ميمر أبينا القديس مار يعقوب السروجي على أحد توما
أَمَّا تُومَا، أَحَدُ الاثْنَيْ عَشَرَ، الَّذِي يُقَالُ لَهُ التَّوْأَمُ، فَلَمْ يَكُنْ مَعَهُمْ حِينَ جَاءَ يَسُوعُ. فَقَالَ لَهُ التَّلاَمِيذُ الآخَرُونَ: قَدْ رَأَيْنَا الرَّبَّ!. فَقَالَ لَهُمْ: إِنْ لَمْ أُبْصِرْ فِي يَدَيْهِ أَثَرَ الْمَسَامِيرِ، وَأَضَعْ إِصْبِعِي فِي أَثَرِ الْمَسَامِيرِ، وَأَضَعْ يَدِي فِي جَنْبِهِ، لاَ أُومِنْ. وَبَعْدَ ثَمَانِيَةِ أَيَّامٍ كَانَ تَلاَمِيذُهُ أَيْضًا دَاخِلاً وَتُومَا مَعَهُمْ. فَجَاءَ يَسُوعُ وَالأَبْوَابُ مُغَلَّقَةٌ، وَوَقَفَ فِي الْوَسْطِ وَقَالَ: سَلاَمٌ لَكُمْ!. ثُمَّ قَالَ لِتُومَا: هَاتِ إِصْبِعَكَ إِلَى هُنَا وَأَبْصِرْ يَدَيَّ، وَهَاتِ يَدَكَ وَضَعْهَا فِي جَنْبِي، وَلاَ تَكُنْ غَيْرَ مُؤْمِنٍ بَلْ مُؤْمِنًا. أَجَابَ تُومَا وَقَالَ لَهُ: رَبِّي وَإِلهِي!. قَالَ لَهُ يَسُوعُ: لأَنَّكَ رَأَيْتَنِي يَا تُومَا آمَنْتَ! طُوبَى لِلَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَرَوْا. يوحنا20: 24 – 29.
نبذة مختصرة عن حياة القديس توما الرسول:
نتحدث عن شخصية رسول كرز في بقاع واسعة تمتد من اورشليم الى بلاد الشام والعراق بلاد ما بين النهرين والى بلاد الهند والصين.
ولد القديس توما في أقليم الجليل من أسرة بسيطة وفقيرة. أسم أبيه (ديونانوس) و (أسم أمه رواوس). وكانت مكان اقامته: الجليل، اليهودية والسامرة.
أسم توما باللغة الآرامية ܬܐܘܡܐ، وباللغة الانكليزيةThomas واليونانية (ديديموس).
ومعنى أسم توما بالآرامية يعني العجيب، لقد كان توأماً في ميلاده الجسدانى، فيدعى يهوذا – توما ديديموس. وكثيراً ما ندعوه المتشكك.
القديس واحد من رسل السيد المسيح الأثنى عشر، وقد ورد ذكره في الاناجيل وسفر أعمال الرسل.
عاش مار توما في الجليل يعمل نجاراً في بادئ الأمر، وربما كان من أصدقاء الطفولة ليسوع في وطنه، لذلك عندما التقى به يسوع فيما بعد عرفه وأحبه وكان مقرباً اليه. لذلك نرى مار توما فى بعض الصور الشرقية وهو يحمل بيده زاوية نجار. بعد ذلك رأيناه وهو يعمل صيادا للسمك وربما تعلم هذه المهنة بعد نزوحه حول بحيرة طبرية .
مقدمة:
ميمر: هي كلمة سريانية معناها (قول) وهو مقال او سيرة قديس، والجمع هو ميامر (الميامر). وهي قصيدة تقرأ ولا تنشد وتكون تعليمة قصصية.
ميمر أبينا القديس ما يعقوب السروجي على أحد توما
قام الراعي من بين الأموات بالقوة العظيمة، وفعل آية مدهشه للرسل ليشدد ايمانهم فدخل اليهم والأبواب مغلقة! لكي بالأعجوية يريهم إلوهيته. وإذ تطلب مني كي أفسر لك طبيعيا لا أعرف لأنها أعجوبة!!
خرج من البطن جسدانيا وهي مختومة، ودخل العلية وهي مغلقة. جسد أنسان خرج من البتولية ولم يحلها، وبه دخل الأبواب ولم يفتحها!! وليس روحاً دخل من الأبواب بل جسداً وعظاماً كما قال له: وبهذه الأعجوبة طرد وجل ضمائرهم، وأعطاهم السلام لقلوبهم المضطربة، وأراهم بالحب ثقوب يديه لئلا يتقسموا من أجل صلبوته وقتله، فأظهر قدامهم علامات موته ليؤكد لهم أنه غلب الآلام بصليبه، وأجازهم معه حتى يخرجوا ويمضموا ليكرزوا بالغلبة . . . قوموا اكرزوا بالغلبة للعالم كله.
