أينَ هوَ المَولودُ؟

 

  • مقدمة:

إن كل ميلاد معجزة في حد ذاته، وكل طفل يُولد هو عطية من اللّـه. لكن قبل عشرين قرناً من الزمان حدث الميلاد المعجزي الحقيقي، فقد وُلد أبن اللّـه أنساناً ليصير ويصبح اللّـه المتجسد. لذلك دعي أسمهُ “عمانوئيل” معناهُ (اللّـه معنا).

أن ولادة يسوع المسيح كانت آية فائقة للطبيعة الأنسانية، ليس فقط لأنه وُلِد من العذراء مريم، في بيت لحم لم يكن سوى اللـه ظاهراً في جسد بشري· وبولادتهُ جاء اللـه الغير المحدود، إلى الإنسان المحدود، مُعلناً محبة اللـه التي ليس لها حدود· وقد كانت حياته أيضاً فريدة، لأنه الشخص الوحيد الذي عاش على هذه الأرض بلا خطية· وكذلك أيضاً كان موته غير معتاد، فيسوع المسيح لم يمُت شهيداً، ولا بذل حياته ليقدم لنا قدوة من البطولة والشجاعة فحسب· إن في الأمر أكثر من ذلك كله بكثير· لقد جاء الرب يسوع إلى هذا العالم ليكون هو فادينا ومُخلِّصنا! وقد قال هو عن نفسه إنه. أَنَّ ابْنَ الإِنْسَانِ قَدْ جَاءَ لِكَيْ يَطْلُبَ وَيُخَلِّصَ مَا قَدْ هَلَكَ. لوقا19: 10. ولكي ما يُخلَّص الرب يسوع العالم، كان ينبغي أن يموت عنه· وقد جاء وعاش الحياه الكاملة بيننا، ثم مات على الصليب الميتة الرهيبة التي كان ينبغي أن نموتها نحن·

  • قالوا المجوس: أينَ هوَ المَولودُ؟ لنذهب ونبحث ونركع ونهدي الهدايا.

نقرا في أنجيل متى2: 1-12: ولمّا وُلِدَ يَسوعُ في بَيتَ لَحْمِ اليَهودِيّةِ، على عَهْدِ المَلِكِ هِيرودُسَ، جاءَ إلى أُورُشليمَ مَجوسٌ مِنَ المَشرقِ وقالوا: “أينَ هوَ المَولودُ”، مَلِكُ اليَهودِ؟ رَأَيْنا نَجْمَهُ في المَشْرِقِ فَجِئْنا لِنَسْجُدَ لَه. وسَمِعَ المَلِكُ هِيرودُسُ، فاَضْطَرَبَ هوَ وكُلّ أُورُشليمَ. فجَمَعَ كُلّ رُؤساءِ الكَهَنةِ ومُعَلّمي الشّعْبِ وسألَهُم: أينَ يولَدُ المَسيحُ؟ فأجابوا: في بَيتَ لَحْمِ اليَهودِيّةِ، لأنّ هذا ما كَتَبَ النَبيّ: يا بَيتَ لَحْمُ، أرضَ يَهوذا، ما أنتِ الصّغْرى في مُدُنِ يَهوذا، لأنّ مِنكِ يَخْرُجُ رَئيسٌ يَرعى شَعْبي إِسرائيل. فَدَعا هيرودُسُ المَجوسَ سِرّا وتَحقّقَ مِنْهُم مَتى ظَهَرَ النّجْمُ، ثُمّ أرسَلَهُم إلى بَيتَ لَحْمَ وقالَ لَهُم: اَذْهَبوا واَبْحَثوا جيّدًا عَنِ الطّفلِ. فإذا وجَدْتُموهُ، فأَخْبِروني حتى أذهَبَ أنا أيضًا وأسْجُدَ لَه. فلمّا سَمِعوا كلامَ المَلِكِ اَنْصَرَفوا. وبَينَما هُمْ في الطّريقِ إذا النّجْمُ الذي رَأَوْهُ في المَشْرقِ، يَتَقَدّمُهُمْ حتى بَلَغَ المكانَ الذي فيهِ الطِفلُ فوَقَفَ فَوْقَه. فلمّا رَأوا النّجْمَ فَرِحوا فَرَحًا عَظيمًا جِدّا، ودَخَلوا البَيتَ فوَجَدوا الطّفْلَ معَ أُمّهِ مَرْيَمَ. فرَكَعوا وسَجَدوا لَه، ثُمّ فَتَحوا أَكْياسَهُمْ وأهْدَوْا إلَيهِ ذَهَبًا وبَخورًا ومُرّا. وأنْذَرَهُمُ اللهُ في الحُلُمِ أنْ لا يَرجِعوا إلى هيرودُسَ، فأخَذوا طَريقًا آخَرَ إلى بِلادِهِم.

