الصوم سلاح أمام الشرير وترس نقاتل به سهام العدو

ان الصوم هو موسم التوبة وتجديد العهود وهو موسم العودة إلى أحضان المسيح
وتظل الكنيسة طول الصوم تبرز لنا نماذج رائعة للتوبة مثل الابن الضال والسامرية والمخلّع والمولود أعمى…إلخ

وتوضح أيضًا كيف أن لمسة الرب يسوع شافية للنفس والجسد والروح ومجددة للحواس وباعثة للحياة .
أن الصوم هو فترة روحية مقدسة يهدف فيها الصائم إلى سموه الروحي وهذا يحتاج إلى بعض التداريب الروحية وهي تختلف من شخص إلى آخر بحسب احتياج كل إنسان وقامته الروحية ويستطيع أن يمارسها بإرشاد أب الاعتراف وعلى من يقول أنه يستطيع الصوم عن الطعام ولكنه لا يستطيع أن يحفظ لسانه من الخطأ بما قاله مار اسحق (أن صوم اللسان خير من صوم الفم ) وعليه أن يدرب لسانه على الصمت وإن لم يستطع يستخدم هذه التداريب الثلاثة اولا – لا تبدأ حديث إلا لضرورة وأجب بإجابات قصيرة واشغل فكرك بعمل روحي يساعدك على الصمت كالصلاة أو التأمل في آية من آيات الكتاب المقدس.

أن الصوم فترة حروب روحية كما حدث للسيد المسيح ولمن يشترك معه (في انجيل مت 4) وأعلم أن الشيطان عندما يرى صومك وتوبتك يحسد عملك الروحي فيحاربك ليفقدك ثمرة عملك يقول يشوع ابن سيراخ يا ابني إن تقدمت لخدمة ربك هيئ نفسك لجميع المتاعب ولذلك ابدأ تدريبك من جديد
وتعتبر التوبة من أهم التدريبات التى ندرب أنفسنا عليها فى الصوم المقدس ومع أن التوبة هى تدريب دائم طوال أيام السنة إلا أن الكنيسة تجدد توبة الإنسان فى أيام الصوم .

والصوم المقدس هو أهم الأصوام الكبيرة فى الكنيسة والتى تشمل أصوام الميلاد، والرسل، والسيدة العذراء. وتأتى أهميته من أننا نتذكر فيه صوم السيد المسيح على الجبل،
وكذلك الالام السيد المسيح عنا، وهذا يكون بمثابة دافعاً قوياً من أجل تجديد عمل التوبة
ولا يعتبر الحديث عن التوبة حديثاً مكرراً لأنه ضرورة من أجل خلاص نفس الإنسان ومهما سمع أو قرأ الإنسان عن التوبة يحتاج دائماً إلى تجديد الاستماع والقراءة من أجل تجديد توبته
لأننا كما نعلم المدخل إلى الحياة المسيحية هو الإيمان بالمسيح، وإعلان التوبة، ثم المعمودية بالماء والروح، وما يسعدنا فى تجديد توبتنا أن نتأمل فى معرفة الإنسان حقيقة نفسه .

لقد حذر المسيح من الرياء فى الصوم اي متى صمتم فلا تكونوا عابسين كالمرائين فإنهم يغيرون وجوههم لكي يظهروا للناس صائمين ..وأما أنت فمتى صمت فادهن راسك واغسل وجهك لكي لا تظهر للناس صائما.. فأبوك الذي يرى في الخفاء يجازيك علانية (مت6: 16) قال القديس يوحنا ذهبى الفم لا تقل أنى صائم صوما نظيفا وأنت متسخ بكل الذنوب لا تصم بالماء والملح وأنت تأكل لحوم الناس بالمذمة والإدانة ومن يصم لا يدين غير الصائمين لأنه لا يعرف ظروفهم وقد رفض الرب صوم الفريسى وقبل صوم العشار المتواضع القلب واللسان.

اقرن صومك بتدريب حواسك لتصوم عن الخطيئة والشر فى مواقف معينة كالغضب والادانة والشهوة ..الخ
تدريب على ترك خطيئة معينة من الخطايا التي تسيطر عليك والتي تتكرر في كثير من اعترافاتك ، أو التركيز على نقطة الضعف أو الخطية المحبوبة على تركها أثناء الصوم
اهتم مع الصوم بالإكثار من الصلاة وقراءة الكتاب المقدس والتناول وعمل الخير والصدقة .
نصيحة للقديس نيلس أعتبر الصوم حصناً والصلاة سلاحاً والدموع غسيلاً ، وداوم على تلاوة المزامير لأن ذكرها يطرد الشياطين .

الصوم الحقيقي هو تكريس الذات وتطهير الجسد مما لصق عليه من غبار الخطيئة وهو كبت جموح اللسان والفكر والعقل المدمر الذي يأمرنا بان نرتكب المعصية وهو عدم التكلم بالسوء او انتقاد الأخرين او النميمه فنبدا حياة جديدة مع الرب ونجعله هدفنا ومثالنا الوحيد فنسير على درب المحبة والرحمة والتواضع والعطاء والتضحية والتسامح والسلام والمغفرة عندها فقط نكون صائمين ليس لبعض الوقت انما في كل حين يارب زدنا ايماناً بشخصك واجعلنا دائما بالقرب منك حتى يكون صيامنا مباركاً .

واخيرا نصلي الى الرب لتكون ايام الصيام الكبير ايام بركه للكنيسه والعالم كله نصوم جميعنا بقلب واحد ونصلي بنفس واحده ليستجيب الرب لنا ويرفع عنا كل ضيق فنصلي من اجل خير كنيستنا ومن اجل النفوس المضطهده وشفاء المرضى ونصلي من اجل ان يعم السلام في بلدنا والعالم كله ونصلي في اصوامنا من اجل ان يعرف الجميع المسيح الاله الحقيقي ويكشف الرب لهم عن نوره ويرفع عن قلوبهم الظلمه , نصلي ليدافع الرب عن كنيسته وشعبه وان يحافظ على الكنيسه وجميع الخدام والرعاة وجميع المومنين وليقبل الرب منا اصوامنا وصلاوتنا.

أعطنا يا رب أن يكون صومنا ليس صوماً خارجياً من العمق و ليكن صرخة استغاثة وتجدد لنسير معك نحو قيامة حقيقية وليكن صومنا وصلاتنا متحدين مع اعمال الخير ومقبولين منك يا رب اليك نصلي ومنك نطلب فارحمنا يارب واستجب لنا .. آمين

مسيرة صوم مباركة للجميع

د – بشرى بيوض

عن د. بشرى بيوض

شاهد أيضاً

قراءات عيد مريم العذراء المحبول بها بلا دنس

الحكمة والشريعة سفر يشوع بن سيراخ 24 : 1 – 32 الحكمة تمدح نفسها وتفتخر …