كيف لنا ان يحقق الله مطاليبنا ..؟

               

يعكوب ابونا
علاقة الله بالانسان علاقة ازلية ، اذ قبل ان يخلق الله الانسان كانت صورة الانسان بذهن الله فعندما خلقه ، على صورته و كشبهه خلقه ” تك 1 : 26 ، ووضعه في جنة عدن ، واوصاه قائلا من جميع شجر الجنة تاكل اكلا ،واما شجرة معرفة الخير والشر فلا تاكل منها ، لانك يوم تاكل منها موتا تموت ” ..تك 2 : 15-17 “…
فلولا محبة الله للانسان لما خلقه واعطاء العلم والمعرفة والارادة وحرية التمييز بين الخير والشر والصالح والطالح ، فادم بارادته الكاملة وبحريته المطلقة اختار ان يتمرد على الله ويكسر وصيته وياكل من شجرة الخيروالشر ، رغم ان الله حذره من ذلك وقال له يوم تاكل منها موت تموت ؟؟ وهكذا اخطأ ادم بحق الله وانتقلت خطيته الى البشر عامة لاننا ورثته ، في رومية 5 : 12 من اجل ذلك وكانما بانسان واحد دخلت الخطية الى العالم وبالخطية الموت وهكذا اجتاز الموت الى جميع الناس اذ اخطا الجميع ” ،..
ولكن الله محبه ومحبته تعادل عدله كما بعدله كان الموت، فبمحبته كان لنا الخلاص من موت الخطية لانه ونحن بعد خطاة مات المسيح لاجلنا ، انجيل يوحنا 3 : 16 لانه هكذا احب الله العالم حتى بذل ابنه الوحيد لكي لا يهلك كل من يؤمن به بل تكون له الحياة ابدية “…
فكما دخلت الخطية الى العالم بواحد جعل الكثيرون خطاة، هكذا أيضا بإطاعة الواحد سيجعل الكثيرون أبرارا … الله لم يكتفي بالرحمة التي رحمنا بها بل منحنا مالا نستحقه وقدم لنا النعمة وهي هبة مجانيه منحها لغيرمستحقيها .. هكذا ببر واحد صارت الهبة إلى جميع الناس، لتبرير الحياة . ….
الله الذي يحبنا كل هذه المحبة لايمكن ان لا يستجيب لطلباتنا ، وهو الذي يريد أن جميع الناس يخلصون وإلى معرفة الحق يقبلون ” 1 تيموثاوس 2 : 4 ”
لذلك سوف ناخذ ثلاثة ايات من الكتاب المقدس نتحدث من خلالها عن موضوع الطلبات والاستجابه ؟؟
اولا – انجيل متى 6 : 33 اطلبوا أولا ملكوت الله وبره وهذه كلها تزاد لكم .. ”
نلاحظ القول اطلبوا : جاءت بصيغة الامر ، ولكن تفيد التزاما مستمرا “.. بملكوت السماء وبره ، يجب ان يكون الاهتمام الاول لطلباتنا ان ننال ملكوت الله وما يخصه وما يرضاه قبل كل شئ ، ويكون خضوعنا لارادة الله ، ونعمل حسب مشيئته لتتلائم حياتنا مقاصده ، ويملأ افكارنا برغباته هو ، علمنا عند الصلاة .. كيف نبداها ، نمجد الرب اولا وبعدها نطلب ؟؟ أبانا الذي في السماوات. ليتقدس اسمك…. وبعدها نقول .اعطنا … رغم ان الرب نبهنا عن ان كنوز الارض لاتصلح ولا تعمل لخلاصنا ، لذا يجب ان تكون طلباتنا لكنوز السماء لحياة ابدية ، والرب لا يحرمنا مما خلقه واوجده لنا بالارض والعالم ؟ ما اوجده وخلقه هولكي نتمتع به ، وننال محبته عندما نشكره ،ونوفق طلباتنا واحتياجاتنا مع مخافة الرب وخشيته بان لانتجاوز حدود محبته….
ثانيا – في انجيل لوقا 11 : 9 – 13 …
