سيكولوجية انتشار الأمراض والأوبئة والمرونة المطلوبة لمواجهتها في حياة الاجداد وكبار السن في عالم متغير…..  هل نحن بحاجة الى حوار روحي ومجتمعي بين الأجيال:

  بمناسبة يوم الأجداد وكبار السن، الذي أقره قداسة البابا فرنسيس للاحتفاء بهم في يوم الاحد الرابع من شهر تموز يوليو من كل عام

المقدمة والتمهيد:                                                                                                                     

في التفاتة جميلة من قداسة البابا فرنسيس ومن حاضرة الفاتكان وجه قداسته باستحداث اليوم العالمي للأجداد والمسنّين والذي تحتفل به الكنيسة كل سنة في الأحد الرابع من شهر تموز يوليو والذي يصادف هذا العام في 23/7/2023 الذكرى الثالثة له، وبتذكار القدّيسَيْن يواكيم وحنّة جدّي يسوع المسيح.

وبهذه المناسبة تحدث البابا عن اليوم العالمي للأجداد والمسنّين في 2022، وأسهب قائلاً أنّ الأجداد والمسنّين هم من حملوا التاريخ والتقاليد والعادات، وطلب أن يعود الشباب إلى التواصل معهم لإعادة لمس جذور ما حملوه لنا، ليس للتوقّف عنده فحسب، بل للسير إلى الأمام كالشجرة التي تستمدّ قوّتها من جذورها، فتحمل ورودًا وثمارًا، واضاف ان جميع زهور الأشجار استمدّت الحياة مما هو تحت التراب، الذين هُم الأجداد. وبهذه المناسبة سنكون نحن ايضاً معاً محتفلين ومُكرمين لهم ولنثبت لهم محبتنا واعتزازنا وسنكون بعون الرب مواظبين على الاحتفاء بهم في القادم من الأيام الى انقضاء الدهر. 

 يواجه كبار السن تحديات كثيرة الاجتماعية منها والنفسية والصحية وينبغي الاعتراف بها ومحاولة إيجاد حلول لها، فبحَسب منشور للأمم المتحدة لعام 2002 فإن العالم يشهد تزايدا في شيخوخة سكانه، فمن المتوقع تتضاعف نسبة كبار السن في العالم من حوالي 12% إلى 22% وذلك بين عامين 2015 و2050. هذا يعني ان الزيادة المتوقعة من 900 مليون من كبار السن إلى ملياري شخص فوق سن 60.

سيكولوجية استقبال وتوديع الامراض والأوبئة عند البشر:  

الامراض عموما والفيروسية الوبائية منها  تجتاح البشر وتفضي الإصابة بها الى الألم والضيق والحجر الصحي لفترة طويلة، وربما في النهاية الشفاء أو الموت، وينتشر الخوف والشك بينهم في انتظار ايجاد الحل، وهذا الانتظارقد يؤدي الى ان ينتقل المرض المعدي او الفيروس ويصبح جماعياً، ومنه الى المجتمع والدولة والأمم حتى يلتّف حول العالم، فيتساوى تأثير الفيروس المادي والنفسي، وهذا يؤسس لظاهرة نفسية مصاحبة، بمعنى ظهور مفاهيم جديدة إزاء الامراض والاوبئة وانتشارها وحجم التأثير النفسي الذي تسببه بين البشر، ويمكن تلخّيص الكيفية التي يجب التعامل معها بوسائل الدعم النفسي الجماعي وهي ما نسميه “بسيكولوجية” الأوبئة، من خلال مجموعة خدمات الرعاية الصحية والإرشاد الذي يقدم لهم  والتعريف بما يعانون منه ومراحل تطور الإصابة وتفاقم المرض ….الخ، والسلوك المناسب عند الإصابة والتعامل معها وما يحدث من تغيير في حياة المصاب وفترة العلاج المناسبة فضلا عن إرشادات الوقاية والابتعاد عن خطر الإصابة مرة أخرى وتقديم إمكانية اخذ اللقاحات المناسبة لنوع الاصابة هذا من جانب والأخر هو في الدعم المجتمعي والمؤسسات المعنية بشؤن الصحة العامة والخاصة ومؤسسات الاعلام التي يجب ان تنقل حقيقة الامراض والاوبئة ومستويات الانتشار وأساليب الوقاية بما يفضي الى الاطمئنان والتهدئة المجتمعية.

