” قَالَ يَسُوعُ لِسِمْعَانَ بُطْرُسَ: يَا سِمْعَانُ بْنَ يُونَا، أَتُحِبُّنِي”……. ثلاثية أَتُحِبُّنِي وطلب الرعاية بين الرب يسوع وبطرس ما هي مناسبة وجودها في الكتاب المقدس

قَالَ لَهُ: نَعَمْ يَا رَبُّ أَنْتَ تَعْلَمُ أَنِّي أُحِبُّكَ، قَالَ لَهُ: ارْعَ خِرَافِي”

قَالَ لَهُ أَيْضًا ثَانِيَةً: «يَا سِمْعَانُ بْنَ يُونَا، أَتُحِبُّنِي قَالَ لَهُ: نَعَمْ يَا رَبُّ، أَنْتَ تَعْلَمُ أَنِّي أُحِبُّكَ قَالَ لَهُ: ارْعَ غَنَمِي.

قَالَ لَهُ ثَالِثَةً: َا سِمْعَانُ بْنَ يُونَا، أَتُحِبُّنِي فَحَزِنَ بُطْرُسُ لأَنَّهُ قَالَ لَهُ ثَالِثَةً: أَتُحِبُّنِي؟ فَقَالَ لَهُ: يَا رَبُّ، أَنْتَ تَعْلَمُ كُلَّ شَيْءٍ. أَنْتَ تَعْرِفُ أَنِّي أُحِبُّكَ قَالَ لَهُ يَسُوعُ: ارْعَ غَنَمِي”….

بينما كان قداسة البابا فرنسيس يقوم بالعظة حول انجيل يوحنا ٢١، قرأ كلام المسيح لبطرس “أتحبني؟” فظن الحضور انهم المقصودين في الاجابة وانه يسألهم ان كانوا يحبونه، فاجابوا “بنعم” فقال لهم البابا “شكرا، لكنني اقرأ كلام المسيح” مع سمعان بطرس https://www.facebook.com/100063587833232/videos/1939097722937762

وفي محاولة لفهم وتحليل فكري ومعرفي لهذا الإرشاد الرسولي والحدث الذي يتضمنه ونحن في الالفية الثالثة من البشارة:

سنجد ان فلسفة هذا الحدث بمعانيه الواسعة ودلالاته والغاية من اختيار قداسة البابا لهذه الثلاثية في ريادة* العهدة الرسولية التي استلمها من بطرس الرسول يتبين لنا ان البابا هو المقصود في يومنا هذا بالإجابة عن هذا السؤال ( “يَا سِمْعَانُ بْنَ يُونَا / يا خورخي ماريو بيرجوليو، أَتُحِبُّنِي”) بعد اكثر من 2000عام وسيبقى هذا السؤال الى جميع من سيأتون بعده ممن يتقلدوا ريادة كنيسة المسيح…. ومن بعدهم على جميع المؤمنين الإجابة عنه الى انقضاء الدهر. أيها القارئ العزيز نحن اليوم أيضا مطالبين بحفظ الإجابة عن الكثير من الاسئلة الروحية ومنها السؤال الذي أجاب عنه بطرس حينها، بذلك نكون قد اجتزنا الاختبارات الروحية الكبيرة لإيماننا بصدق.

