بايهما الخلاص بألناموس ام بالنعمه ؟؟

ألناموس بموسى اعطي.اما النعمة والحق فبيسوع المسيح صارا .. يوحنا 1 : 17
الناموس ، هو اسم يوناني معناه ( شريعة او قانون ) ،
عندما خلق الله الانسان اعطاه صلاحا وعقلا وفكرا وضميرا ،وكون الخطية تنمو وتستمر ،فكان ل الله خطة لخلاص الانسان منها ، ولكي تتحقق تلك الخطة بدأ الله برفع المستوى الروحي والفكري والخلقي والتنظيمي للإنسان؛ فاعطى موسى الوصايا والاحكام الشرعية المطلوبه وهي الشهادات والفرائض والاحكام ” تثنية 4 : 45 ” ، مهيئا شعبه للخلاص ..
ولما كان للكهنه دوركبيرفي شرح هذه الفرائض والاحكام وتعليمها ، لانها ضمن مسؤولياتهم الكهنوتية والوظيفية ” تثنية 33 : 10 ” ادى ذلك الى التوسع الهائل في تلك الاحكام والشروحات والتعاليم ، لدرجة غطت على اصل النص وبقى حكم الاجتهاد بالتفسير” ارميا 18:18 وحزقيال 7 : 26 ” بحجة انهم يعلَموا الشعب أحكام الله وأوامره. في الوقت الذي ان الله منح الشريعة لبني اسرائيل لانها عنصر أساسي في وعد الشعب في مجيء المخلص، إذ تُهيئ للإنجيل وتُعد الشعب المختارللتوبة وللإيمان بالرب يسوع المسيح. لذلك الناموس مقدس والوصية مقدسة وعادلة وصالحة ،”7 : 12 ” والناموس روحي (رومة (7: 14) …
هذه التفاسير أدت لمفهوم الايمان لدى الشعب اليهودي بعقيدة ان كل من ‏يعمل الوصايا يكون مباركاً في بيته وفي دخوله وفي خروجه في عمله… والذي لا يعملها يكون تحت اللعنة. ملعون ‏من لا يثبت في جميع ما هو مكتوب في الناموس ليعمل به. كان جزء من الناموس يُقرأ على جبل جرزيم لكي ‏يباركوا الشعب وجزء على جبل عيبال للعنة (تث 27: 12، 13)…
الناموس يعبر احيانا كثيرة بانه العهد القديم كله (يو 12: 34 و1 كو 14: 21 فإنها ترمز إلى ناموس موسى في معظم الأحيان (يش 1: 8 ونح 8: 2 و3 و ، لذلك اخذ الناموس جوانب متعدده لمعالجة المشاكل الاجتماعية والشرعية والقانونية فاخذت كل مجموعة منها تهتم بجانب من جوانب الحياة اليهودية على المستوى الفرد اوالجماعه اوالعبادة .. فقسمت الى :..

1-الناموس الطبيعي :
عندما يخطأ الانسان يعرف جيدا بانه قد اخطأ ، لانه يشعر بواعز و تنبيه داخلي اخلاقي يؤنبه على ما فعل ، وهذا هو الضمير، اذا لكل انسان ضمير حي فاعل يؤنبه لكل ما يقوم به من الخطأ والصواب …. لذلك يقول الرسول بولس برسالته الى اهل رومية 2 : 14 -16 ” ان الامم الذين ليس عندهم ناموس هم ناموس لانفسهم ، يظهر عمل الناموس مكتوبا في قلوبهم شاهدا في ضميرهم وافكارهم ، فضمره هو ناموس لنفسه…

2- ناموس موسى :

اعطى الله الناموس لشعب اسرائيل عن طريق النبي موسى لكي يعرفوا الحق الإلهي ،تثنية 4 : 44 ” لكي يتركوا الخطية والشر ويتبعوا الإله الحقيقي ويعبدوه وحده ، إن الناموس الذي أعطاه الله لموسى هو مجموعة من اوامر ونواهي لتنظم حياة وسلوك الاخلاقي لشعب الله المختار. للإعتراف بقداسة الله وخطية الإنسان. بتصنيف هذه الشرائع أدى إلى التمييز بين الناموس الأخلاقي والناموس الطقسي والناموس القضائي في العهد القديم ….