وانا اقول لكم ِأسْأَلُوا تُعْطَوْا. اُطْلُبُوا تَجِدُوا. اِقْرَعُوا يُفْتَحْ لَكُم ، لأن كل من يسال يأخذ ومن يطلب يجد ومن يقرع يفتح له “.. “فمن منكم وهو ابٌ يسأله ابنه خبزًاٍ يعطيه حجرًاٍ او سمكة أفيعطيه حية بدل السمكة ، او اذا ساله بيضة أفيعطية عقربا ، فان كنتم وانتم أشرار تعرفون أن تعطوا أولادكم عطايا جيدة فكم بالحري الاب الذي في السماء يعطي الروح القدس للذين يسالونه “”
نجد في بداية الاصحاح احد التلاميذ يطلب من المسيح ان يعلمهم كيف يصلون ،فعلمهم الصلاة الربانية ، ويطلب يسوع من التلاميذ ان يسالوا ” يطلبوا ” ويؤكد لهم بان طلباتهم ستستجاب ، والافعال الثلاثة اعلاه أمره الا انها تفيد التزاما مستمرا ، بمعنى على الانسان ان يقوم بدوره عندما يسائل ويطلب وتكون الصلاة بلجاجا مدخلا لهذه الطلبات ، ومع ذلك هناك من يقول انني اطلب واصلي واصوم ولا يستجيب الله لطلباتنا ..؟
قلنا الله معطاء ومحب كيف لا يستجيب لطلباتنا ..؟ علينا ان نتاكد لماذا ؟؟ لانه لابد ان يكون هناك خلل او سبب في العلاقة معه ،؟؟ قلنا العلاقة مع الله تبدا بالصلاة والتوبه والاستقامه لننال مغفرة الخطايا وتقوم بها شراكة اتحاد حيوي ومباشرمع الرب ، وبغير ذلك لا يمكن أن توجد حياة أو إثمار. علاقتنا مع المسيح يجب ان تكون كعلاقة الرأس بالجسد (كولوسي 1: 18) – وهي صورة إتحاد أساسي مطلوب..وان كنا غير ذلك نكون غير ثابتين في الرب ….لانه يقول الصلاة الحقيقية لا تهمل ولا يمكن الا تسمع ، وهي تستجاب دائما ولكن بالطريقة التي يراها الله مناسبة وحسنة، لا كما نراها نحن …لان اوقاته غير اوقاتنا .
ولكن في .
ثالثا – يوحنا 15 : 7 ” ..
ان ثبتم في وثبت كلامي فيكم تطلبون ما تريدون فيكون لكم بهذا يتمجد ابي “. ..
الاصحاح يبدأ انا الكرمة الحقيقية وابي الكرام ، ونحن الاغصان في المسيح والغصن المثمر هو المؤمن الحقيقي المرتبط بالمسيح ، اما الغصن الغير مثمر فسيقطع من الكرمة ، هنا تتضح الصورة عندما لا يستجيب الرب لطلباتنا فلا بد ان يكون هناك خلل بعلاقتنا مع الرب يسوع المسيح ، اما ان نكون غير ثابتين فيه او ان كلامه غير ثابة فينا ، مثل ذلك الغصن الغير المثمر لان المسيح ليس فيه ليثمره ، ولكن عندما نكون ثابتين فيه وكلامه ثابت فينا نكون اغصان مثمرة فننال الخلاص لاننا نصبح في المسيح” (رومية 8: 1؛” اذ لا شئ من الدينونه الان على الذين هم في المسيح يسوع السالكين ليس حسب الجسد بل حسب الروح ” . وفي كورنثوس الثانية 5: 17 ، اذا كان احد في المسيح فهو خليقة جديدة الاشياء العتيقة قد مضت هوذا الكل قد صار جديدا …..
لنعلم جيدا اخوتي إن الثبات في المسيح ليس مستوى خاص من الإختبار المسيحي متاح للبعض فقط ؛ بل هو وضع متاح لجميع المؤمنين الحقيقيين. والفرق بين الثابتين وغير الثابتين في المسيح ، ” كل من يخطئ لم يبصره الله ولا يعرفه 1 يوحنا 3 : 6 …
