*”وَكَتَبَ رِسَالَةً حَاوِيَةً هذِهِ الصُّورَةَ: كُلُودِيُوسُ لِيسِيَاسُ، يُهْدِي سَلاَمًا” … الرسالة والرسائل في الكتاب المقدس

*”لأَنَّ كُلَّ مَا سَبَقَ فَكُتِبَ كُتِبَ لأَجْلِ تَعْلِيمِنَا” ….. ظهرت حاجة نقل الكلام والأفكار بين الناس منذ بدء البشريّة بأساليب مختلفة، وباختلاف الزمان والمكان، فآثار الحضارات القديمة التي نراها الآن هي عبارة عن رسائل تاريخية تحوي في طيّاتها العديد من الأفكار والدروس، كما أنّ الرسائل الربانية والتي استقرت مع المؤمنين تحمل نفس فكرة الرسالة، في الحاجة إلى توصيل فكرمعين وبوقتٍ مُعيّن، ولنقل معلومات بشكل دقيق يتوقف عليها صنع قرار، أو التعبير عن شيء يجب علمه او معرفته وبمناسبات مختلفة. الرسالة تتضمن معلومات أو طلب ي نرسله إلى شخص ما، أو عندما لا نستطيع التحدث إليه بشكل مباشر، وتتكون الرسالة من عدة عناصر مثل، المحتوى الغرض من الرسالة وميسرة وواضحة في المعاني وتعبر عما يريده الكاتب، ويتم إرسالها بعدة طرق فقد ترسل بواسطة البريد الذي كان ولايزال متداولا الى يومنا أو البريد الإلكتروني، أو من خلال الرسائل النصية بواسطة الهاتف وغيرها من الوسائل الحديثة.

الرسالة في اللغة هي ما يكتبه المرسل على الورقة من أخبار ومعلومات على شكل كلمات وجمل منسقة تحتوي على فكرة او احداث او …. الخ، لإرسالها إلى المستقبل وذلك عبر وسيلة معينة فقد كانت الرسالة تُنقل من خلال التُجّار، وعن طريق الحمام الزاجل، وأحياناً كانت تُشعل النيران على قمّة الجبال للدلالة على إرسال رسالة قصيرة، وهناك الرسالة الشفوية التي هي عبارة عن الكلام الذي ينقله المرسل إلى المستقبل شفوياً.

وتُعتبر الرسالة من الفنون النثرية في الأداب واللغات عبر العالم والتي بدأت في عصور مضت وتطورت مع تطوّر الحياة في المجتمعات والناس يختلفون في أسلوبهم، وما يملكونه من مفردات وطرق عرض اكتسبها كل فرد من خلال تعليمه وخبرته وممارسته وهواياته، ولكن الرسالة تتطلب مهارة وقدرة في عرض الأخبار والمعلومات والحقائق بلغة سهلة متدرجة وبدون حشو لفظي.

تعتبر الرسالة وثيقة اجتماعية تكتب وتفسر ما لدى البعض منا وما يراوده من افكار أتجاه الأقارب والأصدقاء او من يحيطون به في نطاق العمل الفردي ام الجماعي وتختلف مضامين الرسائل بحسب من توجه اليه، هذا من جانب والأخر هو مستوى تقبل الرسالة والتفاعل مع محتوها ومستويات الاستيعاب للمضمون لمن ترسل اليه او اليهم، تعرض الرسالة فكرة نحو مشكلة أو موضوع ما، والرسالة الجيدة تولد تأثيراً كبيراً على قارئها، وهي مرآة لكاتبها أو للجهة التي تمثلها، وتُكوِّن الانطباع الجيد لدى القارئ لجودتها، وشكلها، وتنسيقها، ومعانيها.