لقد اختار قداسة البابا ثلاثية أَتُحِبُّنِي عندما ضمنها في عظته للحضور، ليتضح لنا انه يشير الى المغفرة بداعي المحبة التي لا تسقط ابدا والتي وردت ايضا بحسب تعليم بولس الرسول، “الْمَحَبَّةُ تَتَأَنَّى وَتَرْفُقُ. الْمَحَبَّةُ لاَ تَحْسِدُ. الْمَحَبَّةُ لاَ تَتَفَاخَرُ، وَلاَ تَنْتَفِخُ، “وَلاَ تُقَبِّحُ، وَلاَ تَطْلُبُ مَا لِنَفْسِهَا، وَلاَ تَحْتَدُّ، وَلاَ تَظُنُّ السُّوءَ،” “أَمَّا الآنَ فَيَثْبُتُ: الإِيمَانُ وَالرَّجَاءُ وَالْمَحَبَّةُ، هذِهِ الثَّلاَثَةُ وَلكِنَّ أَعْظَمَهُنَّ الْمَحَبَّةُ.” “اَلْمَحَبَّةُ لاَ تَسْقُطُ أَبَدًا. وَأَمَّا النُّبُوَّاتُ فَسَتُبْطَلُ، وَالأَلْسِنَةُ فَسَتَنْتَهِي، وَالْعِلْمُ فَسَيُبْطَلُ”(1 كو 13: 8،4، 13). وهذه ثلاثية أخرى أشار اليها بولس الرسول عن المحبة كما وردت في رسالته الأولى إلى أهل كورنثوس. وكأنه يحاكي الرب يسوع عند استفهامه عن المحبة من بطرس*، والتي جسدها بعد ذلك الرب يسوع وعمق ايمانه بها بان تلاميذه سيحملونها من بعده لتقديم البشارة الى الأمم بالمحبة والفداء قي حياتهم….. وفيما يلي الرؤيا الخاصة بتحليل المعاني التي تتصل بثلاثية (أَتُحِبُّنِي).

1- ثلاثية (أَتُحِبُّنِي) التي استفهم بها يسوع المسيح من بطرس:

دعتني الى قراءتها وبدوري ادعوا القراء الكرام الى تذوق معانيها الإنسانية وعن كيفية استخدام الرب يسوع لهذا الاستفهام* بأحرف النداء؟ الياء والهمزة وقد تكون مقصورة على نداء القريب منه مثل قول ( “يَا سِمْعَانُ بْنَ يُونَا، أَتُحِبُّنِي”)، وعن هذه جزئية الجميلة في الحياة التي اكد عليها بمناداته لتفعيل دورها لخدمة الاخرين ورعايتهم عندما قال له(أتحبني ارعى غنمي) هذا السؤال المفاجئ يدعونا الى التفكير المسبق بالصفات الإيجابية التي نجدها بمن نحب والتركيز عليها والوقوف إلى جانبها، وما قدمه الرب يسوع من سؤال هو اختبار وفي نفس الوقت دليل قوي على المغفرة والمحبة التي يظهرها لتلاميذه، وسيكون ذلك جلياً وواضحاً عندما نتابع كلّ الأشياء التي تحدث بعد هذا السؤال والى يومنا وعلينا مسؤولية تحميلها في ذاكرة الأجيال القادمة ولا ننساها.

2- للتذكير بهذه الثلاثية ومناسبة وجودها في الكتاب المقدس نقول:

يشير سفر اعمال الرسل الى ظهورات يسوع المسيح لتلاميذه لعدد من المرات منها الى تلميذي عمواس ، ولتلاميذه مع وجود توما ليوكد له القيامة وفي بحر طبرية، وكان لهذا الظهور دروس كثيره ومنها ما نحن بصدده مع سمعان بطرس والتلاميذ.

