أنجيل متى25: 1-13.
حِينَئِذٍ يُشْبِهُ مَلَكُوتُ السَّمَاوَاتِ عَشْرَ عَذَارَى، أَخَذْنَ مَصَابِيحَهُنَّ وَخَرَجْنَ لِلِقَاءِ الْعَرِيسِ. وَكَانَ خَمْسٌ مِنْهُنَّ حَكِيمَاتٍ، وَخَمْسٌ جَاهِلاَتٍ. أَمَّا الْجَاهِلاَتُ فَأَخَذْنَ مَصَابِيحَهُنَّ وَلَمْ يَأْخُذْنَ مَعَهُنَّ زَيْتًا، وَأَمَّا الْحَكِيمَاتُ فَأَخَذْنَ زَيْتًا فِي آنِيَتِهِنَّ مَعَ مَصَابِيحِهِنَّ. وَفِيمَا أَبْطَأَ الْعَرِيسُ نَعَسْنَ جَمِيعُهُنَّ وَنِمْنَ. فَفِي نِصْفِ اللَّيْلِ صَارَ صُرَاخٌ: هُوَذَا الْعَرِيسُ مُقْبِلٌ، فَاخْرُجْنَ لِلِقَائِهِ! فَقَامَتْ جَمِيعُ أُولئِكَ الْعَذَارَى وَأَصْلَحْنَ مَصَابِيحَهُنَّ. فَقَالَتِ الْجَاهِلاَتُ لِلْحَكِيمَاتِ: أَعْطِينَنَا مِنْ زَيْتِكُنَّ فَإِنَّ مَصَابِيحَنَا تَنْطَفِئُ. فَأَجَابَتِ الْحَكِيمَاتُ قَائِلاتٍ: لَعَلَّهُ لاَ يَكْفِي لَنَا وَلَكُنَّ، بَلِ اذْهَبْنَ إِلَى الْبَاعَةِ وَابْتَعْنَ لَكُنَّ. وَفِيمَا هُنَّ ذَاهِبَاتٌ لِيَبْتَعْنَ جَاءَ الْعَرِيسُ، وَالْمُسْتَعِدَّاتُ دَخَلْنَ مَعَهُ إِلَى الْعُرْسِ، وَأُغْلِقَ الْبَابُ. أَخِيرًا جَاءَتْ بَقِيَّةُ الْعَذَارَى أَيْضًا قَائِلاَتٍ: يَا سَيِّدُ، يَا سَيِّدُ، افْتَحْ لَنَا! فَأَجَابَ وَقَالَ: الْحَقَّ أَقُولُ لَكُنَّ: إِنِّي مَا أَعْرِفُكُنَّ. فَاسْهَرُوا إِذًا لأَنَّكُمْ لاَ تَعْرِفُونَ الْيَوْمَ وَلاَ السَّاعَةَ الَّتِي يَأْتِي فِيهَا ابْنُ الإِنْسَانِ.
الزفاف اليهودي:
كانت هناك ثلاث مراحل لحفل زفاف يهودي في ذلك الزمان. الأول كان الأرتباط، وهو أتفاق عائلي من قبل الآباء. والثاني كان خطوبة، أي الحفل الذي تتم فيه الوعود المتبادلة. والثالث هو الأحتفال بحفلة الزواج، ويكون بعد حوالي عام واحد تقريباً، عندما يأتي العريس لأخذ العروس في وقت غير متوقع. ينتظرون مرافقة العريس في موكب أحتفالي، وربما في المرحلة الأخيرة من الأحتفالات حيث يعود بعروسهُ إلى المنزل لحضور حفل زفاف. بدا أن العذارى الجاهلا الخمسة كُن جاهزات للعريس، لأنهن أخذن مصابيحهن. لكنهن في الحقيقة لم يكُن مستعدات، كانت العقوبة قاسية بالنسبة للعذارى الجاهلات. فلم يُسمح لهن بالدخول إلى حفلة العرس، وأغلق الباب أمامهم.
نبذة عن الأحتفال بعيد القديس مارتن:
يحتفل الهولنديين بصورة عامة والأطفال بصورة خاصة سنوياً بعيد القديس مارتن الذي يصادف عيدهُ يوم 11 تشرين الثاني من كل عام. وأيضا تحتفل وبعض من الدول الأوروبية الأخرى بالعيد وتختلف الأحتفالات من مكان الى أخر. قبل حلول العيد توفر الأسواق والمحلات مسلتزمات وتحضيرات العيد من فوانيس وملابس وحلويات وفواكة بسعر مخفض، والعوائل تهيئ هذه المستلزمات أيضا لترسم الفرحة والبسمة على وجوة الأطفال وتشتري لهم ما هو مطلوب، وغالبا ما تعمل المستلزمات الورقية خلال ساعات الدوام في المدارس وهو نوع من دروس الفنية لتعليم الأطفال على فن الرسم وتصميم الأشكال التي يحبونها، وحيث تضاء الفوانيس بأستخدام المصابيح بواسطة البطاريات حفاظاً على سلامة الأطفال والسلامة العامة. عند حلول مساء يوم العيد والأحتفال تسير مجاميع صغيرة بمسيرة من أطفال الحي او أصدقاء المدرسة مع والديهم وهم حاملين فوانيسهم المضيئة في طرق وأزقة الأحياء وهم يقرعون ابواب البيوت. بعد فتح الأبواب يستقبلون العوائل الأطفال بالأبتسامة والترحيب بهم بعدها ينشدوا الأطفال تراتيل وأناشيد خاصة بالقديس سانت مارتن، بعدها يقدموا الأهالي لهم هدايا العيد مثل “الحلويات، والبسكويت والفواكة“ وتستمر مسيرة الاطفال لمدة ساعتين تقريبا بعدها يعودون الى بيوتهم محاملين فرحة العيد وما حصلوا عليهم من هدايا وحلوى.