الرسائل في العهد القديم:

رسائل كثيرة كتبت تنوعت مضامينها فضلا عن وجود خدمات بريدية ففي زمن أيوب، كان العداؤون يعملون سعاة لتوصيل البريد والرسائل الملكية في بلاد فارس قديما. والمثال هي الرسائل في زمن الملكة أستير فحملها السعاة على ظهور جياد سريعة (أستير 3: 13) وقد أرسل الملك حزقيا رسائله إلى إفرايم ومنسى بنفس الطريقة، “وَأَرْسَلَ حَزَقِيَّا إِلَى جَمِيعِ إِسْرَائِيلَ وَيَهُوذَا، وَكَتَبَ أَيْضًا رَسَائِلَ إِلَى أَفْرَايِمَ وَمَنَسَّى أَنْ يَأْتُوا إِلَى بَيْتِ الرَّبِّ فِي أُورُشَلِيمَ لِيَعْمَلُوا فِصْحًا لِلرَّبِّ إِلهِ إِسْرَائِيلَ. فَذَهَبَ السُّعَاةُ بِالرَّسَائِلِ مِنْ يَدِ الْمَلِكِ وَرُؤَسَائِهِ فِي جَمِيعِ إِسْرَائِيلَ وَيَهُوذَا، وَحَسَبَ وَصِيَّةِ الْمَلِكِ كَانُوا يَقُولُونَ: يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ، ارْجِعُوا إِلَى الرَّبِّ إِلهِ إِبْرَاهِيمَ، فَكَانَ السُّعَاةُ يَعْبُرُونَ مِنْ مَدِينَةٍ إِلَى مَدِينَةٍ فِي أَرْضِ أَفْرَايِمَ وَمَنَسَّى حَتَّى زَبُولُونَ..”(2 أخ 30: 1 و6 و10)، وكان سبى بابل دافعا لتبادل الرسائل بين العبرانيين في السبي بين الشرق وفلسطين، كما في أسفار عزرا ونحميا، مثل المراسلات المتبادلة بين أعداء اليهود في فلسطين وارتحشستا ملك فارس، “وَفِي أَيَّامِ أَرْتَحْشَسْتَا كَتَبَ بِشْلاَمُ وَمِثْرَدَاثُ وَطَبْئِيلُ وَسَائِرُ رُفَقَائِهِمْ إِلَى أَرْتَحْشَسْتَا مَلِكِ فَارِسَ. وَكِتَابَةُ الرِّسَالَةِ مَكْتُوبَةٌ بِالأَرَامِيَّةِ وَمُتَرْجَمَةٌ بِالأَرَامِيَّةِ”….(عز 4: 7 الى23)، وإلى آساف حارس فردوس الملك وَقُلْتُ لِلْمَلِكِ: “إِنْ حَسُنَ عِنْدَ الْمَلِكِ فَلْتُعْطَ لِي رَسَائِلُ إِلَى وُلاَةِ عَبْرِ النَّهْرِ لِكَيْ يُجِيزُونِي حَتَّى أَصِلَ إِلَى يَهُوذَا … فَأَتَيْتُ إِلَى وُلاَةِ عَبْرِ النَّهْرِ وَأَعْطَيْتُهُمْ رَسَائِلَ الْمَلِكِ. وَأَرْسَلَ مَعِي الْمَلِكُ رُؤَسَاءَ جَيْشٍ وَفُرْسَانًا” (نح 2:،7،الى، 9)، ثم تبادل الرسائل بين عظماء يهوذا وطوبيا، ورسائل طوبيا إلى نحميا، “فَأَرْسَلَ إِلَيَّ سَنْبَلَّطُ بِمِثْلِ هذَا الْكَلاَمِ مَرَّةً خَامِسَةً مَعَ غُلاَمِهِ بِرِسَالَةٍ مَنْشُورَةٍ بِيَدِهِ مَكْتُوبٌ فِيهَا” ،”وَأَيْضًا فِي تِلْكَ الأَيَّامِ أَكْثَرَ عُظَمَاءُ يَهُوذَا تَوَارُدَ رَسَائِلِهِمْ عَلَى طُوبِيَّا، وَمِنْ عِنْدِ طُوبِيَّا أَتَتِ الرَّسَائِلُ إِلَيْهِمْ”، “وَكَانُوا أَيْضًا يُخْبِرُونَ أَمَامِي بِحَسَنَاتِهِ، وَكَانُوا يُبَلِّغُونَ كَلاَمِي إِلَيْهِ. وَأَرْسَلَ طُوبِيَّا رَسَائِلَ لِيُخَوِّفَنِي”(نح 6: 5 و17 و19).