ما هي مناسبة السؤال لبطرس لثلاث مرات (أتحبني)، “إنما أراد يسوع المسيح من بطرس بأن يعلن حبه له لثلاث مرات ليمكنه من تجاوز إنكاره الثلاثي له فبحسب متى البشير “قَالَ لَهُ يَسُوعُ: الْحَقَّ أَقُولُ لَكَ: إِنَّكَ فِي هذِهِ اللَّيْلَةِ قَبْلَ أَنْ يَصِيحَ دِيكٌ تُنْكِرُني ثَلاَثَ مَرَّاتٍ” (مت 26: 34)، وتوالت الاحداث بعد ذلك لتصل الى، “أَمَّا بُطْرُسُ فَكَانَ جَالِسًا خَارِجًا فِي الدَّارِ، فَجَاءَتْ إِلَيْهِ جَارِيَةٌ قَائِلَةً: وَأَنْتَ كُنْتَ مَعَ يَسُوعَ الْجَلِيلِيِّ”(مت 26: 69)، واخرين يوجهون له التهم بنفس المعنى فبحسب متى البشير، “فَابْتَدَأَ حِينَئِذٍ يَلْعَنُ وَيَحْلِفُ: إِنِّي لاَ أَعْرِفُ الرَّجُلَ! وَلِلْوَقْتِ صَاحَ الدِّيكُ، فَتَذَكَّرَ بُطْرُسُ كَلاَمَ يَسُوعَ الَّذِي قَالَ لَهُ: إِنَّكَ قَبْلَ أَنْ يَصِيحَ الدِّيكُ تُنْكِرُني ثَلاَثَ مَرَّاتٍ، فَخَرَجَ إِلَى خَارِجٍ وَبَكَى بُكَاءً مُرًّا”(مت 26: 75،74)، لذلك كانت هذه الثلاثية حين خاطبه يسوع بهذه الكلمات لكي يعيده إلى رتبته ويحيي فيه الامل والرجاء ويبعده عن روح يأس. وقد فهم بطرس هذا جيدًا أن الرب يوبّخه بلطف ويسامحه عن نكرانه، حين ناداه باسمه “سمعان بن يونا” ولم يناديه باسم التكريس “بطرس”، وبقوله “إرع غنمي” كناية عن رعاية البشر المؤمن الذي سينتمي الى الايمان، يضاف الى ذلك المغفرة التي قدمها لبطرس عن إنكاره له تحت تأثير الضغط الاضطهاد الذي تلقاه، ولو كان غير هذا القصد من القول لكان بطرس ليس رئيسًا على الكنيسة فلماذا حزن بطرس أذا، نقول حزن بطرس لأنه مازال يسمع يسوع المسيح وهو يقول له ثالثة (أتحبني)، “قَالَ لَهُ ثَالِثَةً: يَا سِمْعَانُ بْنَ يُونَا، أَتُحِبُّنِي؟ فَحَزِنَ بُطْرُسُ لأَنَّهُ قَالَ لَهُ ثَالِثَةً: أَتُحِبُّنِي؟ فَقَالَ لَهُ: يَا رَبُّ، أَنْتَ تَعْلَمُ كُلَّ شَيْءٍ. أَنْتَ تَعْرِفُ أَنِّي أُحِبُّكَ”. قَالَ لَهُ يَسُوعُ: ارْعَ غَنَمِي”(يو 21: 17). فكانت إجابة بطرس (يَا رَبُّ، أَنْتَ تَعْلَمُ كُلَّ شَيْءٍ. أَنْتَ تَعْرِفُ أَنِّي أُحِبُّكَ) وهذه تعني ان بطرس طلب من يسوع الغفران والعودة الى ما تحمله الذاكرة عن القبول والمحبة المتبادلة مع بطرس.

3- قدم لنا يسوع المسيح رؤيا عن شخص مميز وقريب:

فعند سؤاله لسمعان عن فعل المحبة و بأسلوب النداء (“أَتُحِبُّنِي”….)، تبدأ الرؤيا تتوضح على أنّه شخص قريب منه ولا يماثله أحد من الاخرين او هناك غاية أخرى هي ان يتولى إدارة حياة التلاميذ من بعد وهنا ايضا تتضح غاية الرب يسوع من هدف هذا الاستفهام الذي تضمن صورة لمستقبل هذه المحبة، بالإضافة إلى تفاصيل جديدة كان اهمها التفضيل في الشعور بالشغف والعاطفة تجاهه فلم ينحصر الشعور فقط في المحبة والمغفرة عما سبق، بل تعداه الى التخطيط للمستقبل وتخيل أحداثه عندما قال له أرعى خرافي كناية عن العهدة البشرية التي قدمها له لرعاية ايمانهم بالبشارة وأكد له على ان الكنيسة التي طلب منه بنائها: “وَأَنَا أَقُولُ لَكَ أَيْضًا، أَنْتَ بُطْرُسُ، وَعَلَى هذِهِ الصَّخْرَةِ أَبْني كَنِيسَتِي، وَأَبْوَابُ الْجَحِيمِ لَنْ تَقْوَى عَلَيْهَا”(مت 16: 18).

4- أظهرت الأبحاث الحديثة أنّه من الممكن أن تتكون علاقة:

محبة طويلة الأمد بين شخصين يختلفان في وجهات النظر وتبقى المحبة قائمة بينهما لكن ما نحن بصدده هو شيء مختلف تماما، حيث إنّ المحبة التي نعرضها اليوم هي بين يسوع المخلص ومقربين منه تلاميذه لما بها من احترام للآراء بين بعضهم وفي تحديد المعنى لوجودهم فمعظمهم متفقين على أن المحبة الانسانية تلعب دوراً أساسيا في القبول النفسي والعقلي.

