أسم المؤلف: غبطة البطريرك مار لويس روفائيل ساكو.
أسم الكتاب: مواعظ الدورة الطقسية الكلدانية.
- مقدمة:
في ختام الدورة الطقسية، ونحن على أعتاب دورة طقسية جديدة لسنة 2026، حيث تقدم لنا الكنيسة في ليتورجيتها الطقسية برؤية لاهوتية أيمانية، والرب يسوع المسيح هو محور الوجود والكمال وهو حقاً مركز كياننا وبداية مسيرتنا ونهايتنا ولنجدد أيماناً دائماً، ليس كمجرد تكرار الطقوس والأحتفال بالأعياد، بل هو كتجديد مستمر للعهد وحضورهُ المُبارك في كل أفكارنا وأعمالنا، وهو القادر أن يقدس حياتنا ويجعلنا شهوداً لملكوتهُ، لأن الرب يسوع المسيح هو الطريق والحق والحياة.
جميع المخطوطات والكتب تحتفظ بمعلوماتها الغنية حتى لو مضت السنوات على صدورها وطبعها، ولم تُمحى بل تبقى حية وصالحة لكافة الأزمنة للقراءة والمعرفة كما هو الكتاب المقدس الذي كُتب منذ قرون وحتى يومنا ننهال من ينابعه الأيمانية، لأنهُ كلمة اللّـه التي تعيش في أفكارنا، هكذا قد كتب أبائنا القديسين، والأساقفة والكهنة والرهبان كتابتهم وتأملاتهم على مر السنوات من ينبوع الأنجيل المقدس.
- تمهيد:
منذ سبعة سنوات أصدر غبطة البطريرك مار لويس روفائيل ساكو كتاب من تأليفه، بعنوان “كتاب مواعظ الدورة الطقسية الكلدانية للسنة 2016-2017” المفيد والغني القيم بالمعلومات الطقسية للمؤمنين لتنير أفكار ومدارك المؤمن والقارئ الكريم لذا أقدم عرض عن هذا الكتاب لما له أهمية في كتابة وشرح مواعظ الطقيسة للكنسة الكلدانية السنوية. حيث كل عام تطبع البطريركية الكلدانية تقويمها السنوي منذ سنوات طويلة، وليس هذه السنة، وبقية الكنائس تطبع تقاويمها أيضاً، وفي كُل التقاويم يكتب فيها القراءات الطقسية وتختلف من سنة الى سنة، لكي تواكب أحداث مسيرة حياة الرب يسوع المسيح وأمنا مريم العذراء، والقديسين والقديسات والمناسبات والأعياد والتذكارات الدينية الى مؤمنيها من أجل متابعة تلك الأيام والأعياد وما يتوجب على المؤمنين من صلاة وصوم وعبادة، والكتاب يشرح مواعظ لكل زمن من الأزمان في هذا الكتاب القيم.
- مقدمة كتاب مواعظ الدورة الطقسية الكلدانية:
+ بقلم: غبطة البطريرك مار لويس روفائيل ساكو.
لقد قمتُ بمراجعة سلسلة مواعظ السنة الطقسية الكلدانية للسنة 2016-2017، التي نشرت تباعاً على موقع البطريركة. وحاولتُ جاهداً أن أربط الأنجيل الذي يُقرأ على مدار السنة بحياة المؤمنين وظروفِهم لينعكس كلام اللّـه على وجودهم. وإذ أقدم لهم هذه التأملات بفرح كبير آمل أن تؤدي دورها في تعميق الأيمان والرجاء في نفوسهم.
الدورة الطقسية هي مسعى قامت به الكنيسة منذ البدايات لجعل الزمن بالنسبة للمسيحيين زمناً مقدساً وليس زمناً تاريخياً عادياً. ونظمت الدورة الطقسية على محطات حياة يسوع والكنيسة الكبرى. يتخللها تذكارات وخصوصاً الشهداء كأمثلة واقعية نقتدي بها. وتسمى أيضاً محطات تدبير الخلاص. هذه مواسم روحية متميزة ترسم مسيرة المسيحي في الزمن العادي لنقله الى مفهوم آخر من الزمن. أنطلاقاً من البشارة إلى تقديس الكنيسة، أي ملء الزمن.
