أذاعة الفاتيكان
“لنتعلم من الإنجيل كيف نحارب تجارب الشيطان” هذا ما قاله قداسة البابا فرنسيس في عظته مترئسًا القداس الإلهي صباح اليوم الجمعة في كابلة بيت القديسة مرتا بالفاتيكان وأكّد أن جميعنا عرضةٌ للتجارب لأن الشيطان لا يريد قداستنا وبأن الحياة المسيحيّة هي جهاد مستمرّ ضدّ الشر
قال الأب الأقدس: لقد كانت حياة يسوع كلها جهادًا مستمرًّا، لقد أتى لينتصر على الشر وعلى أمير هذا العالم، ليغلب الشيطان. لقد جرّب الشيطان يسوع مرات عديدة وعاش الكثير من الاضطهادات ونحن المسيحيون الذين نريد إتباع يسوع علينا أن نعرف جيّدًا هذه الحقيقة: نحن أيضًا عرضة للتجارب ولهجمات الشيطان لأن روح الشر هذا لا يريد قداستنا ولا شهادتنا المسيحية، هو لا يريدنا تلاميذًا ليسوع، ولذلك فهو يحاول أن يبعدنا عن دربه من خلال التجارب
تابع البابا فرنسيس يقول: لتجربة الشيطان ثلاث ميزات علينا أن نعرفها لكي لا نقع في فخاخها. فالتجربة تبدأ صغيرة ثم تنمو، وبعد أن تنمو تصبح معديةً وتنتقل من شخص إلى آخر لتطال الجماعة بأسرها، وفي النهاية لكي تزيل القلق عن الشخص الذي يعيشها تبرر نفسها. لذا فالتجربة إذا تنمو تعدي وتبرّر نفسها
أضاف الأب الأقدس يقول: تبدو أول تجربة تعرّض لها يسوع وكأنها تجربة إغراء، فالشيطان طلب منه أن يرمي نفسه من على شرفة الهيكل، فيظهر هكذا للجميع بأنه المسيح. لقد كانت تجربة آدم وحواء تجربة إغراء أيضًا. فالشيطان خلال التجربة يتكلم كمعلم روحي، وعندما نرفضها تنمو وتعود أقوى كما يخبرنا يسوع في إنجيل لوقا عن الروح النجس: “يذهب ويأخذ معه سبعة أرواح أخر أشر منه ويعود”، فالتجربة إذا تنمو وتعدي، وهذا ما حصل مع يسوع فالشيطان قد جمع جميع أعدائه، بعدها تبدأ التجربة بتبرير نفسها ونرى ذلك عندما كان يسوع يعلّم في الهيكل إذ دهش أعداءه به بدؤوا “يحجمونه” قائلين: “من أين لهذا هذه الحكمة والقوة. أليس هذا ابن النجار. أليست أمه تدعى مريم وإخوته يعقوب وسمعان ويهوذا. أوليست أخواته جميعهنّ عندنا فمن أين لهذا هذه كلها”. لقد انتقلت عدوى التجربة للجميع ووصلت إلى ذروتها وبدأت مرحلة التبرير، ونراها تصل إلى أقصى مرحلة في قول عظيم الكهنة:” أنتم لا تدركون شيئاً، ولا تفطنون أنه خير لكم أن يموت رجل واحد عن الشعب ولا تهلك الأمة بأسرها
تابع الحبر الأعظم يقول: هكذا هي التجربة تنمو وتعدي! تمامًا كالتحدث بالسوء عن الآخرين على سبيل المثال، فإذا كنت أشعر بحسد تجاه شخص ما أذهب لشخص آخر وأقول له :”هل رأيت ما فعله هذا”… فيبدأ بعدها الحديث بالنمو ويعدي آخر وآخر… هكذا ينتشر كلام السوء وجميعنا معرّضون لهذه التجربة، إنها تجربة يومية تبدأ عذبة كجري المياه الخفيف ثم تنمو وتعدي وتبرر نفسها. لذلك علينا أن نتنبّه عندما نشعر أن في قلوبنا ما قد ينمو ليسبب دمار شخص آخر، علينا أن ننتبه لنوقفه بينما لا يزال كجري مياه خفيف قبل أن يصبح مدًّا ويدمر كل ما حولنا، فنلجأ عندها لتبرير أنفسنا بكلمات عظيم الكهنة: “خير لكم أن يموت رجل واحد عن الشعب ولا تهلك الأمة بأسرها
وختم البابا فرنسيس عظته بالقول: جميعنا عرضة للتجارب، هذا هو قانون الحياة الروحيّة، لأن حياتنا المسيحية هي جهاد مستمر ضد الشيطان أمير هذا العالم لأنه لا يريد قداستنا ولا يريدنا أن نتبع يسوع! قد يقول لي أحدكم: ولكن يا أبت كم أنت تقليدي! لا زلت تتحدث عن الشيطان ونحن نعيش في القرن الحادي والعشرين” أقول لكم: الشيطان موجود حتى في القرن الحادي والعشرين! إنه موجود! ولا يمكننا أن نكون ساذجين في هذا الأمر وإنما علينا أن نتعلم من الإنجيل كيف نحاربه