  • قال الملاك للرعاة: لا تخافوا. أينَ هوَ المَولودُ؟

مَلاَكُ الرَّبِّ وَقَفَ بِهِمْ، وَمَجْدُ الرَّبِّ أَضَاءَ حَوْلَهُمْ، فَخَافُوا خَوْفًا عَظِيمًا فَقَالَ لَهُمُ الْمَلاَكُ: لاَ تَخَافُوا! فَهَا أَنَا أُبَشِّرُكُمْ بِفَرَحٍ عَظِيمٍ يَكُونُ لِجَمِيعِ الشَّعْبِ: أَنَّهُ وُلِدَ لَكُمُ الْيَوْمَ فِي مَدِينَةِ دَاوُدَ مُخَلِّصٌ هُوَ الْمَسِيحُ الرَّبُّ. وَهذِهِ لَكُمُ الْعَلاَمَةُ: تَجِدُونَ طِفْلًا مُقَمَّطًا مُضْجَعًا فِي مِذْوَدٍ.

  • قالوا الرعاة: أينَ هوَ المَولودُ؟ لنذهب نُمجد ونسبح.

قَالَ الرجال الرُّعَاةُ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ: لِنَذْهَبِ الآنَ إِلَى بَيْتِ لَحْمٍ وَنَنْظُرْ هذَا الأَمْرَ الْوَاقِعَ الَّذِي أَعْلَمَنَا بِهِ الرَّبُّ فَجَاءُوا مُسْرِعِينَ، وَوَجَدُوا مَرْيَمَ وَيُوسُفَ وَالطِّفْلَ مُضْجَعًا فِي الْمِذْوَدِ. فَلَمَّا رَأَوْهُ أَخْبَرُوا بِالْكَلاَمِ الَّذِي قِيلَ لَهُمْ عَنْ هذَا الصَّبِيِّ. وَكُلُّ الَّذِينَ سَمِعُوا تَعَجَّبُوا مِمَّا قِيلَ لَهُمْ مِنَ الرُّعَاةِ. وَأَمَّا مَرْيَمُ فَكَانَتْ تَحْفَظُ جَمِيعَ هذَا الْكَلاَمِ مُتَفَكِّرَةً بِهِ فِي قَلْبِهَا. ثُمَّ رَجَعَ الرُّعَاةُ وَهُمْ يُمَجِّدُونَ اللهَ وَيُسَبِّحُونَهُ عَلَى كُلِّ مَا سَمِعُوهُ وَرَأَوْهُ كَمَا قِيلَ لَهُمْ.لقد ظل اللّـه يعلن ابنه لكن ليس لمن قد نتوقعهم، هنا قد أعلن للرعاة في حقولهم، ولعل أوليك الرعاة هم الذين كانوا يوردون خراف الذبائح للهيكل لتقديم ذبائح الخطية. فالملائكة يدعون الرعاة للأشتراك في تحية “حمل اللّـه” الذي يحمل خطايا العالم الى الأبد.

  • قالوا الملائكة: أينَ هوَ المَولودُ؟ مسبحين ومرتيلين.

وَظَهَرَ بَغْتَةً مَعَ الْمَلاَكِ جُمْهُورٌ مِنَ الْجُنْدِ السَّمَاوِيِّ مُسَبِّحِينَ اللهَ وَقَائِلِينَ: الْمَجْدُ للهِ فِي الأَعَالِي، وَعَلَى الأَرْضِ السَّلاَمُ، وَبِالنَّاسِ الْمَسَرَّة.

  • قالوا المجوس: أينَ هوَ المَولودُ؟ القدوس أبن اللّـه.

