مخافة الرب تقدس الذهن وتعلم الحكمة

مخافة الرب تقدس الذهن وتعلم الحكمة
م-اسماعيل ميرزا
ان جميع الناس يحتاجون إلى مخافة الله وهي لازمة لهم لتصدهم عن ارتكاب الخطايا والذنوب والآثام‏:‏ ليس فقط للذين يعيشون في حياة الخطيئة بكل استباحة واستهتار‏ ويكسرون وصايا الله بكل جرأة دون أي خوف أو حياء‏ ‏ بل أيضا يثورون على القيم والمبادئ ويصل بهم الأمر إلى التذمر على الله‏ . لذالك ان المخافة لازمة كذلك للذين يخطئون اعتمادًا على رحمة الله ومغفرته‏ ناسين أن الله عادل وأنه قدوس‏ ضد الخطيئة بكل صورها.
إن الذي يخاف الله‏ ‏ لا يخطئ‏ وأما الذي يخطئ فإنه شاهد على نفسه أنه لا يخاف الله‏ ‏ والذي يخاف الله‏ لا يعمل شرًا حتى في الخفاء‏ لأنه يعرف أن الله يرى كل شيء‏ ويسمع كل شيء‏ ويفحص حتى أعماق القلوب‏
ان الإنسان الملتزم الجاد‏‏ يقول في نفسه إن الله سوف يحاسبني على أدق الأمور‏ فلا يجوز أن أتهاون أو أتساهل لذلك فهو يحاسب نفسه علي كل تصرف‏ بل أيضا على كل أفكاره ونياته‏ وعلي كل صغيرة وكبيرة‏ وهكذا فإن المخافة تقود الإنسان إلي النمو الروحي‏ وما يلزم هذا النمو من الجهاد والتعب‏ لكي يتقدم في كل يوم عن سابقه‏‏ حتى يصل إلى الكمال النسبي المطلوب منه‏ وكلما رأى أن الطريق طويل أمامه‏, حينئذ يصل إلى اتضاع القلب‏ وتقوده المخافة وإلى الخشوع‏,‏ ليس في وقت الصلاة فقط‏ وإنما في كل حين
ان مخافة الله بالنسبة للمؤمنين بأنها إحترام الله . والرغم من أن إحترام الله هو جزء من مخافته بالتأكيد، إلا أن مخافة الله هي أكثر من ذلك بكثير. فمخافة الله بحسب الكتاب المقدس تتضمن إدراك مقدار كراهية الله للخطيئة، والخوف من دينونة الله للخطيئة حتى في حياة الشخص كما إن مخافة الله تقو الإنسان إلى التوبة وتمنعه من فعل الخطيئة قبل ارتكابها. أما إن سقط الإنسان في الخطيئة فإنها تعطيه رعبا من نتائج الخطيئة ومن عقوبة الله وهكذا تقوده إلى الرجوع إلى الله
ومخافة الله تعلم الإنسان حياة الحرص والتدقيق فيكون مدققًا في كل ما يعمله أو يقوله
لذالك فان الإنسان الحكيم الذي يريد أن يحيا بمخافة الله وإرضائه عليه أن يدقق على حياته أمام الله، ويعرف أن جسده ملك للمسيح وللروح القدس الساكن فيه، وكل أعضائه هي ليست له بل هي للذي افتداه ومنحه عربون الخلاص والتبني. واللسان هو أكثر الأعضاء الذي يحتاج أن يكون تحت مِظلّة مراقبة الله اليومية لكي تخرج منه كلمات التعزية في أوقات الحزن والتشجيع في أوقات الإحباط والمدح وقت الإنتصار والنقد البنّاء للآخر لإرجاعه الى أحضان الله. دون أن ننسى أن كلمة واحدة تحرق كل شيء وكلمة أخرى تبني وتُرجع كل شيء . يعرّف الكتاب المقدس مخافة الرّب على لسان حكيم الأجيال سليمان بأنها رأس المعرفة (أمثال1: 7)، ورأس الحكمة (مزامير111: 10)، وبدء الحكمة (أمثال9: 10). وهي الحكمة الحقيقية (أيوب28: 28)، ومعرفة القدوس (أمثال9: 10). فهي أدب وحكمة وتواضع (أمثال15: 33). أي أن كنوز الحكمة الحقيقية هي في مخافة الرّب
وهي تقودنا أيضا إلى الجدية في الحياة الروحية, والى أن يكون الإنسان ملتزمًا وأمينًا حتى في القليل (إنجيل متى 25: 21، 23؛ إنجيل لوقا 16: 10؛ 19: 17). ذلك لأن مخافة الله أمام عينيه على الدوام
ان مخافة الرب تحتوي على كل تلك المتطلبات اي (للفرح المستمر) لأن الإنسان الذي يخاف الرب كما يليق، ويثق فيه، يجمع كل مصادر السعادة، ويقتني الينبوع الكامل للبهجة. كما أن نقطة ماء تسقط في محيط متسع سرعان ما تختفي، هكذا مهما حلّ بمن يخاف الرب يتبدد ويزول في محيط الفرح الهائل
واخيرا فمخافة الله تجعلنا نتيقن بأن كل شيء يأتي من النعمة وبأن قوّتنا الحقيقية تكمن فقط في إتباع الرب يسوع وفي السماح للآب بأن يسكب علينا صلاحه ورحمته. فالروح القدس ومن خلال موهبة مخافة الله يفتح قلوبنا ليدخل إليها صلاح الله ورحمته
م-اسماعيل ميرزا

عن اسماعيل ميرزا

شاهد أيضاً

الكنعانيون

سفر تثنية الاشتراع 23 / 13 – 14 وليكن لك خلاء خارج المخيم تخرج إليها …