” لأَنَّ مُعَلِّمَكُمْ وَاحِدٌ الْمَسِيحُ، وَأَنْتُمْ جَمِيعًا إِخْوَةٌ.” ماذا يقول الكتاب المقدس بشأن التعامل مع الاخوة والأشقاء*؟

“أنتم جميعًا إخوة” هو تعليم من الرب يسوع بحسب – متى الانجيلي البشير- اتخذ كشعار للزّيارة الرسوليّة لقداسة البابا فرنسيس الاول إلى العراق.

وتأسيسا على ما تقدم ان الأخوّة من أجمل الرّوابط الاجتماعية بين الأفراد، فالإنسان عندما يحتاج إلى أية مساعدة فإن أوّل من يأتي في الخاطر أخوته فيلجأ إليهم في اسرته او في الحياة، وهذه عندما تكون رّوابط الأخوة سليمةً، وينتج عنها مجتمعا قوياً ومتماسكاً.

لأُخوَّةُ الإِنْسَانِيَّةُ* أفضل ما يمتلكه البشر، منذ خلقهم الله من نفس وخصائص وفي مفهوم إنـــسانـــي واجتماعي يرتبطون بعلاقة فيما بينهم، تلك العلاقة يكون قِوامُها الاحترام والإحسان والرحمة. والإنسان لا يختلف عن غيره إلَّا بالشكر للخالق والعمل الصالح.

كما ان الأخوة الإنسانية تعني أن يحترم الإنسان حق أخيه الإنسان في العيش بكرامة وحرية وأمان، بعيدا عن التطرف، والإرهاب، والتجويع، والتشريد، وأن يحظى بمواطنة كاملة وعدالة شاملة واعتبارات لا تعرف للعنصرية والتهميش معنى ومنهجاً.

يتدفق تيار الاخوة والوئام في التعليم المسيحي من ينبوع الروح القدس إلى جميع مجالات الحياة:

أولا – إلى العلاقات بين الإخوة والأخوات في الجماعة ليجعلها علاقات – قلبية – منفتحة ومن ثم إلى ما حولنا.

ثانيا– ستنمو الوحدة الروحية بين الأعضاء وفي مجالات أخرى كوحدة في التربية وتعليم وكذلك وحدة في العمل والعلاقات الاجتماعية السليمة والمحبة.

ثالثا– ومن الطبيعي نكون قد تحصلنا على مجتمع متشارك في أفراده، لأن المحرك الرئيسي لحياتهم هو المحبة. والمحبة هي الفرح بالآخرين.

رابعا– ويمكّن لهذا الفرح، الذي يفيض في الإيمان المسيحي، والذي يؤكد على المحبة للإخوة والأخوات في المجتمع كدليل على محبة المسيح. فلا يمكن تجزئتها أو فصلها عن محبته، فكل من آمن بالمسيح بعد أن عاش المغفرة لخطاياه، وبعد أن أخذت عيناه تبصر الحياة الجديدة السامية في المسيح، تحلُّ عليه تلقائيًّا محبة إخوته في الإنسانية لجميع الناس، “وَصِيَّةً جَدِيدَةً أَنَا أُعْطِيكُمْ: أَنْ تُحِبُّوا بَعْضُكُمْ بَعْضًا. كَمَا أَحْبَبْتُكُمْ أَنَا تُحِبُّونَ أَنْتُمْ أَيْضًا بَعْضُكُمْ بَعْضًا. بِهذَا يَعْرِفُ الْجَمِيعُ أَنَّكُمْ تَلاَمِيذِي: إِنْ كَانَ لَكُمْ حُبٌّ بَعْضًا لِبَعْضٍ”(يوحنا 13: 34–35).

في اللغة الأخوة هي مصدر “أَخَا” وتعني صِلَة التضامُن والمَودَّة، يُقال: بينهما علاقة أُخُوَّة؛ أي رابطة بين الأخ وأخيه وهي أيضاً علاقة تضامن وصداقة مبنيَّة على المَودَّة والتَّعاون بين أعضاء جماعة. أما الإنسانية فهي مصدر صناعي من كلمة إنسان وتُعد من المصطلحات الجامعة لكل المعاني والمشاعر والعواطف السامية والنبيلة التي تكرس الرحمة في قلوب البشر تجاه بعضهم، وتحثُّ الإنسان أيا كان لونه ودينه وجنسه على الشعور والتعاطف مع أخيه الإنسان في أي بقعة من بقاع الأرض.