جاء المجوس رجال العِلم والمعرفة، والأغنياء، من بلاد المشرق الى اورشليم، وسألوا الشعب ورجال الدين، “أينَ هوَ المَولودُ، مَلِكُ اليَهودِ؟” كانت لديهم عندهم معرفة سابقة بأن الرب يسوع المسيح سوف يولد في بيت لحم اليهودية، ومع أن يسوع المسيح جاء في ملء الزمان، والى خاصته، لكن خاصته كأمة أي الشعب اليهودي لم تقبله. حسب نبوة النبي ميخا5: 2: “أَمَّا أَنْتِ يَا بَيْتَ لَحْمِ أَفْرَاتَةَ، وَأَنْتِ صَغِيرَةٌ أَنْ تَكُونِي بَيْنَ أُلُوفِ يَهُوذَا، فَمِنْكِ يَخْرُجُ لِي الَّذِي يَكُونُ مُتَسَلِّطًا عَلَى إِسْرَائِيلَ، وَمَخَارِجُهُ مُنْذُ الْقَدِيمِ، مُنْذُ أَيَّامِ الأَزَلِ”. ولم يكتفوا المجوس بعلمهم ولا بمركزهم الأجتماعي ولا غناهم، بل أطاعوا الدعوة السماوية بأرشاد النجم لهم لكي يروا حقيقة الطفل الفقير يسوع الطفل في مغارة بيت لحم. فخروا ساجدين له ومقربين تقادم: لهُ عطايا ثمينة جدا من( ذهباً رمز الملوكية) و (بخوراً رمز الألوهية) و (مراً رمز الأنسانية المتألمة) وأدركوا المجوس أن هذا المولود هو ليس فقط طفل عادي، بل هو القدوس أبن اللـه، هو ليس فقط ملك اليهود بل ملك الملوك ورب الأرباب، الذي به كان كل شيء، وبغيره لم يكن شيء ممن كان، وفي المسيح يسوع نرى هو الكاهن العظيم الأبدي لشعبه، كذلك الملك الذي يملك على القلوب والنفوس والأفكار.

  • قال الملك هيرودس: أينَ هوَ المَولودُ؟ اَذْهَبوا واَبْحَثوا جيّداً عَنِ الطّفلِ ليقتلهُ.

لم يريد أو ينوي ورغب الملك هيرودس الكبير أن يسجد للمسيح، فقد كان يكذب والحق لقد كانت خدعة، حتى يرجع إليه المجوس، ويكشفوا له عن المكان الذي يوجد في الملك المولود يسوع، فقد كانت خطةهيرودس أن يقتله. وقد أمر الملك هيرودس، وكان قاسياً جداً، ولكثرة أعدائه، كان يرتاب في أن يقوم أحدهم بانقلاب ضده بعد ذلك بفترة، وقام بمذبحة ضخمة كبيرة ليقتل جميع الأطفال دون عمر السنتين، في محاولة فاشلة يأسة لقتل الطفل يسوع ضمن الأطفال، الذى داعه البعض “ملك اليهود”، ليكون الوراث الشرعي لعرش الملك داود.

  • قال الشيخ سمعان أينَ هوَ المَولودُ؟ ليبارك العائلة المقدسة.

عندما أحضروا العذراء مريم والقديس يوسف البار يسوع الى الهيكل ليقدماهُ للّـه كان بأنتظارهُ الشيخ سمعان وأخبرهما “أينَ هوَ المَولودُ”؟ بما سيكون عليه الطفل. وقد أمكن الشيخ سمعان أن يموت في سلام آنذاك لأنه قد رأى الطفل يسوع المسيح، فباركهما سمعان. وَكَانَ رَجُلٌ فِي أُورُشَلِيمَ اسْمُهُ سِمْعَانُ، وَهَذَا الرَّجُلُ كَانَ بَارًّا تَقِيًّا يَنْتَظِرُ تَعْزِيَةَ إِسْرَائِيلَ، وَالرُّوحُ الْقُدُسُ كَانَ عَلَيْهِ. وَكَانَ قَدْ أُوحِيَ إِلَيْهِ بِالرُّوحِ الْقُدُسِ أَنَّهُ لاَ يَرَى الْمَوْتَ قَبْلَ أَنْ يَرَى مَسِيحَ الرَّبِّ. فَأَتَى بِالرُّوحِ إِلَى الْهَيْكَلِ. وَعِنْدَمَا دَخَلَ بِالصَّبِيِّ يَسُوعَ أَبَوَاهُ، لِيَصْنَعَا لَهُ حَسَبَ عَادَةِ النَّامُوسِ، أَخَذَهُ عَلَى ذِرَاعَيْهِ وَبَارَكَ اللهَ وَقَالَ: الآنَ تُطْلِقُ عَبْدَكَ يَا سَيِّدُ حَسَبَ قَوْلِكَ بِسَلاَمٍ ، لأَنَّ عَيْنَيَّ قَدْ أَبْصَرَتَا خَلاَصَكَ، الَّذِي أَعْدَدْتَهُ قُدَّامَ وَجْهِ جَمِيعِ الشُّعُوبِ. نُورَ إِعْلاَنٍ لِلأُمَمِ، وَمَجْدًا لِشَعْبِكَ إِسْرَائِيلَ. وَكَانَ يُوسُفُ وَأُمُّهُ يَتَعَجَّبَانِ مِمَّا قِيلَ فِيهِ. وَبَارَكَهُمَا سِمْعَانُ، وَقَالَ لِمَرْيَمَ أُمِّهِ: هَا إِنَّ هذَا قَدْ وُضِعَ لِسُقُوطِ وَقِيَامِ كَثِيرِينَ فِي إِسْرَائِيلَ، وَلِعَلاَمَةٍ تُقَاوَمُ. وَأَنْتِ أَيْضًا يَجُوزُ فِي نَفْسِكِ سَيْفٌ، لِتُعْلَنَ أَفْكَارٌ مِنْ قُلُوبٍ كَثِيرَةٍ. لوقا2: 25-35. اما الشيخ سمعان رأى مجد ونور المولود بين أحضانه.

