يسوع وعظته على الجبل بقلم سيمون شعيا
من تعاليم يسوع في الاناجيل كرازته عن تطويبات واللعنات ذكرت في أنجيل متى
ولوقا مع بعض الاختلافات ألا أن جوهرها واحد ولا فرق بينهما .
نجد في عظة الجبل التطويبات طوبى التي تعلن السعادة الحقة ثم البرّ الحقيقيّ
مع خمسة تطبيقات والأعمال الصالحة مع ثلاثة تطبيقات. وأخيرًا تنبيهات ثلاثة
حول الشجرة والثمار حول التلميذ الحقيقي
( فشَرَعَ يُعَلِّمُهم قال : طوبى لِفُقراءِ الرُّوح فإِنَّ لَهم مَلكوتَ
السَّمَوات ، طوبى لِلوُدَعاء فإِنَّهم يرِثونَ الأَرض ، طوبى لِلْمَحزُونين
فإِنَّهم يُعَزَّون طوبى لِلْجياعِ والعِطاشِ إِلى البِرّ فإِنَّهم يُشبَعون ،
طوبى لِلرُّحَماء فإِنَّهم يُرْحَمون ، طوبى لأَطهارِ القُلوب فإِنَّهم
يُشاهِدونَ الله ، طوبى لِلسَّاعينَ إِلى السَّلام فإِنَّهم أَبناءَ اللهِ
يُدعَون ، طوبى لِلمُضطَهَدينَ على البِرّ فإِنَّ لَهم مَلكوتَ السَّمَوات ،
طوبى لكم إِذا شَتَموكم واضْطَهدوكم وافْتَرَوْا علَيكم كُلَّ كَذِبٍ مِن
أَجلي ، اِفَرحوا وابْتَهِجوا إِنَّ أَجرَكم في السَّمَواتِ عظيم فهكذا
اضْطَهدوا الأَنبِياءَ مِن قَبْلِكم )
أنجيل متى 5 : 2 + 12
سُمّيت هذه العظة شرعة المسيحيّة ولكنها لا تشمل كل التعليم المسيحيّ هي نداء
يوجّهه يسوع إلى من يريد أن يتبعه وهنا التعارض بين تعليم يسوع الاخلاقيّ
وتقاليد اليهود حول الشريعة، كما نرى التشديد على العمل بما تعلّمناه لئلا
نكون مثل الفريسيّين الذين يقولون ولا يفعلون ( يَحزِمونَ أَحمالاً ثَقيلَة
ويُلقونَها على أَكتافِ النَّاس ولكِنَّهم يَأبَونَ تَحريكَها بِطَرَفِ
الإصبَع ) متى 23 + 4
متى يذكر عدد مرات التطويبات تسعة تبدأ وتنتهي الى أضطهاد الغير مؤمنين
لتلاميذ يسوع والذين يتبعونه
لوقا الطبيب في انجيله يذكر أربع مرات التطويبات فيهمل منها ما ذكره التلميذ
متى العناصر اليهودية والتي لا تخص قراء انجيل لوقا من ذوي الثقافة اليونانية
( وَرَفَعَ عَيْنَيْه نَحوَ تَلاميذِه وقال : طوبى لَكُم أَيُّها الفُقَراء
فإِنَّ لَكُم مَلَكوتَ الله ، طوبى لَكُم أَيُّها الجائعونَ الآن فَسَوفَ
تُشبَعون طوبى لَكُم أَيُّها الباكونَ الآن فسَوفَ تَضحَكون ، طوبى لَكمُ إِذا
أَبغَضَكُمُ النَّاس ورَذَلوكم وشتَموا اسمَكُم ونَبذوه على أَنَّه عار مِن
أَجلِ ابنِ الإِنسان )
أنجيل لوقا 6 : 20 + 22
نداء يسوع إلى السعادة يتعارض كل المعارضة مع ما يقدّمه العالم من بحث عن
المال عن التكبّر والعنف ويدعو إلى التواضع والبحث عن السلام
هنيئًا طوبى تهّنئ شخصًا لعطيّة نالها أو جائزة وتعلن سعادة شخص من الاشخاص
ويسوع نفسه يعلن أن السعداء هم الذين يتقبّلون الملكوت هم سعداء لا لأنهم
يملكون شيئًا بل لأنهم يعيشون منذ الآن فرح الخلاص
