دوافع الجريمـه ( الخطيئة ) واثرها .. ؟؟؟

                

يعكوب ابونا
الجريمة هي سلوك منحرف عملا اوالا متناع عنه قولا اوفعلا يخالف القيم والمفاهيم والاعراف الاجتماعية السائده ويعاقب عليها القانون…
اختلفت اراء علماء الاجرام لمعرفة اسباب الجريمة ، والحافز لحدوثها ، فظهرت عدة مدارس تتبنى فكرة ان دوافع الجريمة قد تكون بايولوجية ، اواجتماعية ، اونفسية ، او جنسية ، اواقتصادية ، او سياسية ، او او او … وهناك اليوم مدارس كثيرة تتبني دراسة ماهية هذه النوازع عند المجرم وكيفية التصدي لها قبل ارتكاب الجريمة ومعالجة اثارها بعد وقوعها ..
اثار الجريمه : تنسب دوافعها بركنيها المادي والمعنوي وبدرجاتها الثلاثة ، مخالفه ، جنحة ، و جنايه ، بانها بواعث سلوكية انحرافية دنيئة تحقق مأرب ومصالح ذاتية مدمره من النواحي الإنسانية والاجتماعية على مستوى الفرد والأسرة والمجتمع ….

     اما الكتاب المقدس فقد تحدث عن الخطية وتبين بانها اشمل واوسع من  مفهوم الجريمة ، كون الجريمة محددة بعواملها ونتائجها وفق احكام القانون ، 

اذا ان القاعدة القانونية تنص ، بان لا جريمة ولا عقوبه الا بنص ، بمعنى ان الاعمال التي ترتكب وليس هناك نص قانوني يغطيها فلا يمكن ان تقع تحت طائلة حكم المحكمة …
اما الخطية بمفهومها الكتابي هي ليست محصورة بتاثيرها على الانسان ومستقبله الخلاصي بل هي كذلك اثرت على الله ، الله يسر بالخير ويكره الشر ، ولايطيق الاثم ” اشعيا 1 :13 ” وحبقوق 1 : 13 ” واي خطية او اساءه بين البشربعضهم لبعض فردا او جماعات فهي ضد الله قبل كل شئ اخر ,” مز51 : 4 ” تك 39 : 9 ” لذلك تسبب الخطية قطع العلاقة والصله الروحية مع الله : رو1 : 28 لان الذات الانسانية بطبيعتها اخذت فسادا ، واصبحنا خطاة بالطبيعة. فنحن خطاة ليس لأننا نخطيء؛ بل نحن نخطيء لأننا خطاة.. فكما نتوارث الصفات الجسدية من آبائنا، فنحن هكذا توارثنا الخطية ونتائجها وطبيعتنا الفاسده والخاطئة من آدم….

والخطية تقع على الفرد والمجتمع من التعدي اللفظي اوالمادي ، و هي عمل ارادي اخلاقي مقصود وموجه كما حدث ل حواء ، نظرت ، اخذت ، اكلت ، اعطت ، فكان سلوكا اراديا خاطئا ، بحق الله بكسر وصاياه والابتعاد عن طرقه “فيقولون الله ابعد عنا وبمعرفة طرقك لا نسر ، ايوب 21 : 14 ” ..فكان السقوط والانفصال عن الله ، وكان قصاص الله واضح بان ” اجرة الخطية هي الموت ” وفي حزقيال 18 : 20 مكتوب ” النفس التي تخطئ هي تموت ” …

تعرف الخطيــــــــة ……
1-لغة : بانها من اخطأ الهدف ولم يصبه بل انحرف عنه ، سفر”قضاة 20 : 16 ” . الله له هدف لكل منا عندما خلقه ، وعندما لا نصيب هذا الهدف ولا نسيرمع الله بخطته ، نكون مخالفين قانونه ومجده خاطئين بحقه ، “..رسالة يوحنا الاولى 3 : 4 ” ، كل من يفعل الخطية يفعل التعدي ايضا والخطية هي التعدي “.. ومن يعرف ان يعمل حسنا ولا يعمل فذلك خطية له ، رسالة يعقوب 4 : 17 ،‏.وكل من يعصي ويتمرد يعاقب ( يشوع 18:1). لان الله خلق الانسان على صورته كشبهه فهناك اصلا اصلاح فيه وهو قادران يميزبين الخيرو الشر ،. ، فالخطيئة التي يرتكبها هي بمحض ارادته ، لذلك يتحمل قصاصا ،يتناسب طرديا مع قدرالشخص المسئ اليه ، وبقدر شناعتها بوصفها اساءة الى الذات الالهيه اولا وقبل كل شئ “..