  • قالوا التلاميذ وهم سألون: أينَ هوَ المَولودُ؟ أو أَيْنَ تَمْكُثُ؟

وما زال السؤال نفسه في أيامنا هذه، “أينَ هوَ المَولودُ”؟ هل كان فقط في مذود بيت لحم؟ أنه اليوم جالس على العرش في السماء، ينتظر أن نفتح لهُ قلوبنا ويملك على حياتنا، وكما سأل تلاميذهُ يوحنا المعمدان يسوع: يَا مُعَلِّمُ، “أَيْنَ تَمْكُثُ”؟ يوحنا1: 38. يسوع يرد: أنا اولد في قلوبكم، وأمكث وأعيش في حياتكم وبيوتكم وكنائسكم وبلادكم، وأن ننموا نحن بمعرفته، لأنه هذه هي الحياة الأبدية، أن نعرف الآب وأبنه يسوع المسيح، وهو يمكث مع الشعب المتواضع والوديع، يمكث مع منكسري الروح والقلوب الجائعة لشخصهُ المُبارك. في هذه الايام المُباركة المقدسة لنختبر المعنى الحقيقي للميلاد المجيد، بأن لا تكون لنا فقط  مناسبة وذكرى وأحتفالات سنوية، بل أختبار حقيقي حي ويومي مع يسوع المسيح، وبأن نكون نحن سبب رجاء لمن حولنا، ونقبل الدعوة السماوية لنا بان نكون ملوك وكهنة وخدام وشعب للـه الآب القدوس، وندعوا كثيرين من كل قبيلة ولسان وشعب وأمة الى ملكوت اللـه الأبدي.

  • قالوا الناس: أينَ هوَ المَولودُ؟

قبل حلول عيد الميلاد نجد الأسواق والمتاجر ممتلئة بزينة العيد لشراء الكرات المصابيح الملونة والأشجار، وشخصية بابا نؤيل أو سنت كلوس، وبأحجام مختلفة، وبطاقات التهاني وبالمقابل تفتقد هذه أكثر الأسواق معالم الميلاد المجيد بشخصية يسوع المسيح وأمه العذراء مريم والبارالقديس مار يوسف لتزين البيوت والشوراع والساحات العامة. بل نجدوضع مغارة بيت لحم في الكنائس والأديرى والساحات فقط. وبعض الأخر من الناس قبل حلول الميلاد يستعدون ينشغلون في البحث عن أين يحتفلون بأجواء صاخبة من الأضواء الملونة، ونجد النوادي والملاهي والبارات تعلن أعلانتها قبل أشهر لتُفتح ابوابها على مصاريعها، ليحتشد المحتفلون من المساء حتى الصباح الباكر يصيحون ويلهون، ويغنون ويرقصون، وبعضهم يحتسي الخمور حتى الثمالة، ليسكروا فيخرجوا هائمين صاخبين في الشوارع· ويا لها من طريقة غريبة للأحتفال بميلاد أعظم وأقدس شخص عاش على هذه الأرض! والحقيقة الواضحة إن مغزى ولادة الرب يسوع المسيح ما زال يلقى الإهمال! ويبدو أن بعض الناس قد فاتهم المغزى الكامل لولادة المسيح وحياته، موته وقيامته· إنهم لم يعرفوا من هو المسيح! ولم يعرفوا أنه جاء لكي يُخلَّصنا، ولكي يُبعد عنا خطايانا بعيداً!

