لمن كفة الميزان الان للروايه او للشعر؟

مابين الشعر والرواية اختلفت الآراء وان كان هناك من يؤكد أننا نعيش عصر الرواية وسوف يبقى الخلاف كما يبقى الشعر وتبقى الرواية..

< بين الشعر والرواية مساحه وكلام يقول «هل انتهى زمن الشعر وجاء عصر الرواية».؟.

نعم نحن نعيش للأسف ومنذ عقود عصر الرواية، لقد بدأ الشعر الرصين المقروء فى مصر وبقية الدول العربية فى عشرينيات القرن الماضى بكوكبة من الشعراء من مدرسة الإحياء على يد البارودى وشوقى وحافظ ومطران والزهاوى والرصافى وغيرهم..ثم جاءت المرحلة الرومانتيكية على يد شكرى والعقاد والمازنى وعلى محمود طه ومحمود حسن إسماعيل وابراهيم ناجى وإلياس أبى شبكة..وفى أواخر الأربعينيات دخلت علينا مرحلة «حركة تجديد الشعر» قامت بتحطيم العمود الشعرى من أوزان البحور والاستغناء عن القوافى على يد شعراء من مصر والعراق وفلسطين وهم بدر شاكر السياب والبياتى ونازك الملائكة وصلاح عبد الصبور وغيرهم..

أما الرواية فقد انبثقت من مصر عام 1914على يد محمد حسين هيكل وهى رواية «زينب» تبعتها محاولات أخرى لبعض الروائيين أمثال محمد ومحمود تيمور وفريد أبوحديد وجودة السحار ونجيب محفوظ الذى بدأها برواية «عبث الأقدار»..

وظل الشعر يمضى فى طريقه متربعا على عرشه وتمضى بجواره الرواية ولم تستطع إزاحة الشعر عن عرشه إلى أن رأينا الكثير من الشباب يدخلون ساحة الشعر كشعراء وهم ليسوا كذلك فهم متشاعرون استسهلوا الشكل الجديد فى الشعر الذى لا يلزمهم بوزن وقافية..

فإذا كان الشعر ظل متربعا على عرشه حتى بعد ظهور حركة التجديد فلأنه بدأ بكوكبة من المجددين المثقفين ولكن هؤلاء المتشاعرين أغرقوا القصائد بالغموض وأثقلوها بالألغاز والطلاسم وأغلب الظن أن كاتبها نفسه لا يدرى عما يكتب..كان الغموض فى الشعر وكذلك نظام التعليم فى مصر أفرخ لنا أجيالا ضعيفة فى اللغة العربية..

بالله عليك كيف لمثل هذه النماذج أن تقرأ شعرا رصينا وتفهمه فهما عميقا..

إن الشعر يحتاج إلى قارئ يعيش ويتذوق القافيه وهو اديب من نوع خاص بمعنى عكس الرواية فكلامها مرسل وأحيانا بالعامية أو خليط بين الفصحى والعامية..

فهناك أحد الشعراء يقول: «إننى استطيع كتابة مائة قصيدة فى اليوم الواحد.

بقلم: الدكتور خالد اندريا عيسى

عن د خالد عيسى

شاهد أيضاً

عام جديد، فرصة جديدة لك للتوبه

دعونا في عام جديد لا نضيّع هذه الفرصة فالرب دائما ينتظرنا متشوقا لسماع صوتنا فلنندم …