الرسالة والرسائل في العهد الجديد:

هي 21 سفرًا في العهد الجديد، كتبها الرسل إلى كنائس معينة أو أشخاص معينين أو المسيحيين بصفة عامة، وكانت هذه الرسائل تتضمن نصائح أو تعليمات لكنائس معينة أو لأشخاص معينين بسبب ظروف تحيط بهم إلا أنها تصلح للتعليم لكنيسة المسيح بصفة عامة في كل مكان و زمان، وقد كتبت البعض منها قبل كتابة الأناجيل. فرسالة يعقوب وربما كانت هي أسبق أسفار العهد الجديد كتبت حوالي سنة 45 م. ورسالتا تسالونيكي حوالي سنة 50 م. اذا فهي مجموعة واسعة ومتنوعة فيها محاور مختلفة وفي مناسبات متعددة، فهي تقدم لنا دراسات لاهوتية، وتعليما وحكمة وتنبض بالحيوية التي تبعث الحياة وتجددها، فيها التعريف بطبيعة عمل الفداء واختباراته والكرازة باسم بالصليب، فضلا عن المعالجات الرسمية والحوارات، فهذه الرسائل تحوي المحبة للحق، فصدق هذه الرسائل وصراحتها وقوتها العاطفية والمعنوية والمبشرة بالنعمة، كما وان قيمة هذه الرسائل في أشكالها الكتابة التلقائية وحرية التعبير، انها فعلا تمثل الارشاد والتوجيه في الحياة المسيحية. وقد أشار اليها الرسل بانها جزء من كلمة الله وبقوة الروح القدس “مِنْ أَجْلِ ذلِكَ نَحْنُ أَيْضًا نَشْكُرُ اللهَ بِلاَ انْقِطَاعٍ، لأَنَّكُمْ إِذْ تَسَلَّمْتُمْ مِنَّا كَلِمَةَ خَبَرٍ مِنَ اللهِ، قَبِلْتُمُوهَا لاَ كَكَلِمَةِ أُنَاسٍ، بَلْ كَمَا هِيَ بِالْحَقِيقَةِ كَكَلِمَةِ اللهِ، الَّتِي تَعْمَلُ أَيْضًا فِيكُمْ أَنْتُمُ الْمُؤْمِنِينَ.” (1 تس 2: 13).

وقد ذكر الرسول بطرس صراحة عن رسائل الرسول بولس أنها من ضمن الكتب المقدسة “وَاحْسِبُوا أَنَاةَ رَبِّنَا خَلاَصًا، كَمَا كَتَبَ إِلَيْكُمْ أَخُونَا الْحَبِيبُ بُولُسُ أَيْضًا بِحَسَبِ الْحِكْمَةِ الْمُعْطَاةِ لَهُ كَمَا فِي الرَّسَائِلِ كُلِّهَا أَيْضًا، مُتَكَلِّمًا فِيهَا عَنْ هذِهِ الأُمُورِ، الَّتِي فِيهَا أَشْيَاءُ عَسِرَةُ الْفَهْمِ، يُحَرِّفُهَا غَيْرُ الْعُلَمَاءِ وَغَيْرُ الثَّابِتِينَ، كَبَاقِي الْكُتُبِ أَيْضًا، لِهَلاَكِ أَنْفُسِهِمْ” (2 بط 3: 15 و16)، وفيما يلي بعضا مما ورد منها:

