“اِنْتِظَارًا انْتَظَرْتُ الرَّبَّ، فَمَالَ إِلَيَّ وَسَمِعَ صُرَاخِي، هنَذَا أَجِيءُ لأَفْعَلَ مَشِيئَتَكَ يَا اَللهُ: مدهش إيمان هذا الطفل ولنكتسب العبرة منه عنواناً لحياتنا: 

“انْتَظِرِ الرَّبَّ وَاصْبِرْ لَهُ، وَلاَ تَغَرْ مِنَ الَّذِي يَنْجَحُ فِي طَرِيقِهِ، مِنَ الرَّجُلِ الْمُجْرِي مَكَايِدَ”(مز 37: 7)

 

قالت لي أمي إن الله بعد ذهابها سيحضر للعناية بي أكيد.. ليكون لدينا ثقة بان الله سياتي لمساعدتنا.. لنتعلم كيف نتمتع بالثقة بالنفس                                                                                                                                

الفن والأدب يلعبان دورًا مهمًا في التعبير عن الإيمان:

فن الأيقونات هو أحد الأساليب المستخدمة للتعبير عن الإيمان، حيث يتم رسم القديسين والملائكة الإلهية بأسلوب انطباعي*، كما يتم استخدام الأدب الديني بنفس الأسلوب والانطباعية كمدرسة أدبية فنية، ظهرت في النصف الثاني من القرن التاسع عشر في فرنسا، ترى في الإحساس والانطباع الشخصي الأساس في التعبير الفني والأدبي، ويعود ذلك التأويل لأية عمل فني لا بد من أن يمر بنفس الفنان أولاً، وعملية المرور هذه هي التي توحي بالانطباع أو التأثير الذي يدفع الفنان والاديب إلى التعبير عنه، فالانطباعية هي محاولة للتعبير عن الأحاسيس الفورية عن العالم المحيط من خلال فن الرسم والنحت والمأثور الادبي بأنواعه.  

شكل المأثور* الأدبي في  : 

ما يميز اللاهوت الادبي* تنوع المقاصد والاهداف كما في* ان قيمة أي عمل أدبي تكمن في نوعية الانطباعات التي يتركها في نفس القارئ، فإن الأديب يضع هذه الحقيقة نصب عينيه، لأن الانطباع هو الدليل الوحيد على الوجود الحي للعمل الأدبي الذي نقله للأخرين كما في تعبير عن الإيمان به وكتابة الأشعار الدينية والقصص الدينية القصيرة والمسرحيات الدينية، يتم باستخدام هذه الأشكال الفنية والأدبية في المحافل الدينية والمعابد والكنائس لتعزيز روحانية ومسيحانية المؤمنين وتعزيز ارتباطهم بكنيستهم وبالإيمان، ويمكن ان يضاف الى ذلك استخدام وسائل التواصل الاجتماعي ومواقع الغوغل وأخرى في الدعم الروحي بمقالات ومأثور شعبي او إنجازات شخصية على مستوى الايمان وفيما يلي احدها:

مدهش إيمان هذا الطفل…  

تجربة فقد الام بالموت تجربة قاسية ومؤلمة، على الصغار وما يجعل الأمر أصعب عليهم هو عدم تمكُّنهم من التعبير عن مشاعرهم بهذا الفقد، وبافتقادهم للمهارات اللازمة للتكيّف وتخطي شعور الفقد المؤلم، لكن ما نستطيع تقديمه لهم هو مساعدتهم في استعادة الشعور بالأمان، وبناء مهارات جديدة في التعامل مع ألم فقد الام. 

 أمي ماتت يقول أحدهم، وإلى الآن أتذكر تفاصيل موتها، صورتها لا تفارق خيالي، أدعو لها دائماً، أشتاق لهاً، لا أستطيع أن أعيش حياتي بصورة طبيعية، أراها دائماً أمامي، صورتها لا تفارق خيالي، وذكرياتي معها، أمي بموتها غابت الشمس عن الدنيا والى الابد…….  لنقراء مع بعض هذه المأثور النفسي ونكتسب العبرة منه وسنقوم مع بعض بالتفكير في كيفية حدوث هذا السلوك المعرفي غير المتوقع بين الشخوص في محتوى هذا المأثور:

مر رجل بأحد الشوارع المهجورة ووجد طفلا صغيرا تظهر عليه علامات الذكاء ولو أنه يبدو هزيلا ومريض.

