بابا الفاتيكان: تراجع المواليد يهدد مستقبل بلداننا (إيطاليا)

“اَلْمَرْأَةُ وَهِيَ تَلِدُ تَحْزَنُ لأَنَّ سَاعَتَهَا قَدْ جَاءَتْ، وَلكِنْ مَتَى وَلَدَتِ الطِّفْلَ لاَ تَعُودُ تَذْكُرُ الشِّدَّةَ لِسَبَبِ الْفَرَحِ، لأَنَّهُ قَدْ وُلِدَ إِنْسَانٌ فِي الْعَالَمِ”(يو16: 21)   

“عبر البابا فرنسيس عن أسفه لتراجع معدل المواليد في إيطاليا محذرا من أن ذلك يشكل مصدر تهديد لمستقبل البلاد، وحذر من أن تربية الحيوانات الأليفة يجب ألا تحل محل الأطفال في إيطاليا، أن الأشخاص الذين يختارون رعاية الحيوانات الأليفة، بدلا من إنجاب أطفال، هم أشخاص يتصرفون بأنانية عندما يرفضون ممارسة الأبوة، والأمومة، هذا يؤدي إلى تناقصنا، وينزع عنا إنسانيتنا”، لَا يَطْلُبْ أَحَدٌ مَا هُوَ لِنَفْسِهِ، بَلْ كُلُّ وَاحِدٍ مَا هُوَ لِلْآخَرِ(1كُو ١٠:‏٢٤)، (في 2: 4)، (رو 15: 1).

المدخل الأساس للتوجيه والإرشاد التربوي لقداسة البابا فرنسيس يوضح لنا ما يلي:

في اثناء انعقاد المؤتمر الوطني الذي بحث في التركيبة السكانية لإيطاليا والأزمة الديموغرافية تحدث قداسة البابا مطالباً .. إلا تحل الحيوانات الأليفة محل الأطفال في العديد من الأسر. .. وفي نظرة تحليله لما تحدث به قداسته في ذهابه الى هذه المطالبة، في  12 /مايو/ أيار 2023 ..كما يلي:

1- حينما يختار قداسة البابا فرنسيس مفردة الانانية ويضمها الى التعليم الرسولي الارشادي ويتوجه بها الى البشر الذين يفضلون رعاية الحيوانات الأليفة، بدلا من إنجاب أطفال، ليقول عنهم هم أشخاص يتصرفون بأنانية” واستخدم هذه المفردة للتعبير عن حزنه وقلقه من العزوف المتعمد من بعضهم الافراد والاسر عن الانجاب او حتى في تكوين اسرة، وفي الحالتين ان الخاسر الوحيد هو المجتمع الذي سيتحول بعد حين الى انتشار ظاهرة شيخوخة المجتمع والاثر السلبي لها، والى التغيير الذي تحدثه في انحسار المواليد الجدد والنقص في المراحل العمرية من فئة الشباب والايدي العاملة لاحقا، هذا التنبيه الى الخطر القادم بأثر هذا العزوف والانصراف الى حياة مختلفة تماماً عن ما يدعوا اليه القانون الطبيعي بين الرجل والمرأة.

أذاً نحن امام معضلة إنسانية كبيرة شخصها قداسة البابا فرنسيس بكل وضوح ومسؤولية رسولية واعطاها كتعليم للعالم اجمع بمعنى ان الإهمال في هذا المجال يصب في تعاظم ظاهرة شيخوخة المجتمع كما بينا.  

فالهرم السكاني عندما يكون مقلوب هذا يعني راس الهرم الى الأسفل وقاعدته الى الأعلى اي انحسار في المواليد وانحسار في فئة الشباب وزيادة في كبار السن في قاعدة الهرم الاعلى. عند ذلك سيصعب التخطيط لمستقبل الدول ووجودها المهدد بالاجتياح من اقوام أخرى تحت ذرائع مختلفة.

