“فَإِنَّهُ مِنْ فَضْلَةِ الْقَلْب يَتَكَلَّمُ الْفَمُ”.. “وَأُعْطِيهِمْ قَلْبًا وَاحِدًا” ” يَا ابْنِي أَعْطِنِي قَلْبَكَ” ……
رمزية وجود القلب في الإرث المعرفي الانساني والحديث عنه: وُصف القلب عبر التّاريخ كمركز للمشاعر والنّفس والرّوح، وهذه الظاهرة مشتركة في ثقافات كثيرة، كما وعُرف القلب كمركز للجسم كله ومستقرِّ الحياة والإرادة، و العقل، واعتبر العديد من المفكرين والادباء مجازا القلب كمقرّ للتفكير أو المنطق أو العاطفة، متجاهلين دور الدماغ كمساهم اساسي في هذه الوظائف. ويتحدثون اليوم عن القلب الذي يتألف من 40000 خلية عصبية، ما نسميه “وجود خلايا تعمل كالعقل المحرك” في مركز القلب، وتتبادل مع الدماغ بتوجيه منه لأداء مهمتها واحيانا دون العودة الى اوامره، ولذلك فإن القلب وسيلة لاستمرار الحياة هذا من جانب والاخر، هو العضوي المادي ومركز الدورة الدموية لهذا فهو مركز ومحل الحياة المادية، يضخ كل يوم ثمانية آلاف ليتر من الدم، ويقوم بأكثر من ألفي مليون ضربة هذا الجزء المهم يُعدُّ بمثابة المحرك للدورة الدموية، ونحن نعلم بأن الدم يقوم بحمل الغذاء والأوكسجين لجميع أنحاء الجسم ويعود بالفضلات والسموم ليطرحها، وهذا يعني أن تعطل القلب وحركته أو حدث أي خلل فيه سيؤدي ذلك إلى خلل في الدورة الدموية وبالتالي خلل في نظام أجهزة الجسم وبالنتيجة سوف يمتد الخلل لكافة أعضاء الجسد، كما انه الواقع الذي يجد فيه الكائن البشري، وحدة قدراته، وإذا جاز التعبير، الوجود والاندماج ويغذي المزاج والإحساس.
القلب في الثقافات القديمة:
كان القلب “إب” وهو بالنسبة للمصريين القدماء كان مقرّ العاطفة والتفكير والإرادة والنيّة، وكان مفتاح الحياة الأخرى. فكان يُنظر إليه على أنه سر النجاة في الموت، يُستمد الحرف الصيني شكله من القلب، في الطب الصيني يُنظر إلى القلب على أنه مركز “شين” أي “الروح، والوعي”…… وفي السنسكريتية القلب يشير الى العقل والروح أيضاً، ويمثل مقرّ العاطفة في الثقافة الهندية، يمكن أن تكون كلمة Hrd أصلاً لكلمة القلب في اليونانية واللاتينية والإنجليزية، تحديد القلب كمقرّ للعواطف يعود إلى الطبيب اليوناني جالينوس كذلك دوره في نظام الإيمان عند الأزتيك، حيث كان أشيع أشكال التضحية بالبشر عند الآزتيك هو استخراج القلب. آمن الأزتيك* بأن القلب (tona) هو مقرّ الفرد، وأحد أشكال حرارة الشمس وإلى هذا اليوم يعتقد الناهو* بأن الشمس هي قلب الروح (tona-tiuh) فهي مدورة وساخنة ونابضة، وفي الثقافة العربية يسمى الفؤاد لحركته الكثيرة النبض والجنان اي الاستتار في الصدر وضمه له والخلد كقول وقع في خلدي أي في روعي وقلبي.