سأله الرجل: لماذا تقف هنا يا إبني ولا يوجد أحد معك في هذا الشارع المهجور؟

قال الولد: أنتظر الله يعتني بي يا سيدي.  

ذهل الرجل وقال: تنتظر الله؟!! 

قال الولد: نعم. إن الله أرسل إلى أمي الأرملة وأخذها إليه وأنا وحيدها.. وقالت لي أمي إن الله بعد ذهابها سيحضر للعناية بي – أكيد.

والتفت الطفل إلى الرجل وقال له: ألا تعتقد أن الله سيأتي؟ إن أمي لم تكذب قط وهي لا تعرف إلا الحق. لقد قالت: إن الله سيأتي وأنا أؤمن أن الله سيأتي مهما تأخر لأن أمي قالت لي هذا.

امتلأت عينا الرجل بالدموع وحاول أن يحبس دموعه بقدر الإمكان، ولكنه فشل واستمر في البكاء ثم قال للطفل والدموع تذرف من عينيه: فعلا أمك لم تكذب يأبني فقد أرسلني الله لأجلك الآن كما قالت لك أمك!! 

أشرق وجه الطفل بابتسامة حلوة رقيقة لأن كلام أمه تحقق وهو يثق في كلامها تماما. 

وقال الطفل: ألم أقل لك … ألم أقل لك يا سيدي.  

ولكنك تأخرت كثيرا في الطريق يا سيدي … احتضن الرجل الطفل وأخذه وعاش معه تحت رعاية روحية رتبها للطفل الرب الإله.

اِنْتِظَارًا انْتَظَرْتُ الرَّبَّ، فَمَالَ إِلَيَّ وَسَمِعَ صُرَاخِي……..

اذا اتممت القراءة …… اكيد سيكون هناك حزن وفرح متزامنين مع المعنى الذي ورد في هذه الخاطرة ولنحاول مع بعضنا ايصالها للأخرين ولنكتسب سوية العبرة منها……..منقول..

https://www.sayidaty.net/sites/default/files/styles/900_scale/public/2020/08/11/6945516-1105816081.jpg

 “لاَ تَدَعِ الرَّحْمَةَ وَالْحَقَّ يَتْرُكَانِكَ. تَقَلَّدْهُمَا عَلَى عُنُقِكَ. اُكْتُبْهُمَا عَلَى لَوْحِ قَلْبِكَ”(أم 3: 3).

المتتبع لإحسان هذا الرجل الذي أنقذ الطفل ليؤكد لنا، أنه هكذا يدخل هذا الانسان الذي تقدم للمساعدة إلى حضن الله، هكذا اقتنى قلبه “حكمة الله”، والرب يسوع المسيح، واهب كل كنوز الحكمة والغنى، حاملًا شركة طبيعة معه وقدمها لنا كمثال، سنقوم الان بتحليل لمحتوى هذا المأثور الذي شجعني على ان أقدمه لكم قرائي الأعزاء رواد موقع خورنة مار توما الرسول من اجل الانسان وأمل ان ينال اهتمامكم للقادم من الأيام في عمل مماثل لما تم تداوله اليوم، “أَيُّهَا الأَحِبَّاءُ إِنْ كَانَ اللهُ قَدْ أَحَبَّنَا هكَذَا يَنْبَغِي لَنَا أَيْضًا أَنْ يُحِبَّ بَعْضُنَا بَعْضًا”(1يو 4: 11).

1- ماذا يعني انتظار الرب؟

قال الولد: أنتظر الله يعتني بي يا سيدي). انها المفاجئة المدوية في سن الطفولة هو ينتظر الله ويتأمل مجيئه يومياً ربما في نفس المكان، “انْتَظِرِ الرَّبَّ. لِيَتَشَدَّدْ وَلْيَتَشَجَّعْ قَلْبُكَ، وَانْتَظِرِ الرَّبَّ”(مز 27: 14). “اِنْتَظِرْ بِصَبْرٍ مَا تَنْتَظِرُ مِنَ اللهِ، لاَزِمْهُ وَلاَ تَرْتَدِدْ، لِكَيْ تَزْدَادَ حَيَاةً فِي أَوَاخِرِكَ”(يش 2: 3).

