البعد الثلاثي لبركة حضور القداس الإلهي ومجالها الحيوي في الحياة . ج3 .. الاب والابن والروح القدس .

هو يبارك جمعنا ويقدس شعبنا الذي حضر وتنعم بقوة الاسرار المقدسة المحية الإلهية وبعلامة الصليب الحي تكنون موسومين ومحفوظين من كل اذية خفية وظاهرة الان والى الابد …أمين.

 فَكَانَتِ الْكَنَائِسُ تَتَشَدَّدُ فِي الإِيمَانِ وَتَزْدَادُ فِي الْعَدَدِ كُلَّ يَوْمٍ”(أع 16: 5)بيتي بيت الصلاة يدعي”(أش7:56)،  https://www.youtube.com/watch?v=ua_lEuQguIA&t=198s  كاتدرائية

القديس بطرس روما / ايطاليا

المقدمة والتمهيد

 للتعرف على البعد الثلاثي لبركة حضور القداس الإلهي لابد ان نستعين بمجموعة من الاسس ليتورجية وهذا مصطلح كنسي متكون من: “ليور” أو “ليؤس” وتعنى الجماعة و”أرجيا” أو “أرجيؤو” وتعنى عمل. ولقد استخدمته الكنيسة منذ العصر الرسولي للتعبير الطقوس التي نظمتها قانونيًا وتقدمها لجميع أعضائها وباسمهم.. في سر الاتحاد بين المؤمنين بالله ولتجد فيه الكنيسة سر وجودها وشركتها واتحادها بالمسيح وأشار الى ذلك بولس الرسول، “كَأْسُ الْبَرَكَةِ الَّتِي نُبَارِكُهَا، أَلَيْسَتْ هِيَ شَرِكَةَ دَمِ الْمَسِيحِ؟ الْخُبْزُ الَّذِي نَكْسِرُهُ، أَلَيْسَ هُوَ شَرِكَةَ جَسَدِ الْمَسِيحِ”(1 كو 10: 16)، وبمرور الزمن اتخذت الكنيسة من كلمة “ليتورجية” مسمى لمكونات طقوسه القداس الإلهي وانجازه، بمعنى تكوين تصور عند المتلقين الحضور عن الشكل والمضمون العام له الذي سيساعدهم لتكوين الأطر العقلية والمعرفية لأبعاد التعليم الموجه فيه ومتطلبا ته وما يوظف لإكساب التعلم الروحي المرغوب مما سينعكس إيجابيا على سلوك المنتفعين الحضور لاحقاً.

   البناء المقدس في الكنيسة الحية يتكون من: 

 1- الاب والابن والروح القدس الاله الواحد امين.

البعد الأول لهذا البناء هو كينونة الله الاب التي أعطت لنا البركة والنعمة ولنتلمسها في حياتنا اليومية، وهي الحقيقة لكل ما كان وما يكون وما سوف يكون. إنها أبدية وغير محدودة والأساس لكل الوجود.

البعد الثاني هو كينونة الابن الذي تحرك بيننا ونسمع صوته في العهد الجديد وبركاته التي لا حصر لها.

البعد الثالث هو كينونة الروح القدس الذي اعطانا القدرة على الحكمة والفهم لأسرار الكنسية المقدسة وتعمل الكنيسة جاهدة كي تقدمها لنا كوديعة للأيمان الذي يمثل مجموعة العقائد، وحق الإنجيل (المُعــاش) الذي يعيـد للكنيسة شبابها الدائم والى انقضاء الدهر، هذه هي قوة الروح القدس تتجدد روابطه يومياً بكينونة الكنيسة، كما أن وديعة الإيمان تُشكِّل حياة الكنيسة المتواصلة ورسالتها وفقًا لصورة المسيح ابن الله المتجسِّد وطبقًا لنموذج الحق الإلهي المجسَّد فيه، “اِحْفَظِ الْوَدِيعَةَ الصَّالِحَةَ بِالرُّوحِ الْقُدُسِ السَّاكِنِ فِينَا”(2 تي 1: 14).