ولنعرف شئ مهم جدا بان ألمسيح لم يعدنا أبداً بما هو سهل في حياتنا .؟؟ ، لكنه وعد فقط أن يساعدنا بضيقاتنا ، قال صراحة في العالم سيكون لكم ضيق ، ولكن ثقوا انا قد غلبت العالم ، (يوحنا 16: 33) ولكن قد يرد سؤال عند احدكم من غلب المسيح في العالم ؟؟ اليس المسيح ملك العالم وخالقه ؟؟ نعم ولكن هناك اخر يتمتع بهذا العالم ويحكمه ونحن له صاغرون للاسف ..
( في رسالة كورنثوس الثانية 4: 4)؟
“الذين فيهم اله هذا الدهر قد اعمى اذهان غير المؤمنين ..” يقول
وفي يوحنا 12 : 31 الان يطرح رئيس هذا العالم خارجا ..”
وفي افسس 2 :2
   حسب رئيس سلطان الهواء الروح الذي يعمل الان في ابناء المعصية ،
وفي متى 4 : 8  ثم أخذه أيضا إبليس إلى جبل عال جدا، وأراه جميع ممالك العالم ومجده
9 وقال له: أعطيك هذه جميعها إن خررت وسجدت لي
10 حينئذ قال له يسوع: اذهب يا شيطان “..
لا حظوا المسيح لم يوبخ الشيطان ولم يرده ويكذبه عندما اراه ممالك العالم ومجدها ، ولم يقل له انها لسيت لك ، بل اعترف المسيح ضمنيا بحق الشيطان وسلطانه على هذا العالم ، فالذي نشاهده اليوم من احداث شريره بالعالم فهي تطبيقا لقانون ونظام شيطاني فلا غرابه منه ؟؟ ، لذا المؤمنيين بالرب يسوع المسيح يمستهدفين من قبل الشيطان واعوانه لانهم متمردين على هذا النظام وحكم الشيطان.. قال في يوحنا 17 : 14
 أنا قد أعطيتهم كلامك، والعالم أبغضهم لأنهم ليسوا من العالم، كما أني أنا لست من العالم ،”. فحاشا ان يكون المسيح والمؤمنيين من هذا العالم الشيطاني .؟؟ لذلك اضطهدوه ويضطهدونهم ويتعرضوا للضيقات ،.فقال الذى يؤمن به لا يدان” (يو18:3)، و” من آمن بى ولو مات فسيحيا” (يو25:11)…
يجب ان نعلم بان الله يلبي طلباتنا وازيد ، ويجب ان نكون له دائما شاكرين ، لاننا بكل ما نحن عليه هو بفضل الله علينا ، لاننا نحن لا نعرف مقاصده ولا اوقاته ، ولا ندرك اعماله، ولكن الذي يجب ان نعرفه هو ما يقوله الرسول بولس برسالته الى اهل رومية 8 : 28 وَنَحْنُ نَعْلَمُ أَنَّ كُلَّ الأَشْيَاءِ تَعْمَلُ مَعًا لِلْخَيْرِ لِلَّذِينَ يُحِبُّونَ اللهَ، الَّذِينَ هُمْ مَدْعُوُّونَ حَسَبَ قَصْدِه .”.. لذلك اخوتي كم جميلا ان نكون من المدعويين اليه ..ولكن يجب ان تسبقها دعوانا له اولا لانه يقول بسفرالرؤيا (3: 20): هنذا واقف على الباب وأقرع إن سمع أحد صوتي وفتح الباب ادخل اليه واتعش معه وهومعي “.. الرب يسوع ينتظرنا لكي نفتح له قلوبنا وبيوتنا ليدخل ونتعش معه ؟؟ لاحظوا كيف يتعامل الرب معنا محترما حريتنا واختارنا وقرارنا ، لذلك فهو سيحملنا يوما مسؤولية ان ندعه واقفا على الباب يقرع ؟؟ بدون اذان صاغية منا لنفتح له الباب .؟؟ وهناك سيكون البكاء وصرير الاسنان ..
والمجد دائما وابدا لرب المجد يسوع المسيح….. امين
يعكوب ابونا ………………. 9 /2 /2020

عن يعكوب ابونا

شاهد أيضاً

مواهب الروح القدس

هو روح الله الأقنوم الثالث في الثالوث الاقدس وقد ذكر هذا التعبير ثلاث مرات فقط …