يسوع صعد الى الجبل وبدا يعلم التلاميذ والجموع فرفع عينه نحو التلاميذ بمعنى
ان يسوع في لوقا يوجه كلامه اولا الى التلاميذ ودعوتهم الى محبة القريب
والاعداء وتحديد سلوكهم والظهور بالتلميذ الحقيقي له
يسوع في هذه الموعظة رفع أنظار الناس من الارضيات الى السماويات ومن
الدينونيات الى كلام الروحيات
موعظة يسوع فيها الصراع الاضطهاد الشبع العزاء الفرح السعادة الجوع والالم الى
ملكوت السماوي
يسوع كما كان يعلم شعب اسرائيل في البرية يليه تعليم معلمين اليهود لكن كرازة
يسوع وتعاليمه تختلف بينه وبين ما كان يعلمه النبي موسى والمعلمين والكتبة
والشيوخ
هدف يسوع كان تعليمه للناس ليقول لهم ان ملكوت السماوات قد اقترب فما عليكم
الا ان تتوبأ من خطاياكم هذه هي خلاصة التعليم ان يؤمنوا بيسوع كما ذكرنا في
متى الايات من 3 الى 12 وهي بمثابة عرض الله الكامل للبر
طوبى للفقراء بالروح وللودعاء وللمحزونين وللجياع والعطاش وللرحماء ولاطهار
القلوب وللساعين للسلام وللمضطهدين على البر وطوبى لكم اذا شتموكم واضطهدوكم
من اجل اسمي
الفقراء الذين يعانون من مشاكل مادية وروحية فكان اعتمادهم على عون الله بقوله
أنا بائس ومسكين نعم السيد يهتم بهؤلاء الفقراء
( وأَنا بائسٌ مِسْكين السَّيِّدُ يَهتَمُّ لي أَنتَ نُصرَتْي ومُخَلِّصي فلا
تُبطئْ يا إلهي ) مزمور 40 : 18
يسوع يعلمنا أن نكون فقراء بالروح فنتمكن من دخول الملكوت السماوي وهكذا
الودعاء أن يكونوا مثل معلمهم وسيدهم يسوع لانه وديع ومتواضع القلب . الفضائل
هذه بمثابة الطريق الوحيد للوصول الى الحياة الابدية طهارة قلوبنا وفقراء
ومضطهدين من قبل الاخرين ونسعى الى صناعة السلام والمحبة بين الناس واضافة الى
ذلك نكون منسحقين القلوب
( الربّ قَريب مِن مُنكَسِري القُلوب ويُخَلًصُ مُنسَحِقي الأرْواح ) مزمور 34
: 19
قلنا قدّم متى ثماني تطويبات وزاد عليها تطويبة تاسعة ترتبط بكنيسته التي عرفت
الاضطهاد
يسوع يتحدث عن ملح الارض ونور العالم
( أَنتُم مِلحُ الأَرض فإِذا فَسَدَ المِلْح فأيُّ شَيءٍ يُمَلِّحُه؟ إِنَّه
لا يَصلُحُ بَعدَ ذلك إِلاَّ لأَنْ يُطرَحَ في خارِجِ الدَّار فَيَدوسَه
النَّاس أَنتُم نورُ العالَم لا تَخْفى مَدينَةٌ قائِمَةٌ عَلى جَبَل ولا
يُوقَدُ سِراجٌ وَيُوضَعُ تَحْتَ المِكيال بل عَلى المَنارَة فَيُضِيءُ
لِجَميعِ الَّذينَ في البَيْت هكذا فَلْيُضِئْ نُورُكُم لِلنَّاس لِيَرَوْا
أَعمالَكُمُ الصَّالحة فيُمَجِّدوا أَباكُمُ الَّذي في السَّمَوات ) أنجيل متى
5 : 13 + 18
نعرف أن الملح يجعل الاكل طعمه طيب وشهي ومن خواص الملح يحفظ الاكل ولا يفسده
وهكذا على تلاميذ يسوع أن يطيب الناس ويحفظ عهده مع الله وألأ يطرح في الخارج
ولا يصلح لاي شيء كان .