 تحتفل الكنيسة يوميا وبحضور المؤمنين ببركة الأقانيم الثلاثة مجتمعين بالإله الواحد يبقى الثالوث سرّ إيمان بالمعنى الذي يخبرنا التعليم الكتابي عنه، أن الله ترك آثارًا لكيان الثالوث في عمل الخليقة، وترك للعقل البشري أن يدركه، بالإيمان، وبالتجسّد لابن الله، وارسل الروح القدس معزيا لنا في الحياة، ولنكتشف أن الثالوث الاقدس تحدث عنه الرب يسوع المسيح  عند ما ظهر للرسل بعد قيامته وأرسلهم، قائلًا: “فَاذْهَبُوا وَتَلْمِذُوا جَمِيعَ الأُمَمِ وَعَمِّدُوهُمْ بِاسْمِ الآب وَالابْنِ وَالرُّوحِ الْقُدُسِ”(مت 28: 19).                                                

وأشار البابا بنديكتوس السادس عشر، الى الثالوث الأقدس قائلاً: الله عرّف عن نفسه، ومكّن المؤمنون من التعرّف إليه، وبفضل من الروح القدس الذي يساعدنا على فهم هذه الحقيقة التي تفضي الى فهم كلام يسوع ويرشدنا إلى الحق كلّه، وأضاف أن فهم هذا السرّ يبدا بادراك أنّ الله محبّة. ومن يلتقي بالمسيح ويقيم علاقة صداقة معه، يقبل شركة الثالوث الأقدس، وفقًا لما وعد به يسوع تلاميذه: إذا أحبّني أحد، حفظ كلامي، فأحبّه أبي، ونجيء إليه، فنجعل لنا عنده مقامًا، “أَجَابَ يَسُوعُ وَقَالَ لَهُ: إِنْ أَحَبَّنِي أَحَدٌ يَحْفَظْ كَلاَمِي، وَيُحِبُّهُ أَبِي، وَإِلَيْهِ نَأْتِي، وَعِنْدَهُ نَصْنَعُ مَنْزِلًا. اَلَّذِي لاَ يُحِبُّنِي لاَ يَحْفَظُ كَلاَمِي. وَالْكَلاَمُ الَّذِي تَسْمَعُونَهُ لَيْسَ لِي بَلْ لِلآبِ الَّذِي أَرْسَلَنِي”(يو 14: 23-24).

                                                                                                                                                                                  

2- حجر الزاوية لماذا شبه المسيح بحجر الزاوية :

هو تشبيه مجازي او كناية عن الحجر الأول الذي يضعه البناؤون وتقاس علية زوايا واتجاهات أساسات البناء، فالرب يسوع المسيح حدد زوايا واتجاهات البناء الروحي في حياتنا والكنيسة، فكان هو المثل والقدوة والمقياس لإيماننا “قَالَ لَهُمْ يَسُوعُ: أَمَا قَرَأْتُمْ قَطُّ فِي الْكُتُبِ: الْحَجَرُ الَّذِي رَفَضَهُ الْبَنَّاؤُونَ هُوَ قَدْ صَارَ رَأْسَ الزَّاوِيَةِ؟ مِنْ قِبَلِ الرَّبِّ كَانَ هذَا وَهُوَ عَجِيبٌ فِي أَعْيُنِنَا”(مت 21: 42)،(مز 118: 22)، “أَحْمَدُكَ لأَنَّكَ اسْتَجَبْتَ لِي وَصِرْتَ لِي خَلاَصًا. الْحَجَرُ الَّذِي رَفَضَهُ الْبَنَّاؤُونَ قَدْ صَارَ رَأْسَ الزَّاوِيَةِ. مِنْ قِبَلِ الرَّبِّ كَانَ هذَا، وَهُوَ عَجِيبٌ فِي أَعْيُنِنَا. هذَا هُوَ الْيَوْمُ الَّذِي صَنَعُهُ الرَّبُّ، نَبْتَهِجُ وَنَفْرَحُ فِيهِ. آهِ يَا رَبُّ خَلِّصْ! آهِ يَا رَبُّ أَنْقِذْ! مُبَارَكٌ الآتِي بِاسْمِ الرَّبِّ. بَارَكْنَاكُمْ مِنْ بَيْتِ الرَّبِّ”(مز 118: 21-26).  