  • قالوا البعض الأخر: أينَ هوَ المَولودُ؟

البعض الأخر يذهبون الى الكنيسة في عيد الميلاد المجيد وهم يرنمون ترانيم وتراتيل، ويحتفلون بأبتهاج طقسي على سبيل العاده فقط كحدث تاريخي او ذكرى سنوية ، وهم لا يعرفون ولا يبالون بمعنى العيد، ولم يتكبدون معرفة السؤال: “أينَ هوَ المَولودُ”؟ مَن هو يسوع المسيح؟ ولماذا أتى الى عالمنا هذا! ولكن الذين قبلوه، قبلوه بايمان صادق هو المخلص السيد والرب على القلب والحياة، فأعطاهم السلطان ان يصيروا اولاد اللـه. وهذه هي البشارة الجليلة التي ينبغي نشرها في كل مكان· ويالها من رسالة مُباركة  لكل يوم من أيام السنة ان نتحفل بميلادهُ المجيد. فهي هدية الخلاص الأبدية من الرب الأب القدير.

  • قالوا الأطفال: أينَ هوَ المَولودُ؟ في أحضان يسوع أو سنت كلوس.

نرى بعض من الأهل يلتقطون الصور الى أطفالهم في أحضان بابا نوئيل أو سنت كلوس، وهو جالس في عربته المملؤة بالهدايا التي تجرها الغزلان، وتناسوا ماذا قال الرب يسوع المسيح فقال: دَعُوا الأَوْلاَدَ يَأْتُونَ إِلَيَّ وَلاَ تَمْنَعُوهُمْ لأَنَّ لِمِثْلِ هؤُلاَءِ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ. متى19: 14. لأنه يحبهم، ولأنه تتوفر فيهم البساطة والبراءة والنقاوة، وأن يعتنون الأهل بتربية أطفالهم ورعايتهم جسديا ومعنوياً وروحياً وتوفير اساليب المعيشة في حياتهم.

  • قالوا النساء: أينَ هوَ ربي؟

نعم، لقد جاء طفل المذود ليبذل نفسه فدية مصلوباً على صليب الجلجثة، مُقدماً لنا بدمه صَفحاً شاملاً وتطهيراً كاملاً، مجاناً، بنعمته الغنية المتفاضلة· ولأنه مات ثم قام من بين الأموات تاركاً قبراً فارغاً.

قالت النساء مريم المجدلية، يونا، ومريم أم يعقوب الى الرجلان: “أينَ هوَ ربي”؟ فهو يقدم الآن غفران الخطايا ويقين الحياة الأبدية لكل من يؤمن به. فالغرض الحقيقي من مجيء المسيح طفلاً إلى هذا العالم هو أن يموت ليؤدي عقوبة الخطية· لقد جاء ليبذل نفسه فدية مصلوباً على صليب الجلجثة، مُقدماً لنا بدمه صَفحاً شاملاً وتطهيراً كاملاً، مجانًا، بنعمته الغنية المتفاضلة· ولأنه مات ثم قام من بين الأموات تاركاً قبراً فارغاً، فهو يقدم الآن غفران الخطايا ويقين الحياة الأبدية.

  • ولد المولود المُخلص والفادي في قلوب الشعب.

لهذا جاء يسوع المسيح لا ليولد كمثال لنا على هذه الأرض فحسب، بل ليمنحنا الغفران والخلاص الذي نستحقه. هذه هي نعمة اللّـه، فهو إذ لم يجد شفيعاً ومعيناً جاء هو بنفسه، لأنه قادر على كل شيئ وموجود في كل مكان. وهكذا بمحبته أخذ الرب يسوع المسيح خطايانا ومنحنا بره. هذا هو اليوم السعيد فلتفرح الشعوب فيه آتى الفادي ليغفر الذنوب. وقال المولود: أنا جالس عن يمين اللّـه 16 – 20 مرقس.

شامل يعقوب المختار

عن شامل يعقوب المختار

شاهد أيضاً

لقاء مع الشماس ماريانو مازن شمعون

يقول السيد المسيح: إِنْ كَانَ أَحَدٌ يَخْدِمُنِي فَلْيَتْبَعْنِي، وَحَيْثُ أَكُونُ أَنَا هُنَاكَ أَيْضًا يَكُونُ خَادِمِي. …