بمناسبة الذكرى الأولى على رحليه… لقاء مع الشماس هرمز كورئيل هرمز

بمناسبة الذكرى الآولى على رحيل الشماس هرمز كورئيل هرمز الذي أنتقل من عالمنا الأرضي الى الأخدار السماوية يوم 4 كانون الأول 2019. وكما فقدوه أهله وعائلته ومحبيه هكذا فقدته كنيسته خورنة مار توما الرسول الكلدانية ولم يغادر ذكراهم جميعاً، ومرت سنة على رحيله فمهما نصفه فاننا لا نستطيع، ولكن ذكره وخدمته وعطره سيظل فواحاً في كل مناسبه ومكان.
نصلي وندعو الى الرب القدير وأبنه يسوع المسيح وبشفاعة أمنا مريم العذراء أن يتغمدوا الشماس الجليل الذي خدم كلمته المقدسة وكنيسته المباركة وشعبه اينما ما رحل حامل نور الايمان الراسخ. الراحة الابدية أعطيها يا رب ونورك الدائم ليشرق عليه.

وبمناسبة الذكرى الآولى على رحليه نعيد نشر اللقاء الذي أجريته بتاريخ 18 نيسان 2014.
بعد الانتهاء من مراسيم الجمعة العظيمة التي اقامتها خورنة مار توما الرسول الكلدانية في هولندا – كنيسة القديسة بربرا في مدينة بونيك يوم الجمعة الموافق 18 نيسان 2014 كان لنا موعد سابق مع الاخ الشماس هرمز كورئيل.
الاخ ابو رامي صديق عزيز ومعرفتي به منذ عام 2000 حيث عملنا معنا في الخورنة وكان مسؤولها المالي لعدد سنوات ولقائي معه اليوم بعيداً عن لغة الارقام والحسابات والمال.
فاهلاً وسهلاً بك ضيفاً في موقع الخورنة. اقدم جزيل شكري وفائق احترامي على تقبل دعوتي للاجراء هذا اللقاء معك.

قبل قليل أنتهينا من مراسيم الجمعة العظيمة، ما هو شعورك في هذا اليوم الأليم الحزين؟
أن هذا اليوم له خاصيه منفرده لدى كل مؤمن بيسوع المسيح، أنه اليوم الذي بعد أن أرسل ربنا أبنه الوحيد ليتحمل جميع انواع العذابات التي عشنا ذكراها كما رأيت قبل قليل واصبح ذبيحة لمغفرة خطايانا وخلاصنا بموته وقيامته. أتمنى من الرب ان يعيننا لكي لا يقتصر ذلك على الشعور والتأثر ولكن ان يترجم إلى فعل لكي نستطيع ان نخفف من الآمه وأن نعيش هذا الايمان لا فقط ان نعرفه ونتضلع به فكل ذلك لا ينفع إذا لم يتحول هذا الايمان إلى طريقة حياة وسلوك وأن يكون الانجيل المقدس هو دليل حياة كل مؤمن.

الشماس درجة كنسيه: نطلب ان تعرف القراء الكرام معنى كلمة شماس وما هو دورة في القداس والكنيسة بصورة عامة؟
أن كلمة شماس هي كلدانيه معناها خادم وهنا تعني خادم مذبح الرب. في الحقيقة أن هذه الرتبة هي قديمه بقدم المسيحية مع اختلاف الواجبات التي كان يقوم او يجب ان يقوم بها الشماس بين زمن واخر فقد بدأت بخدمة المائدة أي تقديم الطعام للمشاركين في الصلاة وثم المساعدة في خدمة المحتاجين وتوفير الطعام لهم وكذلك اختلفت مكانته من زمن إلى اخر والان اقتصرت على خدمة مذبح الرب ومساعدة الكاهن في الذبيحة الإلهية والرتب كالعماذ والزواج والجناز.