أراد بطرس الرسول أن يعلن أن الرّبّ يسوع هو المسيح، “بَلْ بِدَمٍ كَرِيمٍ، كَمَا مِنْ حَمَل بِلاَ عَيْبٍ وَلاَ دَنَسٍ، دَمِ الْمَسِيحِ، مَعْرُوفًا سَابِقًا قَبْلَ تَأْسِيسِ الْعَالَمِ، وَلكِنْ قَدْ أُظْهِرَ فِي الأَزْمِنَةِ الأَخِيرَةِ مِنْ أَجْلِكُمْ، أَنْتُمُ الَّذِينَ بِهِ تُؤْمِنُونَ بِاللهِ الَّذِي أَقَامَهُ مِنَ الأَمْوَاتِ وَأَعْطَاهُ مَجْدًا، حَتَّى إِنَّ إِيمَانَكُمْ وَرَجَاءَكُمْ هُمَا فِي اللهِ، (1 بط 1:  21،19 )، وكلّ من يضع مقاييس في حياته بغير الرّب يسوع أشبه بجاهل بنى بيته على الرمل وكان سقوطه عظيمًا، “فَكُلُّ مَنْ يَسْمَعُ أَقْوَالِي هذِهِ وَيَعْمَلُ بِهَا، أُشَبِّهُهُ بِرَجُل عَاقِل، بَنَى بَيْتَهُ عَلَى الصَّخْرِ. فَنَزَلَ الْمَطَرُ، وَجَاءَتِ الأَنْهَارُ، وَهَبَّتِ الرِّيَاحُ، وَوَقَعَتْ عَلَى ذلِكَ الْبَيْتِ فَلَمْ يَسْقُطْ، لأَنَّهُ كَانَ مُؤَسَّسًا عَلَى الصَّخْرِ. وَكُلُّ مَنْ يَسْمَعُ أَقْوَالِي هذِهِ وَلاَ يَعْمَلُ بِهَا، يُشَبَّهُ بِرَجُل جَاهِل، بَنَى بَيْتَهُ عَلَى الرَّمْلِ. فَنَزَلَ الْمَطَرُ، وَجَاءَتِ الأَنْهَارُ، وَهَبَّتِ الرِّيَاحُ، وَصَدَمَتْ ذلِكَ الْبَيْتَ فَسَقَطَ، وَكَانَ سُقُوطُهُ عَظِيمًا”(مت 7: 24-27).

https://ar-ar.facebook.com/Antiochpatriarchate.org/posts/1086359554801090:0    

يسوع المسيح حجر الزاوية

3- أسرار الكنسية علاماتٍ لحقائق:

وفي عودة الى حيث توقفنا في الجزء الثاني من هذه الثلاثية عند اسرار الكنيسة: التي هي طقوس مرئية تقدمها لنا الكنيسة لإحلال بركة إلهية غير منظورة، ويدعونا ظاهرها المادي للدخول في علاقةٍ خاصّة ومتميزة مع الله الآب. وفي واقعها الحاضر تدعونا الى تحمل المسؤولية التي قدمتها الكنيسة وكُلِفَتنا ان نكون شهوداً لحياة الايمان وقبلنا هذا التكليف والالتزامٍ به كل يوم، وبالمحبة الأبدية التي نُعبّر عنها وتتعاظّم.

وفي موضع اخر ينقل لنا التعليم الكنسي معنى السر هو نعمة إلهية سرية لا نراها، وينالها المؤمنين بطريقة غير منظورة بفعل الروح القدس، عن طريق صلوات ترفعها الكنيسة بشخص خادمها الكاهن، وبطقس خاص مع وجود مادة السر، ويُعرفه القديس أوغسطينوس بانه: “شكل منظور لنعمة غير منظورة أو علامة لشيء مقدس”، وكان استخدام كلمة سر في الكنيسة الأولي لها مجال متسع حتى أنها كانت تُطلق كصيغ لأغلب صلوات الكنسية بضمنها قانون الإيمان والصلاة الربانية واستمر هذا التطبيق المتسع حتى العصور الوسطى.