والربط بين العذراىء الزمن الماضي وأطفال اليوم، حيث حدث الى أحد الأطفال أثناء المسيرة الليلية أن سقط منهُ بطارية مصابحهُ في ذلك الليل المظلم بين أوراق الخريف الصفراء والبرتقالية، وقام بالبحث عنها ولكن لم يعثر على البطارية، وبعد أن عرف أن صديقه لديه بطارية أضافية فطلب منهُ أن يعطيهُ بطارية ليضيئ مصابحه، أجابه صديقه: أنا لا أعطيك بطارية من المحتمل تسقط من عندي أنا أيضا ويبقى مصباحي بدون نور مضيئ، فقال لهُ: أنت أذهب الى بيتكم وأجلب بطارية جديدة. أجابهُ: اذا ذهبت الى البيت واعود سوف ينتهي وقت المسيرة، وبعد الساعة الثامنة الأهلي لم يفتحوا الأبواب، لأن يجب أن نكون في البيت.
الهدف من المثل:
الهدف والغاية من هذا المثل البسيط بين العذراىء الكبار والأطفال الصغار هو: كيف نتعلم أن كل شخص مسؤول عن “حالتهُ أو حالتها“. ونكون يقظين وجاهزين ومستعدين، لنكون بعيداً عن الفشل في حياتنا الأيمانية والعلمية والعملية.
نبذة مختصرة عن حياة القديس مارتن Sint –Maarten
حياة القديس سانت مارتن التوروزي، أحد أشهر القديسين في بلاد الغال قديما وفرنسا. ولد في مدينة سارباريا أحدى مدن مدن بانونيا، هنكاريا. ولد أسرة من والدين وثنيين. إذ كان أبوه ضابطًا في الجيش، أضطرت الأسرة إلى السفر الى بافيا في ايطاليا، وفي الخامسة عشر من عمره وجد مارتن نفسه مدفوعاً للألتحاق بالجيش. ومع أنه لم يكن قد نال العماد المقدس بعد إلا أنه عاش كراهب أكثر منه كجندي.
أيمان القديس:
تقول الرواية أنه أثناء وجوده في مدينة أميان حدثت لهُ واقعة مشهورة، ففي أحد أيام البرد الشديد وأثناء عاصفة ثلجية، قابل القديس مارتن عند بوابة المدينة رجل فقير شبه عارٍ، يرتجف من شدة البرد ويطلب صدقة من العابرين. إذ رأى مارتن أن العابرين لا يعيرون التفاتاً لذلك البائس الفقير تحنن عليه وأراد مساعدته، ولكنه لم يكن يملك سوى ملابسهُ وسلاحهُ. أستل سيفهُ وقطع معطفه نصفين وأعطى الشحاذ نصفه والتحف بالآخر. في تلك الليلة رأى مارتن في حلم أن الرب يسوع المسيح يلبس نصف المعطف الذي أعطاه للفقير ويقول: الى مارتن مع أنه مازال موعوظًا إلا أنه كساني بهذا المعطف. فيصباح اليوم التالي تذكرمارتن هذه الرؤيا وذهب حينها الى الكنيسة لينال سر العماذ المقدس ويصبح مسيحي.
سانت مارتن يرفض القتال:
بالرغم من أيمانه بالمسيحية إلا أن القديس مارتن لم يترك خدمة الجيش بعد ذلك مباشرة، ولكن وهو في سن العشرين من عمره حدث هجوم من قبل القبائل البربرية على الغال، فذهب مارتن إلى القيصر يوليانس وأخبرهُ أنه لا يليق به أن يقاتل في الحرب لأنه مسيحي، ثار غضب القيصر لهذا الكلام وأتهمهُ بالجبن والتخاذل والخيانة. فأجابه مارتن: بأنه مستعد أن يقف بعزل السلاح في أول خطوط معارك الحرب ويقف أمام الأعداء. زجهُ القيصر به في السجن، ولكن بعد أنتهاء الحرب أُطلِق سراحه.
أنتخابة أسقف:
فذهب القديس إلى بواتييه حيث أستقبله القديس هيلاري الأسقف وجعله ضمن تلاميذه. أنضم مارتن إلى مجموعة من المتوحدين، والتي تعتبر أول مجتمع رهباني في بلاد الغال، أخذت تنمو الرهبنة حتى صارت ديراً كبيراً. وفي سنة 371 م، طلبه أهلتورز، ليكون أسقفاً عليهم، وإذ كان رافضاً ذلك المنصب أستخدموا الحيلة في دعوته لزيارة أحد المرضى في المدينة، ولما توجه إليها أخذوه إلى الكنيسة ورسموهُ أسقفاً هناك رغم أعتراض بعض الأساقفة الموجودين على أهليته لتلك الكرامة نظراً لتواضع منظره وهيئته.
في البداية أستمر القديس مارتن في نفس نظام حياته الرهبانية، فعاش في صومعة قرب الكنيسة، ولكن إذ كثر زواره ولم يستطع تحمل الأزعاج أعتزل في برية قريبة من المدينة، وسرعان ما التف حوله ثمانون راهباً وشكلو مجموعة. بدأ لقديس مارتن بالكرازة بين الوثنين وتحولت والدته إلى المسيحية ولكن بقي والده وثني. توفي القديس مارتين في الثامن من تشرين الثاني 397 ميلادية.
شامل يعقوب المختار