في أحد التجمعات الروحية لزمن الصوم الكبير، وبعد قداس دار نقاش في قاعة الكنيسة من بعض الجنسيات حول الصوم الكبير في الكتاب المقدس وبدأ الحديث من أنجيل متى أصحاح 6: 16 – 18. وما هي وصايا وتعاليم الكنيسة ومن رموز وعادات وتقاليد الصوم من شعب الى شعب أخر. قد أختلفت الأراء من شخص الى أخر حسب طبيعة الثقافة الدينية والأيمانية لكل من المتحدثين.
قال أحدهم: تعلمتُ من أبي وأمي وأسرتي أن نصوم فترة الصوم الكبير من كل عام، وقدم أكثر من مثال في الرشاد والأدخار والتقيل من الطعام والشراب ومستلزمات الحياة الأخرى، وطرح مثال بسيط وقال: أثناء حياتنا العائلية اليومية قبل وبعد الصوم، تأكل عائلتي عشرة خبزات في اليوم، وفي فترة الصوم طبعاً تكون أقل، وبمعنى يكون المصروف المالي للعائلة أقل. وهكذا على بقية المواد الغذائية، ونبتعد عن الأشياء الغير الضرورية، وكل واحد من العائلة يسلك كيف يعيش فترة الصوم. لأن الصوم بشكل فردي، ولكن العائلة تجتمع وتصلي قبل تناول كل وجبة طعام، ليس في أيام الصوم ولكن في كل الأيام، وفي المساء نجتمع لقراءة نص من الكتاب المقدس للنقاش مع بعضنا لمدة نصف ساعة تقريبا، لأن الجميع لديهم واجبات وأعمال يجب أكمالها للغد.
وبهذا قد وفر كل واحد من الأسرة كمية من المال نجمعه في صندوق، وفي نهاية الصوم نقدم هذا المال الذي جمعناه الى الكنيسة أو أحدى المنظمات أو المؤسسات الأنسانية الأجتماعية أو الصحية وهذه المؤسسات لديهم المعرفة أكثر منا ومن هو محتاج الى هذا المبلغ، نحن نعطي الى الأنسان ولا نعرف من هو محتاج المال، وبالمقابل المحتاج أو الفقير لا يعرف من تبرع وقدم له هذا المال.
بهذه الطريقة تعاونا في مساعدة الأخرين بالأخوة الأنسانية السامية. وأنا قد تعلمت هذه الطريقة من أبي وأمي، عندما كنا صغار كيف نجمع المال من مصروفنا اليومي، وأولادي الأن متزوجين علموا طريقة الأجداد الى أولادهم.
وفي ختام حديثه قال: الصوم هو أيمان وسلوك شخصي ولقاء مع الرب، ويجب أن يكون بدون مظاهر.
شامل يعقوب المختار