نهاية أذار الماضي كانت دعوة عامة للجميع الشمامسة في هولندا، نرجو أن توجز لنا فكرة مختصرة عن هذه الدورة والاهداف التي دعت الخورنه لاقامتها.
في الحقيقة كانت الغاية الرئيسة من هذه الدعوة هي أن يقـوم الشمامسة بالاعداد والتحضير لهذا اليوم اي جمعة الألام أضافة إلى مراجعة رتب العماذ والأكليل والجناز لغرض ضبط الألحان والألفاظ الخاصة، أي لفظ الكلمات باللغة الكلدانية والتي اتمنى ان يتمكن منها او يلم بها كل شماس فهي لغة طقسنا الاصلية هذا اضافه الى تقدس هذه اللغة على لسان ربنا يسوع المسيح له المجد الذي نطق بها واستخدمها للكرازة، فبالنسبه لي اعتبر قيمتها كقيمة الاماكن التي مر بها او زارها ربنا فهي تذكرنا به كما تلك المناطق او الطرق التي سارعليها له المجد وليس فقط لأنها لغة الأم على ان لا تدخل في مجال التعصب المقيت فكل اللغات هي جميلة ومباركة لانها وجدت على يد الانسان خليقة ربنا واهبا اياه كل هذه الامكانيات.

كيف أصبحت شماساً؟
لقد كُنت ومنذ طفولتي قريباً من الكنيسه بتوجيه من الوالدين رحمهما اللـه، ومن ثم ربما كُنت محظوظاً في هذا الجانب فبعد هجرتنا من قريتنا العزيزه اينشكي التي بدأ هذا الحُب هناك على يد الأب المرحوم فرنسيس، سكنا في مدينة الموصل في منطقه الساعة وبهذا بدأت المرحلة الثانية، والحقيقية في كنيسة مسكنتة الحبيبة في زمن مثلث الرحمة المطران عمانوئيل دلي.
وفي مدرسة شمعون الصفا حيث تلقيت أسس الايمان وحُب خدمة الكنسية على ايدي أفضل الكهنة والشمامسة أذكر منهم الأب جاك اسحق المطران حالياً والأب المرحوم يوسف حبي والأب بطرس والخوري جبرائيل باكوس رحمة اللـه والأب داود بفرو قبل رسامته الكهنوتية وغيرهم، حيث كنا نتلقى دروس التعليم المسيحي على أيديهم بمساعدة طلاب السمنير والشمامسة، كما ان إدارة مدرسة شمعون الصفا كانت عاملاً مساعداً للتلاميذ في هذا الجانب متمثله بالمربي الأستاذ بهنام حبابة اطال اللـه في عمره تصور أنه لا زال يذكر مجموعة من تلاميذه فقبل أيام كتب مقالاً جميلاً عن مدرســة شمعون الصفا يذكر فيها بعضا ًمن طلابه بألاسماء بجانب الهيئه التعليميه، وهكذا كان بناء الأساس الأولى صحيحاً على أيدي بنائين جيدين، لا بد ان تأتي ثمارها في زرع الأيمان وحُب الكنيسة في القلوب ولن أنسى فضلهم طالما أنا على قيد الحياة. .
أتمنى ان تتوفر هذه الفرصه لجميع ابنائنا أينما كانوا.

كيف ندعو الشباب في المهجر لدخول الى الكهنوت؟
في الحقيقة لقد قدمت معظم الأجابة على سؤالك هذا ضمن السؤال السابق. أن الدعوه حسب رأيي تبدأ بتقريب الفرد منذ صغره من الكنيسة بطريقة مدروسة تناسب العمر وظروف الزمان والمكان، وبالتأكيد أن ذلك ليس مسؤولية الكاهن وحده بل يجب ان تتظافر الجهود بين البيت متمثلاً بالعائلة والكنيسة متمثلاً بالكاهن والشمامسة واللجان لا بل جميع أبناء الكنيسة. فالدعوة وحدها لا تكفي لدخول صاحبها في الكهنوت بل يجب أن يصاحبها مساعدة صاحب الدعوة على تجاوز كل ما يقف في طريق هذه الدعوة وهي ليست بالقليله في هذا الزمن.

