هل يمكن للانسان ان لا يموت .؟؟؟

 نبدا اولا بتعريف الموت ، علميا يعرف الموت بانه توقف جميع الوظائف البيولوجية التي يقوم بها كائن حي ،…..  و يعرف طبيا بأنه التوقف التام والدائم الذي لا يمكن استعادته للأجهزة الحيوية في الجسم  وبشكل خاص: الجهاز العصبي، والجهاز التنفسي، وجهاز القلب والدوران

  من هذا نفهم بان الموت هو توقف حياة الانسان على الارض ، وهذه هي سنة الحياة كل من يولد يموت …..
  اما مفهوم الكتاب المقدس للموت له معنى اخرفهوإنفصال الروح عن الجسد.. وكل انسان سوف يختبرالموت “رسالة العبرانين 9 : 27 ” .. فالموت يكون والحالة هذه مشكلة لاهوتية اكثر مما هو حادثة مادية تقع ، لنفهم هذا نرجع الى رسالة رومية 5 : 8 الله بين محبته لنا لانه ونحن بعد خطاة مات المسيح لاجلنا “..

هذا النص يعطينا البعد اللاهوتي للموت والحياة ، لانه يغوض في محورين اساسين الخطية والخلاص ، الخطية بداءة عندما كسر ادم وصية الله واكل من شجرة الخيروالشر، التي حذره الله من ان ياكل منها لانه قال له يوم تاكل منها موتا تموت ” تك2 : 17 .” فاخطأ ادم وحواء بحق الله ، ولكون اجرة الخطية هي الموت ” كما ورد برسالة رومية 6 : 23 ”  فدخلت الخطية والموت الى العالم ، “، إِذْ أَخْطَأَ الْجَمِيعُ ” رومية 5 :12 ادم لم يمت جسدا ، بل مات روحيا ، بانفصاله عن الله .. ..

  نلاحظ هنا اننا امام انواع من الموت لنتعرف عليهم :..

1-الموت الروحي،( الموت الاول ) ..
 هوانفصال الانسان عن الله بسبب الخطية ، كما انفصل ادم وحواء عن الله (تكوين 3: 7).. ويمكن أن يكون الإنسان حياً بالجسد ولكنه ميت بالروح (أفسس 2: 1، 5) والعكس صحيح ، فقال الأب عن ابنه الضال “ابني كان ميتًا فعاش” (لوقا 15: 24) . ويقول في رسالة افسس 2 : 1 ” أننا كنا سابقاً أمواتاً بالذنوب والخطايا “..


2ـ الموت الأبدي: وهو  ( الموت الثاني ) ..
هو الموت الجسدي والروحي معا عندما يدان الانسان ويطرح في النار الابدية المعده لابليس وملائكته ، ” انجيل متي 25 : 41 ” و” (رؤيا 20: 14). و(تسالونيكي الثانية 1: 9)، و يمكن ان نعرف أبرز مثال لها قصة الرجل الغني ولعازر (لوقا 16: 19- 31 ) .

3-الموت الجسدي: ( الموت الثالث ) .
هو الانفصال الروح عن الجسد ، الرسول يعقوب في رسالته يقول “لانهُ كما ان الجسد بدون روحٍ ميت، هكذا الايمان ايضاً بدون اعمالٍ ميتٌ” (2 : 26).. وفي عب9 : 27 كما وضع للناس ان يموتوا مرة ثم بعد ذلك الدينونه “..

4- الموت الادبي :  هو موت الاخلاق والضمير لدى الانسان وبالتالي يكون ميتا من الناحية الادبية عند ارتكاب الخطيئة والاستمرار عليها بدون التوبة فيتعدى على وصايا الله وبالتالي تكون العقوبة الموت الابدي …. 

