طعم الفم تستحي العين

طعم الفم تستحي العين

لُقْمَةٌ يَابِسَةٌ وَمَعَهَا سَلاَمَةٌ، خَيْرٌ مِنْ بَيْتٍ مَلآنٍ ذَبَائِحَ مَعَ خِصَام.
أمثال17: 1.

جميلة هي العلاقات العائلية والأجتماعية عندما يجتمع فيها الأهل والأخوة والأخوات والأقرباء والأصدقاء والأحبة مع بعضها لتناول الطعام الجسدي لينموا الغذاء الروحي بينهم بين الحين والاخر في لقاء متجددعلى مائدة طعام واحدة خلال الأحتفال بمناسبات الأعياد الدينية والعائلية وأعياد الميلاد الشخصية او الحصول على وظيفة او عمل مناسب او الحصول على شهادة جامعية وحتى في مناسبات العماذ والخطوبة والزواج وما أكثرها هي الافراح الجميلة والمناسبات العزيزة التي تسر روح المحبة والاخوة في القلوب والنفوس.

وحتى في مناسبات الأحزان والتعازي يجتمع القريب والبعيد للمشاركة في تقديم التعازي وقبل تناول لقمة الرحمة على المرحوم يشترك الحاضرين بصلاة جماعية على الطعام ليتبارك ويطلبون الرحمة والغفران علىيه من قبل الجمع الحاضر.

ومن الامثال التي يستخدمها بعض الناس ذات النفوس الضعيفة والافكار المريضة لتحصل على مبتاغها من الشخص المقابل يقومون بدعوتهم ليس حباً بتناول لقمة المحبة والاخوة والمودة لا بالعكس، يستخدمون الطعام كسلاح للذلال المدعوين وبالأخص أن كان مسؤول او لديه مركز وظيفي او أجتماعي مرموق ومن اهل المال والسلطة في العالم وليس حباً في جلسة على مائدة الطعام المشترك الذي يفترض أن تكون مبادئها المحبة الاخوية والصداقة والثقة المتبادلة، ولكن من مبدأ المصالح المشتركة والعلاقات الشخصية الوقتية والأنية وبعض ألاشخاص يعرفون من أين تؤكل الكتف، ويخفون دوماً روح الخيانة والأنتقام وراء وجه مبتسم وأيدٍ ممدودة وقبلات تنهال على الخدود.

وبعد وصولهم الى الهدف المرجو منه بنجاح او تنتهي العلاقة بالفشل او الزعل، يقولون: هذا الشخص او هذه العائلة  كل يوم او كل أسبوع، او كل عيد، كانوا يأكلون ويشربون عندنا من الطرف الواحد او من كلا الطرفين او الاطراف المتخاصمة وبعدها تشكل مجاميع تنحاز الى هذا الطرف او الطرف الاخر ويستمر القيل والقال. ويكون من السهل اذا حدث هذا الامر  بين الغرباء وبعض الاصدقاء البعيدين، ولكن الصعب عندما يحدث بين الأهل والأخوة والأخوات والاقرباء وتنقطع صلة الرحم وهذا هو الأصعب والمألم والمحزن.

الرب منذ بدء الخلق يطعم جميع البشر، وجميع الحيوانات البرية، والطيور، والحشرات، وأحياء مياة الأنهار والبحار والمحيطات، والنباتات، ولم يتفوه بهكذا قول: حيث ماءه، وشمسه، وهواءه وكل شيئ بالكون اعطاءه الى مخلوقاته وأهمها واقدسها وافضلها هو الانسان. كما مكتوب في دستور حياتنا الكتاب المقدس.

اُنْظُرُوا إِلَى طُيُورِ السَّمَاءِ: إِنَّهَا لاَ تَزْرَعُ وَلاَ تَحْصُدُ وَلاَ تَجْمَعُ إِلَى مَخَازِنَ، وَأَبُوكُمُ السَّمَاوِيُّ يَقُوتُهَا. أَلَسْتُمْ أَنْتُمْ بِالْحَرِيِّ أَفْضَلَ مِنْهَا؟ متى6: 26.

وما أعظم الرب يسوع في سر الافخارستيا وهي وصية وتعبير عن الحُب الأسمى والأشمل انها تحتضن السماء والارض والله والانسان في سر محبته للعالم أجمع، عندما قدم دمه وجسده لنا مجاناً لننال الحياة الأبدية في كل ذبيحة الالهية تقام.

مَنْ يَأْكُلْ جَسَدِي وَيَشْرَبْ دَمِي يَثْبُتْ فِيَّ وَأَنَا فِيهِ. يوحنا6: 56.

هل نعلم؟ منذ أول يوم من ولادتنا وحتى أخر يوم من حياتنا الارضية الرب يرزقنا نحن البشر والبعض لا يقولون: الحمد والشكر للرب على نعمتك الفائضة.
والوجة الاخر من بعض الناس عندما يدعوهم أحد الاشخاص او احدى العوائل لتناول وجبة طعام نسرد كلمات المدح والشكر والأمتنان على هذه الدعوة التي تستمر ساعات وبالطبع هو شيئ جميل واحترام كبير. مع الأسف البعض تطعم المتخومين وذات المناصب الرفيعة ذات الكروش الكبيرة والنفوس الضعيف على موائد كبيرة متنوعة من مكولات ومشروبات وفواكه وحلويات والى اخره والتقط الصور لتباهي والتفاخر بها على مواقع التواصل الاجتماعي. ولا تطعم الفقراء والمحتاجين لقمة العيش لنيل الحياة الكريمة، لان مثل هولاء لا حاجة لهم وتوجد مصالح مادية او معنوية معهم.
نحن جميعاًعلى هئية أنسان منذ بدء الزمان والمكان، يجمعنا اللسان بطيب والحنان والاحترام، ويفرقنا اللسان بشتيمة والخصام. ولا تنسى نحن اولاد الله منذ خلق الانسان.

ارجوك .. ارجوك ..
أستقبلني في بيتك ببسمة عريضة ..
وأحترام جليل . .
وحباً كبير . .
وقلباً نظيف . .
لا تمدحني وانت معي . .
ولا تذلني وأنت بعيد عني . .
أنا لست أنت . .
وأنت ليس أنا.

عندما ازورك في بيتك العامر لا تحترمني وتقدرين بالطعام والغذاء والشراب الوقتي، الذي لا يدوم ساعات او يوم واحد في جسدي لانه طعام زائل مع خروج فضلات الجسم الزائدة، ولكن طعامك الباقي هو أحترامك الجليل وتقديرك العالي وكلامك الجميل المحترم يدوم ويبقى ذكرى جميلة أحمله معي كل الايام.

قدم طعامك من قلبك الطيب وفكرك وكلامك الجميل، ولا تطعم المعدة التي تهضم الطعام ولا تشعر باللذة الطعام، ونكهة اللسان الكلام والكلمة الطيبة هي صدقة وشعور وأحساس عميق مملوء بالمحبة والمودة الانسانية.

شامل يعقوب المختار

عن شامل يعقوب المختار

شاهد أيضاً

عام جديد، فرصة جديدة لك للتوبه

دعونا في عام جديد لا نضيّع هذه الفرصة فالرب دائما ينتظرنا متشوقا لسماع صوتنا فلنندم …