الفرق بين الفصح اليهودي ، والفصح المسيحي .؟؟

الفصح بالعبريه: بيسح פֶּסַח = بالعربية يعني : العبور/المرور
متى بدأ الفصح ؟؟
كان موسى مرسلا من الرب ليخرج شعبه من مِصْرَ،‏ فجاء الى فِرْعَونَ يَطْلُبَ مِنْهُ تَحْرِيرَ شَعْبِهِ.‏ غَيْرَ أَنَّ فرعون رفض إِطْلَاقَ ٱلْإِسْرَائِيلِيِّينَ.‏ فَضَرَبَ الرب مصر تسعة ضَّرَبَاتِ ، ومع ذلك فرعون لم يستجب لنداء موسى ،‏ ولكن قبل ٱلضَّرْبَةِ ٱلْعَاشِرَةِ ، كلم الرب مُوسَى وَهَارُونَ فِي أَرْضِ مِصْرَ قَائِلًا
هذَا الشَّهْرُ ( نيسان ) يَكُونُ لَكُمْ أَوَّلُ شُهُورِ السَّنَةِ في العاشر من هذا الشهر يكون لكل بيت شاة ذكرا ابن سنه من الخرفان او الماعز ، يحتفظون به الى اليوم الرابع عشر من هذا الشهر
ثُمَّ يَذْبَحُهُ فِي الْعَشِيَّةِ وياخذون من الدم ويجعلونه على القائمتين والعتبة العليا في البيوت التي ياكلون فيها ، لحما مَشْوِيًّا بِالنَّارِ مَعَ فَطِيرٍ. عَلَى أَعْشَابٍ مُرَّةٍ. هُوَ فِصْحٌ لِلرَّبِّ،
وَيَكُونُ لَكُمْ فِي الْيَوْمِ الأَوَّلِ مَحْفَلٌ مُقَدَّسٌ، وَفِي الْيَوْمِ السَّابعِ مَحْفَلٌ مُقَدَّسٌ. لاَ يُعْمَلُ فِيهِمَا عَمَلٌ ، فَتَحْفَظُونَ هذَا الْيَوْمَ فِي أَجْيَالِكُمْ فَرِيضَةً أَبَدِيَّةً.

لانها هِيَ ذَبِيحَةُ فِصْحٍ لِلرَّبِّ الَّذِي عَبَرَ عَنْ بُيُوتِ بَنِي إِسْرَائِيلَ
بالضربة العاشرة قتل الرب كل بِكْرٍ فِي أَرْضِ مِصْرَ، مِنْ بِكْرِ فِرْعَوْنَ الْجَالِسِ عَلَى كُرْسِيِّهِ إِلَى بِكْرِ الأَسِيرِ الَّذِي فِي السِّجْنِ، وَكُلَّ بِكْرِ بَهِيمَةٍ ، بعد هذه الضربة لم يبقى امام فرعون َالا ان دَعَا مُوسَى وَهَارُونَ لَيْلًا وَقَالَ: «قُومُوا اخْرُجُوا مِنْ بَيْنِ شَعْبِي أَنْتُمَا وَبَنُو إِسْرَائِيلَ جَمِيعًا، وَاذْهَبُوا اعْبُدُوا الرَّبَّ كَمَا تَكَلَّمْتُمْ ..

فَحَمَلَ الشَّعْبُ على عجل عَجِينَهُمْ قَبْلَ أَنْ يَخْتَمِرَ، وَمَعَاجِنُهُمْ مَصْرُورَةٌ فِي ثِيَابِهِمْ عَلَى أَكْتَافِهِمْ
فَارْتَحَلَ بَنُو إِسْرَائِيلَ من مصر بعد أَرْبَعَ مِئَةٍ وَثَلاَثِينَ سَنَةً ولكن لما علم فرعون انهم هربوا تغير قلبه وعبيده على الشعب فقالوا ماذا فعلنا حتى اطلقنا اسرائيل من خدمتنا ، فسعى فرعون ورائهم وادركهم وهم نازلون عند البحر فم حيروت امام بعل صفون ، ففزعوا بني اسرائيل ، فقال الرب لموسى ارفع عصاك ومد يدك على البحر وشقه فيدخل بني اسرائيل في وسط البحر على اليابسة والماء سور لهم من يمينهم وعن يسارهم ، وتبعهم المصريين ودخلوا ورائهم بجميع مركباتهم وفرسانهم الى وسط البحر ، فقال الرب لموسى مد يدك على البحر ليرجع الماء على مركباتهم وفرسانهم وجميع جيش فرعون الذي دخل ورائهم ولم يبقى منهم ولااحد ، فخلص الرب بني اسرائيل من يد المصريين ، فاخذت مريم النبية اخت هارون الدف بيدها وخرجت جميع النساء وراءها بدفوف ورقص ، ورنموا للرب ..

