قصة برج بابل

كان لأهل الأرض كلها لغة واحدة وكلام واحد فلما رحلوا من المشرق وجدوا بقعة في
سهل شنعار فأقاموا هناك وقال بعضهم لبعض تعالوا نصنع لبنا ونشويه شيا فكان لهم
اللبن بدل الحجارة والتراب الأحمر بدل الطين وقالوا تعالوا نبن لنا مدينة
وبرجا رأسه في السماء ونقم لنا اسما فلا نتشتت على وجه الأرض كلها ونزل الرب
لينظر المدينة والبرج اللذين كان بنو آدم يبنونهما فقال الرب هاهم شعب واحد
ولهم جميعا لغة واحدة ما هذا الذي عملوه إلا بداية ولن يصعب عليهم شيء مما
ينوون أن يعملوه فلننزل ونبلبل هناك لغتهم حتى لا يفهم بعضهم لغة بعض فشتتهم
الرب من هناك على وجه الأرض كلها فكفوا عن بناء المدينة ولهذا سميت بابل لأن
الرب هناك بلبل لغة الناس جميعا ومن هناك شتتهم الرب على وجه الأرض كلها أمين
برج بابل يَنسب إلى كبرياء الانسان تشتّتَ العائلة البشريّة في مجموعات عديدة
تتكلّم لغات مختلفة تشتت الشعوب واللغات نتيجة طبيعية لتكاثر البشر والحضارة
البابلونيّة نمت وسيطرت كانت رمزًا إلى الشعوب القويّة التي تفرض حضارتها
ولغتها على الشعوب الضعيفة وهذا التسلط بالقوة فكك الشعوب والوضع كان سيىء
يسحق فيه صغار الشعوب بسبب سيطرة القوى العظمى كانت شنعار أرض بابلونية واقعة
بين دجلة والفرات في بلاد الرافدين فكانوا يصنعون لبناً لعدم وجود حجارة
فيستعملون التراب الاحمر لصنع الحجارة فبنوا معابد عالية بسبع طوابق فينزل
الاله أنو على الطابق السابع وهناك يقيم وكانت تُبنى في الغالب كمعابد أشبه
بالأهرامات المدرجة لها سلالم أو منحدرات مائلة على جوانبها للصعود عليها وقد
بنى الشعب في هذه القصة برجهم ليكون نصباً تذكارياً تخليداً لعظمتهم ليراه
العالم كله وعليه نلاحظ التحدي يريد الانسان أن يصل الى السماء إلى الله هي
استعادة تجربة الانسان الاول تكونون مثل آلهة تلك كانت تجربة الممالك الكبرى
التي ترمز اليها بابلونية ونزل هنا يشبه الله بانسان ينزل من السماء من مقرّه
يريد أن يرى قبل أن يحكم على البشر ربّما يعودون عن ضلالهم حين يرون سوء
التفاهم فيما بينهم الله يحوّل مشاريع البشر ولكنه لا يسحقهم بابل هي باب إيل
أو باب الله بلبل ما عاد الواحد يفهم الآخر مع أن اللغة كانت واحدة أما في
العنصرة فاللغات متعدّدة ولكن الناس يتفاهمون بفضل حضور الروح القدس كان برج
بابل إنجازاً بشرياً واحد من عجائب الدنيا السبع ولكنه كان نصباً تذكارياً
للشعب نفسه وليس لله وكثيراً ما نبني أنصاباً تذكارية لأنفسنا ثياباً غالية
بيوتاً كبيرة سيارات فاخرة عملاً مرموقاً لجذب الأنظار إلى إنجازاتنا وقد لا
تكون هذه خطايا في ذاتها ولكن عندما نستخدمها للتدليل على عظمتنا وقدرنا فإنها
تحتل مكان الله في حياتنا دعي اسمها بابل لأن الرب هناك بلبل لسان كل الأرض
ومن هناك بددهم الرب على وجه كل الأرض وما هو هدف بناء البرج والمدينة؟قال
البعض ليهربوا من الطوفان إذا حاول الله إهلاكهم بسبب خطاياهم ولكن إذا كان
هذا صحيحًا لبنوا البرج فوق الجبل عمومًا هو احتمال قائم برجًا رأسه بالسماء
هذا القول تحدي لله فيصل للسماء أي يصل لله ولكن الوصول للسماء يكون بالقداسة
وليس بالأبراج العالية وقال البعض أقاموه لعبادة نجوم السماء وأرادوه عاليًا
ليصلوا لأعلي مكان ليرضوا آلهتهم ويتقربوا لها بداية العبادة الوثنية لنصنع
لأنفسنا اسمًا كانوا يريدون أن يكون هذا البناء الرائع شاهدًا لعظمتهم مخلدًا
لهم ليتحدث عنهم الجميع بمهابة وتعطيهم سيادة للعالم وهناك من قال أنهم كتبوا
أسماؤهم علي حجارة البرج فهو علامة علي المجد الزمني العالمي هم قوم مختالين
بأنفسهم أمرهم الله بالانتشار ليملأوا كل الأرض ولكنهم حاولوا أن يتمركزوا في
بابل مؤسسين مملكة عظيمة غالبًا بقيادة نمرود مخالفين رأي الله أرادوا أن
يقيموا مدينة ولا في بناء برج شاهق لكن في قلوبهم التي كانت في وضع تحدي لله
ورفض لمشورته فهم لم يثقوا في حمايته ووعوده مع أن الله يكون سورًا من نار
ليحمي أولاده هؤلاء البابليين لم يكتفوا ببناء برج واحد بل أرادوا بناء أبراج
عالية كثيرة ولو عادوا لله بالحب لوجدوا فيه مدينتهم السماوية وحصنهم الحقيقي
ولنالوا اسمًا في السماء وليس علي الأرض فقط فبددهم الرب من هناك على وجه كل
الأرض فكفوا عن بنيان المدينة كان الله أن يعاقبهم بالموت لكن ليست هذه هي
طريقة الله فالله لا يعاقب الآن في هذه الحياة بل هو يؤدب ويوقف امتداد الشر
حتى لا يؤثر علي خطة الله للبشر ونجد الله هنا يؤدبهم بأن بلبل ألسنتهم وبددهم
في الأرض بلبلة الألسنة أدت لانتشارهم في الأرض كلها وتعميرها هكذا صنعت زوجة
نابال مع داود فهي غيرت مفهوم اسم زوجها نابال فكلمة نابال تعني عود للطرب أو
أحمق. وهذا يدل علي عدم رضاء الله علي أهل بابل ولا يريد أن ينسب أسمها له
سفر التكوين 11 : 1-9
أعداد
الشماس سمير كاكوز

عن الشماس سمير كاكوز

شاهد أيضاً

قصة رؤيا في السماء

يوحنا بن زبدي تلميذ يسوع المحبوب شارك اخوته المؤمنين في الآلام والآضطهاد من اجل الكلمة …