5- مفهوم علم النفس للمحبة متعدّد الأوجه:

فالمحبّة مجموعة من سلوك مُصاحب للاهتمام بشخص ما مع التأثير المتبادل الذي يتعلّق بالحاجة، فضلا عن المشاعر التي تستند الى القيم السامية التي يحملها المتوافقين في السلوك، والمعتقدات المرتبطة بمشاعر من المودة، والحماية، والاستلطاف، والاحترام. ويجدر التنبيه هنا إلى أنّ مفهوم المحبّة لا يقتصر على حبّ إنسان، بل إنّه قد يكون شعوراً موجّهاً نحو مفاهيم اخرى كحبّ الكائنات الحية الاخرى والمكونات الجامدة.

6- طلب يسوع المسيح من بطرس ودعاه:

لثلاث مراتأن يرعى غنمه والتي هي كناية عن مستقبل البشارة والخلاص التي سيرعاها بطرس والتلاميذ الاخرين معه وايصالها الى جميع البشرية ودعاه الى الاهتمام بهم من خلال حبه لصاحب القطيع. وقد شبه السيد الرب نفسه بالراعي الصالح الذي يبذل نفسه عن الخراف مجازا، ويمكن فهمها انها دعوة واضحة لنشر تعاليم الرب يسوع الى العالم، “أَنَا هُوَ الرَّاعِي الصَّالِحُ، وَالرَّاعِي الصَّالِحُ يَبْذِلُ نَفْسَهُ عَنِ الْخِرَافِ”(يو 10: 11). كما يقول عنه إشعياء النبي: “كَرَاعٍ يَرْعَى قَطِيعَهُ. بِذِرَاعِهِ يَجْمَعُ الْحُمْلاَنَ، وَفِي حِضْنِهِ يَحْمِلُهَا، وَيَقُودُ الْمُرْضِعَاتِ”(إش 40: 11).

7- إن كنت تحبني فلا تفكر في أن تطعم ذاتك بل تطعم كل انسان يعرفني:

اليوم كلّنا سمعان والربّ يسوع يقصدنا جميعا كما خصّ تلميذه: “يا (سمعان)، وبكلّ ما نحمله من إنسانية وخبرات في جميع ميادين الحياة، نحن اليوم وغدا سنبقى “إبن يونا” (أي الّذي باركه أبي)، الإبن الّذي عرف أنّه محبوبٌ وأنّه قد نال البركة للحياة يوم اعتماده لرعاية البشر، وهذه إشارة واضحة مفادها: هل نحن على استعدادٍ كي تثق بهذا الحبّ مردّدًين مع بطرس: “يا ربّ، أنت تعرف كلّ شيء، وأنت تعرف أنّي أحبّك”، فنحمله معنا وبكل ما ننطق به ونعمله مع محيطنا وإلى العالم الّذي أحببته أنت يا رب.

واستنادا الى كل ما تقدم فان كلمة أتحبني تمنحنا القدرة اللازمة لمواجهة العالم من جديد، فهي سر السعادة في الحياة، وطاقة متجددة تسري في الجسد وتدفعه للمضي قدمًا، والسؤال أتحبني؟ تعد الإجابة عنه مسؤولية كبيرة لا يفصح عنها الا من كان واثقا من الإجابة، فاذا كانت بالإيجاب فستكون المسؤولية لأثبات ذلك. هذا الفعل الإنساني يتفرع عنه مجموعة مصطلحات كأغصان خضراء وهي تحبني واحبك يحبك تحبها تحبه ….. الخ ومن ثم يتحرك الفعل الى مصطلحات الاستفهام التي تبدأ بالهمزة وهل …الخ. (انظر في الهامش) أذا المحبة من اسرار الوجود حيثما كانت ازدهرت ومتى اختفت حل الخلاف والفرقة، فالمحبة لا يمكن بيعها ولا شراؤها.