2- اما معنى الخطيئة في علم اللاهوت كما جاءت بتعريف  ” واين جرودم ” في كتابه اللاهوت النظامي ،هي كل فشل في التقيد بناموس الله، سواء كان بالعمل، أو بالسلوك، أوبالطبيعة. وأضاف “فالخطية لا تتضمن الأعمال الفردية فقط كالسرقة والقتل والكذب، بل وأيضًا السلوك المضاد للسلوك الذي يطلبه الله منا.
وجاءت أيضًا بتعاريف كثيرة من مجموعه من علماء اللاهوت بمعنى: ليست هي الشر الفاضح فقط، بل هي أيضًا الانحراف عن الله، بوصفه خالقنا والهدف الوحيد لنا, وهذا الانحراف لا يكون بالنزوع إلى الشر فحسب، بل هو أيضًا الانفصال عن الخير.
متى بدأت الخطية وكيف نستطيع تجنَّبها ؟‏
يشيرالكتاب المقدس الى ان اول خطية ارتكبها ” بلوسيفر” رئيس الملائكه ألاجمل وألاقوى . لم يكن قانعاً بمكانته، فأراد أن ينافس الله ويصبح مثله ، فتمرد وعصى الله ولكنه سقط وكانت بداية الخطية (أشعياء 12:14-17). واخذ من الاسماء الكثير منها إبليس، وقد أدخل الخطية إلى الجنس البشري في جنة عدن، عندما لبس الحية واغوى حواء واكلوا من شجرة معرفة الخير والشر ، وتوارثنا الخطية منهم. تقول رسالة رومية 12:5من اجل ذلك كانما بانسان واحد دخلت الخطية الى العالم وبالخطية الموت وهكذا اجتاز الموت الى جميع الناس اذ اخطأ الجميع ..” ….
انواع الخطيئة ..
1-الخطية الموروثه : من خلال آدم، دخلت الخطية، وصار البشر خطاة بطبيعة داخلية فاسده وهذا الفساد المتوارث هوالخطية الموروثة . وقد رثى الملك داود طبيعة البشر الساقطة في مزمور 5:51 بقوله: “هَا بِالإِثْمِ صُوِّرْتُ وَبِالْخَطِيَّةِ حَبِلَتْ بِي أُمِّي “. “.

2- الخطايا المعموله ، او”الشخصية “: التي يرتكبها الشخص كل يوم ، خطايا مختلفة متنوعه ، والذين لم يضعوا إيمانهم في الرب يسوع المسيح سيتحتم عليهم أن يدفعوا ثمن خطاياهم الفردية والموروثة. ……
وهناك من اللاهوتين والمفسرين من يضف خطية اخرى باسم الخطية المنسوبه .. اوالمحسوبه ، يعتقدون بانها نسبت الينا بسبب وجودنا بصلب ادم عندما عصى الله وتمرد مستندين الى ” روميه 5 : 12 ، و 5: 13 وعبرانيين 7 : 10….
( سوف نتحدث عن هذه الخطية بالتفصيل انشاء الله .. )….

واما نتيجة الخطية فهي : الموت ، ..
والموت انواع 1- الموت الروحي هو الموت الاول ـ وهوانفصال النفس والروح عن الله هنا على الارض ، وانعدام الشركة مع الله القدوس بسبب الخطية التي في القلب ، ان كنا امواتا بالذنوب والخطايا افسس 2 : 1 …
2- الموت الابدي ، هو انفصال الجسد والنفس والروح عن الله للابد اي بالطرح بنار جهنم عبرانين 9 : 27 : الذي يكون بفعل الخطية ، رومية 14 : 23 كل ماليس من الايمان فهو خطية ،” يعقوب 4:17 فمن يعرف ان يعمل حسنا ولا يعمل فذلك خطية له “..
3- والموت الجسدي هو الموت الثالث وهوانفصال النفس والروح عن الجسد يوم الموت اي عندما يموت الجسد وينتظر الروح ليوم مقابلة الله للدينونه والحساب ، ..
4- الادبي هوموت الاخلاق والضمير لدى الانسان ، فهو العذاب الابدي ” رؤيا 20 : 14 ” قصاص لانهاية لمدته ، رؤيا 21 ..
اعزائي كوننا خطاة فنحن عاجزون عن حل مشكلة الخطيئة بانفسنا ، ولكن لدينا قوة على مقاومتها بالنعمة التي منحها لنا الله بالروح القدس الساكن فينا، والذي يقدسنا ويبكت ضمائرنا عند ارتكاب الخطية (رومية 9:8-11). وحالما نعترف بخطايانا الفردية ونطلب غفران الله فإننا نسترد شركتنا الكاملة معه. “إِنِ اعْتَرَفْنَا بِخَطَايَانَا فَهُوَ أَمِينٌ وَعَادِلٌ، حَتَّى يَغْفِرَ لَنَا خَطَايَانَا وَيُطَهِّرَنَا مِنْ كُلِّ إِثْمٍ” (يوحنا الأولى 9:1 )وبنعمة لله قد رفعت كل خطايانا على صليب المسيح ومن خلال الإيمان بالمسيح كمخلص “لَنَا الْفِدَاءُ، بِدَمِهِ غُفْرَانُ الْخَطَايَا، حَسَبَ غِنَى نِعْمَتِهِ” ” أفسس 1 : 7 ”
بدا معنا وخلصنا من سلطان الخطية. وهومستمرمعنا في رحلة الحياة على الارض. رسالة فيلبي 1 : 6 واثقا بهذا عينه أن الذي ابتدا فيكم عمل صالحا يكمل الى يوم يسوع المسيح “تمموا خلاصكم بخوف ورعدة” (فيلبي 2: 12 )…
والرب يبارك امين …
يعكوب ابونا 19 ………………….. /2 /2020

عن يعكوب ابونا

شاهد أيضاً

الكنعانيون

سفر تثنية الاشتراع 23 / 13 – 14 وليكن لك خلاء خارج المخيم تخرج إليها …