الناموس الاخلاقي :

أن الناموس الأخلاقي يقوم على أساس طبيعة الله القدوس. وكون الله قدوس فالفرائض مقدسة، وعادلة، ولا تتغير.. لانها متعلقة بقيم الأخلاق السائده والسلوك الجنسي . كما يضم أيضاً عقوبة الفشل في طاعة الفرائض. ويوضح حالة البشرية الساقطة ونتائجها وهدف الناموس هو للخير لمن يطيعونه….

الناموس الطقسي:

هوالقواعد التي تهتم بعادات وتقاليد الشعب لكسب رضى الله ( الذبائح والطقوس المتعلقة بـ “النجاسة”)، والناموس الطقسي هو تذكار لعمل الله في إسرائيل ( الأعياد والإحتفالات)، كما هو لتوجيهات خاصة محددة لتمييز شعب إسرائيل عن جيرانهم من الوثنيين ( شروط تتعلق بالطعام واللباس)، وكما هو مجموعة رموز تشير إلى مجيء المسيا ( يوم السبت، الختان، الفصح، وكفارة الأبكار)….

الناموس القضائي:
يشمل على مجموعة شرائع قانونية وقضائية من أجل ثقافة الإسرائيليين وسلوكياتهم وتعاملهم فيما بينهم ومع الاخرين ، ويعالج ضمنا كل الناموس الأخلاقي ما عدا الوصايا العشر. وتضم الاجراءات العقابية وتحديد المسؤولية والاحكام العدلية والرحمه (خروج 21 و22 و23 : 1- 9 )..إن تصنيف الشرائع اليهودية كماهو واضح هو مجهود بشري يهدف إلى المساعدة في فهم طبيعة الله بصورة أفضل،… ونفهم خطط الله من هذا الناموس كما في رسالة غلاطية 3 : 20 ” واما الوسيط فلا يكن لواحد ولكن الله واحد ” بمعنى ان يكون هناك وسيط بين الطرفين الله والشعب فكان موسى الوسيط فيقول في يوحنا 1 : 17 ” لان الناموس بموسى اعطى ” .ليعلم الإنسان الطاعة والخضوع وكره الخطية والنجاسة، وكل الطقوس والممارسات الشكلية كانت رمزًا للمسيح ، ..
نفهم منها بان الناموس هو مؤدبنا إلى المسيح. ولم يستطيع أحد أن يلتزم بالناموس كاملا ، لكن بالمسيح استطعنا ذلك (رو 3:8، 4 ) .. كيف نستطيع بالمسيح يقول يوحنا في 1 : 17 واما النعمة والحق فبيسوع المسيح صارا ” ،

ماهي النعمـــــــــــــــــــــة

لاحظنا بان جوهر الناموس يقوم على قيام الانسان تنفيذ كل قرارات المسائلة وفروض الطاعة ل الله ” أما النعمة نجد جوهرها بانها المنح والعطاء ، وان الله يواجهنا وبيد ممدودة ملآنة بالعطايا قائلاً “خذوا تقبلوا محبتي لكم وقوتي المخلصة … يستعمل الرسل الكلمة ”نعمة“، وباللغة اليونانية التي كتبوا بها‎ ”charis – ‎خاريس“، كمرادف في ‏المعنى لكلمة قوة، والتي هي في اللغة اليونانية‎ ”dynamis – ‎ديناميس‎“.‎ النعمة في الكتاب المقدس ‏ تعني هبة إلهية. هبة من الله للإنسان الذي لا يستحقها. والنعمة التي يقصدها الإنجيل هي نعمة الخلاص من سيطرة الخطية والفداء من يد ‏الشيطان الذي يسيطر على الإنسان.‏ وهنا فإن كلمة ”النعمة“ بمعنى ”القوة“ النازلة من الأعالي من أجل الحياة المقدسة، نجدها في مواضع كثيرة من ‏رسائل الرسل، مثل: (2بط 1: 3، رو 5: 2؛ 16: 20؛ 1بط 5: 12؛ 2بط 3: 18؛ 2تي 2: 1؛ 1كو 16: 23؛ 2كو 13: 14؛ ‏غل 6: 18؛ أف 6: 24… إلخ). وهكذا يكتب بولس:‏ ‏”تكفيك نعمتي لان قوتي في الضعف تكمل” (2 كو 12:9).‏..


