السنة الطقسية الكلدانية.. الحلقة الخامسة والعشرون

قام البطريرك ايشوعياب الثالث الحديابي (649-659) بتنظيم السنة الطقسية الكلدوا – آثورية تنظيماً رائعاً، بحيث يعيش المؤمنون مراحل تدبير الخلاص عبر مواسم السنة. وأعتمد في ذلك تقليدين سادا قبل زمانه: التقليد الرهباني للدير الاعلى الكائن في الموصل، والتقليد الكاتدرائي لكنيسة كوخي البطريركية في سالق (المدائن). فازال الفوارق بين التقلدين، ووحدهما في تقويم طقسي واحد.

قسم البطريرك ايشوعياب الثالث السنة الطقسية الى سبع فترات، تحتوي كل فترة مبدئياً على سبعة أسابيع، ثم أضاف اليها فترتين آخرتين، الأولى في مقدمة السنة الطقسية والأخرى في نهايتها، تحتوي كل واحد منها على أربعة أحاد.

1 فترة البشارة: تبدأ السنة الطقسية بقترة البشارة (المجيئ) وقوامها أربعة احاد تسبق الميلاد المجيد، وهدفها اعداد المؤمنين لهذه الذكرى الخلاصية.

2 فترة الدنح (الظهور): تحنفل الكنيسة الكلدانية بعيد الدنح في السادس من شهر كانون الثاني من كل سنة. تعني كلمة دنح السريانية شروق الشمس وتستعمل هنا للدلاى ظهور الرب يسوع للعالم وبدء رسالته التبشيرية يوم عماده في نهر الادن. وتبدأ هذه الفترة بالاحد الذي يلي عيد الدنح، وتدوم مبدئياً سبعة أسابيع.

3 فترة الصوم الكبير: يبدأ الصوم الكبير في ليتورجيا كنيسة المشرق نهار الأثنين قبل أحد القيامة، ويدوم أربعين يوماً.

4 فترة القيامة: تبدأ هذه الفترة الطقسية الرابعة بأحد القيامة وتنتهي باليوم الخمسين أي بأحد العنصرة.

5 فترة الرسل: تبدأ فترة الرسل بأحد (العنصرة) وهي ذكرى حلول الروح القدس على التلاميذ ومنحهم نور العلم وقوة العزيمة لينطلقوا ويبشروا بأنجيل الخلاص في العالم كله، وتدوم هذه الفترة سبعة اسابيع.

7 زمن أيليا/ الصليب: تتكون هذه الفترة من آحاد النبي أيليا وأحاد الصليب، وهي سبعة أحاد يقترن فيها أسم الصليب بسابوع ايليا منذ الأحد الرابع لأن عيد الصليب يتبع الأحد الرابع من أيليا، لذلك تضاف تسمية أحاد الصليب على أحاد ايليا، فيقال الأحد الرايع من أيليا والأحد الأول من الصليب.

8 فترة موسى: أنه زمن ذو طابع توبوي مدته ثابتة لا تتعدى أربعة أسابيع، الا أننا نجد في كتاب الفرض (الحوذرة) صلوات وفروضاً لسبعة أسابيع، لكي يشبه الفترات الطقسية الأخرى.

9 فترة تقديس الكنيسة: تختم السنة الطقسية الكلدانية بفترة (تقديس الكنيسة) وقوامها أربعة أحاد.

الخاتمة: يظهر لنا بجلاء أن المشارقة نظموا دورة صلواتهم الطقسية بأسلوب منطقي بحيث يحتفلون بمراحل تدبير يسوع الخلاصي كله عبر أشهر السنة. تبدأ الدورة البشارة وتنتهي بفترة تقديس الكنيسة، التي هي أمتداد لحضور الرب في البشرية عبر الأجيال.

ثم اضاف الطقس الشرقي تذكار القديسين والشهداء، وجعلوا هذه الأعياد أيام الجمع عادة، لأن قديسي القرون الأولى كانوا خاصة من الشهداء الذين شاركوا المسيح في الآمه الخلاصية.

المصادر: المشرق – الأب جاك اسحق (المطران) العدد الأول – السنة والاولى سنة 1995 من ص14 الى ص21.

الموسوعة الكلدانية – كتاب تاريخ الكلدان صفحة 86 -87.

الناشر/ شامل يعقوب المختار

عن شامل يعقوب المختار

شاهد أيضاً

عام جديد، فرصة جديدة لك للتوبه

دعونا في عام جديد لا نضيّع هذه الفرصة فالرب دائما ينتظرنا متشوقا لسماع صوتنا فلنندم …