هو من أخطر واحدث الكتب لكاتب أمريكى بعنوان «موت الغرب» للمؤلف الأمريكى باتريك جيه بوكانن.. ولمن ﻻ يعرف الكاتب فهو سياسى ومفكر أمريكى معروف عمل مستشارا لثلاثة رؤساء أمريكيين وهو كاتب لعمود صحفى دائم فى عدد من الصحف الأمريكية..وقد أرسل لي صديق بعض ما ورد من الحقائق فى هذا الكتاب .
يرى الكاتب أن الموت الذى يلوح فى أفق الغرب هو فى الواقع موتان: موت أخلاقى بسبب السقوط الأخلاقى الذى ألغى كل القيم التربوية والدينيه والأسرية والأخلاقية التقليدية وموت ديموغرافى وبيولوجى (النقص السكانى هو الموت الطبيعي)..ويظهر بوضوح فى العائلة وفى السجلات الحكومية التى تشير إلى اضمحلال القوى البشرية فى الغرب وإصابة ما تبقى منها بشيخوخة لا شفاء منها إلا باستقدام مزيد من المهاجرين الشبان.. ويقول الكاتب: إن الموت المقبل مريع ومخيف، لأنه وباء ومرض من صنع أيدينا وبجداره مما يحول الغرب عموما وأوروبا بشكل خاص إلى «قارة للعجائز والمتقاعدين»..
فقد هبط معدل الخصوبة عند المرأة الأوروبية إلى طفل واحد لكل امرأة :لماذا توقفت أمم أوروبا وشعوبها عن إنجاب الأطفال وبدأت تتقبل فكرة اختفائهم عن هذه الأرض بمثل هذه اللامبالاة والكسل؟..يقول المؤلف:إن الجواب يكمن فى النتائج المميتة لهذه الثقافة الجديدة فى الغرب،والموت الأخلاقى الذى جرته هذه الثقافة على الشعوب الغربيه والغربيين هو الذى صنع وعجل موتهم البيولوجى وانحسار الأعراف الأخلاقية الدينية التى كانت فيما مضى تشكل سدا فى وجه منع الحمل والإجهاض والعلاقات الجنسية خارج إطار المؤسسة الزوجية، بالإضافة إلى تشجيع العلاقات الشاذة المنحرفة بين أبناء الجنس الواحد.. كل هذا دمر بشكل تدريجى الخلية المركزية للمجتمع وأساس استمراره،ألا وهى الأسرة..وهناك مؤشر آخر خطير..فقد بلغ عدد حالات الانتحار بين المراهقين الأمريكيين ثلاثة أضعاف ما كانت عليه عام 1960 ..أما عدد مدمنى المخدرات (المدمنين وليس المتعاطين) فقد بلغ أكثر من ستة ملايين شخص فى الولايات المتحدة وحدها وقد تناقصت كثيرا وبشكل مخيف أعداد الشبان والشابات الراغبين فى الزواج..
إن هذه هى إحصاءات مجتمع وظواهر لمجتمع غريب جدا وحضارة تحتضر وتموت وإن بلدا مثل هذا لا يمكن أن يكون حرا..
فلا وجود للحرية دون فضيلة ولا وجود للفضيلة بغياب الإيمان..هذا باختصار ملخص النقاط المهمة فى الكتاب..
ما أجمل أن يكون هذا الكتاب صرخة للوعى العالمي عموما و العربى خصوصا عندما نتمسك بالقيم الأخلاقية فهي سعاده ما بعدها من سعاده وسؤدد بعيدا عن التعصب الأعمى وبكل انواعه.
بقلم: الدكتور خالد اندريا عيسى