قصة الامراض والاوبئة تبدأ نتيجة الحراك البشري فيشعر المعافون بالانفعال والخوف من المرضى المصابين بالأنواع المعدية منها، هذا يؤدي الى تشويش الإحساس بالواقع والنظام، ويفضي إلى طرق معدلة من تخزين الذكريات والتجارب حول الامراض والاوبئة، وللعودة إلى الحالة الطبيعية يحتاج البشر الى استعادة الصحة والنظام المجتمعي والرغبة والاتجاه بالشعور نحو نسيان هذه الفوضى والاضطراب والصدمة الصحية المصاحبة لانتشارها، تتحرك الذاكرة البشرية باستمرار نحو تلك الفترة التي سبقت الشفاء ولا بد هنا ان نوضح ما يحدث فالعدوى ببعض الامراض لا يمكن التحكم بها أو التغلب عليها الا باتخاذ تدابير صحية ومجتمعية والبحث عن أسبابها.

الأمراض المعدية في العموم هي اضطرابات صحية تحدث لجسم الانسان بسبب البكتيريا، أو الفيروسات، أو….الخ، تعيش العديد من هذه الكائنات الدقيقة في أو على أجسامنا في ظل ظروف بيئية معيَّنة، ويُمكن أن تنتقل بعض الأمراض المعدية بسبب الحشرات، أو حيوانات او بسبب تناوُل طعام أو شرب وماء ملوث، وكبار السن هم الحلقة الأضعف في استقبال وتوديع هذه الكائنات وهناك غالب ومغلوب بسببها معهم، وقد تختلف أعراض العدوى بالأمراض وأنواع العلاج المنزلي لها او في مشافي النقاهة والمستشفيات التي تستقبل المصابين بالعدوى المهدِّدة للحياة والذي يتطلَّب الذهاب اليها للعلاج، أؤيمكن أيضا منع انتشار العدوى من خلال التحصينات واللقاحات، والنظافة العامة والشخصية والاغتسال المتكرِّر جزاً من الحماية ومنع انتقالها.   

الفئة الأكثر عرضة للإصابة بالأمراض والاوبئة هم الأجداد وكبار السن: كيف يمكن وقايتهم منها.

واستنادا الى ما تقدم أعلاه يعد التعرف على حجم انتشار الامراض والاوبئة الفيروسية منها حول العالم امر في غاية الأهمية نتيجة، لزيادة أعداد المصابين والوفيات بأثرها والفئات الأكثر ضررا هم الاجداد وكبار السن، حين يتعرضون للإصابة بها بسبب ضعف أجهزتهم المناعية، فكيف يمكن وقايتهم من الإصابة؟ هناك العديد من نصائح للعناية بكبار السن وللوقاية من خطر الاصابة.   

أفادت الدراسات الحديثة، إلى أن ازدياد معدلات الوفيات تدريجيًا مع التقدم في العمر يعد من مسلمات الطبيعية في الحياة، تبلغ نسبة الوفاة لدى الأشخاص في عمر الأربعين بحوالي 0.4 % من النسبة الإجمالية للوفيات، بينما تبلغ نسبة 1.3 % لدى الأشخاص في عمر الخمسين، أما في الستينات من العمر تبلغ النسبة لديهم 3.6 %، وتبلغ معدلات الوفيات للأشخاص في الـ70 من العمر 8% اما اعداد الوفيات نتيجة للإصابات المرضية والحوادث فقد تزداد باختلاف ما تعرضوا اليه من أنواعها وشدتها وكما في ادناه.