الرمزية الادبية لأنواع القلوب كما يناقشها علم النفس:
وتأسيسا على ما تقدم كثيرًا ما تُستخدم في اللغة البشرية استعارات وكناية عن الموصوف: وهي الكناية التي يتم فيها ذكر الصفة للمكنى عنه بشكل مباشر، مثل القول “ضربته في موطن أسراره” والمقصود بموطن الأسرار: القلب الكناية لفظ أُريد به لازم معناه مع جواز إرادة المعنى الحقيقي، نحو: فمن شرفة القلب، وحتى في الفرح القلب يرفرف، ولعل ما ينسب إلى القلب من عمل لا يقوم به انما هو تشبيه مجازي وكناية عن عمل لا يؤديه انما هو تصور وجداني وانفعالي وعاطفي نحو هذه الاداة التي تهب الحياة واستمرارها والمبني على اعتقاد مجاز في اللغة والتجاوز والتعدّي، واستعمال اللفظ في غير ما وضع له لعلاقةٍ مع قرينةٍ مانعةٍ من إرادة المعنى الحقيقي، وفي الاصطلاح اللغوي ايضا هو صرف اللفظ عن معناه الظاهر إلى معنى مرجو بقرينة. أي أن اللفظ يُقصد به غير معناه الحرفي، بل معنى له علاقة غير مباشرة بالمعنى الحرفي، والمجاز من الوسائل البلاغية التي تكثر في كلام الناس، البليغ منهم وغيرهم، وليس من الكذب في شيء كما توهّم البعض ولكي نقرب المعنى ذلك، وهكذا نطلق لفظة القلب ونضع معها التشبيه المرغوب كي ننقل المعنى المتكون الى القارئ ليكتشف ان هناك قصد لإيصال لمعرفة المطلوبة ……. توظّف أعضاء الجسم لوصف حالات عاطفيّة يبرز القلب بشكل خاصّ كمحور لوصف المشاعر. صحيح أنّ التعبيرَين “انكسار القلب” و”وجع القلب” يصفان الجوانب الصّعبة للعلاقات الإنسانيّة، يحدث ألم القلب النفسي نتيجة عوامل عديدة، ومنها: – مواجهة الشخص لفترات ضاغطة ومليئة بالتوتر الزائد والضغوطات العصبية، ينعكس على الصحة النفسية ويؤثر بالتالي على المعاناة من ألم القلب النفسي، لكن هناك أيضًا تعابير مثل “طيّب القلب”، “قاسي القلب”، “من كل القلب”، “يخفق القلب”، وغيرها تصف جوانب أخرى من العلاقات. فعندما يتحدّث شخص بصراحة مع غيره يقال إنّ كلماته “تخرج من القلب وتدخل إلى القلب”، وعندما يكون متردّدًا، يُقال إنّ “قلبه منقسم” وفيما يلي بعض التشبيهات التي لها معاني إنسانية متماثلة مع ما ذكرناه سابقا.
1- القلب الطاهر….. هو القلب الذي ينبض بالعشق والجمال هو قلب ممتلئ بالصلاح. يظهر الحب للجميع، وقد اتصفت العذراء مريم بهذا اللقب الجميل.
2- القلب البريء ….. متفائل يشبه الأطفال في براءته تستغرب من هذا القلب كيف أن العالم الملوث لم يلوثه لم يزرع الحقد في قلبه صادق في كلامه وصاف في نيته.
3- القلب الرائع ….. وصف هذا القلب هو ابيض قلب رحيم ومتسامح ودود وتكثر فيه الصفات الحسنة لا يعرف الكره نواياه دائما حسنه يعيش في هذا العالم بسلام.
4- القلب الهادئ….. هادئ في حياته متسامح عادةً وأخلاقه رائعة لكن إذا غضب وقلما يحدث هذا الكل يحذر منه فغضبه مخيف أمنيات هذا القلب هي العيش في هدوء.
5- القلب الحساس….. أصعب القلوب حساسيته زائده وهو رقيق بطبعه منعزل أحيانا دموعه في عينه تنتظر من يسقطها ليس قويا كفاية في مواجهة مصاعب الحياة يتمنى دوما من يفهمه.
6- القلب الماكر….. اشد القلوب ضررا هو يستخدم المديح ويتعامل بأجمل الاداء، لكن صفاته الحسد والنفاق حلمه أن يكون الأفضل، خبيث وماكر.
