التسمية
وردت كلمة الكلدانيين لأول مرة كتسمية لموقع في بلاد ما بين النهرين عرف بـ أور الكلدانيين حيث سكن آباء و اجداد ابراهيم والتي غادرها حسب أمر الرب له (سفر التكوين الاصحاح 11:28 و 31). وترد هذه الكلمة ثانية كأسم لشعب حسبما جاء في سفر الملوك الثاني الإصحاح 24. وترد ثالثة في اعمال الرسل من العهد الجديد الإصحاح 7:4. من هذا نستطيع ان نتبين ان هناك شعب كلداني سكن ارضا عرفت باسمه وتقع جنوب ما بين النهرين وان هذا الشعب كان قد اقام له دولة عاصمتها بابل في العراق الحالي. هذا من ناحية الكتاب المقدس والتاريخ. وهنا لا بد من الاشارة إلى الرساله الشهيرة التي ارسلها المطران طيمثاوس الطرسوسي عام 1445 من قبرص ملجأ المسيحيين الهاربين من الاضطهاد إلى قداسة البابا والتي ضمت صورة إيمانه حيث جاء في مطلعها (أنا طيمثاوس الطرسوسي مطران الكلدان في قبرص، الخ………) واستنادا إلى هذه الرسالة أخذت كنيستنا اسم الكنيسة الكلدانية.
chaldean church history
التسمية الكنسية
أما اليوم فهذه التسمية تطلق على جزء من كنيسة المشرق التي أسسها مار توما الرسول أحد الاثني عشر عندما كان في طريقه إلى الشرق ومن بعده ترأسها مار أدي ومار ماري ونشراها في ربوع ما بين النهرين ومنها انتشرت المسيحية إلى اواسط اسيا حتى ان وصلت الهند والصين على ايدي أبناء هذه الكنيسة. بقيت كنيسة المشرق منعزلة عن كنيسة روما وسلطة اسقفها قرونا عديدة بسبب وقوعها في مناطق نفوذ الإمبراطورية الفارسية المعادية للإمبراطورية الرومانية والتي كانت تقع ضمن مناطق نفوذها. عندما اختار بعض من أباء كنيسة المشرق الانضمام إلى كنيسة روما اعترفوا بسلطة البابا عام 1553 على يد البطريرك يوحنا سولاقا اختار لهذه الكنيسة اسم “الكنيسة الكلدانية” وسمى كرسي بطريركها بــ “كرسي بابل” إعترافا بقدمها حيث أثار أقدم كنائسها نشاهدها اليوم في المدائن – قطيسفون عاصمة الفرس وبديلة بابل الشهيرة. وتعرف بكنيسة كوخـــي ويرقى ناريخ بنائها إلى أواخر القرن الميلادي الأول أو بداية القرن الميلادي الثاني.
حالياً يرأس الكنيسة الكلدانية غبطة البطريرك مار ساكو ومركز كرسيه بغداد – العراق، ويعاونه واحد وعشرين مطرانا تنتشر ابرشياتهم في أرجاء العراق و إيران وتركيا وسوريا ولبنان ومصر والولايات المتحدة الامريكية واستراليا وكندا، كما ويعاونه ايضا نواب بطريركيون من بينهم الأب المنسنيور فيليب نجم المسؤول عن اوربـــــا والذي يقيم رسميا في روما – إيطاليا.
يزيد عدد المؤمنين التابعين للكنيسة الكلدانية على المليون شخص منتشرين في مختلف بقاع العالم. تعتمد الكنيسة الكلدانية في ممارسة طقوسها اللغة الآرامية(الكلدانية) هذا بالإضافة إلى ان مئات الالوف من ابنائها لا زالوا يتكلمون بهذه اللغة حيث هي لغة الام. هنا لا بد لأن نشير إلى ان هذه اللغة هي اللغة التي تحدث بها الرب يسوع المسيح نفسه وأمه العذراء…
لهذه الكنيسة مدرسة كهنوتية وكلية لتدريس الفلسفة واللاهوت في بغداد كما لها رهبنه للرجال تعرف بالرهبنة الهرمزية واقدم أديرتها اسس حوالي القرن الميلادي العاشر. كما لها رهبنة نسائية تعرف بــ ( بنات مريم) كانت تنتشر مدارسها الأهلية في معظم أرجاء العراق وقبل تأميم التعليم، كما ولها حاليا مدارسها الخاصة في دول الخليج وأديرة منتشره حيث تتواجد الجالية الكلدانية في كل ارجاء العالم.