وواحد منهم الذي هو توما لم يكن هناك، وكان ذلك بحكمة وترتيب، لأنه لما إبتعد إنحنى على السؤال.
ونجد هؤلاء لما نظروا السيد من فرحهم لم يسألوه، من أجل ذلك إنحفظ توما بغير نظر، والا كان حفظ السكوت كمثل أصحابه. وحينما اضطر ليسأل تعلموا كلهم الحقيقيات . . كأن توما صار فما لنطق جميعهم!!
تكلم الرسول مع الرسل بتحقيق كثير قائلاً: لا أومن حتى أنظر! لقد سمعت منكم بالأذن، ولا أوقن الا بالنظر!
ايها الحقيقى لماذا رذلت اصحابك ولم تصدق شهادتهم الحقيقية مع أن الناموس يقول: على فم إثنين أو ثلاثة تقبل الشهادة – وههنا عشرة يشهدون ولم تصدق؟ فهل تكذب أصحابك؟!! أجاب توما: أما أنا برسول مثلهم، فلا بد أن انظر كما نظرتم والا لا أصدق، لكي اكون رسولاً وشاهداً لابد أن انظر. ايها المختار توما، ينبغي أن تصدق أصحابك الرسل، والا فانهم يقولون إن كان الرسول صاحبنا لم يقبل كرازتنا فكيف يصدقنا الخارجين؟
فتكون شكا للعالم حيث يقولون: إن كان توما صاحبكم لم يقبل كلمتكم فكيف تدعونا الى الايمان؟ إن كانت كرازتهم بالحق فلما لم يقبلها توما؟!
قال توما: لكنى أعظم الكرازة بفعلى هذا: والا فحينما أمضي لأكرز عن موته وقيامته فماذا أقول لهم: أني سمعاً سمعت كمثل كلمتكم؟! أم أنه من الأفضل أن أقول لهم: أني نظرت بعيني، وأكرز لكم بالحق وإذا قلت أني نظرته اكذب، وليس حسنا أن أكون رسولاً!
ومن أجل ذلك إن لم أنظر لا أومن؟ وليس بإرادتي ابعدت نفسي عن جماعتكم، لانى حين لا أنظره بدا لى أنه لا يريدني وإن صلبنى لاكون له رسولاً ظهر لي! وبهذا يؤهلني للكرازة، لئلا لأكون امام نفسي غير مؤهل لذلك. وليس الحق محتاجاً الى معونه مستعارة، فكيف أشهد بما لم أره؟
ولأن توما سأل بالحب أخذ، فلم يظلم العادل طلبه. ففي اليوم الثامن أجتمع الرسل المختارين ومعهم توما. وأتى الرب ليجيب طلبته، ويكثر للبيعة الإيمان . . شاء أن يأتي لأجل توما ودعا توما أن يحس يديه كما قال: هات أصبعك أدخل في موضع المسامير وكن مؤمنا ولا تتشكك، تعال جس الجراح، تأمل آلامي، وصنع ضميرك بغير تقسيم للايمان. وأدخل يدك وضعها في جنبي وتحقق، خرج الحق من الحق ودعا ليكون شفيعاً للكرازة، وبعدما نظر تحرك ليدعوه (ربي والهي). هوذا قد صار أول من رفع صوته بالكرازة. . .
آمن أخيراً وبعد أصحابه كلهم، ولكنه صار أول أصحابه في الاعتراف لقد إعترف بأضعاف شكه.
ياللعجب! لم يصدق حتى نظر، ولما تحقق لم يهدأ من الاعتراف كيف دعاه: ربي والهي؟! إنه ينظر آيات بل نظر آلامه حس ضرباته ونظر جراحاته، لقد شاء ان يشفي ضمير توما مبارك هو محسود له الذي بغير الحب لم ينطق له المجد دائما وعلينا رحمته الى الأبد. آمين.
- القديس توما شفيع البطريركية الكلدانية في العراق، وتحتفل البطريركية بعيده يوم 3 تموز من كل عام.
- شفيع خورنة مار توما الرسول الكلدانية في هولندا.
- كتاب القديس توما الرسول: تأليف القمص بيشوى عبد المسيح، وكيل مطرانية الأقباط الأرثوذكس بدمياط – مصر. الميمر منشور في صفحات (73 و 74 و 75). ميمر أبينا القديس مار يعقوب السروجي على أحد توما
مكتبة المحبة: رقم الايداع بدار الكتب 8731 / 88
الترقم الدولي 3 – 79 – 187 – 977
ندعو من الرب القدير وبقوة ربنا يسوع المسيح وشفاعة أمنا العذراء و مار توما الرسول البركة والنعمة والسلام للجميع.
عرض وتقديم: شامل يعقوب المختار
3 تموز2019