موعظة الاحد الخامس من الصوم

يسوع نبع الحياة ( يوحنا 7: 37 – 44 )

في آخر أيام عيد المظال اليهودي، وقف ربنا يسوع يُنادي في الهيكل ويقول: “إن عطش أحد فليقبل إلي ومن آمن بي فليشرب كما ورد في الكتاب: ستجري من جوفه أنهار من الماء الحي”.

ربنا يسوع المسيح لا يمنح هباتٍ مادية، بل هو يقدم ذاته فيُعلن أنه هو ماء الحياة.

ان الماء عنصر مهم لديمومة الحياة بالنسبة للانسان، لا بل يعتبر جوهري لديمومتها. وكما ان الانسان يصيبه الظمأ أو العطش للماء، كذلك الحياة الروحية ممكن ان يصيبها الجفاف. هذا الجفاف بمرور الوقت يؤدي إلى اليبوسة المميتة، وهي ابتعاد الانسان عن ذاته (صورة خالقه).

هذا الجفاف الروحي سببه هو الظلمة التي فينا والتي تمنعنا من ان نرى عيوبنا، فنرى فقط عيوب الاخرين، ونجعل انفسنا سلاطين عليهم. سبب الظلمة هو الجهل، جهل الذات ومعرفتها والاقرار بنقائصها.

ربنا يسوع المسيح يعلن لنا ويقول: “أنا نور العالم من يتبعني لا يمشي في الظلام بل يكون له نور الحياة”.

يسوع المسيح هو نور لذواتنا، والذي يعرف ذاته، هو انسان متنور، يستمد نوره من النور الحقيقي، يسوع الرحوم، وليس يسوع الديان.

ربنا يسوع يريد منا ان نترك واقع كبريائنا الخاطىء، واهتمامنا بمركزنا وافتخارنا المزيف الي يحبُسنا في ظلمة الجهل (الذات الضيقة) ويجعلنا متعجرفين ومتكبرين على الاخرين. ربنا يريد منا ان نخرج من ظلمة افكارنا وان نستقي من حياتهِ عِبر حياتية معاشة صادقة لا زيف فيها.

دعونا نتوجه إليه، وكلنا متلهفين ان نستقي من حنانه، من تفهمه، من رحمته.

دعونا نتنور من نوره، لكيما ننظر الامور كما هي بنزاهة وصفاء، وليس كما نحن نريدها ان تكون، ملتوية ومعوجة!

وختاما، اطلب من الرب ان ان يحمينا من كل وباء وشر، ويتنعم علينا بالخير والصحة والامان. منه نطلب، آمين.

الاب فراس غازي يوسف

هولندا 2020

عن ادارة الموقع

شاهد أيضاً

القداس الدوري في كنيسة Buitenkaag

سلام ونعمة المسيح نود ان نُعلم المؤمنين بأن القداس الدوري في كنيسة Buitenkaag سيكون في …