ما الدروس المستفادة من الثلاثية الإنسانية “أَتُحِبُّنِي” التي اعطانا إياها يسوع المسيح:

الدرس الموجه لكل منا يشير الى علامة محبتنا للمسيح وتلمذتنا له وهي قبولالمحبة وبذل النفس حتى تقديم الحياة عنها.

1- طلب يسوع المسيح من بطرس ان يتحول من صياد سمك إلى راعي غنم. كناية عن اصطياد نفوس البشر ثم يرعاها ويحافظ عليها إلى أن يأتي بها للمسيح وبحسب مرقس البشير، “وَفِيمَا هُوَ يَمْشِي عِنْدَ بَحْرِ الْجَلِيلِ أَبْصَرَ سِمْعَانَ وَأَنْدَرَاوُسَ أَخَاهُ يُلْقِيَانِ شَبَكَةً فِي الْبَحْرِ، فَإِنَّهُمَا كَانَا صَيَّادَيْنِ، فَقَالَ لَهُمَا يَسُوعُ: هَلُمَّ وَرَائِي فَأَجْعَلُكُمَا تَصِيرَانِ صَيَّادَيِ النَّاسِ، فَلِلْوَقْتِ تَرَكَا شِبَاكَهُمَا وَتَبِعَاهُ”(مر 1: 18،17،16). وكما تعلم بطرس من الدرس السابق أنه ليس وحده، بل المسيح هو الذي يعمل معه، وكل ما عليه أن يلقي الشبكة والمسيح هو الذي يرسل البشر للأيمان.

2- التعبير عن الحب لا يكون بإظهار المشاعر او الاستعداد للتضحية او اظهار الحماس فقط بل بالتعبير عنه بالطاعة لأمر الرب يسوع: (أتحبني؟ ارع َ غنمي) (الذي يحبني يحفظ وصاياي)، وكتب لنا بطرس ليكلفنا بالمهمة التي كلفه بها المسيح، ويقول: “ارْعَوْا رَعِيَّةَ اللهِ الَّتِي بَيْنَكُمْ نُظَّارًا، لاَ عَنِ اضْطِرَارٍ، بَلْ بِالاخْتِيَارِ، وَلاَ لِرِبْحٍ قَبِيحٍ بَلْ بِنَشَاطٍ”(1 بط 5: 2)، علامة أخرى للمحبة هي أن لا نقارن حالنا بأي إنسان آخر، انها الثقة في أن المسيح يحبنا ويختار لنا أنسب شيء.

3- على مدى ثلاث سنوات وأكثر والمسيح يعد تلاميذه ليحملوا رسالته الى العالم. وقبل ان يوصيهم بذلك اراد ان يتأكد من محبتهم له وبالتالي طاعتهم لوصاياه، وكان قد سبق ان قال لهم وبطرس معهم، قال:” اَلَّذِي عِنْدَهُ وَصَايَايَ وَيَحْفَظُهَا فَهُوَ الَّذِي يُحِبُّنِي، وَالَّذِي يُحِبُّنِي يُحِبُّهُ أَبِي، وَأَنَا أُحِبُّهُ، وَأُظْهِرُ لَهُ ذَاتِي”( يو 14 : 21 ).

4- رعاية المؤمنين تتطلّب الكثير من التضحية والتجوال والسهر فالراعي الصالح هو مَن يُدافع بنفسه عنهم، ويتجول باحثًا عن مستقبلي البشارة كي يضمهم الى حضيرة الايمان ويؤمن لهم الغذاء الروحي فضلا عن السهر من اجل حمايتهم، يا رب أوليست “الرعاية” هي الأعمال التي نقوم بها بمحبتك لنا ونعمتك علينا ولمغفرة خطايانا، أوليست “الرعاية” هي الأخذ بيد الخاطئ الّذي يجهلك وتفتح عينيه ليُسبّح باسمك القدّوس؟ أوليست “الرعاية” هي “الصلاة بالفكر والقول والفعل” وبصدق وأمانة.

5- الكتاب المقدس يقدم لنا أعمال الرب يسوع المسيح وكلماته فضلا عن ايجازا عن شخصيته وسماته واهتمامه بحياة المؤمنين. وقد سجّل الإنجيليون عبارات تكشف لنا عن الكثير من أعمال المحبة وهي احدى السمات التي اظهرها كما المعجزات.