 الانتظار في اللغة:

اِنْتَظَرَهُ: جَلَسَ يَرْتَقِبُ وُصولَهُ، اِنْتَظِرْ: اِلْزَمْ مَكانَكَ لَحْظَةً، اِرْتَقِبْ، اِنْتَظِرْ حُدوثَه: تَوَقَّعْهُ اِنْتَظَرَهُ: تَأَنَّى عَلَيْهِ اِنْتَظِرْنِي: أَصْغِ إِلَيَّ، عندما نصبر وننتظر الرب، فهذا يعني أننا نثق بوعوده. لن يتركنا أبدًا أو يتخلى عنا، انتظار الرب يجب ان يسير الى جنب أدائنا العمل أثناء هذا الانتظار، به نحن مدعوين لعيش حياة الايمان بهدف بينما نحن ننتظر، مطمئنين إلى رعاية الله لنا وعمله لأجل خيرنا، “وَأَمَّا مُنْتَظِرُو الرَّبِّ فَيُجَدِّدُونَ قُوَّةً. يَرْفَعُونَ أَجْنِحَةً كَالنُّسُورِ. يَرْكُضُونَ وَلاَ يَتْعَبُونَ. يَمْشُونَ وَلاَ يُعْيُونَ”(إش 40: 31)، “لأَنْ مَهْمَا كَانَتْ مَوَاعِيدُ اللهِ فَهُوَ فِيهِ النَّعَمْ وَفِيهِ الآمِينُ، لِمَجْدِ اللهِ، بِوَاسِطَتِنَا”(2 كو 1: 20).

الانتظار ليس صعب، ونحن نعيش في عالم متحرك سريع ويطالبنا مواكبته. ويخبرنا ان نذهب للحصول على ما نحتاج اليه وأن نكون سباقين في توفير مستلزمات حياتنا، والكتاب المقدس يخبرنا كذلك، أن ننتظر الرب مع مسيرتنا في هذه الحياة كي يمنحنا المزيد من القوة والعزم والامن، “قُمْ يَا رَبُّ. يَا اَللهُ ارْفَعْ يَدَكَ. لاَ تَنْسَ الْمَسَاكِينَ”(مز 10: 12). “نَصِيبِي هُوَ الرَّبُّ، قَالَتْ نَفْسِي، مِنْ أَجْلِ ذلِكَ أَرْجُوهُ.” “طَيِّبٌ هُوَ الرَّبُّ لِلَّذِينَ يَتَرَجَّوْنَهُ، لِلنَّفْسِ الَّتِي تَطْلُبُهُ، جَيِّدٌ أَنْ يَنْتَظِرَ الإِنْسَانُ وَيَتَوَقَّعَ بِسُكُوتٍ خَلاَصَ الرَّبِّ”(مرا 3: 26،25،24)، “أَحْبَبْتُ لأَنَّ الرَّبَّ يَسْمَعُ صَوْتِي، تَضَرُّعَاتِي. لأَنَّهُ أَمَالَ أُذْنَهُ إِلَيَّ فَأَدْعُوهُ مُدَّةَ حَيَاتِي، اكْتَنَفَتْنِي حِبَالُ الْمَوْتِ. أَصَابَتْنِي شَدَائِدُ الْهَاوِيَةِ، كَابَدْتُ ضِيقًا وَحُزْنًا، وَبِاسْمِ الرَّبِّ دَعَوْتُ: آهِ يَا رَبُّ، نَجِّ نَفْسِي! الرَّبُّ حَنَّانٌ وَصِدِّيقٌ، وَإِلهُنَا رَحِيمٌ، الرَّبُّ حَافِظُ الْبُسَطَاءِ. تَذَلَّلْتُ فَخَلَّصَنِي”(مز 6،1:116).

 عزيزي القارء الكريم هكذا فاز هذا الطفل بكرم الله عند بقائه في انتظاره وهو يردد على مسامعنا سيأتي ليعتني بي، قالت لي أمي إن الله بعد ذهابها سيحضر للعناية بي – أكيد، إن الله سيأتي وأنا أؤمن أن الله سيأتي مهما تأخر لأن أمي قالت لي هذا، انها حقاً متوالية نفسية وروحية ترتبط بالأيمان.