وفي نظرة تشاؤمية حادة لما ستؤول ليه أوضاع الافراد الذين يحاولون تبرير عدم الانجاب أقول:

الية التقاليد لمعظم مجتمعات العالم عن فكرة الزواج هي من أجل إنجاب الأطفال وبناء الأسرة التي ستحمل الإرث التربوي والعائلي لهم ولكن هذا يقابل بالدهشة والاستنكار احياناً من الممتنعين عن الانجاب، باعتبار عدم الانجاب يمكن ان تستمر الحياة بدونه وهم لا يرتكبون جريمة ولا شيئاً محرماً على رغم من ذلك يواجهون صعوبات عند محاولة شرح أفكارهم الغريبة التي يبررون بها الأسباب التي تدعوهم الى الامتناع عن الانجاب، منها ما يرتبط بالظروف المعيشية والاجتماعية والضغوط التي قد يتعرض لها الأطفال في الحياة، يضاف اليها غياب الشعور بالأمان النفسي والمجتمعي لهؤلاء، ولا رغبة لديهم في التقيد بأي روابط أو قيود أسرية والعيش من دون إنجاب أطفال افضل ولعدم قدرتهم على تحمل المسؤولية، إلى جانب ذلك ربما كانوا يعيشون في اسرة  ظروفها المادية قاسية أو في أسرة مفككة، إضافة إلى وجود مشكلة تتعلق بـ”أنانية” هؤلاء الأشخاص وعدم  الرغبة في الاستمرار بالعلاقة الزوجية لفترات طويلة، لذلك لا يريدوا التقيد بأطفال.

اما الدوافع النفسية والسلوكية لهؤلاء للإنجابيين فالكثير منهم “يعانون بعض الأمراض النفسية، تكمن أبرزها في كونهم شخصيات اعتمادية وأن إنجاب أطفال سيكون بمثابة عبء جديد في حياتهم، وأن غالبيتهم لديه مشكلات قد تعود إلى فترات طفولتهم والظروف التي عاشوا فيها تلك المرحلة، والمشكلات التي تتعلق بالتربية بشكل سليم.

الانانية:

علامة منفِّرة ومخجلة عندما نتأملها في الاخرين وحتى في البعض من افعالنا نوصف بالأنانية وبإرضاء انفسنا كممارسة يوميًة، “لأَنَّ النَّاسَ يَكُونُونَ مُحِبِّينَ لأَنْفُسِهِمْ، مُحِبِّينَ لِلْمَالِ، مُتَعَظِّمِينَ، مُسْتَكْبِرِينَ، مُجَدِّفِينَ، غَيْرَ طَائِعِينَ لِوَالِدِيهِمْ، غَيْرَ شَاكِرِينَ، دَنِسِينَ”(2 تي 3: 2)،“إِذِ الْجَمِيعُ يَطْلُبُونَ مَا هُوَ لأَنْفُسِهِمْ لاَ مَا هُوَ لِيَسُوعَ الْمَسِيحِ”(في 2: 21)، أي أنانيين. فمن يطلب لنفسه، لا يتوافق مع التعليم الكتابي، “كَمَا أَنَا أَيْضًا أُرْضِي الْجَمِيعَ فِي كُلِّ شَيْءٍ، غَيْرَ طَالِبٍ مَا يُوَافِقُ نَفْسِي، بَلِ الْكَثِيرِينَ، لِكَيْ يَخْلُصُوا”(1 كو 10: 33).

والأنانية موجـودة في كـل زمان ومكان، لا تقدم الشخصية الأنانية أي تضحية من أجل الآخرين، وتضع نفسها في الأولويات دون الاهتمام بمن حولها تماما، وفي الربح المادي وبتخزينه على سبيل المثال، هذا النوع من التصرف يصفه إشعياء بالقول: “الْتَفَتُوا جَمِيعًا إِلَى طُرُقِهِمْ، كُلُّ وَاحِدٍ إِلَى الرِّبْحِ عَنْ أَقْصَى”(إش 56: 11).