6- (أَتُحِبُّنِي) عاطفة لها تفاعل يؤثر على السلوك، بالتالي إن المحبة رابطة تتشكل بين البشر، وتمنحهم طاقة إيجابية، والحب الصادق الأخوي الذي نشعر به اتجاه الأصدقاء وأحياناً الأشقاء، وينشأ بين الأشخاص الذين يتشاركون في القيم ويتشابهون في معظمها ويتبادلون مشاعر الصداقة الحقيقية، حيث يظهر مدى عمق هذه العلاقة من خلال التفاهم الموجود بين شخصين، بالإضافة إلى مدى الارتياح الذي يشعرون به، ومقدار عنايةٍ كلٍّ منهما بالآخر.

وفي الختام سنجد ان القديس بطرس يمثل المؤمن في ريادته للشهادة عن المسيح على الأرض من خلال محبته له، وهنا دالة أخرى لفعل المحبة وبطرس أفصح عنها……… يا رب بارك كل محبة صادقة وحقيقية يعبر عنها بالطاعة كما أعطاها الينا يسوع المسيح بسؤال: (أتحبني؟ ارع َ غنمي) (الذي يحبني يحفظ وصاياي)، وامنح الكنيسة المقدرة على الاهتمام بحياة المؤمنين وان يكون في مدخلها لعام 2022 التعريف الذي يشير بحسب يوحنا البشير، “اَلَّذِي عِنْدَهُ وَصَايَايَ وَيَحْفَظُهَا فَهُوَ الَّذِي يُحِبُّنِي، وَالَّذِي يُحِبُّنِي يُحِبُّهُ أَبِي، وَأَنَا أُحِبُّهُ، وَأُظْهِرُ لَهُ ذَاتِي”(يو 14: 21) ….الى الرب نطلب

د. طلال كيلانو

——————————————————————————————————————–

فَبَعْدَ مَا تَغَدَّوْا قَالَ يَسُوعُ لِسِمْعَانَ بُطْرُسَ: «يَا سِمْعَانُ بْنَ يُونَا، أَتُحِبُّنِي أَكْثَرَ مِنْ هؤُلاَءِ؟» قَالَ لَهُ: «نَعَمْ يَا رَبُّ أَنْتَ تَعْلَمُ أَنِّي أُحِبُّكَ». قَالَ لَهُ: «ارْعَ خِرَافِي». قَالَ لَهُ أَيْضًا ثَانِيَةً: «يَا سِمْعَانُ بْنَ يُونَا، أَتُحِبُّنِي؟» قَالَ لَهُ: «نَعَمْ يَا رَبُّ، أَنْتَ تَعْلَمُ أَنِّي أُحِبُّكَ». قَالَ لَهُ: «ارْعَ غَنَمِي».قَالَ لَهُ ثَالِثَةً: «يَا سِمْعَانُ بْنَ يُونَا، أَتُحِبُّنِي؟» فَحَزِنَ بُطْرُسُ لأَنَّهُ قَالَ لَهُ ثَالِثَةً: أَتُحِبُّنِي؟ فَقَالَ لَهُ: «يَا رَبُّ، أَنْتَ تَعْلَمُ كُلَّ شَيْءٍ. أَنْتَ تَعْرِفُ أَنِّي أُحِبُّكَ». قَالَ لَهُ يَسُوعُ: «ارْعَ غَنَمِي.(يو 21: 17،16،15).*رسالة بولس الرسول الاولى الى اهل كورنثوس اصحاح 13(1 كو 13: 8،4، 13). عن كلمة “أغاباس”، أما بطرس فخجل من استخدام ذات الفعل لكن بروح التواضع استخدم كلمة “فيليو” إن لإنسانًا لا يعطي تصريحا بهذا الود ما لم يكن قلبه مملوء حبًا لشخص المسيح.

*معنى الريادة يمكن تعريف الريادة (القيادة) على أنها فن من الفنون التي يتمتع بها الشخص في تحفيز مجموعة من الناس لغاية تحقيق هدف مشترك فيما بينهم كما يحصل فسمة الريادة لأنّ الأصل فيها إيصال الفكرة من القائد إلى مجموعته بطريقة صحيحة تمكنهم من القدرة على العمل والتصرف بشكل ملائم، وعليه يمكن وصف القائد على أنّه مصدر إلهام ومدير للعمل يمتاز بمهارات شخصية وقيادية تجعل من أفراد مجموعته يحبون متابعته والانقياد له.