7- القلب الأناني والحاقد ….. لا ينبض بالحب ولا يتدفق الدم الى شرايين في حنان بلا ضمير بلا مشاعر، لا يشعر بمن حولها اعمته الانانية والحقد وفقدت الضمير.
8- القلب المنكسر…… يشير الى الحزن لفقد شيء، او لحدث مُسبِّب للتوتر، او بعد التعرض لتجربة جسدية أو عاطفية قاسية، كوفاة شخص عزيز، وتشخيص طبي مخيف، الاضطهاد الأسري، خسارة أو حتى ربح الكثير من المال، الانخراط في خلافات كلامية حادة، فقدان الوظيفة أو الصعوبات المالية تاريخ مرضي من الإصابة بحالة عصبية نتيجة لإصابة الرأس.
9- القلب الشجاع ….. قوّة القلب تعني المقدرة على مواجهةِ المواقفِ الصعبة والشديدة التّي نمرّ بها من وقتٍ لآخر، وفي مُختلفِ الظروف بصورةٍ أفضل من الّذينَ يمتلكونَ قلباً ضعيفاً، الشجاعة تختصر مفاهيمَ الجرأةِ، والقوّة، وعدم التردّد، وقد جاءَ في لسانِ العرب أنّ مفهوم الشجاعة يعني: قوّة القلب في البأس، والخطر، وفي الحقّ.
10- القلب الوحيد….. يضحك ويمرح مع الاخرين ويتظاهر بالسعادة، عالمه الخاص شيء أخر حزين وكئيب يندب حظه أو حياته، الوحدة والتشاؤم حليفه دوما يتمنى الخلاص من حالته.
11- القلب من زجاج ….. قد تخدشه كلمة وحرف او حتى همسة اولئك هم وثقوا بالأخرين من حولهم لكنهم نسوا ان الزجاج ينكسر ولا يُصلح.
لماذا يتم ربط القلب بالمشاعر، وخاصّةً بالحبّ:
الشّعور هو جزء أساسيّ وأهميته كبيرة في الحب والفرح والخوف والحالة الوظيفية التي ترافقه تؤدي الى الاستعداد بشكل أفضل لظروف تتطلّب المواجهات المختلفة ومنها الصعبة، فالمشاعر ترتبط بارتفاع ضغط الدّم، وعدد نبضات القلب، والتّركيز.
ومشاعر الحبّ والفرح هي أيضًا ذات قيمة كبيرة، لأنّها تدفعنا إلى ممارسة سلوكيّات تُفيدنا اجتماعيًّا وتزيد فرص بقائنا، فالتّواصل اللطيف مع الأشخاص، والعلاقات العائليّة الوطيدة، والعلاقات الرومانسيّة لها اهميتها، ولكي نفهم مسؤولية القلب في ذلك، لابد من العودة للدّماغ من المعروف أن مشاعرنا تستند إلى أسس كيميائيّة وعصبيّة في الدّماغ يعالجها كالتي تصلنا من البيئة على سبيل المثال، تُعاش تجربة عاطفيّة معيّنة متعلّقة بهذه المعلومات، ينقل الدّماغ رسائل إلى أجهزة الجسم المختلفة: جهاز القلب والأوعية الدّمويّة – الجهاز العضليّ الهيكليّ الغدد الصّمّاء والجهاز العصبيّ المستقلّ هناك علاقة وثيقة بين المشاعر وبين الأحاسيس الجسديّة الّتي تثيرها المشاعر فينا، وينعكس هذا أيضًا في اللّغة واختيار الكلمات عندما نصف ما نشعر، وشدد الباحثون على أن القلب ليس عضوا ساكنا أو جامدا بل ينبض الأحاسيس التي تختلف من شخص لآخر.