فلنحكم على أنفسنا ايه الأحبة في ضوء ما تقدم، “احْذَرُوا مِنَ الْكَتَبَةِ الَّذِينَ يَرْغَبُونَ الْمَشْيَ بِالطَّيَالِسَةِ، وَيُحِبُّونَ التَّحِيَّاتِ فِي الأَسْوَاقِ، وَالْمَجَالِسَ الأُولَى فِي الْمَجَامِعِ، وَالْمُتَّكَآتِ الأُولَى فِي الْوَلاَئِمِ، اَلَّذِينَ يَأْكُلُونَ بُيُوتَ الأَرَامِلِ، وَلِعِلَّةٍ يُطِيلُونَ الصَّلَوَاتِ. هؤُلاَءِ يَأْخُذُونَ دَيْنُونَةً أَعْظَمَ”(لو 20: 47،46).

2- حينما يصطف عدد من النساء الحوامل على خشبة المسرح ليبارك البابا فرنسيس حملهن ويباركهنّ كرائدات ومثال طيب لحث الاخريات على الدخول في تجربة الحمل والولادة وتكرارها من اجل الصالح العام في إيطاليا، أن تكريم البابا للمرأة ومباركته لها عندما تتعاون في توفير الأمان والرعاية للحياة التي تنمو في أحشائها، لأن حمل المرأة يمثل شراكة مقدسة مع الله، “فَخَلَقَ اللهُ الإِنْسَانَ عَلَى صُورَتِهِ. عَلَى صُورَةِ اللهِ خَلَقَهُ. ذَكَرًا وَأُنْثَى خَلَقَهُمْ”(تك 1: 27).

3- حينما يحذر البابا فرنسيس من أن تأسيس أسرة في إيطاليا أصبح “مجهوداً جباراً” لا يستطيع سوى الأغنياء تحمل تكاليفه.. هذا التحذير يعتبر رؤيا عامة وارشاد تربوي استباقي للمعنين في اغلب المجتمعات حول العالم بضرورة إيجاد الحلول لظاهرة التكاليف المالية التي تعيق انشاء اسرة او حتى التفكير بها دون معونات من الدولة والمؤسسات وهذا أيضا يشكل عباً مضافاً على الدولة والأشخاص عند التفكير بمشروع الزواج والانجاب، هذا التفكير المسؤول من قداسة البابا يعد توجيه الى السلطات حول العالم كي تدعم انشاء الاسرة وتقديم التسهيلات الخاصة بتكوينها.                                                                                                               

4-حينما يتساءل قداسته لماذا الحيوانات الأليفة تحل محل الأطفال في العديد من الأسر. هذا يعني ان قداسته يطرح تساؤلاً باستفهام كبير لجميع الاسر وحتى الاشخاص لماذا تربية الحيوانات بدلاً عن الاطفال وردة هذه التصريحات خلال مناقشته تتعلق برعاية الأطفال والأسرة في حاضرة الفاتيكان.  

5- حينما يدعوا البابا فرنسيس السياسيين إلى صياغة وضع جديد لمضامين الحياة وإيجاد حلول لوقف تراجع معدل الولادات في إيطاليا، وإلى إيجاد “حلول استشرافية لتجنب انزلاق إيطاليا إلى الحزن”، وحثهم على متابعة موضوع التربية والتعليم والإرشاد، ألا تحل الحيوانات الأليفة محل الأطفال في إيطاليا، هذا يعني ان هناك مشكلات لابد من معالجتها من قبلهم لكي يتسنى للمقبلين على الزواج ان يشعروا انهم سيساهمون بنهضة إيطاليا وصيانة مستقبلها.

6- حينما يقف على خشبة المسرح عشرات الشباب وبحضور قداسة البابا بارتدائهم قمصاناً تحمل عبارة “يمكننا القيام بذلك”، في إشارة إلى إقناع الناس على إنجاب المزيد من الأطفال.

7- حينما يقول البابا فرنسيس إن انخفاض معدل المواليد يدلّ على انعدام الأمل في المستقبل، حيث تشعر الأجيال الشابة بعدم اليقين والهشاشة وعدم الاستقرار، ويضاف الى ذلك “الصعوبة في العثور على وظيفة مستقرة والإيجارات الباهظة والأجور غير الكافية هي مشاكل حقيقية”، هذا يعني ان هناك مشكلة قائمة عند فئة الشباب في إيجاد دخل كافي للبدء التفكير بتكوين اسرة.