كلمة النعمة في العهد القديم تعني الانحناء برفق الى من هو ادنى منك مقاما ، ،وفي العهد الجديد تعني “جودا وفضلا ولطفا”..ونضيف لها ” وكرما ” ..
النعمة بمعنى اخر هو اظهارالمحبة للاناس لا يستحقونها ، وكون المحبة تنحصر بثلاثة مفاهيم وهي ، المحبة التي تطلع الى فوق هي عبادة او تكريم ، والمحبة التي تتطلع الى مستواها هي مودة ، واما المحبة التي تنزل الى ما دونها فهي نعمة .. ” واكبر نعمة منحها الله للاسان هي نعمة التضحية للخلاص ، ” لأَنَّهُ هكَذَا أَحَبَّ اللهُ الْعَالَمَ حَتَّى بَذَلَ ابْنَهُ الْوَحِيدَ، لِكَيْ لاَ يَهْلِكَ كُلُّ مَنْ يُؤْمِنُ بِهِ، بَلْ تَكُونُ لَهُ الْحَيَاةُ الأَبَدِيَّةُ.” (يو 3: 16 ) .

من امن بالمسيج تحرر واصبح تحت نعمة المسيح رومية 6 : 14 فنحن المؤمنين، لسنا تحت الناموس بل تحت النعمة ، في (غل4: 4و5) “لما جاء ملء الزمان أرسل الله ابنه مولوداً من امرأة تحت الناموس ليفتدي الذين تحت الناموس لننال التبني”.. هنا تعين على المؤمن أن يحسب نفسه أنه “قد مات للناموس” (رو7: 4)لان المسيح مات تحت لعنة الناموس . فارتباطنا الآن ليس بالناموس بل بالمسيح، كما في (غل3و4)…


لان الكفارة التي قدمها المسيح على الصليب كافية للتكفير عن خطايانا، وليس بالأعمال الصالحة. لان الوحي أعلن بان كفارة المسيح ، كافية للتكفير عن خطايانا، بل وعن خطايا كل العالم أيضاً (1 يوحنا 2: 2)، لأن قيمتها مرتبطة بالمسيح، لانه “دخل إلى الأقداس بدم نفسه، فوجد (لنا) فداء أبدياً” (عبرانيين 10: 14)،. فلا يمكن أن يكون خلاصنا الأبدي متوقفاً على شيء من الأعمال الصالحة التي نقوم بها – لان ذلك يقود الى الاعتقاد بان كفارة المسيح لم تكن كافية لخلاصنا ،؟؟ وانة دمه على الصليب لم يكن كافيا لدفع ثمن خطايانا ، والحالةهذه يكون اعتمدنا على الاعمال الصالحة لاكمال فداء المسيح وكاننا نقول ان موت المسيح على الصليب كان ناقصا لخلاصنا ،وان فداءه غير كامل لنكمله بالاعمال .وهذا طبعا لايستقيم مع لاهوت الكتاب المقدس عن فداء المسيح وموته على الصليب وقيامته من بين الاموات ، لان دم المسيح غسل خطايانا وبررنا ….
ومن جه اخرى ان كان للاعمال دور فان ناموس موسى كان كافيا لخلاصنا ، ولم يكن هناك جدوى من مجى المسيح وتجسده وصلبه وموته وقيامته .؟ ولكن مجئ المسيح دلاله على ان لا ناموس موسى ولا الاعمال الصالحة يمكن ان تخلصنا ، ؟؟ خلاصنا فقط بدم ذكي سكب على الصليب ..
كما نقرأ في رسالة رومية 6 : 23 ” “وأما هبة الله فهي حياة أبدية بالمسيح يسوع ربنا”، وما دامت الحياة الأبدية هي هبة من الله، لذا قال “لأنكم بالنعمة مخلصون بالإيمان وذلك ليس منكم، هو عطية الله. ليس من أعمال كي لا يفتخر أحد” (أفسس 2: 9)، لأنه لو كان الخلاص بالأعمال لما كان بالنعمة، وما دام بالنعمة كما تنص هذه الآية، لا يكون بعد بالأعمال. وقد أشار الرسول بوضوح إلى هذه الحقيقة فقال “فإن كان (الخلاص) بالنعمة، فليس بعد بالأعمال، وإلا فليست النعمة بعد نعمة” (رومية 11: 6). وقال أيضاً (رومية 3: 29). ” اذا نحسب ان الانسان يتبرر بالايمان بدون اعمال الناموس “..
في (غل3و4). كما “إن الناموس كان ترتيباً مؤقتاً” ( 3: 17) أُدخل لكي يكشف للشعب القديم تعدياتهم، فكان ك “المُؤدِّب” إلى أن يجيء المسيح (3: 19و24). أما وقد جاء المسيح، وتم الفداء، وأُعطي الروح القدس: فإن المؤمن يأخذ مكانه في حرية النعمة (6: 1-7).


