ماذا أضاع أبي؟

كانت زوجة مسيحية متدينة تصلي كثيراً وبحرارة من أجل رجوع زوجها الى الأيمان. لآنه قد تربى وتعلم على المبادئ والتعاليم المسيحية، الا أنه فقد الأيمان وأصبح غير مؤمن بسبب مخالطته بعض أصدقاء السوء الغير مؤمنين.

وفي ذات يوم، بينما كانت الزوجة في غرفتها ومعها أبنتها البالغة من العمر ثمانية سنوات، رفعت عينيها الى صورتي ربنا يسوع المسيح والقديس أنطوان المعلقة على الحائط وقالت لطفلتها: يا أبنتي العزيزة يجب عليك أن تصلي كثيراً من أجل والدك، لكي يجد ما أضاعه. فسألت الطفلة أمها: وماذا أضاع أبي؟ فأجابتها الأم: ستعرفين ذلك فيما بعد، ولكن لا تقولي شيئاً لأبيكِ. فجثت الأبنة أمام الصورتين وصلت بحرارة قائلة: أجعل أبي يجد ما فقده.

وحدث في تلك الساعة أن دخل الأب غرفة زوجته ليخبرها بأنه ذاهب الى خارج البيت، فسمع صلاة أبنته. ثم خرج وهو يفكر في ما عسى أن تعنيه كلمات أبنتي. فأستنتج أن الطفلة قد ذكرت أسمه خطأً، فربما تكون زوجته هي التي فقدت شيئاً. ومع ذلك بقيت كلمات أبنته مطبوعة في ذهنه، وكثيراً ما كان يسأل نفسه: ما عسى أن أكون قد أضعت!!

وبعد أيام قليلة سمع أبنته من جديد تصلي نفس الصلاة السابقة، فسأل زوجته عما تعنيه الطفلة في صلاتها. فأجابت الزوجة والدموع ملء عينيها: وهل تريد أن تعرف ماذ أضعت؟ ألا تعلم أنك أضعت الأيمان وفقدت نعمة اللـه؟ لقد أضعت ما يمكنه أن يجعلنا متحدين معاً مدى الأبدية. هذا ما تطلبه لك أبنتك في صلاتها.

تأثر الأب من كلام زوجته، وأمعن في التفكر به، وجعل يقول: أن ما أضعته سوف يكون سبب أنفصالي عن زوجتي وأبنتي الى الأبد!! وبعد أيام دعى زوجته وأبنته وقال لهما: تعاليا ورافقاني الى الكنيسة، لأني ذاهب لإيجاد ما أضعته. ثم أعترف بخطاياه أعترافاً جيداً وابتدأ يعيش عيشة جديدة صالحة بأيمان ورجاء ونعمة.

اما هنا فقد حثَ ربنا يسوع المسيح هذا الرجل على أن يمضي ويرجع الى بيته وزوجته وكنيسته بما عمل بهذا الرجل سوف يكون شهادة فعالة لمن عرفوا حالته السابقة، فيشهدون لشفائه وعودته الى حياته الطبيعة.

النعمة المبررة تجمل النفس الى حد أنها تصبح أجمل شيئ في الكون، وأن نعمة اللـه تصل الى قلب كل أنسان.

عن شامل يعقوب المختار

شاهد أيضاً

عام جديد، فرصة جديدة لك للتوبه

دعونا في عام جديد لا نضيّع هذه الفرصة فالرب دائما ينتظرنا متشوقا لسماع صوتنا فلنندم …