8- حينما يقول البابا فرنسيس انهم ينجبون طفلا واحدا، ويكتفون بذلك، ثم يقتنون الكلاب والقطط، التي تحل محل الأطفال.. قد يرى البعض هذا مضحكا، لكنها الحقيقة”، وحذر أيضا من تتزايد هذه الظاهرة وتفاقمها عندما وروى امام الحاضرين كيف أن امرأة فتحت حقيبتها وطلبت منه “أن يبارك طفلها”، وأضاف: أنه لم يكن طفلاً، بل كلباً صغيراً، “فقدت صبري وقلت لها: هناك الكثير من الأطفال الجياع وأنت تحضرين لي كلباً؟”، مما أثار موجة من التصفيق من الجماهير الحضور.

9- حينما يتساءل قداسته عندما تتباطأ معدلات المواليد في العديد من الدول، مثل اليابان، وكوريا الجنوبية، وبورتوريكو، والبرتغال، وعندما تنخفض كذلك معدلات نمو في اعداد السكان سيشكل مصدر قلق كبير لإيطاليا، ثالث أكبر دولة في منطقة اليورو.

10- حينما يطالب قداسة البابا فرنسيس الأشخاص الذين تمنعهم حالات طبية، أو صحية من إنجاب الأطفال، بتبني أطفال و”تجنب الشعور بالخوف” من ممارسة دور الأبوة معهم.

11- حينما يتحدث قداسة البابا عن ظاهرة أخرى تعبر عن التراجع الحضاري للأسر عندما يؤكدون أن علاقة التعاطف مع الحيوانات ربما “أسهل” من العلاقات العاطفية “المعقدة” بين الآباء، وأبنائهم.

 مما تجدر الإشارة اليه ان تنبيه قداسة البابا الى انخفاض الرغبة في الانجاب يعد من الأهمية ومستوى عالي من الشعور بالمسؤولية الرسولية لخليفة بطرس الرسول احد تلاميذ المسيح يسوع، إزاء هذه الظاهرة الخطيرة وعلى وجه الخصوص في إيطاليا ويتبع ذلك في العديد من الدول الاوربية الأخرى وربما في بعض دول العالم، وأن الإحصاءات تشير الى إيطاليا التي تنخفض فيها معدلات الانجاب الى أدنى مستوى في الاتحاد الأوروبي، وأن انخفض عدد المواليد إلى أقل من 400 ألف مولود في العام، وهو مستوى خطير ويمكن أن تفقد البلاد ما يقرب من خمس سكانها بحلول عام 2050. وفي الوقت نفسه، يتقدم السكان في السن بسرعة، فقد تضاعف عدد المعمرين في إيطاليا ثلاث مرات خلال العشرين عاماً الماضية وغالباً ما يطلق على إيطاليا لقب (بلد أسرّة الأطفال الفارغة) و(إيطاليا تختفي) وربما هناك أسباب أخرى تدعونا للوقوف عندها فالنساء في إيطاليا ينجبن عدداً أقل من الأطفال وان الأمهات لا يستطعن ​​الوصول إلى دور الحضانة، وفقاً لمؤسسة “أنقذوا الأطفال” الخيرية. وبعض المؤسسات تُجبر العديد من النساء الحوامل على الاستقالة، ويتم فصل بعضهنّ من العمل عند الحمل. وفي مقابل ذلك غالباً ما يكون نظام دعم رعاية الأطفال غير كافٍ، مما يجعل من الصعب على الأمهات التوفيق بين العمل والحياة الأسرية والامومة.

“لحل هذه المشكلة التي لها أولوية مطلقة لتعود إيطاليا لمستقبل مشرق“.

في ختام هذه  الرؤيا تحليلية لما قدمه قداسة البابا من تصور ملفت للنظر عن اتجاه بعض العائلات الى تبني فكرة تربية الحيوانات الاليفة بدلاً من تربية الأطفال هنا لابد ان نلاحظ مقدار الشعور بالمسؤولية التاريخية لتبني قداسته هذا التصور لمستقبل الشعوب والمجتمعات نتيجة لهذه الظاهرة وتفشيها، كما يدعونا للوقوف وتامل الخسارة الاجتماعية التي تصيب هذه العوائل فضلاً عن خسارة المجتمع لأبناء جدد وايدي عاملة  تنعش حركة الاقتصاد والمجتمع في مناحي عديدة أخرى، ويضاف الى ذلك خشية قداسته من تفاقم هذه الظاهرة بين العوائل الإيطالية خاصة والاوربية عموما وحتى على المستوى العالمي.