رسالة الأمير كلوديوس ليسياس إلى فيلكس الوالي بخصوص بولس “وَكَتَبَ رِسَالَةً حَاوِيَةً هذِهِ الصُّورَةَ، كُلُودِيُوسُ لِيسِيَاسُ، يُهْدِي سَلاَمًا إِلَى الْعَزِيزِ فِيلِكْسَ الْوَالِي: فَلَمَّا قَرَأَ الْوَالِي الرِّسَالَةَ، وَسَأَلَ مِنْ أَيَّةِ وِلاَيَةٍ هُوَ، وَوَجَدَ أَنَّهُ مِنْ كِيلِيكِيَّةَ، قَالَ: سَأَسْمَعُكَ مَتَى حَضَرَ الْمُشْتَكُونَ عَلَيْكَ أَيْضًا، وَأَمَرَ أَنْ يُحْرَسَ فِي قَصْرِ هِيرُودُسَ” وَأُولئِكَ لَمَّا دَخَلُوا قَيْصَرِيَّةَ وَدَفَعُوا الرِّسَالَةَ إِلَى الْوَالِي، أَحْضَرُوا بُولُسَ أَيْضًا إِلَيْهِ” (اع 23: 25الى 35).**

وشبيه بذلك رسالة الرسل والمشايخ إلى الإخوة الذين من الأمم في أنطاكية وسورية وكيليكية، “وَكَتَبُوا بِأَيْدِيهِمْ هكَذَا: اَلرُّسُلُ وَالْمَشَايخُ وَالإِخْوَةُ يُهْدُونَ سَلاَمًا إِلَى الإِخْوَةِ الَّذِينَ مِنَ الأُمَمِ فِي أَنْطَاكِيَةَ وَسُورِيَّةَ وَكِيلِيكِيَّةَ … فَقَدْ أَرْسَلْنَا يَهُوذَا وَسِيلاَ، وَهُمَا يُخْبِرَانِكُمْ بِنَفْسِ الأُمُورِ شِفَاهًا” (أع 15: 23 الى27) ويعتقد الكثيرون أن رسالة الرسل والمشايخ هي أقدم الرسائل فى العهد الجديد وهى رسالة رعوية في جوهرها أرسلها المجمع الرسولي في أورشليم إلى الكنائس في أنطاكية وسورية وكيلكية، وقد تضمنت توجيهات تتعلق بأساس الشركة المسيحية.

وفى الرسالتين أعلاه، نجد لأول مرة مع رسالة، “يَعْقُوبُ، عَبْدُ اللهِ وَالرَّبِّ يَسُوعَ الْمَسِيحِ، يُهْدِي السَّلاَمَ إِلَى الاثْنَيْ عَشَرَ سِبْطًا الَّذِينَ فِي الشَّتَاتِ، وَإِنَّمَا إِنْ كَانَ أَحَدُكُمْ تُعْوِزُهُ حِكْمَةٌ، فَلْيَطْلُبْ مِنَ اللهِ الَّذِي يُعْطِي الْجَمِيعَ بِسَخَاءٍ وَلاَ يُعَيِّرُ، فَسَيُعْطَى لَه” (يع 1: 1الى5)، وهنا تظهر الصيغة اليونانية للتحية عند بدء الرسالة: “يهدى سلامًا ” أو يهدون سلامًا.

أنواع الرســالة في الكتاب المقدس:

1- الوصايا: وهي تلك الرسائل التي يرسلها رؤساء الكنيسة إلى الاديرة والرهبان والكنائس في الأمم المختلفة فيها يطلبون منهم السير في أساليب تعليمية حول الحياة الروحية والزمنية ورعاية المؤمنين فضلا عن التنظيم الداخلي لمقارهم الدينية يضاف الى ذلك طبيعة صياغة مدخل الرسائل فعند بولس الرسول، كانت التحية التي يستعملها في بداية رسائله فتتضمن كلمتين “نعمة وسلام” والأرجح أن بولس استخدم كاتبًا أملى عليه رسائله “أَنَا تَرْتِيُوسُ كَاتِبُ هذِهِ الرِّسَالَةِ، أُسَلِّمُ عَلَيْكُمْ فِي الرَّبِّ.” (رو 16: 22)، ويظن أن السبب في ذلك هو ضعف بصره. على أنه كان يدون في نهاية رسائله تحية بخطه بحروف كبيرة يقول عنها في إحدى المرات أنها علامة في كل رسالة “اَلسَّلاَمُ بِيَدِي أَنَا بُولُسَ، الَّذِي هُوَ عَلاَمَةٌ فِي كُلِّ رِسَالَةٍ. هكَذَا أَنَا أَكْتُبُ”(2 تس 3: 17).

