أ.د غازي ابراهيم رحو
بعد ايام قلائل وبالتحديد يوم 29-2 من هذا الشهر تمرعلينا جميعا ذكرى مؤلمة ادمت القلوب قبل العيون ذكرى فقدان رجل من رجالات شعبنا المسيحي الصابر المتالم المهمش شعبنا الذي قدم شهداء تلو الشهداء حيث كان يوم 29-2-2008 يوم اسود في تاريخ الموصل والعراق بشكل عام عندما اقدم عدد من المجرمين القتلة على اختطاف شيخ الشهداء المطران فرج رحو بعد قام هؤلاء الاوباش بقتل الشمامسة الابرار مرافقي شيخ الشهداء المطران فرج رحو بعد خروجه من احدى الكنائس بعد انتهاء الصلاة وتم اختطافة وتعذيبه باشد العذابات وبقي صابرا محتسبا الى الرب تعالى كونه يحمل في قلبه الايمان الذي قدم روحه الطاهرة من اجله ولم يتنازل عن ما تعلمه في بيته وعائلته وكنيسته فتم غدره وقتله ببشاعة يوم 13-3-2008 عندها التقى حبه للسيد المسيح مع الالم واصبح قلبه شركة حب الرب المتالم واصبح الموت عنده مثل كاسا يرتشفها المؤمنين وفاز بذلك بالسعادة الابدية الدائمة وثوبا لا يفني ولا يتدنس ولا يضمحل ,,,,,واعاد هؤلاء ليكونوا نيرون جديد في ارض المسيحية في العراق ……. وهذا يذكرنا باضطهاد نيرون للكنيسة وللمسيحيين الذي يعتبر اول اضطهاد عاناه شعبنا المسيحي والذي بدا وارتبط باستشهاد عودين عظيمين في الكنيسة وهم الرسولان بطرس وبولس .. لهذا نرى ان الاستشهاد في المسيحية لا يوجد مثلها استشهاد في الحماسة والشجاعة والايمان والوداعة والصبر واحتمالية الفرح بالاستشهاد.. فقد برهنوا شهداء المسيحية انهم يقبلون الى الموت فرحين هادئين وبكل وداعة يقابلون مضطهديهم بشجاعة وايمان وهكذا كان شيخ الشهداء المطران فرج رحو وما اعلانه قبل الاستشهاد وكلامه الموجه للاخرين بان اخبرهم انه في حالة اختطافه ان لا يتم دفع اي فدية لاطلاق سراحه سوى لانه مؤمن بان اللقاء بربه ومعانقة الشهادة هي اسمى واعلى قمه الايمان ولان الشهيد المطران فرج رحو كان يرى ان العالم الحالي عالم وقتي قياسا بالحياة الابدية وان ضيقات واحزان هذه الحياة تتحول الى مجد عظيم في السماء وللتاريخ نقولها ان المطران الشهيد فرج رحو وبالرغم من الجبروت والغطرسة والظلم لقاتليه في اثناء الاختطاف الذي استمر بحدود اسبوعين الا ان قاتليه فشلوا في اخضاعه لطلباتهم وكان رافضا بكل عنفوان مؤمنا بمسيحيته وشهادته كانت شجاعة وفضيلة وكرازه وصدقا في الايمان بمسيحيته وكان ثابتا في ايمانه الذي انتصر له ولهذا فان الكنيسة تتشفع بالشهيد والشهداء .. وهذه هي عقيدة ايمانية انجيلية تمارسها الكنيسة الجامعة وفي طقوسها تذكر الشهداء وتضع ايقوناتهم وتحتفل بتذكار استشهادهم سنويا .. اننا اليوم اذ نستذكر شهادة الشهيد المطران فرج رحو انما نقدم نموذج للبطولة وللصبر والثبات على الايمان ومحبة المسيح وعدم التفريط في العقيدة وعدم التزعزع ومن المؤكد ان الكنيسة تعمل على الاحتفال بالشهداء ..لان التجارب التي تحيط بالكنيسة هي الالام والاضطهاد وهو الذي يفرز الايمان الصادق من الايمان الكاذب والذي من المؤكد انه يفرز بين الايمان في القلوب والايمان في الحلوق … وهذا هو الايمان الحقيقي الذي يخضع له المومنين وسوف يكون على المحك في ايمانه والتزامه بصخرة السيد المسيح لان دماء الشهداء هي بذار الايمان بالرغم من العذابات وهكذا كان شهيدنا المطران فرج رحو الذي استبسل وبشجاعته وقوته وصبره وامانته وثباته وعدم تزعزعه بحبه لصخرة السيد المسيح ولهذا فان شيخ الشهداء المطران فرج رحو اعطى روحا جديدة لكنيسته لكي لا تموت في فترات الضعف التي يضن البعض فيها بانها ضعيفة فهؤلاء الرجال الشهداء هم من اعطوا قوة لبقاء الكنيسة وتقويتها وكانت فترة اختطاف المطران الشهيد هي فترة المخاض للمؤمنين والكنيسة واستشهاد شيخ الشهداء فرض فرصة اثبات الايمان المسيحي في امتنا وثباتنا في عقيدتنا وهؤلاء هم الاباء اللذين نفتخر بهم لانهم تالموا اكثر من غيرهم وهم اللذين صبروا واحتملوا العذابات وهكذا الالام هي فرصة ليبرز فيها الصابرون ..اننا في هذه الايام نتذكر شيخ الشهداء ورفاقه الابرار فاننا نعاهده ارواحهم باننا سنبقى على خط سيرهم سائرون وعلى طريق ايمانهم عابدون فقد ضحوا بارواحهم من اجلنا جميعا ,, فجنات الخلد التي تضم اليوم الشهيد ورفاقه تزهوا بنور الايمان وتنظر الينا لكي نكون صامدين مبتهلين الى الرب يسوع ليقف مع كل من يدافع عن ايمانه وعقيدته الف تحية الى روح شيخ الشهداء المطران فرج رحو والذي ستبقى روحه ترفرف في عليين تنظر الينا جميعا وتمنحنا القوة والايمان …