لقد قدمنا لكم تحليل الموقف الارشادي والتربوي والايماني لقداسته وما يشير له بان العائلة يجب ان تكون مستودع الحكمة والدراية الكافية بضرورة بقاء رافد الانجاب والتربية الإنساني وبما فيه الانجاب المتوازن مع الحالة الاقتصادية لها وعلى مؤسسات الدولة ان تعمل جاهدة لدعم هذا التوجه وتكرم العوائل المولدة للحياة والرافدة لها.

وأخيراً أعزائي القراء الكرام الإنجاب هو البداية لحياة يجب ان تستمر:

تكوين الأسرة هو اشتراك ومشاركة بين البشر في الخليقة التي وهبها الله الاب لجميع مخلوقاته والانسان منها   عندما يتساعد الأب والأم على إعطاء الحياة للمولود الجديد لتكون البداية في رحم الأم لطفل يأخذ في النمو والحياة، وفقا لنور محبة الله لهم، فكما إن الخليقة كلها ثمرة الحب الإلهي، كذلك أراد بتدبيره السامي أن يكون الطفل ثمرة حب الوالدين، يتحدان ولتلتقي بذرتا الحياة، “وَبَارَكَهُمُ اللهُ وَقَالَ لَهُمْ: “أَثْمِرُوا وَاكْثُرُوا وَامْلأُوا الأَرْضَ، وَأَخْضِعُوهَا، وَتَسَلَّطُوا عَلَى سَمَكِ الْبَحْرِ وَعَلَى طَيْرِ السَّمَاءِ وَعَلَى كُلِّ حَيَوَانٍ يَدِبُّ عَلَى الأَرْضِ”(تك 1: 28)، ببركة روحية وبركة جسدية للزواج والإنجاب يجب ألا يتحقق كثمرة للشهوة، وإنما كجزء من مجد الزواج الذي أسسه الله وباركه الرب يسوع المسيح، “يُبَارِكُ مُتَّقِي الرَّبِّ، الصِّغَارَ مَعَ الْكِبَارِ، أَنْتُمْ مُبَارَكُونَ لِلرَّبِّ الصَّانِعِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ، أَمَّا نَحْنُ فَنُبَارِكُ الرَّبَّ مِنَ الآنَ وَإِلَى الدَّهْرِ، هَلِّلُويَا”(مز 115: 15،14،13، 18)، “إِنَّ إِلهَنَا فِي السَّمَاءِ. كُلَّمَا شَاءَ صَنَعَ”(مز 115: 3)، ولهذا فإننا نرفع عيوننا نحو السماء حيث الله منه البركة تأتي ومنه العون…….. الى الرب نطلب.

د. طلال كيلانو

————————————————————————————————-

*ركزت العديد من الدراسات النفسية على صفة الأنانية عند الإنسان والتي أسفرت عن العديد من النتائج أثبتت أن الأشخاص اللذين يسعون نحو تحقيق النجاح بشكل مستمر ويبحثون عن أفضل الوسائل والطرق التي تساعدهم على الوصول إلى النجاح بشكل سريع يكونون أكثر عرضة للأنانية وعدم تعاونهم مع الآخرين، الدراسة اجريت على مجموعة من الأشخاص من خلال تفاعلهم مع الجماعات.

