تشتهر مسيحية المشرق بمواسم (شيري) يقيمها مؤمنوها جميعاً أو أهالي منطقة معينة. يحتفلون فيها بأكرام العذراء مريم أو أحد الشهداء والقديسين ومؤسسي الأديرة، وكثيراً ما تقتصر على شفيعهم. وتشمل على القداديس والصلوات وأكلات خاصة وتقاليد شعبية جميلة.
تتعاقب في موسم الصوم مواسم (شيري) كنائس وأديرة، كما في الموصل كموسم كنيسة الطاهرة (العذراء الطاهرة مريم وهي كنيسة الدير الأعلى)، وموسم مار كوركيس، ودير مار ميخائيل، ومواسم مزارات وأديرة وأمكنة عديدة. وتستمر هذه الأحتفالات في مواسم طقسية أخرى، كما في أزمنة أعياد القيامة، والصيف والخريف، تتحكم فيها تواريخ تكلل الشفيع بالشهادة أو أحكام أخرى، كالبيئة والمناخ.
وتحتل العذراء مريم المركز الأول من حيث الكنائس والمزارات، كما سنرى في الفقرة المخصصة لها. تليها كنائس ومزارات تقوم على أسم رسول أو شهيد أو قديس، تقام في ذكراها تظاهرات شعبية رائعة وتجمعات كبيرة، أضافة الى الصلوات والأفعال التقوية. ففي مانكيش يقوم مزار مار توما، وعلى مقربه من عومرا (دير شيش) يربض على قمة جبل مزار مار أدي (مار عدي). وفي أرادن مزار سلطان ماهدوخت، وفي كرمليس مزار الشهيدة بربارة، والشهيد قرداغ في القوش، والشهيد مار كوركيس في أماكن كثيرة جداً: بلون، فيشخابور، شرانش، بيرسفي، شيوز، الموصل. ومار قرياقوس في تلكيف، باطنايا، خرجاوه، دينرتا، كوماني، مار شاعيا في الموصل. ومار عوديشو (عبديشوع) في ديري وكندك ونصيرية. وأفني مارن في تلسقف. ودانيال قرب فايدة. ومار عبدا (عودا) في معلثايا (مالطة قرب دهوك). ومار ايثالاها في دهوك. ومار بويا في شقلاوة. ومار طهمزكرد في كركوك. ومار فثيون في دياربكر والموصل وبغداد.
وتتمتع مرت شموني وأولادها السبعة (وقصتها في سفر المقايبيين) بمكانة مرموقة فتقام على أسمها مزارات وكنائس في عنكاوة، بلون، سناط، شرانش، خردس، حطاري، دوري، ميزي، بيبوزي، بيوز، مار ياقو، القوش، تلكيف، باقوفا، باطنايا، أرادن، مانكيش، قرة قوش، برطلة، بعشيقة، وعلى أسمها بنيت أديرة قديمة، كدير قطربل (بين بغداد وعكيرا) وقلاية في دير مار متي. ويمكننا أن نذكر غير هذه، لكن ما قلناه يكفي كدليل ساطع على مكانة (مَن أرضوا اللـه) من شهداء وقديسين في صلوات وشعائر.
المصادر: (1) حبي كنيسة ص24-25.
الموسوعة الكلدانية – كتاب تاريخ الكلدان صفحة 172.
الناشر/ شامل يعقوب المختار