1-المناعة في الجسم تفقد جزء كبير من وظيفتها، بتقدم في العمر وتقل كفاءتها من شخص لآخر ويجعلهم   عرضة للإصابة.

 2-مع تقدم في العمر، يتعرض الافراد الى الإصابة بداء السكري وارتفاع ضغط الدم وأمراض القلب والأوعية الدموية، وذلك يساهم في زيادة خطورة الإصابة بالأمراض.  

3-فقدان الوزن والضعف العام التي يعانيها كبار السن، يتعرضون للإصابة بالعدوى الفيروسية، ويكون تأثيرها عليهم أكثر من الآخرين، ويحتاجون مدة أطول للتعافي.

 الحوار الساخن بين الأجيال في رعاية المسنين:

الشباب يقول:  

احبائنا الأجداد وكبار السن وجودكم في حياتنا نعمة كبيرة يجب تقديرها والاهتمام بها، فمنكم تعلمنا الكثير من العلم والمعارف وأصولها والكثير مما ينفعنا في هذه الحياة، لذا فالاحتفال بوجودكم معنا في كل عام هو دليل الفخر والاعتزاز ونحن في ظروف معقدة وفي عالم متغير متسارع فضلا عما تحتاجونه من تسلط الضوء على احتياجاتكم والعناية بتوفيرها، هذا ما نسعى له نحن ابنائكم من إقامة يوم خاص لكم بالإضافة الى السعي لتنمية الوعي بين البشر المحطين بكم حول القضية الاهم التي عليهم الانتباه لها ان مجتمع كبار السن فيه الكثير من المشكلات النفسية والاجتماعية والصحية، نحن علينا ان نسدد محتوى بركة دَين الذي طوقتم به اعناقنا والوفاء لما انجزتموه معنا في هذه الحياة ونعلن للجميع عن مدى تقديرنا لمساهماتكم في خدمة مجتمعاتكم، لنتعاون معا لإنجاح هذه المناسبة كل عام، حيث يتم الاحتفال بها مع المسنين، بالإضافة إلى إظهار الدور الذي لعبوه خلال حياتهم ومدى أهميته.

المجتمع يقول:  

كل الأفراد يحاولون ابتكار آلية دفاع نفسية تُمارَس عند الشعور بانعدام الأمان وفي مقدمتها تجنب الشعور الناتج عن تأثير توقع مصير محتوم نتيجة للإصابة بالأمراض او في مواجهة مشكلات تسارع الحياة وتغير معطياتها التي تواجه كبار السن وقدرتهم في استيعاب وتحمل تبعات ذلك. فيشرع الفرد باستبعاد أو رفض فكرة وصول المرض إلى دائرته الاجتماعية، مفترضًا مثلًا أنّ بعده عن أقرب بؤرة انتشار للوباء سيكون حائلًا بينه وبين الإصابة، وقبول هذا الاحتمال يجب ان لا يترتب عليه إهمال أساليب الوقاية الاخرى، مما يجعله هدفًا سهلًا للإصابة بالمرض، ناهيك عن قبول احتمال أشدّ قسوة، أذ من الممكن أن يفقد الحياة، لذلك يُفضِّل الافراد الانسياق نحو حيل الدفاع النفسية*. وتفسير السلوك الجمعي المصاحب لأوقات اجتياح الأوبئة والكوارث.  التي تشوش الإحساس بالواقع والنظام، وتفضي إلى طريقة معدلة من تخزين الذكريات والتجارب.

الاجداد وكبار السن يقولون:

ننادي وندعوكم ايها الأبناء الى اتخاذ الايقونة الإلهية التي تدعوكم الى (“أَكْرِمْ أَبَاكَ وَأُمَّكَ لِكَيْ تَطُولَ أَيَّامُكَ عَلَى الأَرْضِ الَّتِي يُعْطِيكَ الرَّبُّ إِلهُكَ”(خر 20: 12)، هذه الكلمات تعني أكثر من مجرد الطاعة، بل إنها تعني المحبة، والعواطف الطيبة، والاعتراف بالجميل، والاحترام لمن يزيد عنكم في العمر، أو الحكمة، أو النواحي المدنية، أو الدينية. أليست هناك حاجة ماسة اليوم لهذا النوع من الإكرام منكم. لأنكم تمثلون عطية الله لنا، وإن كنتم ايها الأبناء أمناء نحو والديكم سهل عليهم أن يكونوا أمناء نحو الله. لقد استخدم الله العلاقة البشرية كرمز لعلاقتنا به سواء من ناحية الخلق أو النعمة واظهار المحبة فضلا عن الشعور بالمسؤولية الانسانية.‏  

الايقونة الصحية لعام 2023 تتضمن التوعية ضد الإساءة إلى كبار السن والوحدة بسبب الحياة الحديثة:

1- تحتَفَل المجتمعات باليوم العالمي للتوعية ضد إساءة معاملة كبار السن في 15 يونيو حزيران من كل عام     يُعرِب فيه العالم كله عن معارضته للإساءة والمعاناة والضرر النفسي الذي يلحق ببعض آبائنا وأجدادنا من كبار السن، حيث يعاني كثير منهم الفقر، أو الإعاقة، أو يواجهون التمييز، ومن أهم أوجه التمييز ضدهم  إساءة معاملتهم، وهذه من المشكلات التي لا يُبلغ عنها بقدر كافٍ على الصعيد العالمي. 

انتهاك حقوق الإنسان، مشكلة علنية أو خفية وتعني التعنيف أو الإهمال، وتخفيض جودة الحياة والذي نحن بصدده الأجداد وكبار السن، عن طريق منعهم من الوصول إلى الضروريات الحيوية للحياة الكريمة فضلا عن اباحة التصرف ببعض ممتلكاتهم، يعد من اول إساءة للمعاملة والأكثر تكرارًا وشدة مع مرور الزمن، أو قد تكون إساءة معاملة عن طريق القيام بتوجيه كلام مهين لهم احيانا.

ان معدلات انتشار سوء معاملة كبار السن متوفرة فقط في بعض البلدان دون اخرى و تتراوح بين 1-10% على الرغم من أن مدى هذه المعاملة غير معروف، إلا أن ضررها الاجتماعي والأخلاقي واضح، فهي  تؤثر على صحة وحقوق ملايين من كبار السن حول العالم، وهو موضوع يستحق اهتمام المجتمع الدولي، وان مساندة ودعم كبار السن واجبا إنسانياً فهم كانوا أبناء وأحفاداً ثم أصبحوا آباء ثم أجد ومساندتهم متعة فبدونهم تفقد الحياة طعمها فهم أجمل شهود ومتحدثين عن الحياة.  

 2- “وباء الوحدة” والعزلة عند الإنسان المعاصر وكبار السن نموذج: الوحدة العزلة

يلجأ إليها الافراد والمسنين منهم مدفوعين وبشكل لاشعوري بعد ان واجهوا من بعض المحيطين بهم الإهمال والتهميش وتتمثل الوحدة والعزلة بالابتعاد عن المشاركة في الكثير من الأنشطة وعلى مختلف مستويات العمل الاجتماعية والأخرى…. فضلاً عن الرغبة بالابتعاد النفسي عن الاحداث ومصادرها بهدف تجنب الانفعالات العاطفية غير السارة ولأجل حماية النفس من القلق والتوتر، أن تنامي “وباء الوحدة والعزلة” وعلى وجه الخصوص بين الأجداد وكبار السن وتفسير اسبابه امر في غاية الأهمية، وهم يعيشون في مجتمعات حديثة ومعقدة والتي من سماتها انها تؤدي الى الاضطراب النفسي في السلوك ايضاً هي مصدر قلق كبير بينهم، فالبعض منهم يفضلون العزلة والانفصال عن العالم الذي اضحى نموه سريعاً بالنسبة لهم، لذلك  يختارون العيش بمفردهم وقد يؤدي ذلك الى بطء التوافق مع الجديد، ومنهم من يؤكد توافقه معها ويقول ان ذلك أصبح ممكناً بعد تحسن مستويات المعيشة وظروف السكن والاتصالات، والخدمات الاجتماعية والصحية المقدمة لهم في محل سكناهم، وهذا في الغالب يكون في الدول التي قوانينها الخاصة توفر الرعاية والعناية المتقدمة والموارد التي تسهل تقديم تلك الخدمات لهم،  وقد يختار الكثير منهم أن يكونوا متصلين مع الآخرين عبر الإنترنت بشكل اختياري وفوري مع بقائهم يعيشون منفردين، وأن الهاتف الذكي سمح لهم أن يكون الغائبين والحاضرين مع الاخرين.    