الأخوة الإنسانية أصبحت مسؤولية العالم، وان توقيع وثيقة الأخوة الإنسانية بين قادة العالم قد تكون هي الأولى من نوعها في تاريخنا الحديث، في فبراير 2019 كنا على موعد مع اول قادة العالم وهم قداسة بابا الفاتيكان وفضيلة شيخ الأزهر يتوافقون على توقيع هذه الوثيقة والتي تؤكد على نشر ثقافة المواطنة والتعايش والإخاء بين البشر وان يحذوا حذوهم بقية رؤساء العالم.

إن تنفيذ هذه الوثيقة يمكن أن يشكل خطوة رائدة تساهم في تخفيف الاحتقان الموجود في العالم، وتحفز المبادرات والجهود المماثلة على العمل، وهو ما قد ينقذ الإنسانية من مآسٍ يتحمل تبعاتها الأبرياء، وأكدوا على إقرار كل المساهمات القيمة للشعوب من جميع الأديان، وعلى دور التعليم في تعزيز التسامح والقضاء على التمييز، وأثنوا على جميع المبادرات الدولية والإقليمية والوطنية والمحلية والجهود التي يبذلها القادة الدينيون لتعزيز الحوار بين الأديان والثقافات.

لكن المتأمل في الواقع والناظر لأحوال الناس يجد العجب، من القطيعة والأنانية وحب الذات والمنفعة الشخصية، والأفضل حالا من تجده يحاول تحقيق أعشار مفهوم الأخوة في الظاهر، لذلك أصبحت الأخوة كلمات دون محتوى، وعلاقات منزوعة الدسم! وشعارات جوفاء وادعاءات نظرية، تتجاذبها المصالح المؤقتة والمنافع الزائلة والنظرة المادية كالمنصب والمكانة الاجتماعية و….. الخ!

ومهما تعددت المفاهيم والتفسيرات المفرحة منها والمؤلمة، تأتي الأخوة الإنسانية بمقاصدها المتنوعة لتنتصر للبؤساء والمظلومين في كل مكان في هذا العالم.. فحينما ننادي بها فهذا يعني أن نقف متكاتفين ضد كل ما يتنافى مع الإنسانية كمبدأ ويقع تحت بند الجرائم التي لا تغتفر كالإبادات الجماعية التي شهدها التاريخ, ولا أذل من الحروب والقتل المتعمد للمدنيين والمجازر بحقهم في مختلف من دول العالم والدول العربية والإسلامية، وغيرها من تلك المدونة على صفحات التاريخ، ويعني أيضاً أن نناهض كل ما يرتبط بالتطهير العرقي بحجة “النقاء والحفاظ على أصالة النسل” والانتماء لمنطقة جغرافية بعينها لفئة محددة فيتم إقصاء وطرد مجموعات بعينها كما حدث في فترة الحرب العالمية الثانية

ماذا يقول الكتاب المقدس بشأن التعامل مع الاخوة والأشقاء*: عزيزي القارئ في هذا الايجاز المتواضع سيكون الكتاب المقدس هو من سيجيب عن كل تساؤلاتنا عن الاخوة وكما يلي:

تعلمنا كلمة الله كيف نتعامل أحدنا مع الآخر كأخوة، ويشير الى عدد من السلوكيات السلبية التي يجب تجنبها والى سلوكيات إيجابية التي يجب أن نقوم بها،

1- “لِيُرْفَعْ مِنْ بَيْنِكُمْ كُلُّ مَرَارَةٍ وَسَخَطٍ وَغَضَبٍ وَصِيَاحٍ وَتَجْدِيفٍ مَعَ كُلِّ خُبْثٍ. وَكُونُوا لُطَفَاءَ بَعْضُكُمْ نَحْوَ بَعْضٍ، شَفُوقِينَ مُتَسَامِحِينَ كَمَا سَامَحَكُمُ اللهُ أَيْضاً فِي الْمَسِيحِ”(أفس4: 31-32).

2- “فَتَمِّمُوا فَرَحِي حَتَّى تَفْتَكِرُوا فِكْرًا وَاحِدًا وَلَكُمْ مَحَبَّةٌ وَاحِدَةٌ بِنَفْسٍ وَاحِدَةٍ، مُفْتَكِرِينَ شَيْئًا وَاحِدًا، لاَ شَيْئًا بِتَحَزُّبٍ أَوْ بِعُجْبٍ، بَلْ بِتَوَاضُعٍ، حَاسِبِينَ بَعْضُكُمُ الْبَعْضَ أَفْضَلَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ، لاَ تَنْظُرُوا كُلُّ وَاحِدٍ إِلَى مَا هُوَ لِنَفْسِهِ، بَلْ كُلُّ وَاحِدٍ إِلَى مَا هُوَ لآخَرِينَ أَيْضًا”(في 2:2، 3-4).

