أنشاء كنيسة أبراهيم الخليل في أور الكلدانية

بركة الرب وسلام المسيح معكم:

إِنَّ الْحَصَادَ كَثِيرٌ، وَلكِنَّ الْفَعَلَةَ قَلِيلُونَ. فَاطْلُبُوا مِنْ رَبِّ الْحَصَادِ أَنْ يُرْسِلَ فَعَلَةً إِلَى حَصَادِهِ.

لوقا10: 2.

ولكن هؤلاء الفعله القليلون بركة يعادلون الكثير بما يقومون به الكثير من الأعمال والأفعال الجليلة والسخية، لأنهم مخلصين وحريصين وغيورين أولاً، أن كانوا في موقع المسؤولية أو خارجها، ولكن بدون مصالح شخصية وذاتية، من مؤمنين، مهندسين، أكاديمين، أطباء، أستاذة، باحثين، معلمين، شيوخ، رجال دين، وكافة العمال والفلاحين ومن عامة الشعب الكريم، في ترجمة أفكارهم الى أعمال، أينما وجدوا، وكل مرشد وراعي ومسؤول له أفكارة القيمة والنيرة، وكيف يترجمها الى أعمال وأفعال جيدة يستفاد منها الأخرين، وبناء الأنسان قبل الجدران. لأن كنيسة المسيح، وبقية أماكن العبادة لكافة شعوب العالم بمختلف معتقداتهم ومذاهبهم وأيمانهم هو الأنسان وليس حجر المكان، وفي مقدمتها وأولوياتها أحترامه لأنه صورة اللـه على الأرض.

نشر موقع البطريركية الكلدانية بأستقبال غبطة البطريرك الكاردينال مار لويس روفائيل ساكو يوم السبت 10 تموز 2021 في مقر البطريركية الدكتور المهندس أدور فتوحي بطرس قطلما، وجاء أستقباله بعد أن تبرع بتصميم وبناء كنيسة وقاعة في أرض أبراهيم (أور الكلدانية) في محافظة ذي قار – العراق. من أمواله الخاصة، تخليداً لزيارة قداسة البابا فرنسيس أرض أور بتاريخ 6 اذار 2021، ويكون مشروعه الديني والتاريخي والجغرافي تخليداً لما يمتلك العراق من حضارة وتاريخ قبل وبعد الميلاد. وقد ثمن وبارك غبطة البطريرك المهندس أدور وأعرب على جهوده وعطاءه السخي بدعمه وتشجيعه للمشروع لأجل بلده العراق وكنيستة الأم الكلدانية، وأقترح غبطته أن تحمل أسم الكنيسة (أبراهيم الخليل) والقاعة بأسم قداسة البابا فرنسيس. وهنا لا بد من أن نقدم جزيل الشكر والتقدير الى دولة رئيس الوزراء السيد مصطفى الكاظمي على موافقته وأنجاز هذا المشروع.

مباركة كل الجهود الخيرية لتعمير وبناء والأوطان في كل مكان من عالمنا، من أجل أن يعيش الأنسان الأيمان والحُب والرجاء. وأن يكمل هذا الصرح الجديد المزدهر، ويكون أنطلاقة جديدة واعية لنشر تراثنا وتاريخيا وحضارتنا الوطنية التي تم تشويها من المخربين والفاشلين والأرهابين بوسائل الأعلام المغرضة من الداخل والخارج على حساب شعب الحضارات العراق العريق الأبي ليعيش بكرامة من شماله الى جنوبه، وبكافة مكوناته بكل الأجلال والأحترام.

كل فكرة تبدأ بخطوة وكانت خطوة السيد أدور فتوحي للأحياء هذه المنطقة، بعد زيارة قداسة البابا فرنسيس. وأن لم يزور قداسته هذه الأرض كانت مطمورة ومهملة منذ ذلك الزمان، فقط نقرأ عنها في كُتب الأديان والتاريخ والجغرافية، ونتغنى بأسمها، ولكن حينما جاء الوقت المناسب تفاعلت كل الجهات الحكومية الرسمية والمراجع الدينية، ومؤسسات المجتمع المدني، والجامعات ودوائر الأثار والحضارات والمتاحف، لترفع شئن هذه المنطقة، الذي دعا اللـه وأختار أبراهيم الخليل للأنجاز وعده من أجل البشرية.