أنت عملت في مجال الاعلام، ما هو دور الاعلام المسيحي في هذه المرحلة في العراق والمهجر؟
على مر الزمان كان لهذا الجانب الأهميه الكبرى وقد تم نشر البشاره بالطرق والاساليب التي كانت متوفرة في حينها كاللقاءات او الخطب والكتابة اما الان وبعد توفر الوسائل الهائلة خاصه بعد ظهور وتطور العلم الالكتروني فقد سهلت وسائل الاتصال ولكن أصبح الأمر أصعب لتوفر الكم الهائل من هذه والوسائل وسهوله الوصول إلى الفرد، وأنت تعلم اذا صنفنا هذه الوسائل فسنرى الكثير منها التي يحاول الهاء او ابعاد الفرد عن الطريق السليم لذا فان على الاعلام المسيحي ان يسبح بالضد من هذا التيار وهذا ليس بالامر السهل.
أتمنى ان نرى نحن المؤمنين العديد من هذه الفضائيات إلى جانب الفضائيات والمجلات والصحف الحالية فهي في الواقع غير كافيه لسد الفراغ كما يجب ان تكون متنوعة في الاسلوب والمواضيع وطرق التقديم كي تجذب وتتناسب مع ذوق وامكانيات اكبر شريحة ممكنه من المؤمنين وغير المؤمنين وكنيستنا في الحقيقة بحاجة ماسه لهذا الامر نطلع إلى اليوم الذي تتحقق فيه هذه الامنية خاصة ونحن في زمن انحسار الاعلام الورقي.

ما هي رؤيتك المستقبلية للخورنة . . وما هو مطلوب من الراعي والرعية؟
في الحقيقة أذا سمحت سوف أبدل كلمه رؤيتك إلى امنيتك.

تفضل بما تحب وما هي أمنيتك؟
أمنيتي هي الوصول إلى كل فرد من أبناء الكنيسة الكلدانية المتواجدين هنا في هولندا وتوطيد علاقتهم بكنيستهم وبالتالي ربط الجيل الجديد واقصد بهم أبنائنا الذين تربوا هنا وتشبعوا بقيم هذا البلد بالطرق والوسائل الملائمة، بحيث تشكل جسراً بين ما تربينا نحن عليه والوسط الذي تربوا هم عليه في هولندا والشكر للـه ان خورانتنا الكلدانية في اوروبا واعيه لهذا الامر، ولذا ترى اللقاءات والمخيمات التي تقام على الاقل مرة في السنة بإضافة إلى ما تقوم به كل خـورنة على حدى وبالتأكيد نطمح إلى المزيد منها.
اما القسم الثاني من سؤالك فما يتعلق بالراعي فالحمد للـه ان كنيستنا الكلدانيه منظمة بانظمة وقوانين وما على الراعي إلا الالتزام بهذه القوانين الكنسية التي تتظمن واجبات الكاهن وان يلتف حول رعيته ويتفانى لأجلها. اما الرعية فيقع عليها العبء الأكبر فبدون تكاتفهم والتفافهم حول راعيهم وكنيستهم ستبقى الخورنة على ما هي ولن يتحقق اي تطور خاصه هنا في هولندا حيث على الكنائس ان تعتمد مائة بالمائة على نفسها وعدم الانتظار ايه مساعدة من الدولة وهذا الامر معروف لدى الجميع . فنحن نطمح ان يكون لنا كنيسة في الاول ومن ثم ثانية وثالثة بعون الرب وهو ليس بالامر السهل ولكنه ليس بالمستحيل خاصة وأنت تعرف وبشكل عام مدى التصاق الناس بكنيستهم ومحبتهم لها. وأنا أرى ان الامور هي بالأتجاة الاكثر من جيد بموجب الامكانات الحاليه.

