فهل نخجل ونستحي من حمل صليبنا؟

+ يعتبر الصليب من أهم الرموز والتعابير المقدسة التي تستخدمها الكنيسة المقدسة وشعبها المسيحي المؤمن، أذا قبل أيام من ليلة عيد الصليب الذي يصادف يوم الرابع عشر من شهر أيلول من كل عام يحتفل المسيحين في العالم حيث ترفع الصلبان الكبيرة المضيئة على أعالي الكنائس والأديرى وسطوح البيوت وقمم جبالنا، وأقامة القداديس والصلوات الطقسية والترتيل في الكنائس في قرى ومدن دول وبلدان العالم.

+ أن الصليب علامة خارجية وهو رمز هويتنا المسيحية، فهو مصدر فخر وأعتزاز ومجد  كل مسيحي كما قال القديس بولس الرسول في رسالة الى أهالي غلاطية: وَأَمَّا مِنْ جِهَتِي، فَحَاشَا لِي أَنْ أَفْتَخِرَ إِلاَّ بِصَلِيبِ رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ، الَّذِي بِهِ قَدْ صُلِبَ الْعَالَمُ لِي وَأَنَا لِلْعَالَمِ. غلا6: 14. وقد أعتاوا المسيحين على رشم أشارة الصليب قبل كل عمل للدلالة على أنه ما يعملونه هو للّـه ولمجد الثالوث المقدس بأسم الأب والأبن والروح القدس اله والواحد. آمين.

+ ربنا يسوع المسيح لم يخجل من حملهُ وصلبهُ على صليب وأمام كل الحاضرين منذ ذلك الوقت، اذ لم يعد عاراً بل أصبح مطلباً ورمز مجداً وأفتخارنا أولاً بأسم فادينا ومخلصنا الرب يسوع المسيح، ومن ثم لنا نحن المسيحين من بعده، أصبح شعار مسيحيتنا وهويتنا. نَاظِرِينَ إِلَى رَئِيسِ الإِيمَانِ وَمُكَمِّلِهِ يَسُوعَ، الَّذِي مِنْ أَجْلِ السُّرُورِ الْمَوْضُوعِ أَمَامَهُ، احْتَمَلَ الصَّلِيبَ مُسْتَهِينًا بِالْخِزْيِ، فَجَلَسَ فِي يَمِينِ عَرْشِ اللـه. عبرانيين 12: 2

+ عاشت أمنا العذراء مريم ذلك اليوم المؤلم بجانب أبنها ولم تفرقهُ وقاسمتهُ فكانت بذلك أول من حملت صليب الألم والتضحية وسارت بجانب أبنها تسندها قوة أيمانها ومحبتها ولم تتهرب، كما نقرأ في أنجيل يوحنا19: 25. وَكَانَتْ وَاقِفَاتٍ عِنْدَ صَلِيبِ يَسُوعَ، أُمُّهُ، وهذا المشهد لهُ دلالات عميقة وسامية، ويعبر القديس يوحنا رسالة الى تلاميذه، ولنا نحن في تعبير هام وحاسم لمستقبل الكنيسة. هكذا أصبحت العذراء مريم جزءاً هاماً وشاهدة حقيقية عن وصيتهُ وأرادته الأخيرة. انْ أَرَادَ أَحَدٌ أَنْ يَأْتِيَ وَرَائِي فَلْيُنْكِرْ نَفْسَهُ وَيَحْمِلْ صَلِيبَهُ كُلَّ يَوْمٍ، وَيَتْبَعْنِي. لوقا9: 23.

+ فقد بنيت بعض الكنائس في العالم على شكل الصليب، وتسميتها بأسم الصليب على بعض الكاتدرائيات والكنائس والأديرى، ويرسم وينقش وينحت على أبوابها وشبابيها، ويرسم وينقش الصليب على ملابس الأساقفة والكهنة والشمامسة الكهنوتية، وعلى الكؤوس والأنيات الطاهرة والمباخر، والستائر والأغطية

ويرشم المرضى بالزيت بعلامة الصليب، فيدهن الكاهن الحاضرون جبهة الرأس ثم في الرقبة ثم اليدين، ويوشم على أجسادنا ويعلق على صدورنا، وبالذات خلال زيارتنا وحجنا الى الأماكن والأراضي المقدسة.

+ فهل نستحي من رسم علامة الصليب خارج الكنائس والآديرى والمزارت وبيوتنا، قبل تناول طعمنا في المطاعم والأماكن العامة، وأثناء سفرنا خارج بيوتنا، برسم علامة الصليب بأسم الأب والأبن والروح القدس اله والواحد. حيث نرى لاعبي الرياضة وبالذات لاعبي كرة القدم في مبارتهم قبل دخوله الى ساحة الملعب للمشاركة يرسموا علامة الصليب بكل فخر وأعتزاز أما الجمهور الحاضر في الملعب، ومشاهدي الثلفاز وبدون خجل ويكرر القديس بولس في رسالته الى كورنتثس الأولى1: 18.فَإِنَّ كَلِمَةَ الصَّلِيبِ عِنْدَ الْهَالِكِينَ جَهَالَةٌ، وَأَمَّا عِنْدَنَا نَحْنُ الْمُخَلَّصِينَ فَهِيَ قُوَّةُ اللـهِ.

+ كان الصليب أداة لتعذيب والألم والدم والموت وقد صُلب ربنا يسوع المسيح عليه، فأصبح منذ ذلك الزمان والعهد أحد الأركان الأساسية للفداء والتضحة التي تساعد على تذكيرنا بالاخلاص الألهي. لأَنَّهُ هكَذَا أَحَبَّ اللـه الْعَالَمَ حَتَّى بَذَلَ ابْنَهُ الْوَحِيدَ، لِكَيْ لاَ يَهْلِكَ كُلُّ مَنْ يُؤْمِنُ بِهِ، بَلْ تَكُونُ لَهُ الْحَيَاةُ الأَبَدِيَّةُ. يوحنا3: 16.       

+ فهل نخجل ونستحي من حمل صليبنا؟

عيد صليب مبارك للجميع.

شامل يعقوب المختار

عن شامل يعقوب المختار

شاهد أيضاً

الكنعانيون

سفر تثنية الاشتراع 23 / 13 – 14 وليكن لك خلاء خارج المخيم تخرج إليها …