الأسرار في الكنيسة الكاثوليكية، طقوس مرئية مستمدة مما وضعه يسوع المسيح وعهد به إلى رسله لتطبيقها في الكنائس، تُمْنَح النِعَم غير المنظورة بواسطة مادة منظورة لأن الإنسان يحتاج إلى أن يشعر بشيء مادي واقعي، سبعة أسرار مقدسة، أسّسها المسيح وعهد بها إلى رسله لتكون أسس الكنائس التي سيبنون عليها ملكوت الله. قامت الكنيسة الكاثوليكية بتحديد عدد الأسرار في مطلع القرن الثّاني عشر، بالاستناد إلى ما   أعلنته اللائحة الرّسميّة للأسرار في مجمع ليون المسكونيّ سنة 1274، ومن بعده أكّد كلٌّ من المجمع الفلورنسيّ سنة 1439، والمجمع التّريدانتينيّ سنة 1547 على ضرورة الأسرار السّبعة كمؤسسة حقيقةً من الرّبّ يسوع المسيح، وهي طقوس مرئية غير سرية، بالرغم من تسميتها.

  https://saint-adday.com/?p=28632 

  منشور رعوي للكنيسة الكلدانية

تعتبر الكنيسة القبطية السر هو: “كل عمل مقدس ونعمة إلهية غير منظورة، ننالها عن طريق مادة منظورة، وأن المسيح هو مصدر النعمة ومُتممها، بينما تحديد عدد بعينه للأسرار الكنسية هو طقس (ترتيب) متأخر دخل الكنيسة بعد القرن الرابع عشر الميلادي، وربما يكون مقبولا لو فهم في إطار التنظيم البحت وليس في إطار التخصيص لعدد بعينه”.

4- وبعلامة الصليب الحي تكنون موسومين ومحفوظين: 

“فَإِنَّ كَلِمَةَ الصَّلِيبِ عِنْدَ الْهَالِكِينَ جَهَالَةٌ، وَأَمَّا عِنْدَنَا نَحْنُ الْمُخَلَّصِينَ فَهِيَ قُوَّةُ اللهِ”(1 كو 1: 18)، كلمة الصليب عمل الفداء الذي أكمله الرب يسوع فهو مات لأجل خطايانا مسمراً على صليب لكي يهبنا حياة المجد والفخار. حتى أن الرسول بولس قال “لأَنِّي لَمْ أَعْزِمْ أَنْ أَعْرِفَ شَيْئًا بَيْنَكُمْ إلاَّ يَسُوعَ الْمَسِيحَ وَإِيَّاهُ مَصْلُوبًا”(1 كو 2: 2)، في الصليب قوة الله التي أظهرها لنا شخص المصلوب، نرى قوة الله المخلِّصة، المُغيرة، نراها تعمل في اتجاهات مختلفة، من جهة الإنسان، ومن جهة اعدائه أيضاً. 

 تم اكتشاف صليب ربنا يسوع المسيح في القبر المقدَّس، وذلك في شهر مايو سنة 326م ووُجِد داخل القبر   مع اللافتة التي كانت مُعلَّقة على صليب المسيح “يسوع الناصري ملك اليهود” بثلاثة لغات، وبعد ان تأكُّدوا انه صليب المسيح المقصود*، في عام 328 ميلادية افتتح البابا أثناسيوس الرسولي كنيسة القيامة، ومعه بطريرك أنطاكية، واحتفلوا بخشبة الصليب المجيد، ورتبت كنيستنا الكاثوليكية في الرابع عشر من سبتمبر من كل عام عيدا للصليب، وعينت الكنيسة القبطية حينها يوم 17 توت كل عام للاحتفال باكتشاف خشبة الصليب.

أحداث الصلب ذكرت بالتفصيل في الاناجيل الأربعة ومحور تعليم الكنيسة، فبطرس الرسول وقف قائلًا: “أيها الرِّجَال الإسرائيليُّون اسمعوا هذه الأقوال: يسوع الناصري.. هذا أخَذتُموه مُسلَّمًا بمشورة اللَّه المحتومة وعِلْمِهِ السَّابق، وبأيدي أثمَةٍ صلَبتُمُوه وقتلتموه. الذي أقامَه اللَّه ناقضًا أوجاع الموت، إذ لم يكـن ممكنًا أن يُمسَك منه”(أع 2: 22 ـ 24)، وفي موضع اخر قال لليهود: “يسوع الذي أسلمتُمُوه أنتم وأنكرتُمُوه أمام وجْهِ بيلاطس، وهو حَاكِمٌ بإطلاقِهِ. ولكن أنتم أنكرتُم القُدُّوس البارّ، وطلبتُم أن يوُهَب لكم رَجُل قاتلٌ. ورئيس الحَياة قَتَلتمُوه، الذي أقامه اللَّه من الأموات، ونحن شهودٌ لذلك”(أع 3: 13 ـ 15)، هكذا يجب ان تكون شهادتنا للصليب كما أفصح عنها بطرس الرسول. 

