فَيُوسُفُ رَجُلُهَا إِذْ كَانَ بَارّاً. متى1: 19.
- معنى كلمة البار:
البار: هي كلمة جامعة لكُل الصفات الحسنة الخيرية، أي أن الحديث عن شخصية أنسانية مُتميزة ولها صفات نبيلة وأخلاق حميدة سامية. الرجل البارهو، النبيل الصادق المؤمن الأمين، الذي لهُ أدوار ومواقفهُ مميزة ويظهر أثر بُرهُ في تعاملهُ مع والديه، أقاربهُ، أصدقائهُ، ضيوفهُ وجيرانهُ بالمحبة والتقوى، ويتميز سلوكهُ بشاشة الوجه، ويحرص على الحفاظ على صلة الأرحام وعمق الصداقة.
- شواهد على نسب البار يوسف البتول:
يوجد في الكتاب المقدس ثلاثة شواهد على نسب القديس يوسف البار من نسل الملك داود من سبط يهوذا:
أولاً: نقرأ في أنجيل متى: سلسلة نسبهُ للرب يسوع المسيح الأرضية. وَمَتَّانُ وَلَدَ يَعْقُوبَ. وَيَعْقُوبُ وَلَدَ يُوسُفَ رَجُلَ مَرْيَمَ الَّتِي وُلِدَ مِنْهَا يَسُوعُ الَّذِي يُدْعَى الْمَسِيحَ. ثم نقرأ عنه في الآية 20 قول ملاك الرب ليوسف: وَلَكِنْ فِيمَا هُوَ مُتَفَكِّرٌ فِي هَذِهِ الأُمُورِ إِذَا مَلاَكُ الرَّبِّ قَدْ ظَهَرَ لَهُ فِي حُلْمٍ قَائِلاً: يَا يُوسُفُ ابْنَ دَاوُدَ لاَ تَخَفْ أَنْ تَأْخُذَ مَرْيَمَ امْرَأَتَكَ لأَنَّ الَّذِي حُبِلَ بِهِ فِيهَا هُوَ مِنَ الرُّوحِ الْقُدُسِ. متى 15:1- 16 و20.
ثانياً: كذلك نقرأ في أنجيل متى: أَمَّا وِلاَدَةُ يَسُوعَ الْمَسِيحِ فَكَانَتْ هَكَذَا: لَمَّا كَانَتْ مَرْيَمُ أُمُّهُ مَخْطُوبَةً لِيُوسُفَ قَبْلَ أَنْ يَجْتَمِعَا وُجِدَتْ حُبْلَى مِنَ الرُّوحِ الْقُدُسِ. فَيُوسُفُ رَجُلُهَا إِذْ كَانَ بَارّاً وَلَمْ يَشَأْ أَنْ يُشْهِرَهَا أَرَادَ تَخْلِيَتَهَا سِرّاً. وَلَكِنْ فِيمَا هُوَ مُتَفَكِّرٌ فِي هَذِهِ الأُمُورِ إِذَا مَلاَكُ الرَّبِّ قَدْ ظَهَرَ لَهُ فِي حُلْمٍ قَائِلاً: يَا يُوسُفُ ابْنَ دَاوُدَ لاَ تَخَفْ أَنْ تَأْخُذَ مَرْيَمَ امْرَأَتَكَ لأَنَّ الَّذِي حُبِلَ بِهِ فِيهَا هُوَ مِنَ الرُّوحِ الْقُدُسِ. فَسَتَلِدُ ابْناً وَتَدْعُو اسْمَهُ يَسُوعَ لأَنَّهُ يُخَلِّصُ شَعْبَهُ مِنْ خَطَايَاهُمْ. وَهَذَا كُلُّهُ كَانَ لِكَيْ يَتِمَّ مَا قِيلَ مِنَ الرَّبِّ بِالنَّبِيِّ: هُوَذَا الْعَذْرَاءُ تَحْبَلُ وَتَلِدُ ابْناً وَيَدْعُونَ اسْمَهُ عِمَّانُوئِيلَ (ﭐلَّذِي تَفْسِيرُهُ: اَللَّهُ مَعَنَا). فَلَمَّا اسْتَيْقَظَ يُوسُفُ مِنَ النَّوْمِ فَعَلَ كَمَا أَمَرَهُ مَلاَكُ الرَّبِّ وَأَخَذَ امْرَأَتَهُ. وَلَمْ يَعْرِفْهَا حَتَّى وَلَدَتِ ابْنَهَا الْبِكْرَ. وَدَعَا اسْمَهُ يَسُوعَ. متى 18:1-25.