من كان له أكبر أثر أيجابي في حياتك؟
اخي شامل، ان الحياة متعددة الجوانب لهذا في رأي يكون هناك في كل جانب منها من له تأثير على حياة الانسان ففي الجانب الديني والكنسي أما بشكل عام ففي الواقع هو والدي رحمه اللـه فقد اخذت الكثير الكثير منه اطلب من اللـه ان يكون راضياً عني فروحه ترفرف دوما حيثما اكون وهو لا زال يوجهني بنصائحه التي تلقيتها منه ومن الوالده من الصغر حتى رحيلهما فهي محفورة في الذاكره.. أطلب من اللـه ان يكونا ينعمان في رعايته.
صحيح كلامك أخي ابو رامي: لأن الأب والأم المدرسة الأولى في حياة الطفل.

لو يرجع بك الزمن عشرين عام الى الوراء . . ماذا تتمنى أن تكون؟
في الحقيقة انا انسان قنوع وما كُنت اتمنى أكون إلا ما انا عليه والحمد للـه لست نادماً على اي شئ فاتني لاني تركته او تنازلت عنه طوعيا لأجل ما هو اولى في نظري حيث أن أبنائي هم اغلى ما عندي واني اشكر اللـه على هذه الهبة، واتمنى لهم ولجميع اولاد كنيستنا هنا في هولندا وفي كل مكان الموفقية والايمان وان يكونوا جميعا فخراً ليس فقط لجاليتنا الكلدانيه بل للمسيحية في كل مكان وبالتأكيد مع الدعوه والطلب من الـرب القدير لابنائنا في العـراق وسوريا ومصـر لكي يحفظهم ويبعدهم عن اي مكروه.

أجمل بلد زرته . . وبلد تتمنى أن تزوره؟
أن أجمل بلد زرته في نظري هي اليونان لما لهذا البلد من أثار وتاريخ ساحر وطبيعة خلابة طبعا بعد بلدي العراق وخاصة قريتي اينشكي. اما البلد الذي اتمنى زيارته فهي زيارة مؤجلة الى الاماكن المقدسة، اطلب من اللـه ان يعطينا العمر انا وزوجتي العزيزه وتتاح لنا الفرصة لتحقيق ذلك. أنشاء اللـه أن تتحقق هذه الامنية.

كلمة أخيرة:
كلمتي الاخيرة هو الدعاء من الرب ان يحفظ كنيستنا الكلدانية من رئيسها إلى أصغر أبنائها وان يحفظ المسيحية والمسيحيين خاصة في المناطق وبلدان المعانات وان يزرع المحبة والسلام والامان في بلدنا العراق أولاً ومن ثم في كل مكان وان يتفانى كل فرد من ابناء هذه الخورنة في سبيل كنيسته التي هي امتداد جزء من كنيسة المشرق الكلدانية وأن يكون هذا التفاني مصحوب بالتواضع مجردا من جميع الغايات الارضية كما اوصانا سيدنا يسوع المسيح: فمن يخدم لغايـة سواء كانت مادية او معنوية فقد اوفى أجر خدمته وعمله على هذه الارض وليس له أي أجر في السماء. كما جاء في رسالة بولس الرسول إلى اهل أفسس 6 :8 عَالِمِينَ أَنْ مَهْمَا عَمِلَ كُلُّ وَاحِدٍ مِنَ الْخَيْرِ فَذلِكَ يَنَالُهُ مِنَ الرَّبِّ، عَبْدًا كَانَ أَمْ حُرًّا.

شكر وتقدير
في ختام لقاءنا اقدم جزيل شكري وفائق احترامي لكَ على هذا اللقاء وأتمنى لك دوام الصحة والعافية لخدمة كلمة الرب وكنيسته المقدسة، وتحقيق كافة أمنياتك. وأنشاء اللـه أن نلتقي معك في زمان ومكان اخرى.

أجرى اللقاء/ شامل يعقوب المختار
18 نيسان 2014
كنيسة R.K. Parochie St Werenfridus
Westervoort

عن شامل يعقوب المختار

شاهد أيضاً

عام جديد، فرصة جديدة لك للتوبه

دعونا في عام جديد لا نضيّع هذه الفرصة فالرب دائما ينتظرنا متشوقا لسماع صوتنا فلنندم …