العبرة فيما تقدم:

المجتمع البشري مطالب بالقيام بواجبه حيال الأجداد وكبار السن ورعايتهم، وفي هذا المجال تشكلت ونشطت الكثير من الهيئات ومنظمات العمل الانساني في العديد من الدول،  للعمل في إطار انساني واجتماعي ومن منطلق المسؤولية في الرعاية.     

وأخيرا لابد ان نكون سويا قد استوعبانا أسلوب العمل مع الشيخوخة والمسنين ومتطلباتها والتي سنصل اليها جميعنا بعد عمر طويل، وليطمئن من يقرا هذه المعالجة المعرفية للموضوع انها دعوه الى تغير أفكاره واتجاهاته نحو المسنين والشيخوخة …

بارك يا رب في عمر جميع البشر والمسنين على وجه الخصوص امنحهم حسن المقام والختام،…………   الى الرب نطلب

د. طلال كيلانو

________________________________________________________________________________________________________________

 هام جداً هام جداً…….

(في العاشرة من صباح الأحد 23 تموز 2023، سيترأس البابا فرنسيس (في بازيليك القدّيس بطرس) قدّاساً لمناسبة يوم الأجداد والمُسنّين العالمي الثالث. ومع انتهاء الاحتفال بالإفخارستيا، “سيُسلّم 5 مُسنّين – يُمثّلون القارّات الخمس – رمزيّاً صليب الحجّ الخاصّ بأيّام الشبيبة العالميّة، لخمسة شباب سيتوجّهون إلى ليشبونة، في إشارة إلى نقل الإيمان من جيل إلى آخر”، بيان صدر عن دائرة العلمانيين والعائلة والحياة في 19 تموز. الفاتكان )

كما ويُمثّل هذا التسليم “التزام المُسنّين والأجداد، نزولاً عند دعوة البابا فرنسيس، في الصلاة لأجل الشباب المُشارِكين في الحدث ومرافقتهم في بركتهم ….. كما وجدّدت الدائرة المذكورة دعوتها للاحتفال باليوم العالمي للأجداد والمُسنّين “في جميع أبرشيّات العالم عبر قدّاس مُكرّس لهم وزيارة المُسنّين الوحيدين”، مُذكِّرة بالغفران الكامل الذي سينعمون به في هذه الحالة……الى الرب نطلب

*تعد آليات الدفاع النفسي سلوكيات يتم استخدامها

من قبل الأشخاص المعرضين للأذى أو للمواجهة ولأبعاد أنفسهم عن الأحداث أو الأفعال أو الأفكار التي لا تسرهم، وتتمثل مساهمتها في العمل على إبعاد الأشخاص عن جميع التحديدات أو المشاعر غير مرغوب بها كالشعور بالذنب أو الخزي، وتعد جزء طبيعي من التطور النفسي للبشر، وهي من اهم ما ورد عن السلوك النفسي للبشر في نظرية التحليل النفسي. تحت مسمى الحيل الدفاعية…… . الآليات الدفاعية أو الوسائل الدفاعية أو الدفاعات النفسية هي استراتيجيات نفسية يستخدمها العقل الباطن لحماية الفرد من التوتر الناجم عن الأفكار أو المشاعر المرفوضة وتسعى هذه الاستراتيجيات إلي إيجاد حلول وسط للمشكلات الشخصية، وتُمثل هذه الاستراتيجيات الطرق البسيطة للعقل الباطن في مسايرة التوتر، وتساعد الشخص على إيجاد حلول أكثر قبولا من الناحية الاجتماعية.، كما تفيد هذه الدفاعات في حماية الذات من التهديد. (يرجى عدم الخلط بينها وبين الآليات الواعية لمسايرة الضغط.