لم يكن ثمة تنظيم ليتورجي للمسيحيين في البداية، بل كانوا يتمسكون بالطريقة اليهودية في العبادة كما يشير سفر أعمال الرسل: “أنهم كانو يلازمون الهيكل كلّ يوم بقلب واحد ويكسرون الخبز في البيوت” (أعمال الرسل7/46).
+ صفحة 2
الأنفصال جاء شيئا فشيئا فحل الأحد. يوم قيامة المسيح وقلب الإيمان المسيحي محل السبت (وقد أعلنه قسطنطين عام 321 عطلة رسمية). وممارسات جديدة كعشاء الرب أو كسر الخبز وصلوات مثل: الصلاة الربية. وتسابيح مثل ترنيمة تعظم نفسي الرب (مريم العذراء). وترنيمة زكريا وسمعان الشيخ كما ذكرها الأنجيلي لوقا. ويشير بولس الى مزامير وتسابيح وتراتيل روحية (أفسس5/19 و كولوسي 3/16).
وقت العبادة كان وقتاً متميز الفاعلية. فيه تظهر مواهب الروح القدس. ولم يكونوا يفصلون العبادة عن الحياة ذاتها. فالشهادة المسيحية والخدمة هما شكلان من أشكال العبادة الجوهرية: “قدموا أجسادكم ذبيحة حية مقدسة مرضية عند اللّـه، فهذه هي عبادتكم الروحية”. (رومية12/1).
السنة الطقسية هي ثمرة تطور فكري لاهوتي- روحي وراعوي. بدأت تأخذ مكانه وأهميّتها من خلال علاقتها بالأعياد الرئيسية خصوصاً القيامة. والدعوة إلى التأمل في كل عيد ومناسبة للحفاظ على تأثير المسيح حياً في حياة المؤمنين عبر الأحتفالات الليتورجية، للحصول على النعمة والسلام والفرح.
+ صفحة 3
تذكر أيجيريا (القرن الرابع) الحاجَّة المسيحية الغربية الى الأرض المقدسة والشرق. أسماء هذه الأعياد: الميلاد- الدنح، الفصح، القيامة – الصعود، العنصرة، كرازة الرسل، عيد الصليب، عيد إيليا النبي، تكريس كنيسة اورشليم الكبرى1. هذه الأعياد هي صدىّ لبعض الأعياد اليهودية مثل الفصح، العنصرة، والّمظال، وهنوكا، وبوريم.
لقد استغرقة عميلة بلورة السنة الطقسية وتنظيمها عدة قرون حتى وصلت الينا بصيغتها الحالية. وتختلف من كنيسة الى أخرى: الأسكندرية، أنطاكيا، بلاد ما بين النهرين، القسطنطينية وروما.
لقد أعتمدت كنيسة المشرق الكلدانية والأشورية، الحساب القمري في تنظيم السنة الطقسية، ويتجلى فيها تأثير التقليد اليهودي، يبدأ الأسبوع من الأحد إلى الأحد. ويُحسب اليوم من المساء الى المساء (إننا نصلي صلاة الرمش اليوم التالي). والشهر من البدر الى البدر، والسابوع شبوعاً يحتوي 7 أسابيع.
الوثائق قبل القرن السابع شحيحة، لكن بعده أزدهرت الليتورجيات وفي مشروع تنظيم السنة الطقسية الذي قام به ايشوعياب الثالث الحديابي (+659)، احد أقطاب رهبان بيت عابي.
+ صفحة 4
بشكل منطقي واضح. حيث دمج الليتورجيا الشعبية (الكاتدرائية) بالليتورجيا الرهبانية التي هي أطول. وقسم السنة الى تسعة مواسم. كل موسم يتضمن سبعة أسابيع ما عدا، الأول والأخير يتضمان أربعة أسابيع. هذه المواسم هي: البشارة- الميلاد 4-2. الدنح 7 وأحياناً 8، الصوم الكبير 7، القيامة 7، الرسل (العنصرة) 7، الصيف 7، أيليا -الصليب 7، موسى 7، تقديس الكنيسة 4.
للرقم 7 أهمية في تاريخ الخلاص بسبب رمزيَّته الى الكمال بحسب الكتاب المقدس والتقليد. كما اُدرج عيد تهنئة العذراء، وتذكارات الشهداء (ذخائرهم، كنوز ثرية – رمش الأربعاء والقديسين بحسب لاهوت كل موسم وخصوصاً في جمع موسم الدنح.
