على ضفاف الحياة الروحية – الثامنة والثلاثون

 

يا معلم، نحن في زمن لا يعرف الانسان ماذا يريد؟  تسال مجموعة من التلاميذ.

أجاب المعلم بصوت روحي قائلاً:

نحن في زمن لا نخاف الموت، لا لاننا شجعان، وإنما نحن نخاف الحياة، نخاف ان نحب..!

نتكلم فيه عن الشرف، والشرف ليس له علاقة بالجسد،

الشرف هو صدق واخلاص..

ثم اضاف المعلم بكلمات رقيقة:

ليس بامكانك ان تكون شريفا نزيها، ما لم تكن صادقا مع ذاتك…

وكل مديح يصلك من الاخر، يبعدك أكثر عن ذاتك……

فحدق المعلم إلى تلاميذه، مستشعراً بثقل كلامه على مسامعهم…

عن ماذا تبحثون؟  تسأل المعلم

كونوا انتم ذلك الذي تبحثون عنه، عندئذ سيجده الجميع معاً!

ثم أضاف:

كفاكم تفسيراً للامور وللاحداث… فان عملكم هذا يشبه كالشاعر الذي يخلد حبه بمجلدات كثيرة، ولكنه لم يعيش لحظة حب واحدة…!!

كونوا انتم الاحداث، والحدث الحقيقي الكبيرهو كونوا انفسكم…

بعد هدوء نسبي، أضاف المعلم:

لا تعمل أو تكتب أو تقول شيئا ما لكي تشعر بوجودك، هذا هو الهلاك بعينه…

كل الوجود هو عندما تسأل نفسك: لماذا انا عملت هذا؟ لماذا كتبت هذا؟ ولماذا قلت هذا الشيء؟

إذاً اسأل نفسك، فكل حقيقتك ووجودك يكمن هناك…. ما الذي يدفعك لـ؟

لربما وجودك هو كلي الفراغ، وما ادراك معنى هذا الفراغ… انه موت لا يشبع…!

ثم سار خطوتين بطيئتين، بعدها التفت مجدداً محدقاً إلى تلاميذه قائلاً:

لا تصنع لك اسماً … لان عظيم الالهة ليس لديه اسم، وإنما أحبَ، وحبَه فِعل، يُشعر ولا يُعرف…..

ولهذا، لا تعرفنا باسمك، وإنما اجعلنا نشعر بحبك، وهذا عمل الالهة فقط…. فهل من اله اليوم على الارض؟!

ترك المعلم تلاميذه بهدوء رهيب وذهب.

 

بقلم : الاب فراس غازي يوسف

 

 

عن ادارة الموقع

شاهد أيضاً

قراءات الجمعة الثانية بعد الميلاد

خروج 15 : 11 – 21 ، ارميا 31 : 13 – 17 من مثلك …