الرب فرض على بني اسرائيل فريضة الفصح لانه عبر عنهم عندما ضرب ابكارالمصريين وانقذهم من يد المصريين عندما عبروا البحر الاحمر، فاخذت فرضه الفصح التي قررها الرب للأحتفال بها و”الاعياد” هي “مواعيد للمقابله بين الله وشعبه وتحمل بالعبريه معنى “الفرح” او “البهجه “.. والفصح بمعنى اخرهوالذبيحه .التي تقدم للرب ،لتحررهم من عبودية مصر . …

لليهود طقوس بهذا العيد ،
قبل عيد الفصح يتم تنطيف المنازل بدقة ويزيلون أي مواد غذائية وكسرات قد تكون مختمرة. ” الحميس ” وبعد ذلك يتم حرق مقطع من مائدة ليلة العيد “السيدر”. “الماتسا” الفطير غير المختمر ، البيضة المسلوقة التي ترمز الى صلابة بني إسرائيل ، الكرفس يرمز الى مرارة الحياة التي ذاقها بنو إسرائيل ،….

اما عشاء تلك الليلة
فتعرف عشية العيد ערב חג باسم “ليل هسيدر” (לֵיל הַסֵּדֶר “ليلة المنهاج/الأنتظام”) يجتمع كل أبناء العائلة والأقرباء للعشاء الاحتفالي وفيه ، المرافقة بصلوات وسلسلة من الطقوس الدينية من كتاب خاص يسمى كتاب الهجداه ” ب”هچداه” (הַגָּדָה ) “سرد فيه قصه العبوديه والخلاص التي تروي عن خروج بني اسرائيل من مصر لتذكيرهم بأهميه الحريه ورفض الظلم والاستعباد وهو يحتوي على صلوات العيد مع تعليمات عن الوقت الملائم لقراءة كل منها وطريقة أداء الطقوس المرافقة بالقراءة ،..

اما بالنسبة لعيد الفصح عند المسيحيين :..
عيد الفصح أو عيد القيامة او عيد البصخة، أو أحد القيامة، هو من أعظم الأعياد لدى المسيحيين ، لانه يوم استذكار قيامة السيد المسيح من بين الأموات، بعد ثلاثة ايام من وفاته ….

لَقَدْ قَالَ يَسُوعُ لِبُطْرُسَ وَيُوحَنَّا:‏ «اِذْهَبَا وَأَعِدَّا لَنَا ٱلْفِصْحَ لِنَأْكُلَ» تَنَاوَلَ يَسُوعُ مَعَ رُسُلِهِ وَجْبَةَ ٱلْفِصْحِ بَعْدَ غُرُوبِ ٱلشَّمْسِ فِي ١٤ نِيسَانَ ٱلْقَمَرِيِّ،‏ أَيْ مَسَاءَ يَوْمِ ٱلْخَمِيسِ.‏، الذي هو حسب التاريخ اليهود يوم جمعة ، لان اليوم عندهم يبدأ من غروب الشمس الى غروبها في اليوم التالي ” بمعنى أن غروب الشمس عصر يوم الخميس هو بداية يوم جمعة ،فالمسيح اكل الفصح يوم الجمعة وعمل العشاء الرباني يوم الجمعة (‏لو ٢٢:‏١٤،‏ ١٥‏)‏ وَفِي تِلْكَ ٱللَّيْلَةِ،‏ أُلْقِيَ ٱلْقَبْضُ عَلَيْهِ وَحُوكِمَ.‏ ثُمَّ صلب قُرَابَةَ ظُهْرِ ١٤ نِيسَانَ ٱلْقَمَرِيِّ،‏ وَمَاتَ بَعْدَ ظُهْرِ ذَاكَ ٱلْيَوْمِ.‏ (‏يو ١٩:‏١٤‏) وكان يوم الاستعداد والسبت يلوح 15 /نيسان ” لوقا 23 : 54 “….

الفرق بيننا : ان ٱلْفِصْحِ ٱلْيَهُودِيِّ يقام سنويا بتقديم ذبائح حيوانيه يجمعُ في أورشليم اليهود لذبح خروف الفصح وأكله .. عيدُ ذكرى خروجهم من مصر.وتعرف عشية العيد ” לֵיל הַסֵּדֶר(لِيل هَاسِيدَر) أي ليلة النظام عند اليهود.
واما نحن لَا نُقَدِّمُ ذَبَائِحَ حَيَوَانِيَّةً لِلهِ ، لان لنا ذَبِيحَنا يسوع قدم نفسه مرة واحده رشى دمه…‏ (‏عب ١٢:‏٢٣،‏ ٢٤‏)‏ «اَلَّذِي فيهِ لنا ٱلْفِدَاءُ بِدَمِهِ،‏ غفران الخطايا ،‏ حَسَبَ غِنَى نِعْمَته ».‏” أف 1 : 7 ” ‏. ونحن نجمع في شركة مع الله . يشرك المؤمنين مع المسيح في موته وقيامته اللذين حرّرهم من الخطيئة والموت . …

أطلق المسيحيون الأوائل على عيد القيامة اسم “عيد الفصح”، بل وأطلقوا كلمة “فصح” على “مائدة الافخارستيا” أو “عشاء الرب”، اعتمادًا على الآية: “شهوة اشتهيت أن آكل هذا الفصح” (لو15:22). .