3- “مَا أَحْسَنَ وَمَا أَجْمَلَ أَنْ يَسْكُنَ الإِخْوَةُ مَعاً! لأَنَّهُ هُنَاكَ أَمَرَ الرَّبُّ بِالْبَرَكَةِ حَيَاةٍ إِلَى الأَبَدِ”. (مزمور 133).

4- لقد أظهر لنا يسوع معنى المحبة – فالمحبة لا تتوقف عند أي حاجز أو مانع. فلا شيء يمكنه أن يوقفها، حتى لو ان الظروف تحجب طريقها، “الْمَحَبَّةُ تَتَأَنَّى وَتَرْفُقُ. الْمَحَبَّةُ لاَ تَحْسِدُ. الْمَحَبَّةُ لاَ تَتَفَاخَرُ، وَلاَ تَنْتَفِخُ، وَلاَ تُقَبِّحُ، وَلاَ تَطْلُبُ مَا لِنَفْسِهَا، وَلاَ تَحْتَدُّ، وَلاَ تَظُنُّ السُّوءَ، وَلاَ تَفْرَحُ بِالإِثْمِ بَلْ تَفْرَحُ بِالْحَقِّ، وَتَحْتَمِلُ كُلَّ شَيْءٍ، وَتُصَدِّقُ كُلَّ شَيْءٍ، وَتَرْجُو كُلَّ شَيْءٍ، وَتَصْبِرُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ، اَلْمَحَبَّةُ لاَ تَسْقُطُ أَبَدًا. وَأَمَّا النُّبُوَّاتُ فَسَتُبْطَلُ، وَالأَلْسِنَةُ فَسَتَنْتَهِي، وَالْعِلْمُ فَسَيُبْطَلُ” ( 1كور 13: 4، 8).

5- “مَنْ كانَت لَه خَيراتُ العالَمِ ورأى أخاهُ مُحتاجًا فأغلَقَ قلبَهُ عَنهُ، فكيفَ تَثبُتُ مَحبَّةُ اللهِ فيهِ، يا أبنائي لا تكُنْ مَحَبَّتُنا بِالكلامِ أو بِاللِّسانِ بَلْ بِالعَمَلِ والحَقِّ”(1 يو 3: 17-18).

6- يقول الرب يسوع، أَحبِبِ الرَّبَّ إِلهَكَ! والوصية الثانية مثلها تماما: أَحبِبْ قريبَكَ! (أي أخوك الإنسان) فلا توجد محبة حقيقية لله إذا لم تكن هناك محبة حقيقية لأخينا الإنسان، (يا مُعَلِّمُ، ما هي أعظمُ وصِيَّةٍ في الشَّريعةِ؟)) فأجابَهُ يَسوعُ: “أحِبَّ الرَّبَّ؟ إلهَكَ بِكُلِّ قَلبِكَ، وبِكُلِّ نفسِكَ، وبكُلٌ عَقلِكَ”. هذِهِ هيَ الوصِيَّةُ الأولى والعُظمى. والوصِيَّةُ الثّانِـيةُ مِثْلُها: أحِبَّ قَريبَكَ مِثلَما تُحبُّ نفسَكَ. (مت 22: 36-39).

7- وقالَ لِلجُموعِ كُلِّهِم: ((مَنْ أرادَ أنْ يَتبَعَني، فلْيُنكِرْ نَفسَهُ ويَحمِلْ صَليبَهُ كُلَّ يومٍ ويَتبَعْني. مَنْ أرادَ أنْ يُخَلِّصَ حَياتَهُ يَخسَرُها، ومَنْ خَسِرَ حياتَهُ في سَبـيلي يُخَلِّصُها”(لوقا 9: 23-24).

التنافس بين الأشقاء ظاهرة معروفة:

بدايتها من أول أخوين مذكورين في الكتاب المقدس: قايين وهابيل. كما نجد تنافس بين إخوة آخرين* في الكتاب المقدس مثل إسماعيل وإسحق، واخرين الكثير، بينما يريد الله أن يعيش الإخوة في تناغم وأن يحبوا بعضهم البعض وكما يلي:

1- “هُوَذَا مَا أَحْسَنَ وَمَا أَجْمَلَ أَنْ يَسْكُنَ الإِخْوَةُ مَعًا”(مز 133: 1).