التلاميذ والمؤمنين أن يظلوا ملحاً حقيقياً في المجتمع وبين الناس وان يضيء
مثل النور في الظلام ويعطوا نكهة حلوة لان الانسان لا يمكنه الاستغناء الملح
ولا عن النور فدور التلميذ هذا يكون شاهداً وحاضراً للملكوت السماوي والا لا
يعود ذلك العنصر الحي في الكنيسة والمجتمع فيطرح خارجاً
لوقا قدّم أربع تطويبات عارض فيها الاغنياء بالفقراء فأتبعها باربعة ويلات
أمّا متّى فشدّد على أن السعادة تُعطى للفقراء الذين يربطون حياتهم بالله وحده
المساكين بالروح هم الذين يستندون إلى عون الرب وحضوره لهذا كانت سعادتهم هبة
يحملها الله إليهم في شخص يسوع لا مجازاة ومكافأة
( أَيُؤكَلُ التَّفِهُ بِغَيرِ مِلْح أَم هل يَكونُ لِزُلالِ البَيضِ طَعْمٌ ؟
) أيوب 6 : 6
( وكَهَنَتُها يَبيعونَ ذَبائِحَها لِمَنفَعَةِ أَنفُسِهم وكذلِك نِساؤُهم
يُمَلِّحْنَ جُزْءاً منها ولا يُوَزَعْنَ شَيئاً لِلْمِسكينِ أَوِ العاجِز
الطَّامِث والنَّفْساءُ تَلمُسانِ ذَبائِحَها ) باروك 6 : 27
الملح مثل العهد والميثاق فيرمز الى أثنين الخبز والملح وهو لا يتبدل
( كل تَقادِمِ الأَقْداسِ الَّتي يُقَدَمُها بَنو إسْرائيلَ للِّرَبّ لَكَ
أَعطَيتُها ولبَنيكَ وبَناتِكِ معَكَ فَريضَةً أَبدِيَّة ذلِكَ عَهْدُ مِلْحٍ
أَبَدِيٌّ أَمامَ الرَّبِّ لَكَ ولنَسلِكَ معَك ) عدد 18 : 19
( وكُلُّ قُرْبانٍ مِن تَقادِمِكَ تُمَلِّحُه بِالمِلْح ولا تُخْلِ
تَقدِمَتَكَ مِن مِلْحِ عَهْدِ إِلهِكَ مع جَميعِ قَرابيِنكَ تُقَرِّبُ مِلْحا
) الاحبار 2 : 13
الله يقدم الطعام والكهنة يحملون الملح فوق الذبائح
( المِلْحُ شَيءٌ جَيِّد، فإِذا صارَ المِلحُ بلا مُلوحَة، فَبِأَيِّ شَيءٍ
تُمَلِّحونَه؟ فَلْيَكُنْ فيكُم مِلحٌ وَلْيُسالِمْ بَعضُكم بَعضا ) مرقس 9 +
50
( إِنَّ المِلحَ شَيءٌ جَيِّد ولكِن إِذا فَسَدَ المِلحُ نَفْسُه فأَيُّ شَيءٍ
يُطَيِّبُه؟ إِنَّه لا يَصلُحُ لِلأَرضِ ولا لِلزِّبْل بل يُطرَحُ في خارِجِ
الدَّار مَن كانَ له أُذُنانِ تَسْمَعانِ فَلْيَسمَع ) لوقا 14 : 34 + 35
التلاميذ قبل كل شيء أن يكونوا مخلصين للانجيل ولأنفسهم كي لا يفسدوا أبداً
( لا تَظُنُّوا أَنِّي جِئْتُ لأُبْطِلَ الشَّريعَةَ أَوِ الأَنْبِياء ما
جِئْتُ لأُبْطِل بَل لأُكْمِل الحَقَّ أَقولُ لَكم لن يَزولَ حَرْفٌ أَو
نُقَطَةٌ مِنَ الشَّريعَة حَتَّى يَتِمَّ كُلُّ شَيء أَو تزولَ السَّماءُ
والأَرض فمَن خالفَ وَصِيَّةً مِن أَصْغَرِ تِلكَ الوَصايا وعَلَّمَ النَّاسَ
أَن يَفعَلوا مِثْلَه عُدَّ الصَّغيرَ في مَلَكوتِ السَّمَوات وأَمَّا الَّذي
يَعمَلُ بِها ويُعَلِّمُها فذاكَ يُعَدُّ كبيراً في ملكوتِ السَّمَوات ) متى 5
: 17 + 19