2- الرسائل الشخصية الذاتية و الادبية: وهي يكتبها مسؤولي الكنيسة الى الرعية او إلى المقربين، وتسمى بالرسائل الأهلية ويعبّر فيها الكاتب عن نفسه، اما الأدبية وهي الرسائل الرعوية تحمل معاني مختلفة وبصيغة وخبرات تعليمية وتحذيرية أحيانا لما يجري من حولهم من احداث او نقل خبرة وتجارب الاخرين، كي يتداولها المرسلة اليهم ويطلعوا على تفاصيل حياتية مختلفة او لأجراء مناقشات حولها وهذه متداولة الى يومنا ..

رسائل الكاثوليكون هي مجموعة من أسفار العهد الجديد التي سميت بالكاثوليكون Catholicon أي الجامعة العامة، الرسائل كتبت إلى المسيحيين المتشتتين والذين هم من أصول يهودية كما في رسالة يعقوب ورسالتي بطرس ويهوذا والرسالة الجامعة أو العامة الوحيدة هي الرسالة الأولى ليوحنا الإنجيلي وعدا ذلك في رسائل لليهود المؤمنين بالمسيح كما في رسالة يعقوب رسالة بطرس الأولى رسالة بطرس الثانية رسالة يوحنا الأولى رسالة يوحنا الثانية رسالة يوحنا الثالثة رسالة يهوذا، وعلى الرغم من الاختلاف حول مؤلفيها، فالكنائس عبرت من وجهة نظرها انها تعتبر رسائل خاصة وتعليمية. تماماً كرسالة بولس الرسول، تمت إضافة رسائل الكاثوليكون السبع إلى العهد الجديد القانوني، لأن أوائل آباء الكنيسة نسبوا الرسائل التي لا تذكر مؤلفيها إلى أشخاص معروفين (4:18)

الرسالة إلى العبرانيين هي إحدى رسائل العهد الجديد، تتكون من 13 اصحاح، كتبت بين 68م و 70م، تتميز بانها الوصل ما بين العهدين القديم والجديد، و موجهة الى اليهودية الذين اعتنقوا المسيحية وكلفهم هذا رفض المجتمع اليهودي السنهدريم لهم، لذلك هذه الرسالة لتشجيعهم وتأكد معاناتهم مع المسيح، مؤلف هذه الرسالة مجهول، كتبت بأسلوب بولس، اختلفت الآراء على مر العصور حول شخصية كاتب هذا السفر، وأغلب الاعتقاد انها كتبت ما قبل القرن الرابع وان بولس الرسول هو فعلا صاحب هذا السفر ومن أبرز الشخصيات التي دعمت هذا الرأي يوحنا الذهبي الفم وأوغسطينوس وبنتينوس أما أوريجانوس فقد اعتقد بأن الكاتب قد يكون لوقا الإنجيلي، نسخة الملك جيمس الأصلية من الكتاب المقدس تسمي الرسالة “رسالة بولس الرسول إلى العبرانيين”. واجهت الرسالة بعض الصعوبات في دخول الكتاب المقدس لكن تم قبولها كجزء منه بسبب لاهوتها، وعرضها الفصيح، وعوامل اخرى، ونسبت إلى بولس في محاولة لتزويد العمل المجهول بصلة رسولية، تتناول هذه الرسالة عدة عقائد وممارسات يهودية، والجديدة التي قدمتها ا المسيحية وأحداث العهد القديم كانت رموزا تحققت في حياة المسيح، ويشجع العبرانيين على الثبات فيما آمنوا به فهم وإن حرموا من الدخول للهيكل فسوف يتمتعون في الحياة الثانية بالهيكل السماوي، مواضيعها بين مخاطبة الله للبشر بابنه والمسيح هو القربان.

