مخافة الرب هي غِنًى وَكَرَامَةٌ وَحَيَاةٌ ( فاين انت من هذا ) ؟

مخافة الرب هي غِنًى وَكَرَامَةٌ وَحَيَاةٌ ( فاين انت من هذا ) ؟

ان الإنسان الحكيم الذي يريد أن يحيا بمخافة الله وإرضائه عليه أن يدقق على حياته أمام الله، ويعرف أن جسده ملك للمسيح وللروح القدس الساكن فيه، وكل أعضائه هي ليست له بل هي للذي افتداه ومنحه عربون الخلاص والتبني. كما ان اللسان هو أكثر الأعضاء الذي يحتاج أن يكون تحت مِظلّة مراقبة الله اليومية لكي تخرج منه كلمات التعزية في أوقات الحزن والتشجيع في أوقات الإحباط والمدح وقت الإنتصار والنقد البنّاء للآخر لإرجاعه الى أحضان الله. دون أن ننسى أن كلمة واحدة تحرق كل شيء وكلمة أخرى تبني وتُرجع كل شيء .
إن الذي يخاف الله‏ لا يخطئ‏.‏ أما الذي يخطئ فإنه شاهد على نفسه أنه لا يخاف الله‏ والذي يخاف الله‏‏ لا يعمل شرًا حتى في الخفاء‏.‏ لأنه يعرف أن الله يرى كل شيء‏ ‏ ويسمع كل شيء‏ ‏ ويفحص حتى أعماق القلوب‏ .
‏ إن مخافة الرب مرتبطةٌ ارتباطاً وثيقاً بالحكمة وهي لها معان إيمانية عميقة: فالحكيم يبتعد عن الأشرار، يبحث عن الكنز الحقيقي أي الله، بمعنى انه يعيش بصدق ومحبة وايمان ومغفرة ومصالحة مع الله والناس . وكذالك فان مخافة الرب عطية من الروح القدس تجعلنا ننظر الى ما نحن قادرين ان نفعل من شر تجاه الآخرين بقصد او بدون، ونتجنبه كي لا نفقدهم وكي لا نؤلمهم وكي نسعدهم وبالتالي مع الرب حيث انه تجسد في شخص الأخر. نعم حيث الأخر هو المسيح اي ان الله الساكن فينا
ان مخافة الرب تقودنا أيضا إلى الجدية في الحياة الروحية, والى أن يكون الإنسان ملتزمًا وأمينًا حتى في القليل (إنجيل متى 25: 21، 23؛ إنجيل لوقا 16: 10؛ 19: 17). ذلك لأن مخافة الله أمام عينيه على الدوام
وهي تقود أيضا إلى الاتضاع والى الخشوع أمام الله وشعور الإنسان أنه مجرد تراب ورماد والذي يخاف الله يحاسب نفسه علي كل أفكاره ونياته, وكأنه واقف أمام جهاز تسجيل يسجل عليه كل شيء: يسجل مشاعره وعواطفه وأفكاره ونياته وأخطاء اللسان وأخطاء الحواس ويخاف أن هذا التسجيل يذاع في اليوم الأخير.
ولا يجب على المؤمن أن يكون خائفاً من الله. فلا يوجد لدينا سبب لهذا الخوف. اذ قد وعدنا الله بأنه لايوجد ما يفصلنا عن محبته (رومية 38:8 -39). ووعده لنا أيضاً بأنه لن يهملنا أو يتركنا (عبرانيين 5:13). مخافة الله تعني تقديم الأحترام والوقار والخشوع اللائق به وهذا له تأثير عظيم على الطريقة التي نحيا بها. ومخافة الله تتضمن احترامه، واحترام جميع الناس واخيرا ان مخافة الله تعلم الإنسان الحرص والتدقيق في كل ما ينوي أن يفعله‏,‏ وتعلمه ضبط النفس حتى لا يسقط‏ في الخطيئة.

بقلم : المهندس اسماعيل ميرزا

عن ادارة الموقع

شاهد أيضاً

مواهب الروح القدس

هو روح الله الأقنوم الثالث في الثالوث الاقدس وقد ذكر هذا التعبير ثلاث مرات فقط …