( لا تظنوا اني جئت لابطل الشريعة او الانبياء ما جئت لأبطل بل لاكمل ) متى
5 : 17
يسوع كمل الشريعة أي أسفار موسى الخمسة والانبياء الاولين أمثال يشوع وصموئيل
وقضاة وأشعياء وارميا واخرون ذكروا اسفارهم في العهد القديم
( أَفَتُبطِلُ الشَّريعةَ بِالإِيمان؟ مَعاذَ الله بل نُثبِتُ الشَّريعة )
رسالة رومة 3 : 31
( فإِنِّي أَقولُ لكم إِن لم يَزِدْ بِرُّكُم على بِرِّ الكَتَبَةِ
والفِرِّيسيِّين لا تَدخُلوا مَلكوتَ السَّموات ) متى 5 : 20
البرّ أمانة التلاميذ لشريعة الله هي أمانة جديدة تنبع من نظرة جديدة إلى
الشريعة كما يقدّمها يسوع ( لأَنَّه كانَ يُعَلِّمُهم كَمَن لَه سُلطان لا
مِثلَ كَتَبَتِهم ) متى 7 : 29 يسوع رفضه لمنطق الكتبة معلّمي الشريعة
والفريسيين ظلّوا خارج الملكوت ومن سار على خطاهم كان مصيرُه مصيرَهم الهلاك
والنار الابدية
ولا تقتل فان من يقتل يستوجب حكم القاضي وما دمت معه في الطريق سارع الى ارضاء
خصمك لئلا يسلمك الخصم الى القاضي والقاضي الى الشرطي فتلقى في السجن
( سـَمِعْتُمْ أَنَّهُ قيلَ لِلأَوَّلين لاتَقْتُلْ فإِنَّ مَن يَقْتُلُ
يَستَوجِبُ حُكْمَ القَضـاء أَمَّا أَنا فأَقولُ لَكم مَن غَضِبَ على أَخيهِ
استَوجَبَ حُكْمَ القَضاء وَمَن قال لأَخيهِ يا أَحمَق اِستَوجَبَ حُكمَ
المَجلِس ومَن قالَ لَه يا جاهِل اِستَوجَبَ نارَ جَهنَّم فإِذا كُنْتَ
تُقَرِّبُ قُربانَكَ إِلى المَذبَح وذكَرتَ هُناكَ أَنَّ لأَخيكَ علَيكَ شيئاً
فدَعْ قُربانَكَ هُناكَ عِندَ المَذبح واذهَبْ أَوَّلاً فصالِحْ أَخاك، ثُمَّ
عُدْ فقَرِّبْ قُربانَك سارعْ إِلى إِرضاءِ خَصمِكَ ما دُمْتَ معَه في
الطَّريق لِئَلاَّ يُسلِمَكَ الخَصمُ إِلى القاضي والقاضي إِلى الشُّرطِيّ
فتُلْقى في السِّجْن الحَقَّ أَقولُ لَكَ لن تَخرُجَ مِنه حتَّى تُؤدِّيَ
آخِرَ فَلْس ) متى 5 : 21 + 26
من وصايا العشرة تحرم القتل المتعمد الشخصي ( لاتَقتُلْ ) خروج 20 : 13
يسوع يخلص عقوبات منصوص ومكتوبة في الشريعة لكن لا يهتم بمعناها الحرفي فالقتل
والقضاء يعلن لنا يسوع أن فلاناً يخضع لحكم ألهي ( ومع أَنَّهم يَعرِفونَ
قضاءَ اللهِ بِأنَّ الَّذينَ يَعمَلونَ مِثلَ هذِه الأَعمالِ يَستَوجِبونَ
المَوت فهُم لا يَفعَلوَنها فحَسبُ بل يَرضَونَ عنِ الَّذينَ يَعمَلوَنها )
رسالة رومة 1 : 32
( سَمِعْتُم أَنَّه قيل لا تَزْنِ أَمَّا أَنا فأَقولُ لكم مَن نظَرَ إِلى
امرأَةٍ بِشَهْوَة زَنى بِها في قَلبِه ) متى 5 : 27 + 28
علاقة الرجل مع المراة وبالعكس والاية واضحة لا تزن وصية من وصايا العشر
وبمعنى أخر الزنى هو بمثابة أن الشهوة تستملك زوجة القريب وهذا لا يجوز فالزنى