يمكن أن تلحق الإصابات الدّماغيّة الضّرر بأداء الوظائف الإدراكيّة والعاطفيّة لدى الإنسان، كما يمكن تمييز أنماط سلوكية شاذة في أدمغة الذين تدل تصرفاتهم على خلل عاطفي. مما يجدر الإشارة اليه أن عملية زرع القلب تعتبر اعتداء كبيرا على شخصية المريض، لأن القلب لا يمثل فقط مضخة للدم في الجسم، وإنما هو مركز الحب والانفعالات والشجاعة كما بينا. ومن المثير للاهتمام هو أن المرضى الذين تم استبدال قلوبهم باصطناعية، فقدوا الإحساس والعواطف والقدرة على الحب! ففي 2007 أُجريت عملية زرع قلب صناعي، يقول صاحب هذا القلب: “إن مشاعري تغيرت بالكامل، فلم أعد أعرف كيف أشعر أو أحب ولا اهتم بالحياة، بل أفكر أحياناً بالانتحار والتخلص من هذا القلب المشؤوم.
الرمزية والدلالة اللغوية للقلب في الكتاب المقدس:
كلمة “القلب” هي أحد أكثر الكلمات المستخدمة في الكتاب المقدس، فذُكِرت بشكل واسع كرمز للكثير من الحقائق والإدراك أو الشجاعة والأخلاق في العديد من آيات كذلك عُرف مكان وجود الإله في الأفكار، وكما وردت، كمقرّ العاطفة، والعقل كما أنه يرتبط وظيفياً ورمزياً وهناك إرثٌ كبير كتب عن القلب، نابعٌ من جروح الرب يسوع المسيح، والتي اكتسبت مكانة بارزة، وأثّر هذا التقليد في قلب يسوع الأقدس، بالإضافة إلى قلب مريم الطاهر الذي أصبح شائعاً على يد الاب جون إيوديس*.
استعملت لفضة القلب للدلالة المجازية في لغة الكتاب المقدس لتشير الى شيء عميق أو خفي وداخلي أو مركزي “وَأُعْطِيهِمْ قَلْبًا وَاحِدًا، وَأَجْعَلُ فِي دَاخِلِكُمْ رُوحًا جَدِيدًا، وَأَنْزِعُ قَلْبَ الْحَجَرِ مِنْ لَحْمِهِمْ وَأُعْطِيهِمْ قَلْبَ لَحْمٍ” (حز 11: 19).
قلب البحر: “أَنْفِكَ تَرَاكَمَتِ الْمِيَاهُ. انْتَصَبَتِ الْمَجَارِيَ كَرَابِيَةٍ. تَجَمَّدَتِ اللُّجَجُ فِي قَلْبِ الْبَحْرِ”(خر 15: 8). وقلب الأرض: “لأَنَّهُ كَمَا كَانَ يُونَانُ فِي بَطْنِ الْحُوتِ ثَلاَثَةَ أَيَّامٍ وَثَلاَثَ لَيَال، هكَذَا يَكُونُ ابْنُ الإِنْسَانِ فِي قَلْب الأَرْضِ ثَلاَثَةَ أَيَّامٍ وَثَلاَثَ لَيَال” (مت 12: 40).
وقلب الشجرة: “فَقَالَ يُوآبُ: إِنِّي لاَ أَصْبِرُ هكَذَا أَمَامَكَ، فَأَخَذَ ثَلاَثَةَ سِهَامٍ بِيَدِهِ وَنَشَّبَهَا فِي قَلْبِ أَبْشَالُومَ، وَهُوَ بَعْدُ حَيٌّ فِي قَلْبِ الْبُطْمَةِ”(2 صم 18: 14)،
كبد او قلب السماء: “فَتَقَدَّمْتُمْ وَوَقَفْتُمْ فِي أَسْفَلِ الْجَبَلِ، وَالْجَبَلُ يَضْطَرِمُ بِالنَّارِ إِلَى كَبِدِ السَّمَاءِ، بِظَلاَمٍ وَسَحَابٍ وَضَبَابٍ”(تث 4: 11)، فقد ترجمت بكلمة “كبد السماء” لأن الكبد عند العرب ينسب إلى القلب من المعاني العاطفية وغير العاطفية. والقلب كعضو في الجسم كانت له أهميته و يعتبر مركز للعواطف جسدية كانت أم روحية والآيات التالية توضح لنا:
1– مركز لسكنى الروح القدس، “ثُمَّ بِمَا أَنَّكُمْ أَبْنَاءٌ، أَرْسَلَ اللهُ رُوحَ ابْنِهِ إِلَى قُلُوبِكُمْ صَارِخًا: يَا أَبَا الآبُ”(غل 4: 6)، “وَالرَّجَاءُ لاَ يُخْزِي، لأَنَّ مَحَبَّةَ اللهِ قَدِ انْسَكَبَتْ فِي قُلُوبِنَا بِالرُّوحِ الْقُدُسِ الْمُعْطَى لَنَا”(روم 5: 5)، “الَّذِي خَتَمَنَا أَيْضًا، وَأَعْطَى عَرْبُونَ الرُّوحِ فِي قُلُوبِنَا” (كو1: 22) ولدائرة أعمال الروح القدس المتعددة، قيادة، وتعزية، وتأسيس وتمكين، “وَسَلاَمُ اللهِ الَّذِي يَفُوقُ كُلَّ عَقْل، يَحْفَظُ قُلُوبَكُمْ وَأَفْكَارَكُمْ فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ”(في 4: 7 ).