وتكميلا على ماتم طرحه المهندس أدور المبدع، ولاعطاء فكرة المشروع أهمية وأولوية وتطويره نحو مشروع مزدهر ومشرق ومدروس للأحياء موقع أور اتقدم ببعض المقترحات:-

+ أن يكون تصميم الكنيسة والقاعة من الداخل والخارج بما يناسب طبيعة وتراث وحضارة البناء المعماري لتلك الفترة التاريخية.

+ بناء مركز ثقافي وأعلامي حديث ومتطور.

+ بناء متحف حديث وبتصاميم جديدة تليق بالأثار التي توضع فيه.

+ أقامة مركز تجاري لعرض وبيع التحف والتذكارت المصنعة من قبل الفنانين العراقيين المشهورين بفنون النحت والرسم (بناية أور، برج بابل، اسد بابل وغيرها من الأثار والمواقع التاريخية) و (الأماكن الدينية المشهورة لكافة الأديان المعتقدات والمذاهب) و (الشخصيات التاريخية، سيدنا أبراهيم، كلكامش، حمورابي، نبوخذ نصر، أشور بانيبال وغيرهم من الشخصيات التاريخية والدينية).

+ أقامة ورشات عمل لدراسة الأثار والأرث الحضاري المتروك من قبل أبونا أبراهيم أبو الأنبياء.

+ أستحداث معامل وأماكن للنساء لتصميم وخياطة الأزياء التاريخية والشعبية الفلكلورية.

+ أقامة ورشات عمل لصناعة المجسمات، وفتح قاعات فنية لرسم لوحات، لتشجيع المواهب الشابة من طلاب المدارس وتنمية قدرتهم الفنية وبأشراف من أساتذا مختصين بالأثار والتاريخ والتراث.

+ طبع كُتب وكراسات وبوسترات وبطاقات بريدية باللغات عديدة ومختلفة، عن مختلف الأماكن الأثرية والدينية والتاريخية والجغرافية في كافة أرجاء العراق. ليطلع علها الزائر والسائح من دول العالم.

+ لا بد أن تقف الدولة أولا في دعم هذا المشروع الحيوي وذلك بتخصيص ميزانية مالية لتطويره وأدمته للأجيال القادمة، وبمشاركة ودعم البطريركية الكلدانية وبقية الكنائس الأخرى حول العالم، والمرجع الدينية الأخرى. وجعل هذا المكان واحة محبة وسلام وتعايش ولقاء الجميع.

كل الموافقية والنجاح لكل الجهود الخيرية بالمساهمة في أكمال هذا المشروع لخدمة كلمة الرب وكنيسته المقدسة وشعبنا المؤمن في كل مكان. وشعب العراق يرحب بكل الضيوف والسياح في أرض أبونا أبراهيم الخليل.

غبطة البطريرك الكاردينال لويس روفائيل ساكو الجليل، أبناء البطريركية الكلدانية مباركين كا بذور الخردل، وكأغصان شجرة الكرمة الباسقة المحملة بثمار اليانعة، التي تمدد جذورها في عمق أرض الأجداد وترتوي من مياها العذبة النقية الصافية المحملة بالمحبة والأيمان والبركة والنعمة والرجاء.

وفي نهاية المطاف نصلي معاً بكلمات أبناء أبراهيم في لقاء الأديان في أور 6 اذار 2021.

يا إله أبينا إبراهيم وإلهنا، نسالك أن تمنحنا إيماناً قوياً جاداً في عمل الخير. إيماناً يفتح قلوبنا لك ولكل إخوتنا وأخواتنا ، ورجاءً لا يخيب قادراً على يرى أمانة وعودك في كل مكان.

الرب يبارك الجميع.

شامل يعقوب المختار

عن شامل يعقوب المختار

شاهد أيضاً

الكنعانيون

سفر تثنية الاشتراع 23 / 13 – 14 وليكن لك خلاء خارج المخيم تخرج إليها …