الرسائل الأبوكريفية: هي رسائل مزيفة منسوبة إلى الرسل أو إلى الآباء الرسوليين، وانتشرت بكثرة. ولعل لهذه الكتابات الزائفة وغيرها من الكتابات الهرطوقية تحت اسم أحد الرسل، أو تحت ستار الأسفار المقدسة، كانت السبب في تلك الأناثيما أو اللعنة. التي أعلنها الرسول يوحنا في سفر الرؤيا: “لأَنِّي أَشْهَدُ لِكُلِّ مَنْ يَسْمَعُ أَقْوَالَ نُبُوَّةِ هذَا الْكِتَابِ: إِنْ كَانَ أَحَدٌ يَزِيدُ عَلَى هذَا، يَزِيدُ اللهُ عَلَيْهِ الضَّرَبَاتِ الْمَكْتُوبَةَ فِي هذَا الْكِتَابِ، وَإِنْ كَانَ أَحَدٌ يَحْذِفُ مِنْ أَقْوَالِ كِتَابِ هذِهِ النُّبُوَّةِ، يَحْذِفُ اللهُ نَصِيبَهُ مِنْ سِفْرِ الْحَيَاةِ، وَمِنَ الْمَدِينَةِ الْمُقَدَّسَةِ، وَمِنَ الْمَكْتُوبِ فِي هذَا الْكِتَابِ.” (رؤ 22: 19،18)، ومن الصعب افتراض أن كل كتابات الرسل وخطاباتهم قد نجت من التزييف و الدمار والضياع، فالرسول بولس يشير مرارًا إلى رسائل كتبها ولكن لا وجود لها اليوم، “كَتَبْتُ إِلَيْكُمْ فِي الرِّسَالَةِ أَنْ لاَ تُخَالِطُوا الزُّنَاةَ، وَأَمَّا الآنَ فَكَتَبْتُ إِلَيْكُمْ: إِنْ كَانَ أَحَدٌ مَدْعُوٌّ أَخًا زَانِيًا أَوْ طَمَّاعًا أَوْ عَابِدَ وَثَنٍ أَوْ شَتَّامًا أَوْ سِكِّيرًا أَوْ خَاطِفًا، أَنْ لاَ تُخَالِطُوا وَلاَ تُؤَاكِلُوا مِثْلَ هذَا”(1 كو 5: 9الى11)، “لِئَلاَّ أَظْهَرَ كَأَنِّي أُخِيفُكُمْ بِالرَّسَائِلِ، لأَنَّهُ يَقُولُ: الرَّسَائِلُ ثَقِيلَةٌ وَقَوِيَّةٌ، وَأَمَّا حُضُورُ الْجَسَدِ فَضَعِيفٌ، وَالْكَلاَمُ حَقِيرٌ، مِثْلُ هذَا فَلْيَحْسِبْ هَذَا: أَنَّنَا كَمَا نَحْنُ فِي الْكَلاَمِ بِالرَّسَائِلِ وَنَحْنُ غَائِبُونَ، هكَذَا نَكُونُ أَيْضًا بِالْفِعْلِ وَنَحْنُ حَاضِرُونَ” (2 كو 10: 9 ،الى،11 )، “أَنَّهُ بِإِعْلاَنٍ عَرَّفَنِي بِالسِّرِّ. كَمَا سَبَقْتُ فَكَتَبْتُ بِالإِيجَازِ. الَّذِي بِحَسَبِهِ حِينَمَا تَقْرَأُونَهُ، تَقْدِرُونَ أَنْ تَفْهَمُوا دِرَايَتِي بِسِرِّ الْمَسِيحِ”(اف 3: 4،3)، وكتب الرسول بولس إلى كنيسة كولوسي رسالة طلب فيها ان يتبادلوا الرسائل التي أرسلها إلى كنيسة لادوكية ويقرونها هم أيضا.