ثالياً: كذلك نقرأ في أنجيل لوقا عن يوسف البار: فَصَعِدَ يُوسُفُ أَيْضًا مِنَ الْجَلِيلِ مِنْ مَدِينَةِ النَّاصِرَةِ إِلَى الْيَهُودِيَّةِ، إِلَى مَدِينَةِ دَاوُدَ الَّتِي تُدْعَى بَيْتَ لَحْمٍ، لِكَوْنِهِ مِنْ بَيْتِ دَاوُدَ وَعَشِيرَتِهِ، لِيُكْتَتَبَ مَعَ مَرْيَمَ امْرَأَتِهِ الْمَخْطُوبَةِ وَهِيَ حُبْلَى. لوقا 2: 4.
- مَن هو القديس يوسف البار:
القديس يوسف من سبط يهوذا من نسل داود الملك، ومنذ أن سمع القديس يوسف كلمات الملاك، وهو يعرف أن يسوع ليس شخصاً عادياً. وقد مكنه أيمانه العميق بهذه الحقيقة، وأنفتاح قلبهُ لكلمات اللّـه لهُ، من أن يكون الأب المختار ليسوع من الناحية الشرعية في حياته الأرضية. القديس له مواقفه النبيلة من أحداث التاريخ، وهو حدث حقيقة الميلاد المجيد وتجسد شخص الرب يسوع المسيح. وعندما نتأمل في الآيات الأنجيلية القليلة التي سجلها الوحي المقدس عن القديس يوسف، نكتشف مباشرة بأن اللـه قد أختارهُ لأنه كان مثالاً لذلك الرجل الذي يمتاز بالبر والخضوع والأيمان لأرادة اللـه، والعمل بحسب مشيئهُ وطاعتهُ فيما أراد منه أن يعمل.
- نبوات العهد القديم عن الميلاد:
لقد ولد الطفل يسوع في أسرة بشرية مقدسة تتكون من الأم مريم العذراء والأب يوسف النجار عرف بأنه الأب الأرضي والشرعي للرب يسوع مع أنه لم يكن أبوه الطبيعي، لذلك دعي المسيح ”أبن داود”. وبهذا الترتيب الألهي، تمت نبوات العهد القديم على أن المسيح سيأتي من نسل داود.
- صفات القديس يوسف البار:
+ كان مطيع: أطاع اللـه عندما أخذ القديسة مريم خطيبة له.
+ كان صادق: بوعد كلمته وأمين عليها.
+ كان مطيع: لأرشاد للّـه اليه، مستعد أن يعمل مشيئته مهما كانت النتائج.
+ كان بار: كل خطواته كانت متفقة مع مشيئة اللـه.
+ كان خدوم: راعى وخدم القديسة مريم العذراء ورب المجد يسوع.
+ كان مسوؤل: على حماية العذراء الرب الطفل يسوع المسيح.
+ كان ثقة: أهم المميزات التي يتصف بها الأبرار هي الأستجابة.
+ كان مضحي: ضحى من أجل القديسة مريم العذراء ورب المجد يسوع.
+ كان مجتهد في عمله: عمل نجار ليوفر أسباب الحياة المعاشية وأحتياجات أسرتهُ المقدسة.
+ كان مسؤول: تحمل مسؤولية القديسة مريم العذراء ورب المجد يسوع.
+ كان مربي: المربي الفاضل لشخص الرب يسوع لهُ المجد.
+ كان مفكر: فكر بأمر القديسة مريم العذراء قبل أن يتخذ أي خطوة، فلم يكن متسرعاً بل أعطى مكاناً للعقل إلى جانب عواطفه وأحاسيسه البشرية.
- أهم المحطات في حياة العائلة المقدسة:
+ القديس يوسف كان مرافق وحامي القديسة مريم العذراء في أهم محطات حياتها:
+ عند ولادة الطفل يسوع في بيت لحم.
+ عند تسمية الطفل بأسم يسوع.
+ عند ختان الطفل يسوع في اليوم الثامن.
+ عند تكريس الطفل في الهيكل وصلاة سمعان الشيخ.
+ عند السفر إلى مصر ثم العودة إلى الناصرة.
+ عند السفر إلى بيت لحم لأنه من نسل داود ليتم إحصاؤهم حسب أوامر قيصر روما.
+ عند السفر إلى هيكل اللـه في أوروشليم لما كان عمر الرب يسوع أثنتي عشرة سنة.
- طاعة كلمة الرب:
لقد أستمع الرجل البار لكلمة اللـه، وآمن بهذه الكلمة، وعمل طائعاً للكلمة. وأيمانه وطاعته لكلمة الله تعطينا مثالاً عظيماً لما يجب عليه أن يكون المؤمن والمؤمنة في أيامنا هذه: وليتنا جميعاً نجعل من طاعة الله أسلوباً في حياتنا اليومية. لتكن شفاعة القديس البار يوسف النجار وأمنا مريم العذراء بقوة الرب يسوع المسيح والروح القدس.
شامل يعقوب المختار