الله عاقب ادم بالموت ، فكيف عاش 930 سنة بعد العقاب !!؟؟ .. بقلم : يعكوب ابونا


صحيح عندما وضع الله ادم في جنة عدن ، اوصاه قائلا من جميع شجر الجنة تاكل الا من شجرة معرفة الخير والشر لا تاكل لانك يوم تاكل منها موتا تموت .. تك 2 : 15 – 17
ولكن ادم كما في الاصحاح الثالث يذكر بان ادم كسر وصية الله وأكل من الشجرة التي حرمه منها ، وبنهاية الاصحاح الثالث يقول ” فطرد الانسان واقام شرقي جنة عدن ، بمعنى ان ادم لم يمت حسب وصية الرب . ويقول في الاصحاح 4 : 1 وعرف ادم امراته حواء فحبلت وولدت قايين ، وهذا دليل على عدم قيام علاقة بين ادم وحواء في جنة عدن ، كما يتوهم البعض ،. عاش ادم مع حواء كما جاء في اصحاح5 : 5 تسع مئة وثلاثين سنه ومات .
كيف نفهم هذا وكيف يكون ذلك وهل الله تراجع عن قراره او بدله اوالغاه؟؟ حاشى لله ان يفعل ذلك ، لان الله لايبدل ولا يلغي.
ولكن الذي يجب ان نعرفه بان الرب كان يعرف ان ادم قبل ان يخلقه سوف يكسروصيته ويتمرد عليه ، وهذا كان قصد ه عندما خلق الانسان مخيرا خير مسيرا ، بارادة كامله وحرية الاختيار .
فكانت شجرة الخيروالشر وسيلة للانسان ان يستعمل ارادته الحره ليعبر عن مدى محبته لله والا لبقي بعلاقة غير ارادية ، لان ليس له خياراخر ليستعمله ،. فسمح الله للشيطان ان يعمل في الجنه ويجرب ادم ليعرف الخيرمن الشر بالتجربة . ولكنه مال الى الشيطان ووقعت الخطية فاخطأ بحق الله ، فالعقوبه اصبحت واجبة التنفيذ لان الله لا يتراجع عن حكمه.
هكذا يقول المنطق ولكن لو ان الله نفذ حكم الموت الجسدي بأدم مباشرة ، لكانت البشرية انتهت ، ولكان الشيطان هو من انتصرعلى الانسان وعلى الله ، لانه قطع طريق الله للاستمرار بعمله مع خليقته ، طبعا هذا محال ان يحدث لان الله اعلم بخططه وطرقه لا يعلمها الشيطان ، ..ولكن من جهة اخرالله لم يترك ادم بدون عقوبه بل نفذ عقوبته عليه بانواع متعدد من الموت ـ
لنعرف ماهو الموت؟ الموت هو عدو الانسان (1 كورنثوس 15 : 56) الذي سوف يختبرهُ كل انسان (عبرانيين 9 : 27). هوانفصال الروح عن الجسد فهو الموت الجسدي ، واما انفصال الروح عن الله فهو الموت الروحي ، فالامرين وثيقي الصله ببعضهما ، و الكتاب المقدس يعطينا اشارة مهمة لنفهم معنى كل من الموت الروحي والموت الجسدي ..
1-الموت الروحي،
هو انفصال الروح عن الله..فادم وحواء حال كسرهما الوصية ارتكبا معصية بحقه ، فانفصلا عنه وهذا الانفصال هو موت روحي ، لأن لاتجتمع الظلمة مع النور. يمكن أن يكون الإنسان حياً بالجسد ولكنه ميت بالروح (أفسس 2: 1، 5) والعكس صحيح (متى 22: 32). عندما أخطأ آدم وحواء (تكوين 3: 7) فإنهما خسرا حياتهما الروحية، وأصبحا “أمواتاً” من جهة القداسة، وتخليا عن جنة عدن، وصارا تحت دينونة الله …..