 2- “وَلِذلِكَ يَنْتَظِرُ الرَّبُّ لِيَتَرَاءَفَ عَلَيْكُمْ. وَلِذلِكَ يَقُومُ لِيَرْحَمَكُمْ، لأَنَّ الرَّبَّ إِلهُ حَقّ. طُوبَى لِجَمِيعِ مُنْتَظِرِيهِ”(إش 30: 18). 

الرأَفة بالضَّعيف:

رحِمه وعطَف عليه “رأَف بالفقير/ باليتيم، رَئِفَ بِحَالِهِ: رَأفَ بِهِ، رَحِمَهُ. يَتَرَأَّفُ بِالفُقَرَاءِ: يُعَامِلُهمْ بِالرَّحْمَةِ وَالشَّفَقَةِ….. الكتاب المقدس يشير الى معنى الكلمة العبرية واليونانية بمعنى رأفة לשאר الرحمة، רחמים الشعور بالتعاطف، الشعور بالشفقة”. ونحن نعلم أنه الله، “إِلَهٌ رَحِيمٌ وَرَأُوفٌ طَوِيلُ الرُّوحِ وَكَثِيرُ الرَّحْمَةِ وَالْحَقِّ”(مزمور 86: 15). ومثل سائر صفات الله، فإن رأفته أبدية وغير محدودة. ومراحمه لا تزول، هي جديدة كل صباح، “إِنَّهُ مِنْ إِحْسَانَاتِ الرَّبِّ أَنَّنَا لَمْ نَفْنَ، لأَنَّ مَرَاحِمَهُ لاَ تَزُولُ. هِيَ جَدِيدَةٌ فِي كُلِّ صَبَاحٍ. كَثِيرَةٌ أَمَانَتُكَ” نَصِيبِي هُوَ الرَّبُّ، قَالَتْ نَفْسِي، مِنْ أَجْلِ ذلِكَ أَرْجُوهُ، طَيِّبٌ هُوَ الرَّبُّ لِلَّذِينَ يَتَرَجَّوْنَهُ، لِلنَّفْسِ الَّتِي تَطْلُبُهُ، جَيِّدٌ أَنْ يَنْتَظِرَ الإِنْسَانُ وَيَتَوَقَّعَ بِسُكُوتٍ خَلاَصَ الرَّبِّ”(مرا 3: 22-26)، كل صفات الآب بما فيها رأفته، جسَّدها المسيح عندما رأى البكاء عند قبر لعازر، بكى معهم، “فَلَمَّا رَآهَا يَسُوعُ تَبْكِي، وَالْيَهُودُ الَّذِينَ جَاءُوا مَعَهَا يَبْكُونَ، انْزَعَجَ بِالرُّوحِ وَاضْطَرَبَ، بَكَى يَسُوعُ.”(يو 11: 35،32)، فيجب أن يجسد الإنسان صفات الله، بما فيها الرأفة: “إِنْ قَالَ أَحَدٌ: إِنِّي أُحِبُّ اللهَ، وَأَبْغَضَ أَخَاهُ، فَهُوَ كَاذِبٌ. لأَنَّ مَنْ لاَ يُحِبُّ أَخَاهُ الَّذِي أَبْصَرَهُ، كَيْفَ يَقْدِرُ أَنْ يُحِبَّ اللهَ الَّذِي لَمْ يُبْصِرْهُ”(1يو 4: 20). الكتاب المقدس واضح في أن الرأفة من صفات الله، مشتق منه اسم رافائيل الذي يشير بأن الله هو الشافي المعافي.

3- وقالت لي أمي إن الله بعد ذهابها سيحضر للعناية بي – أكيد؟

إن أمي لم تكذب قط وهي لا تعرف إلا الحق. لقد قالت: إن الله سيأتي وأنا أؤمن أن الله سيأتي مهما تأخر لأن أمي قالت لي هذا، هي قالت لي: ستُفرج.. وأمي امرأة لا تكذب.