اذا نحن المسيحيين نؤمن ايمانا جازما بان هناك موتا حقيقة وحكما من الناحية الجسدية، ولكن الامر لا ينتهي بالموت الجسدي ، كما بيننا سابقا ، بل يخضع بنتائجه الى العلاقة بينك وبين الرب يسوع المسيح، لانه هنا ندخل بالمحور الثاني وهولاهوت الخلاص ، يتلخص بان كل من يقبل المسيح في قلبه، فإنه لن يرئ الدينونة.بل قد انتقل من الموت الى الحياة ” يوحنا 5 : 25 ” .. لذلك لانكتب على قبور موتانا مات فلان بل نكتب ” انتقل الى رجاء القيامة “..

ولكي نفهم الموضوح اكثروضوحا ، لنستمع الى الحوار الذي جرى بين مرتا اخت لعازرالمتوفي والمسيح ” كما في يوحنا 11 : 17 – 25 قالت ليسوع لو كنت ههنا لم يمت اخي ، قال لها يسوع سيقوم اخوك ، قالت له اعلم انه سيقوم في اليوم الاخير ،

قَالَ لَهَا يَسُوعُ: «أَنَا هُوَ الْقِيَامَةُ وَالْحَيَاةُ. مَنْ آمَنَ بِي وَلَوْ مَاتَ فَسَيَحْيَا “…

هذه الرسالة تعطينا بعدا لاهوتيا لواقعنا المعاش في هذه الارض ، فاننا نعيش بالخطايا لان هذا العالم خاطئ ، واصرارنا على خطية وعدم التوبه نكونوا اموات بنفصالنا الروحي عن الله ، ولان عدل الله قد تحقق بطرد ادم من الجنة وانفصل عنه روحيا ، الا ان محبة الله ورحمته كانت الى جانب عدله ، هو يكره الخطية ولكنه لا يكره الخاطئ لذلك اعد لنا طريق الخلاص بابنه الوحيد يسوع المسيح :,,

لأَنَّهُ هَكَذَا أَحَبَّ اللَّهُ الْعَالَمَ حَتَّى بَذَلَ ابْنَهُ الْوَحِيدَ لِكَيْ لاَ يَهْلِكَ كُلُّ مَنْ يُؤْمِنُ بِهِ بَلْ تَكُونُ لَهُ الْحَيَاةُ الأَبَدِيَّة ، يو 3 : 16 ” ..

فنحن جميعا بحاجة الى هذا الفداءالذي قدمه المسيح على الصليب لان الجميع اخطأوا واعوزهم مجد الله ، وعدم ايماننا بصليب المسيح هواصرارنا على الخطية ، فييحذرنا في رسالة رومية 3 : 23 ” لأَنَّ أُجْرَةَ الْخَطِيَّةِ هِيَ مَوْتٌ وَأَمَّا هِبَةُ اللهِ فَهِيَ حَيَاةٌ أَبَدِيَّةٌ

وهذه الهبة هي النعمة التي اعطاها ايانا الرب يسوع المسيح بدون مقابل لكي نخلص بايماننا به لانه يقول من امن واعتمد خلص ، المسيح واقف على الباب يدعونا ان نفتح له قلوبنا وافكارنا ويملئ هو حياتنا ” رؤيا 3 : 20 ” ، يدعونا في متي 11 : 28 ” نحن المتعبيين وثقيلي الاحمال ليريحنا من اتعابنا ليحملها هوعوضا عنا .. به راحتنا وخلاصنا ، ..

هل استطاع احد من الرسل والانبياء والاوصياء ان يقول ما قاله يسوع المسيح وانه هو الحي وليس غيره الطريق والحق والحياة .؟ به الخلاص وليس بغيره اي خلاص . ؟؟..

فمن مات بالمسيح يقول الرسول بولس في 1 كو 15: 53 -55 ” لان هذا الفاسد لابد ان يلبس عدم فساد، وهذا المائت يلبس عدم موت” .. عندئذ فقط نقول “أين شوكتك يا موت اين غلبتك ياهاوية ؟!”…15 : 56 “..فالرب يبارك ويدعوك للخلاص ..

بقلم: المحامي يعكوب ابونا

عن يعكوب ابونا

شاهد أيضاً

الكنعانيون

سفر تثنية الاشتراع 23 / 13 – 14 وليكن لك خلاء خارج المخيم تخرج إليها …