لهذا أعتبر الكتاب أن الخطية موت روحي ، فقال الأب عن ابنه الضال “ابني كان ميتًا فعاش” (لو 15: 24) . وقال الرب لملاك كنيسة ساردس ” إن لك اسمًا إنك حي، وأنت ميت” (رؤ3: 1) . بمعنى إنفصال الإنسان عن الله بسبب الخطيئة هو موت روحي ، فيحيا على هذه الأرض بدون أن تكون له شراكة حقيقية حيّة مع الله. وهذه حالة كل إنسان غير مؤمن. يقول الإنجيل أننا كنا سابقاً “أمواتاً بالذنوب والخطايا” (أفسس 1: 1 ) ..وهكذا اجتاز الموت جميع الناس إذ أخطأ الجميع” (رومية 12:5).
2-الموت الجسدي:
هو الانفصال المؤقت بين الجسد والروح. يعقوب في رسالته يقول “لانهُ كما ان الجسد بدون روحٍ ميت، هكذا الايمان ايضاً بدون اعمالٍ ميتٌ” (2 : 26). وهذا الموت هو الاول يختبره كل البشر، لانه دخل إلى العالم مع خطية آدم (رومية 5: 12). وإن أجرة الخطية هي موت (رومية 6: 23)،.وفي عب9 : 27 كما وضع للناس ان يموتوا مرة ثم بعد ذلك الدينونه “. …
3 ـ الموت الأبدي:
هوالموت المتحقق بالموت الجسدي والموت الروحي أي الطرح في جهنم النار، لمن يرفضون أن يقبلوا خلاص الله، فإن الموت الابدي هو”الموت الثاني” (رؤيا 20: 14). هذا الموت عقاب أبدي بسبب الإنفصال عن محضر الله (تسالونيكي الثانية 1: 9). ويتحدث المسيح أيضاً عنها في متى 25: 41 ، وأبرز مثال لها قصة الرجل الغني ولعازر (لوقا 16: 19-31). لذلك الله لا يريد أن يهلك أحد، ولكن أن يأتي الجميع إلى التوبة (بطرس الثانية 3: 9)، التوبة تعني الإبتعاد عن الخطية والندم على التعدي على الله. إن الذين قبلوا خلاص الله قد إنتقلوا من الموت إلى الحياة (يوحنا الأولى 3: 14)، والموت الثاني ليس له سلطان عليهم (رؤيا 20: 6 ) ..
4- الموت الادبي :
هو موت الاخلاق والضميرلدى الانسان وبالتالي يكون ميتا من الناحية الادبية عند ارتكاب الخطيئة التي هي التعدي على وصايا الله ، لذلك الامر لايتعدى ان يكون احد الامرين :
1-اما ان يتوب الانسان توبه صادقه عن خطيته فتغفر له …،
2-واما ان يظل على خطيئته بدون توبه وبالتالي تكون عقوبتة الموت الابدي .
لان من يقبل المسيح في قلبه، فإنه لن ير دينونة. ولن ير الموت بل قد انتقل من الموت إلى الحياة” (يوحنا 24:5 ). وقال الرسول بولس: رومية 8 : 1 اذا لا شيء من الدينونة الأن على الذين هم في المسيح يسوع السالكين ليس حسب الجسد بل حسب الروح “..وهؤلاء هم الذين ولدوا ثانية (يوحنا 3: 3-5) من خلال الإيمان به. لان الولادة الثانية هي إعادة العلاقة بمصدر الحياة يسوع المسيح في يوحنا 15: 1-6. إنه هو الكرمة ونحن الأغصان. ودون الإلتصاق به لا توجد فينا حياة، ولكن عندما يكون لنا المسيح تكون لنا الحياة الحقيقية ( يوحنا الأولى 5: 11- 12 ) ..والذين لا يولدوا ثانية يموتوا الموت الثاني الابدي ….
ويقول الكتاب المقدس إن “آخر عدو يبطل هو الموت” (1كو 15: 26). يحدث هذا في نهاية العالم، و كما يقول الرسول ” لان هذا الفاسد لابد ان يلبس عدم فساد ، وهذا المائت يلبس عدم موت” (1كو 15: 53- 55). عندئذ فقط نقول له “أين شوكتك يا موت اين غلبتك ياهاوية ؟!”……. امــــــــــــين ..
بقلم : يعكوب ابونا

عن ادارة الموقع

شاهد أيضاً

الكنعانيون

سفر تثنية الاشتراع 23 / 13 – 14 وليكن لك خلاء خارج المخيم تخرج إليها …