خورنة مار توما الرسول – هولندا
بعد بدء حرب الخليج الثانية عام 1991 قام العديد من العراقيين باللجوء إلى مختلف البلدان ومنها هولندا ولكن ليس لنا لحد الان الاحصائية الدقيقة لعدد ابناء الجالية الكلدانية في هولندا وتقدر بسبعمائة (700) عائله
حيث هناك العديد من هذه العوائل والافراد بدون إقامات نتيجة القوانين المتشددة في استقبال ومنح الاقامات لللاجئين في السنوات الاخيرة وحسب المعلومات المتوفرة لدينا بان عدد العوائل والافراد المسجلين لدى الخورنة يزيد قليلاعن نصف العدد الفعلي والبالغ 350 بين عائله وافراد(استمارة معلومات).
بدأت الخطوات الحقيقية في تأسيس خورنة مار توما الرسول الكلدانية في هولندا منذ عام 1996 حيث قام البطريرك الراحل مار روفائيل بيداويد المثلث الرحمات بإيعاز إلى سيادة المطران مار ابراهيم ابراهيم مطران الولايات المتحدة الامريكية بزيارة الجاليات الكلدانية في اوربا وإعداد تقرير بهذه الزيارة حيث كانت هولندا ضمن هذه الزيارة. إستغرقت هذه الزيارة لعموم اوربا من 16-9 حتى 1-10-1996، حيث قضى سيادة المطران مع الاب سليمان دنحا ثلاثة ايام منها في هولندا قاموا من خلالها بزيارة الجالية وجمع المعلومات اللازمة وقد قاموا بتقديم الذبائح اللاهية في عدة مناطق منها أمستردام وروتردام واوترخت. وقد نشر هذا التقرير في مجلة نجم المشرق العدد 9 لعام 1997.
بعد هذا التقرير وخلال اكمال الاب بشار وردة دراسته العليا في جامعة لوفن البلجيكية قام بخدمة الجالية الكلدانية في هولندا وكانت خدماته مقتصرة على بورنة. بعد إكمال الاب بشار دراسته وعودته الى العراق بدأت الخطوات الجدية بتسمية كاهن للجالية الكلدانية في هولندا.
في عام 2000 استقبلت الجالية الاب ماهر كورئيل كخوري لخورنة مار توما الرسول الكلدانية في هولندا إلا ان الاحتفال الرسمي بافتتاح الخورنة تم في 28-4-2002 بحضور كل من الكاردينال ادريانس سيمونس والمنسنيور رينتينك والاب المنسنيور فيليب نجم والاب ماهر والاب ساندرز و الاب بين فوكينك الدومنيكاني ممثلا عن منظمة كوراماكراتوريوم (منظمة مساعدة الخورنات الاجنبية) مع عدد غفير من ابناء الجالية من جميع انحاء هولندا وفي جو احتفالي يليق بالمناسبة.
في 6-8-2001 تم تشكيل لجنة الخورنة في هولندا وكان عنوان المراسلة للخورنة هو عنوان سكن الاب ماهر في مدينة الميلو.
بدأ الاب ماهر عمله بتقسيم الجالية إلى ستة مراكز بناءا على تمركزها في هولندا وهي امستردام، أرنهم، بورنا، هوخفين، روتردام و فودينبرخ. قام الاب ماهر بخدمة الخورنة لغاية شهر اب 2003 حيث غادر يوم 4-8-2003 إلى استراليا.
ظلت الخورنة بدون كاهن بعد مغادرة الاب ماهر وقد حاولت لجنة الخورنة وبتوجيه من قبل الاب المنسنيور فيليب والاب المنسنيور رينتينك الاستمرار بعمل الخورنة وتقديم الخدمات لابناء الجالية من خلال تكليف الاباء من قبل المنسنيور فيليب والذين كانوا مقيمين في روما لاغراض الدراسة او الذين كانوا يتواجدون في هولندا لاغراض الزيارة وخاصة في مناسبات الاعياد كالميلاد والقيامة وغيرها.
بدأ الاب فراس غازي يوسف عمله كخوري لخورنة مار توما الرسول الكالدانية في تموز 2004 وحتى يومنا هذا يعاونه مجلس رعوي تدعى باللجنة المركزية إضافة إلى لجان المراكز وقد بدأ عمله بجد ومثابرة وقد تم التوصل إلى اكثر من نصف ابناء الجالية إلا إنه لا زال الكثير من العمل ينتظر كما ان الاب فراس يقوم بتقديم الذبائح الإلهية بين الحين والاخر في مناطق اخرى عدا المراكز الستة المذكورة كمراكز اللاجئين وغيرها….