الصوره…السبب

لدينا مَثَل مشهور جدا ومتداول كثيرا،
وهوعبارة عن نصيحة،
جاء فيها؛
اعمل المعروف وارمه في البحر!

أستغرب من كلمات هذه النصيحه الانسانيه، متعجباً لماذا بعد هذا العمل الطيب أرميه بالبحرولا أحتفظ به؟
وبعد مرورالايام نضجت وازداد فهمي وادراكي للحياة.
انا من من طبيعتي ان اقرا كثيرا واتابع امور الحياة حول العالم فتأثرت بمقولة أخرى، تكمل أو تفسر المقولة الأولى، وهي عبارة عن بيت من الشعر يقول…
مَن يعملِ المعروفَ لا يُعدَمْ جوازيَه
لا يذهبُ العُرفُ بين اللهِ والناسِ
ذكرت الاخبار في وسائل الاعلام العالميه خبرا يذكر.
قصد المصور «أليكس» الهند لتصوير صبي اسمه «جاكور» الذي شُلّت رجلاه وأصيب بتشوهات أخرى نتيجة انفجارغاز في المنطقة القريبة من منزله، تلك الصورة التي أراد لها أن تكون حلقة الوصل الانساني بين الصبي والعالم، لتصل معاناة الفقراء لهم وللجميع.
وفي تلك الأثناء تساقط المطر فأسرع اليكس بالاختباء، بعدها فجاة لفت انتباهه رؤية أخت جاكور، وهي تركض وسط الأمطار، ثم جلست ورفعت رأسها ويداها للسماء، وأغمضت عينيها فرحاً بالمطر، فلم يستطع أليكس مقاومة مشاعره الداخليه فقام بتصويرهذا المشهد الاني لتلك الطفلة التي أسرعت بالركض هاربه بعد رؤية فلاش الكاميرا، تلك الصورة كان لها الأثر في تغيير حياته وحياة أسرة جاكورالمشلول، فبعد أن عاد أليكس لبلده شارك في مسابقة لأجمل صورة، وقد فازت هذه الصورة بالجائزه الاولى، وعندما تسلم الجائزة النقدية تذكّر شلل ذلك الصبي جاكور، وبراءة أخته، والحالة الصعبة المزريه جدا لتلك العائلة، فقرر أن تكون هذه الجائزة لهم ولتكون سبباً في سعادة تلك الأسرة الفقيره، فذهب مرة أخرى للهند، ولكن بدل أن يسلمهم المبلغ المالي كله الذي لا يحسنون التصرف فيه ، قام بشراء منزل ملائم ومتواضع لهم ، بدلاً من الكوخ الطيني، ثم قام بشراء سيارة نقل، وأهداها للأب ليستطيع التكسب عليها بدل العمل كعامل بسيط.
الأمر الذي ضاعف دخل الأسرة، ثم قام بتسجيل الأولاد في المدرسة، ودفع جميع تكاليف دراستهم، ليضمن لهم مستقبلاً أفضل.

تلك الصورة لابنتهم والتي حصدت الجائزة الكبرى، كانت السبب في انتقال وتبدل حال الأسرة من الفقر والجهل إلى العلم والعمل ونوع من السعاده.
تذكرت كلام جميل حول هذه القصه مقرونه على هذه الحادثة، هي مقولة،
إذا كنت لا تعرف عنوان رزقك،
فإن رزقك يعرف عنوانك.

قصه واقعيه منقوله بتصرف
بقلم : د.خالد اندريا