يبدأ من العين ومن ثم القلب والى أخره الرجل والمراة يقعان في الخطيئة المحرمة
شرعياً
( فإِذا كانت عينُكَ اليُمنى حَجَرَ عَثْرَةٍ لَكَ، فاقلَعْها وأَلْقِها عنك،
فَلأَنْ يَهلِكَ عُضْوٌ مِن أَعضائِكَ خَيْرٌ لَكَ مِن أَن يُلقى جَسَدُكَ
كُلُّه في جَهنَّم وإِذا كانت يَدُكَ اليُمنى حَجَرَ عَثْرَةٍ لَكَ، فاقطَعْها
وأَلْقِها عنك، فَلأَنْ يَهلِكَ عُضوٌ مِن أَعضائِكَ خَيرٌ لكَ مِن أَن
يَذهَبَ جسدُكَ كُلُّه إِلى جَهنَّم ) متى 5 : 29 + 30
الانسان في حد ذاته يوجد في قلبه الخير والشر وبالعمق ويعشش فيه وعليه الاعضاء
يكون لها دور بالوقوع بالخطيئة ( نَجَت نُفوسُنا مِثلَ العُصْفور مِن فَخِّ
الصَّيَّادين. الفَخُّ اْنكَسَرَ ونَحنُ نَجَونا ) مزمور 124 : 7
( فيَكونَ لَكم قُدساً وحَجَرَ صَدْم وصَخرَ عِثارٍ لِبَيتَي إِسْرائيل
وفَخّاً وشَبَكَةً لِساكِني أُورَشَليمَ فيَعثُرُ به كَثيرونَ ويَسقُطون
ويَتَحَطًّمونَ ويُصْطادونَ ويُؤخَذون ) اشعيا 8 : 14 + 15 جعلتك عينك تخطأ
وحجراً يجعلك تعثر وتسقط .
( وقد قيل مَن طلَّقَ امرأَتَه فلْيُعْطِها كِتابَ طَلاق أَمَّا أَنا فأَقولُ
لكم مَن طلَّقَ امرأَتَه إِلاَّ في حالةِ الفَحْشاء عرَّضَها لِلزِّنى ومَن
تَزَوَّجَ مُطَلَّقَةً فقَد زَنى ) متى 5 : 31 + 32
الرجل له الحق في الافتراق عن زوجته ولكن الا في حالة الزنى وفي سفر تثنية
الاشتراع 24 : 1 إِذا اتَخَذَ رَجُلٌ اَمرَأَةً وتَزَوَّجَها ثُمَّ لم تَنَلْ
حُظْوَةً في عَينَيه لأَمرٍ غَيرِ لائِق وجَدَه فيها فلْيَكتبْ لَها كِتابَ
طَلاقٍ وُيسَلِّمْها إِيّاه ولَصرِفْها مِن بَيته .
الزنى ما معناه خيانة الزوجة أو الزوج وفي هذه الحالة يتم الطلاق ويعتبر زواج
غير شرعي لكن يسوع يرفض بشكل عام الطلاق والمفروض في هذه الايات المذكورة (
وأَمَّا ما كَتَبتُم به إِليَّ فيَحسُنُ بِالرَّجُلِ أَن لا يَمَسَّ المَرأَة
ولكِن لِتَجَنُّبِ الزِّنى فلْيَكُنْ لِكُلِّ رَجُلٍ امرَأَتُه ولِكُلِّ
امرأَةٍ زَوجُها ولْيَقْضِ الزَّوْجُ امرَأَتَه حَقَّها وكذلِكَ المَرأَةُ
حَقَّ زَوجِها لا سُلطَةَ لِلمَرأَةِ على جَسَدِها فإِنَّما السُّلطَةُ
لِزَوجِها، وكذلِك الزَّوجُ لا سُلطَةَ لَه على جسَدِه فإِنَّما السُّلطَةُ
لامرَأَتِه لا يَمنَعْ أَحدُكُما الآخَر إِلاَّ على اتِّفاقٍ بَينكُما وإِلى
حِين كَي تَتفَرَّغا لِلصَّلاة ثُمَّ عودا إِلى الحَياةِ الزَّوجِيَّة
لِئَلاَّ يُجَرِّبَكُما الشَّيطانُ لِقِلَّةِ عِفَّتِكُما ) قورنتس الاولى 7 :
1 / 5 أن تطبق من قبل الطرفين الزوج والزوجة كي يبقى متحدين فيما بينهم ولكن
مع كل الاسف الطلاقات زادات في وقتنا الحاضر بسبب بعدهم عن العبادة الحقيقة
ليسوع وللكنيسة .
