات الجمعة الثانية بعد الميلاد

خروج 15 : 11 – 21 ، ارميا 31 : 13 – 17 من مثلك …