2– مركز قوة العاطفة نسبت إلى القلب كما في الوصية: “فَقَالَ لَهُ يَسُوعُ: تُحِبُّ الرَّبَّ إِلهَكَ مِنْ كُلِّ قَلْبِكَ، وَمِنْ كُلِّ نَفْسِكَ، وَمِنْ كُلِّ فِكْرِكَ” (مت 22: 37). “تَوَكَّلُوا عَلَيْهِ فِي كُلِّ حِينٍ يَا قَوْمُ. اسْكُبُوا قُدَّامَهُ قُلُوبَكُمْ. اَللهُ مَلْجَأٌ لَنَا. سِلاَهْ” (مز 62: 8)، و “لاَ تَضْطَرِبْ قُلُوبُكُمْ. أَنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللهِ فَآمِنُوا بِي” (يو 14: 1). “فَكَانَتْ تَسْمَعُ امْرَأَةٌ اسْمُهَا لِيدِيَّةُ، بَيَّاعَةُ أُرْجُوَانٍ مِنْ مَدِينَةِ ثَيَاتِيرَا، مُتَعَبِّدَةٌ للهِ، فَفَتَحَ الرَّبُّ قَلْبَهَا لِتُصْغِيَ إِلَى مَا كَانَ يَقُولُهُ بُولُسُ”(اع 16: 14).
3– مركزًا للعقل، “قَدْ مَلأَهُمَا حِكْمَةَ قَلْبٍ لِيَصْنَعَا كُلَّ عَمَلِ…..”(خر 35: 35).
4– مركز الرغبة والنية: “فَبَنَيْنَا السُّورَ وَاتَّصَلَ كُلُّ السُّورِ إِلَى نِصْفِهِ وَكَانَ لِلشَّعْبِ قَلْبٌ فِي الْعَمَلِ”(نح 4: 6). “يَتَكَلَّمُونَ بِالْكَذِبِ كُلُّ وَاحِدٍ مَعَ صَاحِبِهِ، بِشِفَاهٍ مَلِقَةٍ، بِقَلْبٍ فَقَلْبٍ يَتَكَلَّمُونَ”(مز 12: 2)، وبحسبه تكون طبيعة الإنسان الروحية معوجة أو مستقيمة “قَلْبٌ مُعْوَجٌّ يَبْعُدُ عَنِّي الشِّرِّيرُ لاَ أَعْرِفُهُ”(مز 101: 4)،“مَعَ أَنَّهُ لَمْ يَتْرُكْ نَفْسَهُ بِلاَ شَاهِدٍ، وَهُوَ يَفْعَلُ خَيْرًا: يُعْطِينَا مِنَ السَّمَاءِ أَمْطَارًا وَأَزْمِنَةً مُثْمِرَةً، وَيَمْلأُ قُلُوبَنَا طَعَامًا وَسُرُورًا”(أع14: 17).