( كُلُّ مَن طَلَّقَ امرَأَتَه وتَزَوَّجَ غَيرَها فقَد زَنى، ومَن تَزَوَّجَ
الَّتي طَلَّقَها زَوجُها فقَد زَنى ) لوقا 16 / 18
( سَمِعتُم أَيضاً أَنَّه قِيلَ لِلأَوَّلين لا تَحْنَثْ بل أَوفِ لِلرَّبِّ
بِأَيْمانِكَ أَمَّا أَنا فأَقولُ لكم لا تَحلِفوا أَبداً لا بِالسَّماءِ
فهِيَ عَرشُ الله ولا بِالأَرضِ فهيَ مَوْطِئُ قدَمَيْه ولا بِأُورَشليم فهيَ
مَدينةُ المَلِكِ العَظيم ولا تَحلِفْ بِرأسِكَ فأَنتَ لا تَقدِرُ أَن تَجعَلَ
شَعرةً واحِدَةً مِنه بَيضاءَ أَو سَوداء فلْيَكُنْ كلامُكم نعم نعم ولا لا
فما زادَ على ذلك كانَ مِنَ الشِّرِّير سَمِعتُم أَنَّه قيل العَينُ بِالعَين
والسِّنُّ بِالسِّنّ أَمَّا أَنا فأَقولُ لكم لا تُقاوِموا الشِّرِّير بَل مَن
لَطَمَكَ على خَدِّكَ الأَيْمَن فاعرِضْ لهُ الآخَر ومَن أَرادَ أَن
يُحاكِمَكَ لِيَأخُذَ قَميصَكَ فاترُكْ لَه رِداءَكَ أَيضاً ومَن سَخَّرَكَ
أَن تَسيرَ معه ميلاً واحِداً فسِرْ معَه ميلَيْن مَن سأَلَكَ فأَعطِه ومَنِ
استَقرَضَكَ فلا تُعرِضْ عنه سَمِعتُم أَنَّه قِيل أَحْبِبْ قَريبَك وأَبْغِضْ
عَدُوَّك أَمَّا أَنا فأَقولُ لكم أَحِبُّوا أَعداءَكم وصَلُّوا مِن أَجلِ
مُضطَهِديكُم لِتَصيروا بني أَبيكُمُ الَّذي في السَّمَوات لأَنَّه يُطلِعُ
شَمْسَه على الأَشرارِ والأَخيار ويُنزِلُ المَطَرَ على الأَبرارِ والفُجَّار
فإِن أَحْبَبْتُم مَن يُحِبُّكُم فأَيُّ أَجْرٍ لكم؟ أَوَلَيسَ الجُباةُ
يفعَلونَ ذلك؟ وإِن سلَّمتُم على إِخواِنكم وَحدَهم فأَيَّ زِيادةٍ فعَلتُم؟
أَوَلَيسَ الوَثَنِيُّونَ يَفعَلونَ ذلك؟ فكونوا أَنتُم كامِلين كما أَنَّ
أَباكُمُ السَّماويَّ كامِل ) متى 5 : 33 / 48 عين بعين ذكرَ يسوع شريعة المثل
كما وردت ( وعَيناً بِعَين وسِنّاً بِسِنّ وَيداً بِيَد ورِجْلاً بِرِجْل )
خروج 21 : 24 مثلما تعاملني أعمالك يسوع لا يريد أن نردّ على الضربة بالضربة
وعلى الشرّ بالشرّ بل ننتظر أقلّه حكم المحكمة وقرار القاضي ماذا يقرره
والدفاع عن النفس بالعنف لا يدلّ دومًا على القوّة وعدم الدفاع لا يعني الخنوع
فيسوع دافع عن نفسه حين لُطم (يو 18: 22) في دار رئيس الكهنة
وان سلمتم على اخوتكم وحدهم فاي زيادة فعلتم اوليس الوثنيون يفعلون ذلك فكونوا
كاملين كما ابوك السماوي كامل . وعن الاعمال الصالحة في متى ايضا الاصحاح 6 /
1 أوصانا يسوع عن الصدقة اياكم ان تكون في مراى من الناس ويشاهدنكم الحق اقول
لكم انه يضيع اجركم
ثلاثة توضيحات من متى ايضا من اصحاح 6 / 2 – 18 ان تكون الصدقة في الخفية ولا