5- استخدام علامة الصليب اليومي:  

القراء الكرام لابد ان يكون الصليب حاضراً “في كل خطوة نقدم عليها أو حركة نقوم بها في دخولنا وخروجنا عندما نجلس لنأكل، عندما نوقد المصابيح، وعندما نخلد إلى الفراش، وفي كل أعمالنا علينا أن نرشم الصليب   لتكون كعادة سارية بينكم موثّقة لهذه الشهادة، وإيمانكم كالشاهد عليها (العلامة ترتليان(سنة 160 م.)).

ويقول يوليوس أفريكانوس 160 – 240م: وحينئذٍ نرفع أيدينا ونرشم جبهتنا بعلامة الصليب”، ويقول الأنبا أنطونيوس: إن ما اخترناه هو الاعتراف بالصليب علامة الشجاعة واحتقار الموت، أما أنتم فقد أخترتم الشهوات، أيهما أفضل حمل الصليب دون مخافة المـوت، أم الالتجاء إلى آلهة الأحجار، الصليب هو علامة الغلبة والنصرة على الأعداء، في كل وقت إذا حملناه بالإيمان”، ويقول باسيليوس الكبير: علامة الصليب التقليد المتوارث والممارسة محفوظة في الكنيسة ان نرسم علامـة الصليـب، مار أفرام السرياني: يقول “أحمل الصليب وأطبع صورته على جسدك وقلبك. وأرسم به ذاتك لا بتحريك اليد فقط، بل ليكن برسم الذهن والفكر أيضًا، ارسمه في كل مناسبة في دخولك وخروجك، في جلوسك وقيامتك، في نومك وعملك، ارسمه بِاسم الآب والابن والروح القدس”، وقال أيضًا “إننا نرسمه على أبوابنا وجباهنا وصدورنا، ومن هنا يمكن أن نستوعب كلمات المسيح أنّ ملكوت الله داخلنا وبعلامة الصليب الحي تكنون موسومين ومحفوظين من كل اذية خفية وظاهرة الان والى الابد …أمين، “بجَسَدٌ وَاحِدٌ، وَرُوحٌ وَاحِدٌ، كَمَا دُعِيتُمْ أَيْضًا فِي رَجَاءِ دَعْوَتِكُمُ الْوَاحِدِ”(أف 4: 4).

وفي ختام الجزء الثالث والاخير من الموضوع: قرائنا الأعزاء المهم ان نكون موسومين ومحفوظين من كل اذية خفية وظاهرة الان والى الابد …أمين، هكذا يكون الجزء الخير من البركة الأخيرة التي يعطيها خدام الكنيسة بكل مسمياتهم لكي يتلقاها المؤمنين وليتأكدوا انهم محفوظين بعين الاله، “هُوَذَا عَيْنُ الرَّبِّ عَلَى خَائِفِيهِ الرَّاجِينَ رَحْمَتَهُ أَنْفُسُنَا انْتَظَرَتِ الرَّبَّ. مَعُونَتُنَا وَتُرْسُنَا هُوَ، لأَنَّهُ بِهِ تَفْرَحُ قُلُوبُنَا، لأَنَّنَا عَلَى اسْمِهِ الْقُدُّوسِ اتَّكَلْنَا، لِتَكُنْ يَا رَبُّ رَحْمَتُكَ عَلَيْنَا حَسْبَمَا انْتَظَرْنَاك”(مز 33: 22،18). هذا هو جزء من فيض المجال الحيوي الذي نتمتع به بعد ان نأخذ البركة التي يمنحنا إياها القداس الإلهي. 