يخبرنا الكتاب المقدس أن للأم دورا هاما ومتميزا في حياة أطفالها، فالأمومة ليست عبئًا أو مهمة غير مرغوب بها، وكما تحمل الأم الجنين أثناء فترة الحمل، وتعتني وتطعم رضيعها بعد ولادته  فان دورها وعملها يستمر في رعاية الأبناء وتكثر السؤال عنهم في مراحلهم العمرية المختلفة ويوصي بولس الرسول في رسالته الأولى إلى تيموثاوس، الأمهات بمحبة أطفالهن، ويقول: “لِكَيْ يَنْصَحْنَ الْحَدَثَاتِ أَنْ يَكُنَّ مُحِبَّاتٍ لِرِجَالِهِنَّ وَيُحْبِبْنَ أَوْلاَدَهُنَّ”(تي 2: 4)، “هَلْ تَنْسَى الْمَرْأَةُ رَضِيعَهَا فَلاَ تَرْحَمَ ابْنَ بَطْنِهَا؟ حَتَّى هؤُلاَءِ يَنْسَيْنَ، وَأَنَا لاَ أَنْسَاكِ”(إش 49 :15). https://www.youtube.com/watch?v=7rX9EV2hAsk  ست الحبايب

الاسرة ودورها في بناء الثقة في النفس:

لأطفالها مذ السنوات الأولى وتسخر كل الأطر التربوية التي تعتمدها في تعليم وتربية الأطفال، المهم أن يتعلموا مواقف السلوك المناسب الذي يشعرهم بالأمان وأن يعبروا عما يفكرون به، واثقين بأنفسهم، يفعل طفل موضوع مقالنا لهذا اليوم هو واثق من ان امه لم تكذب عليه بما وعدته به، هو يعبر عما تلمسه منها ويتبادله مع الرجل الذي تكلم معه وبشكل عفوي، هو قدم لنا فرصة نفسية يقنعنا من خلالها ان امه قدمت له النتائج التي ترضيه اذا اعتمد على الله الذي سياتي لرعايته بعدها وبين لنا أيضا كم هي ام صالحة ومربية، ادركت وحيدها بالأمل بالله بحساباتها مراعية قدراته ونموه النفسي والمعرفي. 

4- فعلا أمك لم تكذب يأبني فقد أرسلني الله لأجلك الآن كما قالت لك أمك!! ”  

أعلنت لنا صفحات الكتاب المقدس بأنه الصادق في وعوده معنا، “…. وَقَدْ أَنْجَزْتَ وَعْدَكَ لأَنَّكَ صَادِقٌ”(نح8:9)، عندما يكون هذا الرجل مستقلاً في إيجاد الحل سيكون لديه ثقة أكبر بنفسه لتنفيذه، وكيف انجز التكيف المطلوب منه ان يتأقلم مع مستوى الطفل الذي أفصح عن الصدق الذي نقله عن الام، والحالة النفسية والعاطفية التي يعيشها فهو ينتظر من الرجل نموذج غير متوقع في الحياة. 

https://www.youtube.com/watch?v=5B_112PmRZM    

5- قال له الطفل، ولكنك تأخرت كثيرا في الطريق يا سيدي … 

لنا أن نتأمل الحقيقة التي مفادها إذا حافظ الجميع على المواعيد ستكون الحياة أسهل فتداول الوقت بمواعيد سيؤدي الى ظهور مفاهيم جديدة يكتسبها الافراد في التعامل مع الاخرين وهنا ليس من الصعب ان نتصور ما حدث في سياق المأثور القصصي لموضوع المقال اعلاه هو ان هذا اللقاء لم يكن معد له ولا متفق عليه ولا موعد بينهما، بل مصادفة لكنها تبدوا بترتيب روحي وانساني من منظم الحياة في هذا الكون الله الاب القدير، “مُبَارَكٌ الرَّجُلُ الَّذِي يَتَّكِلُ عَلَى الرَّبِّ، وَكَانَ الرَّبُّ مُتَّكَلَهُ”( إر 17: 7).  

