الاخوة في الميلاد

الاخوة في الميلاد

قَدِّمُوا فِي إِيمَانِكُمْ فَضِيلَةً، وَفِي الْفَضِيلَةِ مَعْرِفَةً، وَفِي الْمَعْرِفَةِ تَعَفُّفًا، وَفِي التَّعَفُّفِ صَبْرًا، وَفِي الصَّبْرِ تَقْوَى، وَفِي التَّقْوَى مَوَدَّةً أَخَوِيَّةً، وَفِي الْمَوَدَّةِ الأَخَوِيَّةِ مَحَبَّةً.
رسالة بطرس الرسول الثانية1:<https://st-takla.org/Bibles/BibleSearch/showChapter.php?book=71&chapter=1> 5 – 7.

الاخوة كلمة رائعة ذات سمو أنساني ونواة صغيرة في تكوين عائلة في عالم بشري كبير متكون من الاخوة والاخوات تحت مظلة الولدين، بشكل حتمي بأنّهم عاشوا وخروجوا من نفس رحم الأم بالولادة ورعاية الأب رب الاسرة، وهم رفاق وأصدقاء وأحباء الحياة والايام التي عاشوا فيها، الطفولة، والشباب، والكِبر والشيخوخة في مجالات الحياة العامة، الدراسة والعمل ..الخ. وهم سبب فرحهم وسرورهم ويشعرون بالراحة والامان وهم قريبن على بعض، وحتى في اوقات وايام الاحزان والمشاكل والخلافات ليقف الواحد مع الاخر.

الأخوة العائلية هي علاقة روح وحياة من لحم ودم يجري في عروقهم، حتى لو ابتعاد الواحد عن الاخر حنين رحم الأم وحنانه ودفئه وحبه وحتى كريات الدم تنادي الى ضميرهم وتشعرهم بامكان الذي تقاسموا العيش فيه في رحم الأم وكل واحد لم يبقى اكثر من تسعة اشهر هي قسمة الخالق للبشر بتساوي بين الاخوة والاخوات.

جميع الاخوة عاشوا في بيت رحم الأم عندما ولادتهم تركوا المكان الرحوم الهادئ الصافي من كل حقد وخصام واختلاف، تقاسموا الغذاء من أحشاء الأم وشاربوا من حليب ثديها نفسه.

وعشوا في بيتنا واحدا واكلوا الطعام في صحنا واحد، وشربوا بقدحا واحد، وفرحوا وحزنوا ودرسوا، في برد الشتاء وحرارة الصيف، وهذه هي كلها ذكريات جميلة من ماضي طفولتهم التي يشتاقون ان يعيدوها في جلساتهم العائلية ويزرعوها قيم الاخوة في اولادهم وبناتهم لتصل الى أحفادهم كيف يشعرون الاخوة فيما بينهم تحت سقف واحد.

ومن واقع الحياة ان تصل بعض الحالات الى  خصامات واعتراضات ومشاكل ان كانت بسيطة او عميقة من هذا الاخ او هذه الاخت ولكن ليعلم الأخوة هم من نفس الأصول والمكان الاول ومن نفس نواة العائلة الاولى بشكل حتمي حتّى وإن كرهوا بعضهم البعض وابتعدوا بعض الوقت من زعل وخصام، وهذا يضع الأمور في نصابها بالشكل السليم.

عندما يقع او يسقط الانسان على الارض يصرخ من المه (أخ) بمعنى الاخ او الاخت هم النجدة والمنقذ الاول في حياته ويكون له عوننا وقوة وعزم وارتكاز يرتكز عليها على عصاة الاخوة التي جمعتم في رحم الأم لان الدم يصرخ لمساعدته وعونه اخوة في همومه ومشاكله ليسنده قبل سقوطه.

وان يكون الحُب والاحسان والوئام متبادل ليس بقانون الاخذ والعطاء بالماديات والهدايا الوقتية، وأنما بالاحساس والشعور والمودة والعطاء بسخاء بدون حساب.

ومن الضروري عدم السماح لتدخل البعض الاهل والاقرباء والاصدقاء ان يتدخلوا في صلب الاخوة من قريب او بعيد لقطع صلة الرحم والدم ووضع خطوط حمراء لهم بعدم التدخل يدفعون به الاخوة والاخوات نحو طريق مسدود وقطيعة البعد الطويل حتى لا يتكرر مع الابناء والاحفاد.

وما أجمل روعة الاخوة ان تشعر بقيمتهم في حياتك دأئما بأشتياق وان كانوا قريبن او بعيدين منك. ولا تسمح للوقت ان يستغلك ويغلق فكرك وعقلك بالبعد عنهم وأنتم على الارض تتقاسمون الحُب والمودة والعيش الرغيد، وماذا يفيدك عندما يحل القدر وينتقل احد الاخوة او الاخوات الى دار الحق بالموت الذي تساوى به البشر اولاد ادم وحواء كما تساوى في بيت الرحم!!!

هل تفيدك الدموع والحزن وهو انتقال عنك؟ هل يفيد الندم المتاخر واقامة الصلاوت والذبائح والموائد على روحة الصاعدة وجسده راقد تحت التراب؟ انت معه على الارض لم تعيش مع روحة وتشاركة الحياة النابضة بالشعور والاحساس والحياة والروح. فكيف تعيش معه وهو تحت التراب؟

الاخوة ليست اسماء في شجرة العائلة والعشيرة في الحسب والنسب وتحمل بطاقة ميلاد او هوية رسمية او جواز سفر او شهادة دراسية علمية وعملية او اي وثقية اخرى في معاملة ويحصل عليها. هي الاخوة التي لاتحصل بكل هذه المؤهلات.

الاخوة هي ليست علاقة صداقة عابرة وتعارف وقتي وتنتهي حينما يغدر او يخونك او يطعن بك  صديق او غريب او عابر سبيل. هي كيف تعيش الاخوة بروح طيبة وصفاء قلب وطيبة انسانية اخوية.

ونحن نعيش ايام الميلاد المجيد هل يولد يسوع ملك السلام في قلوبنا وضمائرنا، لنعيش لحظات الحياة السعيدة بعيداً عن البغض والحقد والخصام، بعيداَ الظلم والظلام وننظف مصابيحنا كي يزداد نورها ويتناقص دخانها المتصاعد منها، ونحفر قبراً لأفكارنا القبيحة المريضة وأن نزرع بدلا عنها أفكار جديدة جميلة ملونة بعطر الورد والياسمين في حديقة تزدهر فيها احاسينا ومشاعرنا الطيبة ونفتح ابواب قلوبنا على مصراعيها ليدخل نور الرب للغير فينا الكثير ونولد من جديد مع يسوع طفل المغارة المتواضع والغني بالحب والعطاء والتضحية.

وليت يسوع الذي ولد في بيت لحم قد يولد فعلاً في قلوبنا وأفكارنا وينور طريقا في الارض والسماء.

لا تتعجب من قولي: يجب عليكم ان تولدوا من ثانية  يو 3 / 7.

عيد ميلاد مجيد .. كل عام وأنتم بخير وسلام ومحبة يسوع المسيح معكم.

شامل يعقوب المختار
25 كانون الاول 2017

عن شامل يعقوب المختار

شاهد أيضاً

اعْلَمُوا أَنَّ الرَّبَّ يَسْتَجِيبُ لِصَلَوَاتِكُمْ إِنْ وَاظَبْتُمْ عَلَى الصُّوْمِ وَالصَّلَوَاتِ أَمَامَ الرَّبّ

ان الصوم الكبير هو موسم التوبة وتجديد العهود هو موسم العودة إلى أحضان المسيح وتظل …