أما المراجعة الثانية للسنة الطقسية كانت في زمن سبر يشوع الخامس (1226-1257) سنة 1250 في الدير الأعلى (كنيسة الطهرة في الموصل)2. بينما الأصلاح الأخير قام به مجمع الأساقفة الكلدان الملتئم في دير الربان هرمزد، القوش1835 برئاسة البطريرك يوحنا الثامن هرمزد (1838- 1830)، وتم فيه أختصار الصلوات والتراتيل ورفع كل ما يتعلق بنسطوريوس والنسطورية. قام بطبع هذا التنظيم الأب بولس بيجان الكلداني اللعازي سنة 1886-1887 في مدينة لايبزيك Leipzig بألمانيا
+ صفحة 5
وبثلاثة أجزاء سماها كلها حوذرا، دامجاً فيها حوذرا الأحاد، وكشكول أيام الأسبوع، وكرزَّا الأعياد والتذكارات.
وفي العام 1938 طبعها الكنائس الشرقية في مجلد واحد أنيق عن طريق الاوفسيت، واخيراً قام المرحوم الأب بطرس يوسف بتكليف من المجمع الشرقي بطبع الحوذرا من جديد سنة 2002 لكن استعمالها معقد وكذلك فعل الأب بني بيث يدكرد في جورجيا وبأحرف أكبر.
هذه الأزمة التي يحتل المسيح فيها المركز، تهدف كُلَّها إلى شَدَّ المؤمن إلى اللّـه وتصوَّ نظره إليه لأنه يُشَكَّلُ مستقبله! يقول المجمع الفاتيكاني الثاني: “بادئ ذي بدء فلتوَجَّه عقول المؤمنين إلى الأعياد السيدية (المسيح) التي يُحتفل فيها بأسرار الخلاص على مدار السنة. وبالتالي فليعط ترتيب الزمن. مكانه الخاص به. فوق أعياد القديسين لكي يُيحتفل كما يجب بدوة أسرار الخلاص بكاملها” (دستور في الليتورجيا المقدسة 108).
سوبارا البشارة – الميلاد ، هو الأحتفال بسر تجسيد المسيح وتدشينه لعهدٍ جديد يحمل الرجاء بالخلاص.
الدنح، الشروق، أي عماد المسيح الذي فيه تجلى الثالثوت وراح يبشر بالإنجيل، عمادنا نجن يعكس
اندماجنا في المسيح “فِاَّنكم
+ صفحة 6
جَميعاً وقَدِ اعتَمَدتُم في المسيح، قد لَبِسُتمُ المسيح”. غلاطية3/27).
الصوم الكبير، المشاركة في الآم المسيح من خلال الصيام والتوبة وعمل الإحسان استعداد لقيامة المسيح، عربون قيامتنا.
زمن العنصرة – الرسل، تقع مسؤولية حمل بشارة المسيح إلى العالم أجمع على كل مسيحي، ويسانده فيها الروح القدس.
الصيف، نمو الكنيسة في الأيمان والقداسة. ومواسم إيليا – الصليب وموسى، تظهر مجئ المسيح الثاني مع إيليا وموسى لإعلان الحكم على العالم، وأخيراً تقديس الكنيسة، به تُختم السنة الطقسية ويهدف الموسم إلى غظهار اهمية تقديس الكنيسة – الجماعة حتى تكون عروساص لئقة بالمسيح، لتجلس عن يمينه في الملكوت الأبدي.
+ لويس روفائيل ساكو
1 Egeria`a trans., J. Wilkinson, London 1971, p,124.
2 J.Mateos, Lelya-Sapra,OCA156,Roma 1972, p461-464
+ صفحة 7
- فهرس المحتويات:
- + زمن البشارة:
اربعة مواعظ.
+ الأحد الأول – البشارة الى زكريا واليصابات. + الثاني – البشلرة الى مريم. + الأحد الثالث – ميلاد يوحنا. + الأحد الرابع – البشارة الى يوسف.
- + زمن الميلاد:
اربعة مواعظ.
+ عيد الميلاد – + رسالة السلام للبشرية جمعاء. + عيد الميلاد – الميلاد ميلادان. + عيد تهنئة العذراء مريم. + الأحد الأول – زيارة المجوس. + رأس السنة الجديدة.
- + زمن الدنح:
تسعة مواعظ.