كمؤمنين، علينا ان نعلم أن ما يحدث في هذا الكون أنما هو تدبير من الله خلق كلَّ شيء، ولديه خطة لكلِّ ما يحدث. فهو المتحكِّم ويعمل بمحبة مع خليقته اجمع وبحسب مشيئته تسير، “الَّذِي فِيهِ أَيْضًا نِلْنَا نَصِيبًا، مُعَيَّنِينَ سَابِقًا حَسَبَ قَصْدِ الَّذِي يَعْمَلُ كُلَّ شَيْءٍ حَسَبَ رَأْيِ مَشِيئَتِهِ”(أف 1: 11) هذه هي العناية الإلهية، انها خطة الله وقصده هو يحكم الزمان والمكان بمعنى التاريخ والجغرافية ويحدد مسارهما.

  6- احتضن الرجل الطفل وأخذه وعاش معه تحت رعاية روحية رتبها الرب الإله لهذا الطفل. 

وعد الام لطفلها ان الله الاب الاله سيقدم له زمناً جديداً.. زمن الحياة.. ويعوضه عن كل ما فقده وسيعيد اليه الثقة بما سمع منها بان محبة الله للبشر كبيرة بالإيمان، “لكِنْ لَنَا إِلهٌ وَاحِدٌ: الآبُ الَّذِي مِنْهُ جَمِيعُ الأَشْيَاءِ، وَنَحْنُ لَهُ. وَرَبٌّ وَاحِدٌ: يَسُوعُ الْمَسِيحُ، الَّذِي بِهِ جَمِيعُ الأَشْيَاءِ، وَنَحْنُ بِهِ”(1 كو 8: 6)، والأيام القادمة من حياته ستكون زمن لتغيرات عميقة.. زمن لثمر حقيقي، “إِنْ كَانَ اللهُ قَدْ تَمَجَّدَ فِيهِ، فَإِنَّ اللهَ سَيُمَجِّدُهُ فِي ذَاتِهِ، وَيُمَجِّدُهُ سَرِيعًا”( يو 13: 32)…. كان الإيمان هو السبيل لإنقاذ هذا الطفل، هذه الهدية الإنسانية التي عمد الله الى تقديمها في ظل متاهات الحياة والمقصود هنا: الإيمان الذي تبدوا آثاره واضحة على الرجل الكريم، وحرارة هذا الإيمان في القلب الذي أذاق صاحبه المحبة، وأثمرت بنوره الروح.

القارئ الكريم في ختام لقائي معك هذا اليوم لندعو سويةً من الاب القدير الرحمة والمغفرة لمن غادروا هذه الحياة وتركوا لنا بصمة حنان وثقة بان الله أبو الخليقة قدم ويقدم كل البركة والخير لأبنائه البشر وسخرهم لمنفعة بعضهم كما علمنا الرب يسوع المسيح بقوله، “فَجَلَسَ وَنَادَى ٱلِٱثْنَيْ عَشَرَ وَقَالَ لَهُمْ: إِذَا أَرَادَ أَحَدٌ أَنْ يَكُونَ أَوَّلًا فَيَكُونُ آخِرَ ٱلْكُلِّ وَخَادِمًا لِلْكُلِّ”(مَرْ 9:‏35)، “فَإِنَّنَا نَحْنُ عَامِلَانِ مَعَ ٱللهِ، وَأَنْتُمْ فَلَاحَةُ ٱللهِ، بِنَاءُ ٱللهِ”(1كُورِ 3:‏9) …. يا ربباركنا جميعاً وامنحنا عظيم رحمتك وبارك كنيستك الجامعة المقدسة الرسولية…… الى الرب نطلب

https://www.youtube.com/watch?v=j7T2xLcTqmo    ترنيمة المحبة للأطفال

 د. طلال كيلانو

—————————————————————————————–

“اِنْتِظَارًا انْتَظَرْتُ الرَّبَّ، فَمَالَ إِلَيَّ وَسَمِعَ صُرَاخِي”(مز 40: 1). 