2- إن المحبة الأخوية هي مثال وقدوة للمؤمنين، “لِتَثْبُتِ الْمَحَبَّةُ الأَخَوِيَّة، لاَ تَنْسَوْا إِضَافَةَ الْغُرَبَاءِ، لأَنْ بِهَا أَضَافَ أُنَاسٌ مَلاَئِكَةً وَهُمْ لاَ يَدْرُونَ(عبر 13: 2،1،).

3- “وَالنِّهَايَةُ، كُونُوا جَمِيعًا مُتَّحِدِي الرَّأْيِ بِحِسٍّ وَاحِدٍ، ذَوِي مَحَبَّةٍ أَخَوِيَّةٍ، مُشْفِقِينَ، لُطَفَاءَ” (1بط 3: 8).

4- يمكن أن يكون سبب تنافس الأشقاء هو الغيرة أو الأنانية أو انحياز الوالدين (سواء كان حقيقياً أم لا). قال الرب يسوع أن أهم وصيتين هما أن نحب الله وأن نحب أقرباؤنا ونعلم أن أقرباؤنا هنا تعني القريبين منا، وليس أقرب إلينا من إخوتنا وأخواتنا. يجب أن يكون البيت مكان يتعلم فيه الجميع كيف يحبون بعضهم البعض، “اَلْبُغْضَةُ تُهَيِّجُ خُصُومَاتٍ، وَالْمَحَبَّةُ تَسْتُرُ كُلَّ الذُّنُوبِ.” (أم 10: 12)، بما في ذلك أسباب تنافس الأشقاء.

ولكننا نعلم أننا لا نعيش دائماً كما يجب وأن التنافس الأخوي حقيقة واقعة. فيتجادل الإخوة معاً ويكذبون ويخدعون أحدهم الآخر وبصورة عامة يعاملون أحدهم الآخر بصورة بشعة أحياناً.

وفي الختام عزيزي القارئ لنقول سوية ،، الإيمانُ يذكرنا أن نرَى في الآخَر أخًا، علينا أن نحبَّه. وانطلاقًا من الإيمان بالله الذي منحنا رحمتِه، فإنَّنا مَدعُوٌّين للتعبيرِ عن هذه الأُخوَّةِ الإنسانيَّةِ بالاعتناءِ بالأخر وبالكَوْنِ كُلِّه، وبتقديمِ العَوْنِ لكُلِّ إنسانٍ، لا سيَّما الضُّعفاءِ منهم والأشخاصِ الأكثرِ حاجَةً وعَوَزًا ….. باركنا يا رب نحن الذين سنتخذ من تعليم الرب يسوع “وَأَنْتُمْ جَمِيعًا إِخْوَةٌ.” دليل عمل في حياتنا لمساعدة الاخرين قدر ما نتمكن، وامنح كنيستك الجامعة المقدسة الرسولية القدرة على نشر هذا التعليم بين البشر ….. الى الرب نطلب.

د. طلال كيلانو

——————————————————————————————————-

1- *اعتماد الجمعية العامة للأمم المتحدة قراراً بالإجماع يوم 4 فبراير اليوم العالمي للأخوة الإنسانية، سيحتفل المجتمع الدولي بهذا اليوم سنوياً ابتداءً من عام 2021.

احتفل العالم لأول مرة باليوم العالمي للأخوّة الإنسانية، وكانت الجمعية العامة للأمم المتحدة اعتمدت قراراً في 22 ديسمبر/ كانون الأول 2020، أعلنت فيه اعتبار 4 فبراير/ شباط اليوم العالمي للأخوّة الإنسانية، استجابة لمبادرة تقدّمت بها دولة الإمارات العربية ودول عربية أخرى، وكانت أبوظبي قد احتضنت لقاءً تاريخياً جمع قداسة البابا فرنسيس (بابا الكنيسة الكاثوليكية)، وفضيلة الشيخ د. أحمد الطيّب، شيخ الأزهر الشريف، وأسفر اللقاء عن توقيع «وثيقة الأخوّة الإنسانية من أجل السلام العالمي والعيش المشترك» في 4 فبراير/ شباط 2019.

2- وجهة نظر الأخوة الإنسانية / د. فاطمة عبد الله الدربي / البيان اتجاهات التاريخ: 23 /4/ 2021 3- الأخوة الإنسانية.. معانٍ ودلالات / منى الرئيسي / العين الإخبارية الأربعاء 2021/2/3 4- تعزيز الأخوة الإنسانية والسلم العالمي مؤتمر الأخوة الإنسانية في فبراير 2019، استضافت دولة الإمارات

*هناك فرقٌ بين الأخ الشقيق والأخ غير الشقيق؛ فعندما نقول أخوين شقيقين فيعني ذلك أنّهما لهما نفس الأم والأب، بينما الأخوان غير الشقيقين فهما اللذان يشتركان معاً في الأم أو الأب.