**لأنانية، صفة بشرية وتعني الميل إلى تفضيل النفس والمصالح الشخصية على حساب بقية الناس، لغويًا هي التمركز حول الذات وتجاهل الأخرين، والميل إلى إعادة كل شيء إلى الذات ، والشعور بمركز العالم، الأنانية تقترب أحيانا من الفردية ومرتبط بمفهوم الغرور والتعالي والنرجسية، وردَ مصطلح الأنانية مشتق من اللاتينية واليونانية   (Ego) الذي يعني (الأنا)، في حين تُستخدَم اللاحقة اللغوية  (ism ) للتعبير عن المعتقد. أنواع الأنانية، تنقسم الأنانية الى انواع كثيرة اهمها: الأنانية المتطرفة الأنانية الأخلاقية، الأنانية العقلانية….. الأنانية في علم النفس لا تعتبر الأنانية اضطرابا نفسيا، لكن اذا تجاوزت تصرفات الشخص الأناني حدودا معينة ينظر اليه على انه يعاني اضطراب نفسي. عموما تشير الأنانية إلى حقيقة أن دوافع الناس لا تكون إلا من خلال الدوافع الذاتية والموقف الذي مفاده أن جميع الدوافع متجذرة في نفسية الشخص وتخدم الذات في النهاية وتجاهل تام للأخرين لا يتقبل الشخص الأناني النقد البناء وغالبا ما يلجأ للغضب والانزعاج عندما يواجه معارضة لأفكاره من قبل الآخرين يعتقد الشخص الأناني أنه دائما أفضل من الآخرين، فإنه غالبا ما يصدر الأحكام الخاطئة على الأخرين دون معرفة الحقيقة.

***بابا الفاتيكان: تراجع المواليد في إيطاليا يهدد مستقبل البلاد، واضاف البابا في عظته الأسبوعية خارج كاتدرائية القديس بطرس يوم الأحد, 26 ديسمبر 2021 ان “الشتاء السكاني مصدر قلق حقيقي، على الأقل هنا في إيطاليا” ومضى قائلا “يبدو أن كثيرا من الناس فقدوا الرغبة في أن يكون لهم أطفال. كثير من الأزواج يفضلون البقاء بغير أطفال أو أن يكون لهم طفل واحد… إنها مأساة… في غير مصلحة أسرنا، وبلادنا ومستقبلنا”

الترجمة الهولندية:

Paus Franciscus betreurde het dalende geboortecijfer in Italië, waarschuwde dat het een bron van bedreiging vormde voor de toekomst van het land, Hij waarschuwde dat het houden van huisdieren kinderen in Italië niet mag vervangen, aangezien mensen ervoor kiezen om voor huisdieren te zorgen in plaats van kinderen te krijgen. Zijn mensen die egoïstisch handelen wanneer ze weigeren het vader- en moederschap te beoefenen, en dit leidt tot onze ondergang en berooft ons van onze menselijkheid” (Romeinen 15:1).

 Egoïsme: een weerzinwekkend en beschamend teken wanneer we erover nadenken bij anderen en zelfs bij sommige van onze eigen acties. We worden beschreven als egoïstisch en zelfgenoegzaam als een dagelijkse praktijk, “omdat mensen liefhebbers van zichzelf zijn, liefhebbers van geld, arrogant, arrogant.” godslasteraars, ongehoorzaam aan ouders, ondankbaar, onheilig” (2 Tim. 3: 2), “Want allen zoeken wat van hen is, niet wat de Christus Jezus is” (Filippenzen 2: 21), d.w.z. egoïstisch. Wie voor zichzelf zoekt, is het niet eens met de Bijbelse leer: “Zoals Ik allen in alles behaag, zoek niet voor mijzelf, maar voor velen, opdat zij worden gered” (1) Kol 10:33.

Aan het einde van deze visie is het een analyse van wat Zijne Heiligheid de paus presenteerde van een opvallende perceptie van de neiging van sommige gezinnen om het idee over te nemen om huisdieren op te voeden in plaats van kinderen groot te brengen. Ze hoopt op het sociale verlies dat deze treft naast het verlies van nieuwe kinderen en arbeidskrachten die de economie en de samenleving in vele andere opzichten nieuw leven inblazen, vreest Zijne Heiligheid bovendien de verergering van dit fenomeen onder Italiaanse gezinnen in het bijzonder, Europese gezinnen in het algemeen en zelfs op mondiaal niveau…..

عن د. طلال فرج كيلانو

شاهد أيضاً

عام جديد، فرصة جديدة لك للتوبه

دعونا في عام جديد لا نضيّع هذه الفرصة فالرب دائما ينتظرنا متشوقا لسماع صوتنا فلنندم …