كانوا المسيحيين الاوائل يحتفلو بالتزامن مع عيد الفصح اليهودي ، ولكن منذ القرن الرابع اختلفوا على ذلك . ففي اجتماع الأساقفة في مجلس نيقيا في العام 325 ميلادي لحل الخلاف. أقر مجمع نيقيا قانونا ، أن عيد الفصح يقع في الأحد الأول الذي يلي القمر الواقع في 21 مارس-آذار أو بعده مباشرة، …على اساس ان 21 مارس-آذار هو بدء الربيع الرسمي والعلمي والفلكي، وفيه الاعتدال الربيعي، لذلك وجب أن يكون البدر الذي يليه أي 14 أبريل-نيسان دائماً بدر الربيع، والأحد الذي يلي هذا البدر هو عيد الفصح عند جميع المسيحيين….

ولكن كان هذا من الصعوبه بمكان الا يجد تباين اخر بين المسيحيين ،.
لان معظم الكنائس تحسب التاريخ بالتقويم الميلادي الذي أنشأه البابا غريغوري الثالث عشر، واما لكنائس الأرثوذكسية تستخدم التقويم اليوليوي الأقدم الذي أنشأه يوليوس
…قيصر بطريقة حساب التاريخ بشكل دوري ، الا ان هذه الطريقة لا تزالت غير مقبولة حتى يومنا هذا. وقد اقترح الأساقفة في المجمع الفاتيكاني الثاني في العام 1963 تثبيت عيد الفصح في يوم أحد محدد حسب أحد دساتير المجلس، وقد حاول المجلس العالمي للكنائس في العام 1997 أيضا اعتماد هذا الاقتراح. ولازال هناك جدل مستمر بسبب تعقيد الحسابات الرقمية لاختلاف المواسم السنوية…

للاسف سوف يستمر الخلاف لان من الطبيعي ان تختلف الحسابات ، ولكن نحن المسيحيون لسنا تحت طائلة الحسابات والتراكمات العقائدية والفكرية ، لاننا نحن وبكل وضوح امام حدث تاريخي وقع في زمن محدد ومعروف ، وهويوم الفصح اليهودي ، وهم شعب ملتزم بعقائده الدينية بشكل كبير ، ومسبوقا لنا باحتفالاته الفصحية ، وكوننا نحن المسيحيون نعتز بهذا الحدث ونتائجه فاننا ملزمين ان نعمل لذكراه .. وهذه الذكره لايمكن ان تنفصل من جذورها لانها مرتبطة ارتباطا وثيقا وتاريخيا بواقع الفصح اليهودي ، لان هذا الفصح وتاريخه يشكل محور احتفالنا وثبوت قناعتنا وايمانا بان المسيح عمل الفصح مع اليهود بحسب تاريخهم وليس بحساب معمول اجتهاديا وغير واقعيا ،لان الرب بنفس الليله عمل العشاء الرباني والقى القبض عليه وحكم وصلب ومات بنفس اليوم وكان هذا اليوم هو يوم جمعة .وقام يوم الاحد بعد ثلاثة ايام من صلبه ..

فحساباتنا ستكون ناقصه وغيرمطابقه للحدث اذا اختلف فصحنا مع فصح اليهود وهذا هو الواقع الاختلاف والخلاف بين الكنائس . لولا وجود فصح لليهود لما كان لنا مناسبة للفصح المسيحي ، فصحهم اعطى المسيح مناسبة للمشاركة بها وتكون لنا بها ثوابت عقائدية ايمانية ، لذلك كانو المسيحيين الاوائل قبل مجمع نيقيا ، يحتفلون بفصح مسيحنا بالتزامن مع الفصح اليهودي ،… وفي هذا العام سيكون عيد القيامة المصادف يوم الاحد 4 / 4 /2021 هو كذلك بنفس التاريخ يكون عيد الفصح اليهودي . ..

نامل ان يستمر ذلك مستقبلا ….ويكون تاريخ الفصح اليهود هو ما نعتمده في فصحنا ليتحقق تطابق الحدث ومعطياته وتاريخه ، ايمانا بان فصحهم كان رمزا لفصح المسيح وذبائحهم ترمز للحمل الذي قدم نفسه مرة واحد فقط لخلاصنا الابدي .. المجد للاب والابن والروح القدس ، وكل عام وانتم بالف خير. المسيح قام حقا قام .. ..

بقلم : المحامي يعكوب ابونا

عن يعكوب ابونا

شاهد أيضاً

الكنعانيون

سفر تثنية الاشتراع 23 / 13 – 14 وليكن لك خلاء خارج المخيم تخرج إليها …