عزيزي القارئ الكريم: هذه المعالجة المعرفية أعلاه هي جزء ميسر من كم المعلومات المتوفرة عن الموضوع، وتذكير بهذا اللاهوت الزاخر العظيم والانساني من العمل الرسولي المسيحي عبر 2000 عام وأكثر، والجهود التي بذلت في نقل الايمان الينا بكل متطلباته، علينا ان نحافظ عليه والحديث عنه الى اجيالنا القادمة بهذا نكون قد تمثلنا برسل المسيح ونقلنا الايمان إليهم محافظين ومطمئنين على المستقبل. …بارك يا رب جميع من يساهم في إيصال رسالة الايمان بالمسيح الى البشر انها رسالة المحبة والسلام والتفاهم الإنساني كي تزدهر الحياة ونحيا ببركة الاب القدير ونردد، “وَظَهَرَ بَغْتَةً مَعَ الْمَلاَكِ جُمْهُورٌ مِنَ الْجُنْدِ السَّمَاوِيِّ مُسَبِّحِينَ اللهَ وَقَائِلِينَ، الْمَجْدُ للهِ فِي الأَعَالِي، وَعَلَى الأَرْضِ السَّلاَمُ، وَبِالنَّاسِ الْمَسَرَّةُ”(لو 2: 14،13) ……. الى الرب نطلب.

د. طلال كيلانو

—————————————————————–

*”وَكَتَبَ رِسَالَةً حَاوِيَةً هذِهِ الصُّورَةَ، كُلُودِيُوسُ لِيسِيَاسُ، يُهْدِي سَلاَمًا إِلَى الْعَزِيزِ فِيلِكْسَ الْوَالِي:”(اع 23: 25، 26)

*”لأَنَّ كُلَّ مَا سَبَقَ فَكُتِبَ كُتِبَ لأَجْلِ تَعْلِيمِنَا، حَتَّى بِالصَّبْرِ وَالتَّعْزِيَةِ بِمَا فِي الْكُتُبِ يَكُونُ لَنَا رَجَاءٌ.” (رو 4:15)

**ملاحظة: ترد (الى) مع ارقام الآيات في بعض الاقتباس من الكتاب المقدس يعني ذلك ان القارء عليه الذهاب الى الموقع الوارد ذكره رقما والذي يستعرض الآية.

*الرسالة هي وسيلة ونوع من أنواع الكتابة الوظيفية يتم فيها الاتصال بين طرفين كتابيا.

ملخص الموضوع باللغة الهولندية

En hij schreef een brief, hebbende dezen inhoud: Claudius Lysias aan den machtigsten stadhouder Felix groetenis. HANDELINGEN (23:25-26)
Bericht en brieven in de Bijbel
Sinds het begin van de mensheid is het spraak en ideeën overbrengen begonnen onder mensen op verschillende manieren, en met verschillende tijden en plaatsen ontstaan. De oudheden van oude beschavingen die we nu zien, zijn historische berichten die veel ideeën en lessen bevatten, en de goddelijke berichten die zich met de gelovigen vestigden, dragen hetzelfde idee van de boodschap over: de noodzaak om een specifiek idee op een specifiek tijdstip te communiceren, om nauwkeurig informatie over te brengen waarvan de besluitvorming afhangt, of om iets uit te drukken dat bij verschillende gelegenheden bekend of gekend moet zijn.
Want al wat te voren geschreven is, dat is tot onze lering te voren geschreven, opdat wij, door lijdzaamheid en vertroosting der Schriften, hoop hebben zouden. ROMEINEN (15: 4)
(De brief en brieven in het Nieuwe Testament:
Deze zijn 21 boeken in het Nieuwe Testament, geschreven door de apostelen aan bepaalde kerken, aan bepaalde personen of christenen in het algemeen, en deze brieven bevatten advies en instructies voor specifieke kerken of bepaalde mensen vanwege omstandigheden rondom ze. Deze brieven zijn geschikt om de Kerk van Christus in het algemeen te onderwijzen in elke plaats en tijd. Sommige van de brieven zijn geschreven voordat de bijbels werden geschreven. De brief van Jacob was misschien geschreven voor de nieuwtestamentische boeken, werd rond 45 n.Chr. geschreven. En de twee brieven van Tessalonicenzen ongeveer 50 n.Chr.

عن د. طلال فرج كيلانو

شاهد أيضاً

قراءات عيد مريم العذراء المحبول بها بلا دنس

الحكمة والشريعة سفر يشوع بن سيراخ 24 : 1 – 32 الحكمة تمدح نفسها وتفتخر …