 الاخوة الأعزاء إتحادنا بالمسيح يبدأ بالمعمودية ويستمر بالأفخارستيا، وبلاهوته الحي المحيي، وعند اتحاده بنا أعطانا الحياة أبدية، وهزم الشيطان، “هَا أَنَا أُعْطِيكُمْ سُلْطَانًا لِتَدُوسُوا الْحَيَّاتِ وَالْعَقَارِبَ وَكُلَّ قُوَّةِ الْعَدُوِّ، وَلاَ يَضُرُّكُمْ شَيْءٌ”(لو 10: 19).

اعزاءي لندعو جميعا من الاب القدير حماية كنيسته والمؤمنين الى انقضاء الدهر ونقول…بارك يارب كنيستك الجامعة المقدسة الرسولية ….. الى الرب نطلب.

والى انتظار لمواضيع أخرى بأذن الرب

د. طلال كيلانو

         —————————————————————————————-  

*كينونة الاب إنها مصدر لكل الزمان والمكان والسببية. إنها وجود الكل ونهاية الكل، إنها الحقل الأزلي الموجود في كل شيء. 

 **يحاول الإنسان إدراك سرّ الثالوث الاقدس عبر البحث في الكتاب المقدّس بعهديه القديم والجديد، بحسب التعليم المسيحي للكنيسة الكاثوليكيّة (رقم 237).

 ***حجر الزاوية هو أول حجر يوضع في أساسات البناء لتقاس عليه أضلاعه، اي زوايا الاتجاهات الثلاثة الرئيسية الطول والعرض والارتفاع. هذا الحجر مستقيم الجوانب ليس فيه أي اعوجاج وبأسطح ملساء يشد عليه الخيط يلامسه للحصول على استقامة البناء، فإذا ضبط الخيط المشدود بحجر الزاوية تكون جميع جدران المبنى والمتعامدة منها متماسكة، كما إنها ترتفع باتجاه رأسي ليس فيه أي ميل وبهذا الحجر يكون البناء متين وصامد.

****الأسرار السبعة في الكنيسة:

سر المعمودية: يُستخدم الماء كمادة منظورة للمعمودية وكنعمة غير منظورة للولادة الروحية الثانية. 

سر زيت الميرون: الذي يحتوي على أنواع أطياب مختلفة إشارة إلى مواهب الروح القدس المتنوعة، وقد استخدمه الرسل كمسحة مقدسة. 

سر القربان المقدس: أو سر الشكر (الافخارستيا) تناول جسد الرب ودمه والمصنوع من دقيق الحنطة ليتحول إلى غذاء سمائي وخبز سمائي هو جسد الرب، وخمر عصير العنب كدمه. 

سر التوبة: أو سر الاعتراف ويكون وضع الصليب على الرأس هو المادة المنظورة لغفران الخطايا. 

سر مسحة المرضى: وفي سر مسحة المرضى يستخدم القنديل (زيت وفتيل). 

سر الزيجة: أو الزواج يكون بالإكليل المقدس على رأس العريس والعروس إشارة إلى العفة والتقديس.

 سر الكهنوت: وتكون المادة المنظوره هي اليد الأسقفية أو الكهنوت لمنح الموهبة والسر.

*وكان طول القائم الرأسي للصليب 8’4 م، وطول القائم العرضي يتراوح بين 3’2 ـ 6’2م،

عن د. طلال فرج كيلانو

شاهد أيضاً

” اِصْنَعُوا هذَا لِذِكْرِي” “هذَا هُوَ جَسَدِي الَّذِي يُبْذَلُ عَنْكُمْ”… “هَذِهِ الْكَأْسُ هِيَ الْعَهْدُ الْجَدِيدُ بِدَمِي ” اِصْنَعُوا هذَا لِذِكْرِي”(لوقا 22: 20،19) كان هذا عشاء الفصح الأخير للمسيح الرمز والمعاني (ج1)

” اِصْنَعُوا هذَا لِذِكْرِي” “هذَا هُوَ جَسَدِي الَّذِي يُبْذَلُ عَنْكُمْ“… “هَذِهِ الْكَأْسُ هِيَ الْعَهْدُ الْجَدِيدُ …