5– وأنه مركز ومنبع الخطيئة: “يَقْتَرِبُ إِلَيَّ هذَا الشَّعْبُ بِفَمِهِ، وَيُكْرِمُني بِشَفَتَيْهِ، وَأَمَّا قَلْبُهُ فَمُبْتَعِدٌ عَنِّي بَعِيدًا” “لأَنْ مِنَ الْقَلْب تَخْرُجُ أَفْكَارٌ شِرِّيرَةٌ: قَتْلٌ، زِنىً، فِسْقٌ، سِرْقَةٌ، شَهَادَةُ زُورٍ، تَجْدِيفٌ”(مت 15: 8 و19).
6– مركز التهاب القلب: هنا يقصد به الابتهاج. فقد كان قلبهما مبتهجًا لسماعهما تفسير الكتب من فم يسوع، “الم يكن قلبنا ملتهبًا فينا إذ كان يكلمنا في الطريق”(لو 24: 32). “اَلإِنْسَانُ الصَّالِحُ مِنَ الْكَنْزِ الصَّالِحِ فِي الْقَلْب يُخْرِجُ الصَّالِحَاتِ……”(مت 12: 35). لكِنْ حَتَّى الْيَوْمِ، حِينَ يُقْرَأُ مُوسَى، الْبُرْقُعُ مَوْضُوعٌ عَلَى قَلْبِهِمْ…. “لأَنَّ اللهَ الَّذِي قَالَ: أَنْ يُشْرِقَ نُورٌ مِنْ ظُلْمَةٍ، هُوَ الَّذِي أَشْرَقَ فِي قُلُوبِنَا، لإِنَارَةِ مَعْرِفَةِ مَجْدِ اللهِ فِي وَجْهِ يَسُوعَ الْمَسِيحِ”(2 كو 4: 6)، “كُلُّ وَاحِدٍ كَمَا يَنْوِي بِقَلْبِهِ، لَيْسَ عَنْ حُزْنٍ أَوِ اضْطِرَارٍ لأَنَّ الْمُعْطِيَ الْمَسْرُورَ يُحِبُّهُ اللهُ“( 2كو9: 7 )
7– مركز وحدة القلب: عبّر بها عن المحبة والاتحاد “وَكَانَ لِجُمْهُورِ الَّذِينَ آمَنُوا قَلْبٌ وَاحِدٌ وَنَفْسٌ وَاحِدَةٌ، وَلَمْ يَكُنْ أَحَدٌ يَقُولُ إِنَّ شَيْئًا مِنْ أَمْوَالِهِ لَهُ، بَلْ كَانَ عِنْدَهُمْ كُلُّ شَيْءٍ مُشْتَرَكًا”(أع 4: 32).
8- مركز الفهم: “لأَنَّهُمْ لَمَّا عَرَفُوا اللهَ لَمْ يُمَجِّدُوهُ أَوْ يَشْكُرُوهُ كَإِلهٍ، بَلْ حَمِقُوا فِي أَفْكَارِهِمْ، وَأَظْلَمَ قَلْبُهُمُ الْغَبِيُّ” (رو 1: 21). “مُسْتَنِيرَةً عُيُونُ أَذْهَانِكُمْ، لِتَعْلَمُوا مَا هُوَ رَجَاءُ دَعْوَتِهِ، وَمَا هُوَ غِنَى مَجْدِ مِيرَاثِهِ فِي الْقِدِّيسِينَ”(أف 1: 18). “لأَنَّ اللهَ الَّذِي قَالَ: أَنْ يُشْرِقَ نُورٌ مِنْ ظُلْمَةٍ، هُوَ الَّذِي أَشْرَقَ فِي قُلُوبِنَا، لإِنَارَةِ مَعْرِفَةِ مَجْدِ اللهِ فِي وَجْهِ يَسُوعَ الْمَسِيحِ”(2كو4 : 6).
