حِينَئِذٍ تَقَدَّمَتْ إِلَيْهِ أُمُّ ابْنَيْ زَبْدِي مَعَ ابْنَيْهَا، وَسَجَدَتْ وَطَلَبَتْ مِنْهُ شَيْئًا. فَقَالَ لَهَا: مَاذَا تُرِيدِينَ؟ قَالَتْ لَهُ: قُلْ أَنْ يَجْلِسَ ابْنَايَ هذَانِ وَاحِدٌ عَنْ يَمِينِكَ وَالآخَرُ عَنِ الْيَسَارِ فِي مَلَكُوتِكَ فَأَجَابَ يَسُوعُ وَقَالَ: لَسْتُمَا تَعْلَمَانِ مَا تَطْلُبَانِ. أَتَسْتَطِيعَانِ أَنْ تَشْرَبَا الْكَأْسَ الَّتِي سَوْفَ أَشْرَبُهَا أَنَا، وَأَنْ تَصْطَبِغَا بِالصِّبْغَةِ الَّتِي أَصْطَبغُ بِهَا أَنَا؟ قَالاَ لَهُ: نَسْتَطِيعُ. فَقَالَ لَهُمَا: أَمَّا كَأْسِي فَتَشْرَبَانِهَا، وَبِالصِّبْغَةِ الَّتِي أَصْطَبِغُ بِهَا أَنَا تَصْطَبِغَانِ. وَأَمَّا الْجُلُوسُ عَنْ يَمِيني وَعَنْ يَسَارِي فَلَيْسَ لِي أَنْ أُعْطِيَهُ إِلاَّ لِلَّذِينَ أُعِدَّ لَهُمْ مِنْ أَبِي. متى20: 20-23.
لم يدركوا التلميذين يعقوب ويوحنا وأمهما في فهم تعليم الرب يسوع المسيح عن المكافأت. وقد عجزوا عن أدراك الآلام التي يلزمهم مواجهتها قبل الأستمتاع بمجد ملكوت اللّـه. وما هو الكأس الرهيب الذي يحمل الصليب في درب الآلام الذي تحملها الرب يسوع المسيح. وكان على يعقوب ويوحنا يواجها آلاماً مبرحة، فسُقتل يعقوب من أجل أيمانه، وسيُفى يوحنا. أراد الرب يسوع المسيح أن يبين أنه خاضع الآب الذي في يده وحدهُ، فالمكافات لا تُعطى جزافا، ولكنها تعطى لمن ظلوا أمناء للرب المسيح رغم التجارب القاسية.
كانت لدى التلاميذ، كما كانت لدى معظم يهود ذلك العصر، فكرة خاطئة عن ملكوت الرب يسوع الذي تنبأ انبياء العهد القديم، كان الناس يترجون مجيئ قائد سياسي يقيم لهم مملكة أرضية ويخلصهم ويحرر اسرائيل من سلطة وسيادة وظلم الرومان. وأراد التلمذين يعقوب ويوحنا أن يفوزا بمراكز الشرف فيه. ولكن ملكوت ربنا يسوع المسيح ليس من هذا العالم، وليس في القصور والعروش والقلاع، بل في قلوب أتباعهُ وحياتهم، ولكن التلاميذ لم يفهموا ذلك الا بعد قيامته المجيدة من بين الأموات. وقد أوضح المثل الذي قاله الرب يسوع المسيح أن مملكته لن تتخذ هذا الشكل. فهو سيذهب أولاً ويترك المؤمنين لفترة من الزمن ولابد لهم أن يكونوا أمناء ومثمرين خلال غيابه عنهم. وعندما يأتي سيقيم المملكة القوية التي يتوقعونها وينتظرونها.
أذ كان الرب يسوع المسيح يُعد لأعلان ملكوته بموته على الصليب، وكان عن يمينه ويسارهُ رجلان مجرمان محكوماً عليهما بالموت. وهذا يبين أن موت يسوع المسيح كان فداء وخلاص” لكل الناس”. وأوضح الرب يسوع للتلميذين المتشوقين الى السلطة أن من يريد الالتصاق به عليه الاستعداد للألم والموت كما حدث معه هو ذاته. أن الطريق الى الملكوت هو طريق الصليب.
+ المجرم المصلوب الأول: جذف على يسوع وقال لهُ: ألست أنت المسيح؟ أذن خلص نفسك وخلصنا!
+ المجرم المصلوب الثاني: أجاب المجرم الأول: زاجراً وقال لهُ: حتى أنتَ لا تخاف اللّـه، وأنت تعاني العقوبة نفسها؟ أما نحن فعقوبتنا عادلة لننا ننال الجزاء العادل لقاء ما فعلنا. وأما هذا الأنسان فلم يفعل شيئاً في غير محله!
+ طلب المجرم المصلوب الثاني من يسوع: يا يسوع اذكرني عندما أتي في ملكوتك!.
+ فقال لهُ يسوع: الحق أقول لكَ: اليوم ستكون معي في الفردوس.
فقد جاء الرب يسوع المسيح الى الأرض أولا كالأنسان المتألم، ولكنه سيأتي ثانية كالملك والديان ليملك ظافراً على كل الأرض. ربنا وفادينا يسوع المسيح هو المُخلص الرحيم الرؤوف سيغفر لنا ويعطينا حياة جديدة عندما نتوب ونؤمن به.
شامل يعقوب المختار