+ هذا هو إبني الحبيب الذي به سررت. + عيد الدنح – عماذ المسيح هو أساس عماذنا. + الأحد الأول – برنامج عمل المسيح والمسيحيين. + الأحد الثاني – في البدء أن الكلمة. + أسبوع الصلاة من أجل وحدة المسيحيين. كلمة يوم الإرسال. + الأحد الثالث – يوحنا يشهد للحق والحب. + الأحد الرابع – التلميذ يدعو آخرين للإنضمام الى المسيح.
- + الباعوثا:
ثلاثة مواعظ.
+ الأحد السادس – له ينبغي أن ينمو ولي أن أنقص. + الأحد السابع – الشفاء الخلاص ثمرة الصلاة واللقاء. + موعظة جمعة الموتى.
- + زمن الصوم:
سبعة مواعظ.
+ الأحد الأول – زمن يقودنا الى اللّـه. + الأحد الثاني – وصية اللّـه وتقاليد الناس. + الأحد الثالث – الإتباع يتم عبر بذل الذات. + الأحد الرابع حاميها حراميها. + الأحد الخامس – الماء الحي عنوان الحياة. + الأحد السادس – الراعي الحقيقي والمزيف. + أحد السعانين – غصن الزيتون رمز السلام.
- + زمن القيامة: مواعظ الأسبوع المقدس:
أثناء احد عشرموعظة.
+ الفصح. الجمعة العظيمة – لا يأس مع الحياة. + عيد القيامة – حياة جديدة في نور قيامة المسيح. + جمعة الشهداء القديسين. + الأحد الثاني- الأحد الجديد، أحد توما، ربي وإلهي. + الأحد الثالث – لا نتركنّ شيئاً يخمد فرحنا بالمسيح. + الأحد الرابع – الإيمان إنتماء شكلي وليس وجداني. + الأحد الخامس – المسيح حاضر في العمل الرسولي (الصيد). + الأحد السادس – ليكونوا واحداً. + عيد الصعود – بيت عنيا، بيت الألم. + الأحد السابع – يسوع يسلم رسالته للمسيحيين.
- + زمن الرسل:
سبعة مواعظ.
+ أحد حلول الروح القدس. + الأحد الثاني – الخاطئة تصبح قديسة. + الأحد الثالث – السامري الحنون، المسيحي الحنون. + الأحد الرابع – دعوة التلاميذ، الحب الكبير. + الأحد الخامس نفسك ستؤخذ منك. + الأحد السادس- عمل الخير يحل في السبت. + الأحد السابع – الباب الضيق.
- + زمن الصيف:
ثمانية مواعظ.
+ الأحد الأول – يسوع شاهد لشيئ مختلف. + الأحد الثاني – الإبنان الأصغر والأكبر. + الأحد الثالث – شفاء المولود أعمى. + عيد إنتقال العذراء مريم الى السماء. + الأحد الخامس – الغني ولعازر، الدنيا دوارة. + الأحد السادس – شفاء البُرص العشرة، نكران الجميل. + الأحد السابع – الفريسي والعشار. ليس كل ما يلمع ذهباً.
- + زمن إيليا:
تسعة مواعظ.
+ الأحد الأول – زكا العشار، التوبة قول وفعل. + عيد الصليب – الباب الضيق يقود الى القيامة. + الأحد الثاني – مَثل الزارع. النوايا لا تكفي. + الأحد الثالث – الحنطة والزؤان. الأخيار والأشرار. + الأحد الرابع – دعوة التلاميذ الأولين. الدعوة مشروع. + الأحد الخامس – شفاء طفل، المؤمن محكوم بالأمل. + الأحد السادس – المرأة الكنعانية، من صَبَر ظفرَ. + الأحد السابع – الطفل المعلم.
- زمن موسى:
موعظة واحدة.
- الأحد الأول – سخاء اللّـه غير المحدود.
- زمن تقديس الكنيسة:
اربعة مواعظ.
+ الأحد الأول – مَن أنا؟ + الأحد الثاني – ديانة بلا “الروح” سيف جاهر للذبح. + الأحد الثالث – تطهير الهيكل، الكنيسة والمال. + الأحد الرابع – اللّـه يكفيني.
المسيح هو الكلمة المنطوقة التي يكلمنا اللّـه بها وكلمته نور وحياة ونعمة وحق أن الذين يصغون الى الكلمة ويقبلونها وتتلمذون لها ويسلكون في نورها بحب وفرح يصبحون بدورهم كلمة.
+ الغلاف الأخير.
شامل يعقوب المختار