القارئ العزيز المبارك يدعونا الاله الآب أن نصغي إلى كلامه، أن نتأمل أقواله وأن نحفظها في وسط قلوبنا. وكما رأينا فيما سبق اعلاه، أن الكنز الذي تجمع في قلوبنا يحدد الثمار التي ننتجها في حياتنا، وهذا هو فعل كلمة الله فينا، فهي أيضاً تُخرج الثمار عندما نحفَظها في القلب ونوع الثمار الذي تخرجه هي “اِحْفَظْهَا فِي وَسَطِ قَلْبِكَ لأَنَّهَا هِيَ حَيَاةٌ لِلَّذِينَ يَجِدُونَهَا، وَدَوَاءٌ لِكُلِّ الْجَسَدِ”(أم4: 21- 22 ) فلا يجوز ان نبرر لأنفسنا ما نقوم به من أخطاء، ” فَقَالَ لَهُمْ: أَنْتُمُ الَّذِينَ تُبَرِّرُونَ أَنْفُسَكُمْ قُدَّامَ النَّاسِ وَلكِنَّ اللهَ يَعْرِفُ قُلُوبَكُمْ” (لوقا 16: 15)، بارك يا رب حياة الجميع واجعل القلوب عامرة بالأيمان و مكن كنيستنا الجامعة المقدسة الرسولية من خدمة المؤمنين ….. الى الرب نطلب
د. طلال كيلانو
—————————————————————————————–
“فَأَجَابَ وَقَالَ: «تُحِبُّ الرَّبَّ إِلهَكَ مِنْ كُلِّ قَلْبِكَ، وَمِنْ كُلِّ نَفْسِكَ، وَمِنْ كُلِّ قُدْرَتِكَ، وَمِنْ كُلِّ فِكْرِكَ، وَقَرِيبَكَ مِثْلَ نَفْسِكَ».” (لو 10: 27).
“اَلإِنْسَانُ الصَّالِحُ مِنْ كَنْزِ قَلْبِهِ الصَّالِحِ يُخْرِجُ الصَّلاَحَ، وَالإِنْسَانُ الشِّرِّيرُ مِنْ كَنْزِ قَلْبِهِ الشِّرِّيرِ يُخْرِجُ الشَّرَّ. فَإِنَّهُ مِنْ فَضْلَةِ الْقَلْبِ يَتَكَلَّمُ فَمُهُ.” (لو 6: 45). “وَأُعْطِيهِمْ قَلْبًا وَاحِدًا وَطَرِيقًا وَاحِدًا لِيَخَافُونِي كُلَّ الأَيَّامِ، لِخَيْرِهِمْ وَخَيْرِ أَوْلاَدِهِمْ بَعْدَهُمْ.” (إر 32: 39). ” يَا ابْنِي أَعْطِنِي قَلْبَكَ، وَلْتُلاَحِظْ عَيْنَاكَ طُرُقِي.” أمثال 23: 26 إمبراطورية الأزتيك هي دولة أسسها الأزتيك وهم من شعوب الأمريكيين الأصليين، سيطر هذا الكيان على معظم ما يعرف اليوم بالمكسيك في الفترة من 1430م حتى حوالي 1521م. الإمبراطورية تمثل أعلى نقطة في تطور حضارة الأزتيك الغنية التي كانت قد بدأت منذ أكثر من قرن في وقت سابق، وراحت تسيطر على منطقة تمتد من وادي المكسيك في وسط المكسيك وشرقا إلى خليج المكسيك وجنوبا لغواتيمالا. عندما كانت إمبراطورية غزاها الأسبان. وفي تاريخ الهند وبخاصه في ناهو الهندية في حوليات كوايهتيتلان ام مره واحده في الماضي البعيد اتت ليله لم تنتهي لفتره طويله
ولِد جان يوديس في 14 نوفمبر 1601وفي سن 14 أخذ نذرًا خاصًا ليظل عفيفًا، درس Eudes على يد اليسوعيين 1623 تميز بإحساس قوي بالعبادة ، بالإضافة إلى السعي وراء علاقة شخصية مع يسوع المسيح امتدت إلى الروح القدس رسم أوديس إلى الكنيسة رسامة إلى الكهنوت في 1625 ذُكِرت كلمة القلب 876 مرة و كما وردت تسمية القلب كرمز للكثير من الحقائق والإدراك أو الشجاعة والأخلاق