*عيسو ويعقوب، ليئة وراحيل، يوسف وإخوته، أبيمالك وإخوته. وقد أدى التنافس الأخوي، في كل من هذه الحالات، إلى ارتكاب أحد الإخوة سلوك خاطئة.

صدر عن المؤتمر “وثيقـة الأخــوة الإنســانية من أجل السلام العالمي والعيش المشترك” ووقع عليها شيخ الأزهر وبابا الكنيسة الكاثوليكية. وتؤكد الوثيقة على ما يلي:

1- أن التعاليم الصحيحة للأديان تدعو إلى التمسك بقيم السلام وإعلاء قيم التعارف المتبادل والأخوة الإنسانية والعيش المشترك.

2- أن الحرية حق لكل إنسان: اعتقادا وفكرا وتعبيرا وممارسة، وأن التعددية والاختلاف في الدين واللون والجنس والعرق واللغة حكمة لمشيئة إلهية، قد خلق الله البشر عليها، وجعلها أصلا ثابتا تتفرع عنه حقوق حرية الاعتقاد، وحرية الاختلاف، وتجريم إكراه الناس على دين بعينه أو ثقافة محددة، أو فرض أسلوب حضاري لا يقبله الآخر.

3- أن العدل القائم على الرحمة هو السبيل الواجب اتباعه للوصول إلى حياة كريمة، يحق لكل إنسان أن يحيا في كنفها.

4- أن الحوار والتفاهم ونشر ثقافة التسامح وقبول الآخر والتعايش بين الناس، من شأنه أن يسهم في احتواء كثير من المشكلات الاجتماعية والسياسية والاقتصادية والبيئية التي تحاصر جزءا كبيرا من البشر.

5- أن الحوار بين المؤمنين يعني التلاقي في المساحة الهائلة للقيم الروحية والإنسانية والاجتماعية المشتركة، واستثمار ذلك في نشر الأخلاق والفضائل العليا التي تدعو إليها الأديان، وتجنب الجدل العقيم.

6- أن حماية دور العبادة، من معابد وكنائس ومساجد، واجب تكفله كل الأديان والقيم الإنسانية والمواثيق والأعراف الدولية، وكل محاولة للتعرض لدور العبادة، واستهدافها بالاعتداء أو التفجير أو التهديم، هي خروج صريح عن تعاليم الأديان، وانتهاك واضح للقوانين الدولية.

7- أن الإرهاب البغيض الذي يهدد أمن الناس، سواء في الشرق أو الغرب، وفي الشمال والجنوب، ويلاحقهم بالفزع والرعب وترقب الأسوأ، ليس نتاجا للدين – حتى وإن رفع الإرهابيون لافتاته ولبسوا شاراته – بل هو نتيجة لتراكمات الفهوم الخاطئة لنصوص الأديان وسياسات الجوع والفقر والظلم والبطش والتعالي.

8- أن مفهوم المواطنة يقوم على المساواة في الواجبات والحقوق التي ينعم في ظلالها الجميع بالعدل لذا يجب العمل على ترسيخ مفهوم المواطنة الكاملة في مجتمعاتنا.

9- أن العلاقة بين الشرق والغرب هي ضرورة قصوى لكليهما، لا يمكن الاستعاضة عنها أو تجاهلها، ليغتني كلاهما من الحضارة الأخرى عبر التبادل وحوار الثقافات.

10- أن الاعتراف بحق المرأة في التعليم والعمل وممارسة حقوقها السياسية هو ضرورة ملحة، وكذلك وجوب العمل على تحريرها من الضغوط التاريخية والاجتماعية المنافية لثوابت عقيدتها وكرامتها .

11- أن حقوق الأطفال الأساسية في التنشئة الأسرية، والتغذية والتعليم والرعاية، واجب على الأسرة والمجتمع، وينبغي أن توفر وأن يدافع عنها، وألا يحرم منها أي طفل في أي مكان.

12- أن حماية حقوق المسنين والضعفاء وذوي الاحتياجات الخاصة والمستضعفين ضرورة دينية ومجتمعية يجب العمل على توفيرها وحمايتها بتشريعات حازمة وبتطبيق المواثيق الدولية الخاصة بهم. (النسخة مختصرة للعلم) وللمعرفة مراجعة الفاتكان نيوز…

عن د. طلال فرج كيلانو

شاهد أيضاً

قراءات الجمعة الثانية بعد الميلاد

خروج 15 : 11 – 21 ، ارميا 31 : 13 – 17 من مثلك …