نلاحظ ان النعمة لم تطرح الناموس جانباً ، لعنة الناموس اصابة الرب يسوع المسيح ليفدي كل من يؤمن به من لعنة الناموس (غل3: 13) ولكن النعمة افتدت المؤمن من تحت الناموس نفسه وجعلت كل علاقاته مع الله على أساس جديد (غل4: 4-7) (أي أن له التبني ويسكن الروح القدس في قلبه، ويتعامل مع الله كأبيه، وليس بعد عبداً بل ابناً، ووارثاً لله بالمسيح). فإذا كان المؤمن الآن ليس بعد تحت الناموس لكن تحت النعمة فليس معنى هذا أن الناموس قد طُرح جانباً أو أنه قد نسخ. لان جماهير غفيرة من غير المؤمنين سوف ترتعب أمام اتهامات الناموس لهم في يوم الدينونة (رو2: 12).ان كان الخلاص بالايمان فان الدينونه تكون للاعمال ..
يعتقد البعض جهلا ان كان المؤمن ليس تحت الناموس بل بالنعمة ، يقود ذلك إلى كل نوع من الشرور؟. لان النعمة لا تحاسب كما الناموس ؟؟ بدأٍ يجب ان نعرف من هوالمؤمن ؟ المؤمن دائماً هو تحت تهديدات الناموس ، وبما ان المؤمن هو من اكتسب الطبيعة الجديدة، ( الولادة الثانية ) التي اشارة اليها الرب يسوع المسيح عندما تحدث معه نيقوديموس ، يوحنا 3 : 1 – 21 ..
الله لا يعترف إلا بالطبيعة الجديدة، لان روح المسيح يسكن فيه ويقوده وهو بذلك تحت النعمة، والنعمة هي التي تملك عليه وتسوده. “الخطية لن تسودكم لأنكم لستم تحت الناموس بل تحت النعمة”. في (رومية 6 : 14 ) أن النعمة تُخلّص وتُعلّم الذين تُخلّصهم أن ينكروا الفجور والشهوات العالمية وأن يعيشوا بالتعقل والبر والتقوى في العالم ، لان النعمة هي تعلّمنا ما هو مرضي عند الرب وإذ لنا في داخلنا الروح القدس نعيش بالتعقل والبر والتقوى.
المؤمن مولود ولادة جديدة فهوعطية الروح القدس ،والنعمة هي التي تملك عليه وتسوده. يقول في 2 كو 5 : 17 ان كان احد في المسيح فهو خيلقة جديدة ،الاشياء العتيقه قد مضت وهوذا الكل قد صار جديدا ..” .. مبارك رب المجد امين …
بقلم : المحامي يعكوب ابونا

عن يعكوب ابونا

شاهد أيضاً

قراءات عيد مريم العذراء المحبول بها بلا دنس

الحكمة والشريعة سفر يشوع بن سيراخ 24 : 1 – 32 الحكمة تمدح نفسها وتفتخر …