 “لِذلِكَ عِنْدَ دُخُولِهِ إِلَى الْعَالَمِ يَقُولُ: ذَبِيحَةً وَقُرْبَانًا لَمْ تُرِدْ، وَلكِنْ هَيَّأْتَ لِي جَسَدًا. بِمُحْرَقَاتٍ وَذَبَائِحَ لِلْخَطِيَّةِ لَمْ تُسَرَّ. ثُمَّ قُلْتُ: هنَذَا أَجِيءُ. فِي دَرْجِ الْكِتَابِ مَكْتُوبٌ عَنِّي، لأَفْعَلَ مَشِيئَتَكَ يَا اَللهُ إِذْ يَقُولُ آنِفًا: إِنَّكَ ذَبِيحَةً وَقُرْبَانًا وَمُحْرَقَاتٍ وَذَبَائِحَ لِلْخَطِيَّةِ لَمْ تُرِدْ وَلاَ سُرِرْتَ بِهَا، الَّتِي تُقَدَّمُ حَسَبَ النَّامُوسِ. ثُمَّ قَالَ: هنَذَا أَجِيءُ لأَفْعَلَ مَشِيئَتَكَ يَا اَللهُ، يَنْزِعُ الأَوَّلَ لِكَيْ يُثَبِّتَ الثَّانِيَ. فَبِهذِهِ الْمَشِيئَةِ نَحْنُ مُقَدَّسُونَ بِتَقْدِيمِ جَسَدِ يَسُوعَ الْمَسِيحِ مَرَّةً وَاحِدَةً”(عب 10: 5-10).

*مأثور قول مأثور / كلمة مأثورة : مثَل سائر أو حكمة تداولها الناس تميّزت بالدلالة مع الإيجاز، ولزمت صورة معيّنة لا تتغيّر في الاستعمال كلامًا وكتابة، مأثور، من الأحاديث: المنقول. 3-من الاشياء: المتوارث، الْمَأْثُور، مَا ورث الْخلف عَن السّلف والْحَدِيث الْمَرْوِيّ…..  

*(منقول من موقع أسئلة عن الكتاب المقدس علم التفسير الكتابي)  ألأدب التاريخي والدرامي في سفر ايوب والوثائق القانونية ( خروج وتثنية)، والأناشيد (نشيد سليمان والمزامير)، والشعر( إشعياء)، أدب الحكمة (أمثال وجامعة)، النبوات الخاصة بنهاية الزمان (سفر الرؤيا ودانيال)، القصصي (راعوث)، الوعظ ( أعمال الرسل)، الخطب والإعلانات (التي أصدرها الملك نبو خذنصر في دانيال)، صلوات (المزامير)، أمثال (التي قالها المسيح)، حكايات (مثل التي حكاها يوثام) ورسائل (أفسس ورومية)*. 

 *ينطلق اللاهوت الأدبي الحديث من كلام المسيح نفسه ويدقق في أسلوبه التعليمي على الوصية العظمى أي حب الله وحب القريب، وذلك لأنها تحتوي على المواضيع التي تلعب دوراً كبيراً في حياة الإنسان والتي يحاول اللاهوت الأدبي تقديمها للمؤمنين بطريقة تناسب العصر الذي يعيشون فيه. 

*فن الرسم  الانطباعي\ الواقعي (مذهب)   

الانطباعية هي مدرسة فنية اوجدت في القرن التاسع عشر. اسم الحركة مستمد من عنوان للرسام الفرنسي كلود مونيه عام 1872م, وكان الاول في استعمال هذا الاسلوب الجديد من التصوير, فقد اشتق اسم المدرسة الجديدة من اسم لوحته الانطباعية. وهو اسلوب فني في الرسم يعتمد على نقل الصورة والحدث كما تراها العين المجردة وسميت بهذا الاسم لانها تنقل الصورة المنطبعة على العين البشرية الى رسم وعمل فني. وقد تاثر الكثير من الفنانين في هذا الاسلوب قامو بنقله الى الموسيقى والنحت. يتصرف الفنان في هذه المدرسة بترجمة العناصر الطبيعية بلمسات قصيرة بسبب عدم تحديد الشكل بخط, ولم يعد للخط قيمة الاولى واعتمدت على الاحساسات البصرية ويشكلون عناصر الصورة, بمساحات من الالوان .

عن د. طلال فرج كيلانو

شاهد أيضاً

يوحنا المعمدان الشاهد للنور وصديق العروس

يوحنا المعمدان الشاهد للنور وصديق العروس تقوم شهادة يوحنا بن زكريا أساسياً بأنه ليس إلا …