*الاستفهام: وهو السّؤال والاستفسار عن شيء لا يعلمه السائل، ويكون ذلك باستخدام أدوات الاستفهام التي سنشرحها حسب قواعد اللغة العربية، فهناك أدوات استفهام يجب أن تستخدم في مكانها الصحيح، ولتحقيق ذلك لا بدّ من التعرّف عليها ومعرفة معانيها ومتى تُستخدم، وتسمى الجملة التي تحتوي على أدوات استفهام وتنتهي بعلامة سؤال الجملة الاستفهامية. وتقسم أدوات الاستفهام إلى قسمين حسب الإعراب، فهناك حروف الاستفهام وهما حرفا الهمزة وهل، وأسماء الاستفهام مثل: مَن، وما، ومتى، وإيَّان، وأين، وكيف، وكم، وأنَّي، وأي، وماذا، ولماذا.

أفاطمٌ مهلاً بعض أو ممدودة لنداء البعيد مثل: آرجلاً أنقذني يا، وتُستعمل لكل نداء: الاستغاثة وفي الندبة أي، تُستعمل لنداء البعيد أو النائم مثل:

أيا، تُستعمل لكل نداء بعيد أو قريب، حساً أو معنىً

كيف يُعرب المُنادى؟ يُقسم المنادى من حيث الإعراب إلى خمسة أقسام: المنادى المُفرد: وهو ما ليس مضافاً ولا مشبهاً بالمُضاف وهو المفرد الحقيقي، النكرة المقصودة: وهي التي تتحول إلى معرفة بالنداء فتدل على فردٍ معين، ويعود الإبهام من غير نداء.

النكرة غير المقصودة: هي التي تبقى نكرة حتى بعد إضافة النداء، فلا تدل على فرد معين، ولا تستفيد التعريف من النداء وتكون منصوبة دائماً، مثل (يا عاقلاً اعمل لآخرتك كما تعمل لدنياك).

المضاف: بشرط أن تكون الإضافة لغير ضمير المخاطب فلا يصح قول (يا خادمك)، ويكون المنادى المُضاف منصوباً دائماً.

الشبيه بالمُضاف: وهو كل مُنادى عمل فيما بعده مثل (يا شارحاً الدرس تمهل).

أقدم شكري واعتزازي الى السادة المحكمين لموضوع (أتحبني) – أعلاه……. لهم كل الشكر والتقدير….. وادناه بعض اراء من كان محكما علميا وفكريا له.

1- الأخ العزيز الشماس الأستاذ يوسف زهير …. … هذا الارتباط الذي نوه اليه في المقال بين المحبة و أتحبني يرسم لنا الدكتور طلال من خلال هذه المقالة التي استندت الى ارشاد البابا عن صورة المحبة العملية التي ارادها المسيح منا .. كلمات المسيح كانت قليلة وواضحة وليست سرد انما اراد فعلا قائما على المحبة، مقاله رائعة الرب يبارك هذه الجهود…

1- الأخ والصديق والقريب باسل هرمز كبارة الذي بذل مجهودا في تعديل بعض من مساراته والثناء على التفسير الخاص بالمحبة وأضاف بعضا من الآراء حول الموضوع.

2- الأخ والعزيز الشماس سمير اسطيفان عوديش الذي ساهم في اثراء الموضوع من خلال تجربته الفكرية ودراساته عن الكتاب المقدس وأعطى بعض الملاحظات حوله….

عن د. طلال فرج كيلانو

شاهد أيضاً

اعْلَمُوا أَنَّ الرَّبَّ يَسْتَجِيبُ لِصَلَوَاتِكُمْ إِنْ وَاظَبْتُمْ عَلَى الصُّوْمِ وَالصَّلَوَاتِ أَمَامَ الرَّبّ

ان الصوم الكبير هو موسم التوبة وتجديد العهود هو موسم العودة إلى أحضان المسيح وتظل …