تعلم يمينك من شمالك وابوك الذي يرى يجازيك في الخفية
تكلم يسوع عن الصلاة تكون صلاتنا لا كمثل المرائين لان هؤلاء المرائين يحبون
الناس ان يروهم كيف يصلون
يسوع اعطانا وصية كيف ان تكون صلاتنا في داخل حجرتنا وان نغلق بابها وفقط تكون
صلاتنا للاب الله وحده وابانا الله هو الذي يجازينا على صلاوتنا
يوصينا يسوع ان يكون صومنا لا كمثل المرائين ايضا يظهرون للناس انهم صائمين
مثل هذا الصوم يكون باطل وغير مقبول عند الله بل علينا ان نصوم وتكون حياة
عادية وكما قال له المجد ان ندهن راسنا وان نغسل وجهنا وابانا السماوي هو الذي
يجازينا على صومنا
ثلاثة تنبيهات وردت في متى الاصحاح 7 / 1 – 27 ان لا ندين قريبنا بل أدانة
انفسنا أولاً وان نصلح اخطائنا وبعدها نصلح و ننصح الاخرين وعلينا ايضا ان
نصون الاشياء المقدسة ونحترمها وعدم الاستغفاف بها ابدا وان نؤمن كل الايمان
بالله الاب يسمع لنا في كل حين عندما نطلب شيء منه ودائما نظل نقرع الباب الى
ما لا نهاية بمعنى اذا نحن نعطي عطايا جيدة لابنائنا ونحن اشرار فما اولى
ابانا السماوي بان يعطي ما هو صالح للذين يسالونه
القاعدة المثالى التي ذكرها يسوع في متى فكل ما اردتم ان يفعل الناس لكم
افعلوه انتم ايضا
طريقان للوصول الى الملكوت السماوي هو الدخول من الباب الضيق الذي يودي بنا
الى الحياة الابدية واما الدخول من الطريق الواسع فهذا يودي الى الهلاك
الرب يسوع يحذرنا من المعلمين والانبياء الكذابين الذين ياتون في لباس الخراف
لكن في داخلهم روح شريرة وذئاب خاطفة فعلينا الحذار من هؤلاء الاشرار لان
الشجرة التي لا تاتي بثمر طيب تقطع وتلقى في النار واما الشجرة الجيدة فتاتي
بثمار طيب فمن ثمارهم نعرفهم هؤلاء الانبياء والمعلمين الدجالين
يعلمنا المسيح ان نكون تلاميذ حقيقين ليس كل من يقول يا رب يا رب يدخل ملكوت
السموات بل من يعمل بمشيئة ابي الذي في السموات ان الذي يسمع كلام الله ولا
يعمل به يكون مثل الرجل الذي يبني بيته على الرمل ولمل هطل المطر وهبت الرياح
ضربت ذلك البيت سقطا سقوطا عظيما واما الرجل الذي يبني بيته على الصخر فمهما
نزل المطر ومهما هطل واذا هبت الرياح فلم يسقط لان اساسه مبني على الصخر اي
مبني على كلمة الله . هذه هي تعاليم الرب يسوع المسيح كما ذكرت في انجيل
القديس متى عندما اخذ يسوع يعلم تلاميذ والجموع
فكونوا أنتم كاملين المطلوب من التلاميذ هو الكمال على مثال الآب السماوي وهو
مثال رفيع يقدّمه يسوع لنا
المؤمن لا يبلغ بسهولة هذا الكمال ولكن كلام الانجيل يبقى له النور الذي يوجّه
طريقه الى الحياة
والمجد لله دائما