قدسية المعرفه واحترام الناس

   خاطره شخصيه  

أصبح من السهل أن تلتقي فجأة مع أشخاصا يتحدثون فى كل شيء، ليس صعبا أن تجد متحدثا فى برنامج ويطوف بك فى كل القضايا انه يتحدث فى السياسة وكرة القدم وأسعارالذهب والنفط خام برنت والعقارات والقضايا الدوليه الراهنه .. وامتد حديث المقاهى إلى أنواع الطعام والمطابخ وقد يناقش المتحدث آخر قضايا السلاح والتكنلوجيا وهو لا يعرف حتى اسمها الدقيق وكذلك كورونا وأنواع الأمصال الجديدة  

  • كان اخطر ما فى هذه الظاهرة أننا أصبحنا علماء فى كل انواع المعرفه  وحتى الدين نفتى ونخطب في المقاهي وعلى المنابر وتجرأ كثير من الإعلاميين وهاجموا الرموز الدينية واعتدوا على الثوابت ونصبوا أنفسهم فقهاء فى كل شيء بما فى ذلك بعض الكتب المقدسه..  
  • إن الكارثة الحقيقية أن الفضائيات ومواقع التواصل الاجتماعى تفتح الآن شاشاتها لهذه النماذج الشاذة من البشر.  
  •  إن اغرب ما فى الظاهرة أن تجد من يخطئ فى نطق اللغة العربية لغته الام، لأنه لا يعرف قواعدها وتكون النتيجة أن يخطئ فى الاخبار العامه  ويشوه البديهيات وحتى يشكك فيها..إن الغريب فى الأمر هذه الجراءة الشديدة على الثوابت وللأسف الشديد أن هناك تيارات عجيبه وغريبة تشجع ذلك  
  • كان التخصص فى يوم من الأيام من أهم سمات الحياة العامه والثقافة العربية كانت لقوانين الخلق والاداب حرمتها وقدسيتها واحترامها وكان لكل رجل متخصص في التعليم والهندسه والطب والتعليم وكان كل إنسان مكانته وتقديره واحترامه وثقله الاجتماعي يتحدث فيما يفهم فيه سواء كان طبيبا أومربيا او خبيرا أم صاحب فكر..  
  • ولكن خلط الأوراق والامور جعل الأشياء تتداخل فى بعضها وشجع على ذلك النت وهو مشكله كبرى ومواقع التواصل الاجتماعى وما تنشره من معلومات خاطئة ومغلوطة ومتخلفه تهدم مبادئ المجتمع القويه والقويمه وكذلك مبادئ الحياة السعيده كذلك يستخدمها الملايين من الاميين والمتخلفين والمرضى نفسيا فى الحوارات والمناقشات وتتحول بين أيديهم إلى آراء ومواقف وحجج يستندون إليها  
  • إن ارتباك المشهد الحالي وصل بنا إلى هذه الحالة من الانفلات فى عالم المعرفة ومع انتشار الأمية الثقافية والبطاله بين الملايين ابتعد الناس عن مصادر المعرفة الحقيقية وانتشرت مصادر مضللة وسادت أفكار غريبة وأصبح من الصعب أن يطل عليك من الشاشة إعلامى أو خبير أو صاحب فكر غير متخصص وليس على وعى وثقافة..  
  • وسادت أنواع من الثقافة الإعلامية الهشة التى لا تفرق بين قدسية الأديان وكرة القدم وبين الطب وليالى الإنس فى الملاهى الليلية..والسؤال هنا وما هو الحل؟!.  
  • إن الحل اعتقده أن نعود إلى قدسية المعرفة وقيمة التخصص واحترم الشخوص والبشر وآلا نترك الساحة للمغامرين وهواة الأضواء يفتون فى كل شىء. 

بقلم: الدكتور خالد اندريا عيسى

عن د خالد عيسى

شاهد أيضاً

عام جديد، فرصة جديدة لك للتوبه

دعونا في عام جديد لا نضيّع هذه الفرصة فالرب دائما ينتظرنا متشوقا لسماع صوتنا فلنندم …