“قصتي”

هل حدث أن نظرت إلى الأخرين ممن يقاربوك في العمر، وقلت في نفسك مستحيل أن أبدوا متقدماً في العمر لتلك الدرجة !!

هاكم قصتي ..

إسمي سعاد، وكنت في صالة الإنتظار في عيادة طبيب الأسنان في أول موعد مع طبيب الأسنان الجديد.

كانت شهادة الدبلوما التي تخصه معلقة على الحائط المقابل، وتحتوي على إسمه الكامل.

قرأت الإسم بكثير من الدهشة، فقد تذكرت فجأة ذلك الولد الجميل، الطويل ذو الشعر الداكن، والذي كان يحمل نفس الإسم في مدرستي الثانوية الخاصة في نفس صفي قبل ما يقارب أربعين عاماً أو يزيد.

هل يعقل أن يكون هذا الطبيب هو ذاك الشخص الذي كنت أحمل بعض المشاعر تجاهه في ذلك الوقت، بالطبع من طرف واحد.

ولكن كل تلك الأفكار تبخرت في اللحظة التي رأيته بها, فهذا الطبيب ذو الشعر الأشيب، والتجاعيد العميقة في وجهه، أكبر بكثير من أن يكون زميل صف لي في تلك الفترة.

قام بفحص أسناني، وبعدها قمت بسؤاله إذا كان قد التحق بكلية دي لا سال سابقاً.

قال صائحاً وبالكثير من الفخر والإعتزاز،

نعم .. أنا لقد كنت أحد طلابها.

سألته: متى غادرتها؟

أجاب: في عام 1965 ولكن لماذا تسألين؟!

قلت متعجبة: لقد كنت أنت في صفي في تلك الفترة !

نظر لي عن قرب متفحصاً .. و

“هذا الرجل البشع !!

العجوز

الأصلع ..

ذو التجاعيد ..

وحامل البطن الكبيرة

والشعر الأشيب ..

الآيل للسقوط

الوغد .. قليل الحياء”

سألني:

ما المادة التي كنت تدرسينها لنا ؟

بقلم : الدكتور خالد اندريا عيسى

عن د خالد عيسى

شاهد أيضاً

عام جديد، فرصة جديدة لك للتوبه

دعونا في عام جديد لا نضيّع هذه الفرصة فالرب دائما ينتظرنا متشوقا لسماع صوتنا فلنندم …