من أبرز آليات الدفاع النفسي الشائعة بين البشر:

الإنكار وتتمثل هذه الآلية بقيام الشخص برفض قبول الحقيقة أو مجموعة من الحقائق، وهنا يقوم الشخص بإيقاف جميع الأحداث والظروف الخارجية عن عقله لكي لا يتعامل مع تأثيره.

القمع وهو القيام بإخفاء جميع الأفكار الغير مرغوبة والذكريات المؤلمة والمعتقدات التي من الممكن أن تزعج الفرد لنسيانها.   

الإسقاط أو التنبؤ وهي وجود أفكار أو مشاعر تراود الفرد من شخص آخر الأمر الذي يؤدي به إلى نسبها بشكل خاطئ. 

 تشكيل ردة الفعل قيام الأشخاص باختيار وسيلة للتصرف بعكس غرائزهم، كعدم التعبير عن مشاعر الغضب والقيام بالرد بطريقة إيجابية.

التسامي وهو القيام بإعادة توجيه المشاعر تجاه شيء أو نشاط يشعر المرء بأنه آمن، 

الإزاحة القيام بتوجيه مشاعر وإحباطات لشخص أو أي شيء ويشعر بأنه مهدد الأمر الذي يعطيه إرضاء لدافع الداخلي. 

 التراجع وهو قيام الأشخاص بالهرب من خلال شعورهم بالتهديد أو الشعور بالقلق دون إدراك شخصي لذلك. 

 التقسيم: قيام الأشخاص بتقسيم طريقة حياتهم وذلك من أجل حمايتها.

الفكر: وهو مواجهة الشخص لأوقات عصيبة وقيامه بإزالة كل الردود والعمل على التركيز في الحقائق. الكمية، قيام الشخص الذي ترك العمل بإنشاء بيانات لجداول فرص العمل بالإضافة إلى العملاء المتوقعين.

التفكك: وهي فقدان الشخص للوقت، حيث يقوم الشخص بتمثيل آخر لنفسه. 

التعويض: وهي التركيز على نقاط القوة التي يمتلكها الشخص وإدراكه أنه لا يمكن أن يكون ملماً بكل شيء.  

التوكيد: وهي أن يكون الشخص حازماً في التعامل دون عدوانية وصراحة، حيث يعد الحزم من أكثر المهارات المرغوبة وإحدى آليات الدفاع التي يرغب معظم الناس في تعلمها.

الخيال: حيث يقوم البعض باستخدامه وذلك كطريقة للهروب من الواقع.  

المزاح: توصف الفكاهة على أنها أحد طرق الدفاع الناضجة حيث تعد أسلوب يتكيف به الشخص ليساعده في التعامل مع الموقف.

الكبت: هو عملية في الاواعية يتم فيها إخفاء أو استبعاد الدوافع أو الأفكار أو الذكريات من منطقة الوعي إلى منطقة اللاوعي، كحل نهائي للصراع الناتج من تلك الدوافع أو الأفكار.

 النكوص: هو عودة الفرد إلى مرحلة مبكرة من النمو كان يشعر فيها بالأمان، والعودة إلى ممارسة السلوك الذي كان يمارسه فيها.

التبرير: عندما يقوم الفرد بسلوك غير مقبول ثم يحاول التخلص من الشعور بالذنب أو القلق الناتج منه عن طريق إيجاد تبرير لهذا السلوك.

عن د. طلال فرج كيلانو

شاهد أيضاً

الكنعانيون

سفر تثنية الاشتراع 23 / 13 – 14 وليكن لك خلاء خارج المخيم تخرج إليها …