من يحب اخاه يثبت في النور وليس فيه عثره

ان الانسان المؤمن يحترس في كل لفظ ينطق به، وفي كل عمل يعمله لأنه يؤمن أنَّ الله موجود في كل مكان، ويسمع ويرى كل ما يفعله لذلك هو يخجل من أن يرتكب خطيئة أمام الله الذي يراه بل أن المؤمن يُدقق بحيث أن أفكار الخطيئة لا يقبلها عقله ولا شهواتها تسكن في قلبه وذلك لأنه يؤمن تماماً بأنَّ الله يفحص القلوب ويقرأ الأفكار
لذلك يعمل المؤمن على حفظ ذاته نقياً طاهراً سواء بالعمل أو اللسان، أو بالفكر أو بمشاعر القلب .
إن كل كلمة بطالة يتكلم بها الناس سوف يُعطون عنها حسابًا يوم الدين لأنك بكلامك تتبرر وبكلامك تُدان ( مت 12: 36 ، 37)
وذلك لأنه من فضلة القلب يتكلم الفم ( مت 12: 34 ). فالفم هو أقصر طريق من القلب الى الخارج
وحين يقول المسيح هنا إن كل كلمة بطالة يتكلم بها الناس سوف يُعطون عنها حسابًا يوم الدين فإنه يقصد الكلمة التي بلا نفع، أي الكلمة العاطلة (الفارغة)
هذا النوع من الكلام يتعامل البشر معه باستخفاف، إلا أن الكتاب المقدس يعطيه أهمية كبرى وإن الكلام الفارغ ثقيل جدًا في موازين الله والعثرات هي الاخطر وويل للعالم من العثرات فلا بد أن تأتي العثرات ، ولكن ويل لذلك الإنسان الذي به تأتي العثرة هؤلاء هم الأخطر، لأن الشيطان يتربع على اكتافهم وهم لا يعلمون
والـعـــثــــــرات هي كل ما يسقطك من الخارج، أو كل ما يجلب لك فكرًا خاطئًا، أو شعورًا خاطئًا، أو شهوة خاطئة. وقد تأتي العثرات من السمع أو النظر أو القراءة أو من باقي الحواس. فعليك أن تبتعد بقدر إمكانك عن العثرات، كما يجب أنك أنت لا تكون عثرة لغيرك فعندما تكون نقيا من القلب والفكر والنظر يمنحك الرب نورا من حيث لاتعلم حيث يستجيب لك الرب وتاتيك مطالبك
فلذالك اذا كانت قدمك تترك اثرا في الارض فلسانك يترك اثرا في القلب فهنيئا لمن يحرص ان لايظلم احد ولايغتاب احد ولايكره احد ولايجرح احد ولايتكبر على احد ولايتكلم على احد ولايرى في نفسه افضل من احد فكلنا راحلون .
لذالك علينا ان نتقبل بذور كلمة الله في تربة قلبه الذي يسعى أن تُفلح بفلاحة النعمة بعمل الروح القدس في داخله،و يتوب ويعود لحضن الاب . وهذا وأنكم عارفون الوقت فان خلاصنا الآن أقرب مما كان فلنخلع أعمال الظلمة وزرع الزوان ونبعد عن العثرات والكذب والغش لا بالخصام والحسد وغيرها بما لايرضي الرب ونلبس أسلحة النور من المَحَبَّةٌ، وفَرَحٌ، وسَلاَمٌ، وطُولُ أَنَاةٍ، ولُطْفٌ، وصَلاَحٌ، وإِيمَانٌ، وَدَاعَةٌ، وتَعَفُّفٌ وغفران التي ترضي الرب يسوع المسيح.
إذا كنت تريد أن تكون محترمًا بين الناس، عليك أن تبدأ باحترام الآخرين، ثم عليك أن تبحث وتتعلم من أخطائك، وكذالك درب نفسك دائما ليكون لك ضمير بلا عثره من نحو الرب والناس .
كما يجب على الإنسان ان يتكلم بحرص واتزان، ويكون كلامه بالميزان، لان كل كلمة لها ثقلها ووزنها ويكون الكلام برؤية وتأني بحكمة وفكروتكون أيضًا بفائدة لانه ( لَيْسَ مَا يَدْخُلُ الْفَمَ يُنَجِّسُ الإِنْسَانَ، بَلْ مَا يَخْرُجُ مِنَ الْفَمِ هذَا يُنَجِّسُ الإِنْسَانَ) مت 15: 11
واَلإِنْسَانُ الصَّالِحُ مِنْ كَنْزِ قَلْبِهِ الصَّالِحِ يُخْرِجُ الصَّلاَحَ، وَالإِنْسَانُ الشِّرِّيرُ مِنْ كَنْزِ قَلْبِهِ الشِّرِّيرِ يُخْرِجُ الشَّرَّ. فَإِنَّهُ مِنْ فَضْلَةِ الْقَلْبِ يَتَكَلَّمُ فَمُهُ. لوقا 69 : 45
كما ان في قلب كل انسان نبتة صالحة فان سقاها بالخير تفرعت وصنعت له بستانا وان سقاها بالشر فسدت وافسدت ارضه وما حوله وليس الكبير من يراه الناس كبيراً بل الكبير من ملأ قلوب أحبابه
أدباً وخلقاً وتواضعاً وصدقاً ومحبة واحسانا
ولذالك انشر السلام لا الخصام اينما ذهبت ، وان يكون هذا السلام هو سلام المسيح ، وليس سلام المهادنة مع قوى الشر
واخيرا لا تمشي في طريق على الارض اذا لم يوصلك الى السماء

م – اسماعيل ميرزا

عن اسماعيل ميرزا

شاهد أيضاً

يوحنا المعمدان السابق ومعموديّته

يوحنا بن زكريا قبل أن يولد من امرأة كانت أمه إلى ذلك الوقت عاقراً تكرّس …