عرض كتاب الرسول بولس رسم ذاتي

الكاتب: كلود تاسان
ديكلي دي بروفر، المعهد الكاثوليكي في باريس – 2009
Claude Tassin
L Apotre Paul
Un Autoportrait
Desclee de Brouwer Paris 2009
ترجمة الأب البير أبونا
منشورات إيبارشية أربيل الكلدانية رقم (9)
رقم الايداع: (762) في المديرية العامة للمكتبات العامة لإقليم كوردستان
تصميم الغلاف والتنضيد: ميشيل يوسف
طباعة: مطبعة سكرين سنتر – عنكاوا

عرض:
عندما تقرأ هكذا كتاب ذو قيمة تفسيرية وبحثية عميقة بشخصية القديس بولس الرسول، الذي تعمق مؤلف الكتاب كلود تاسان بشكل تفصيلي وتحليلي بأفكار الرسول من خلال حياته ورسائله، ولابد أن نشكر مفكرنا وأديبنا وكاتبنا ومترجم الكتاب الأب الفاضل ألبير أبونا على الوقت والجهد في ترجمة هكذا كتاب قيم جداً، الى اللغة العربية.
وعند قراءة هكذا كتاب لا يكون بشكل سطحي لقضاء الوقت، بل يتوجب على القارئ الكريم أعطاء وقتاً للاستمتاع بالمطالعة من كافة النواحي الفكرية والأدبية والأيمانية والفلسفية والتاريخية والجغرافية، ولا بد أن يرافقه الكتاب المقدس في عهدي القديم والجديد، دستور حياتنا المسيحية، ليكون مرجعاً للآيات لتصل الفكرة والمفهوم المنطقي الواضح في بحث مؤلف الكتاب.

نبذة قصيرة عن حياة القديس بولس الرسول:
ولد هذا الرسول في طرطوس، وكان قد أكتسب الجنسية الرومانية بالمولد، ومنذ صباه تعلم صناعة الخيم، وأينما ذهب كان يشتغل بصناعة الخيام لأعالة نفسة وكسب معيشته وقوته والذين معه حتى لا يكونوا عبئاً على المؤمنين.
أن شخصية هذا الرسول تحتاج لوقت طويل في التعمق بحياته، كان الرسول بولس ينتمي لسبط بنيامين، عبراني، وهو شرف عظيم عند اليهود، فمن هذا السبط خرج أول ملك لإسرائيل، وهو شاول (1صم10: 20-21). وكان فريسي أيضاً متمسك بشدة بالعديد من الشرائع علاوة على شريعة النبي موسى. هذا المؤمن الذي تعلم الأيمان اليهودي على يد معلمه غمالائيل بعمق، وبولس ذلك الزعيم اليهودي المحافظ المضطهد للمسيحية، التي كانت خطراً لتمزيق العلاقة بين اليهود والسلطة الرومانية، ليهدم الأفكار المسيحية. وكان شاهداً على رجم وقتل المسيحيين وجلدهم وتعذيبهم ومنهم أول شهيد القديس أسطفانوس. وكان الملاحق والمتابع من مكان الى مكان أينما تواجدوا المسيحيين لغرض أضطهادهم ولترك منازلهم خوفاً منه. ولكن تغيرت حياته الأيمانية وقدرته وطاقاته منذ أن ظهر له الرب يسوع المسيح في طريقه الى دمشق، وأصبح تلميذه وخادمه الأمين والشاهد الحقيقي على حياة الرب يسوع، منذ ولادته وحياته وصلبه على الصليب وموته، وقيامته المباركة المجيدة، وظهوراته. مبشراً بكلمته أنجيله، التي نقلها من محيطها المحلي أو الوطني المحدود في أورشليم والأماكن الأخرى التي عاش فيها السيد المسيح، لينقلها الى الأمميين عبر رحلاته البرية والبحرية في تلك الظروف والمحن الصعبة الى روما، مقدونيا، أفسس، أخائية وأنطاكية ومدن عديدة، وهذا الرجل الغيور لا يهدء ولا يمل حتى في سجنه كان يكتب الرسائل ويرسلها لنشر رسالة المسيح الى أرجاء المعمورة، بفعل يستحق هذا الرسول لقب رسول الأمم، وهذا الرسول هو كاتب الميثاق الجديد التي أخذتها الكنيسة ووضعتها في الكتاب المقدس.

مقدمة المترجم:
كتاب آخر عن القديس بولس الرسول، ولو بعد مرور السنة التي خصصتها لكنيسة لهذا الرسول العظيم. ومؤلف هذا الكتاب هو “كلود تاسان”، وهو من الأختصاصيين في الكتاب المقدس واستاذ هذه المادة في المعهد الكاثوليكي في باريس. ويسلط هذا الكتاب أضواءً جديدة على هذا الرسول العظيم، بأسلوب علمي ومفردات حديثة، فيها تناول المؤلف نواحي جديدة من حياة الرسول ونشاطاته التبشيرية ورسائله التي جاءت دعماً علمياً وشرحاً واقعياً للمضامين الانجيلية. والمواضيع التي تناولها هذا الكتاب قلما تطرق اليها عالم بيبلي بهذا العمق وهذه النظرة الجديدة.
لم تكن ترجمة هذا الكتاب الى العربية سهلة لا سيما ان المؤلف يستعمل فيه الفاظاً وعبارات مستحدثة، حسب لغة العصر. وقد باشرتُ بترجمة منذ منتصف الشهر الثالث لسنة 2011. وكانت الظروف الحياتية والصحية التي مررتُ بها في هذه الفترة ثقيلة الوطأة على. ورغم ذلك كله، واصلت العمل بدافع محبتي لهذا الرسول الفذ، ورغبة مني في تقديم وجه جديد له لقرّأء اللغة العربية الكرام. ولعل هذا الكتاب يُسهم في تعريف أشمل واعمق لما قام به بولس وما كتبه للبشرية كلها في مختلف الأجيال. وأملي ان ينهل العديدُ من الناس من هذا النبع المتدفق الذي ما تزال أوجه منه غير مكتشفة بكفاية. وما أحوجنا الى هذا الغذاء القوي والى المثال الرائع الذي يقدمه لنا بولس! فنشاطه الرسولي واسفاره العديدة والشدائد والمحن التي واكبت حياته حتى أدت به الى الإدلاء بشهادة دمه حباً بالمسيح، لم يثنيه عن حياة عميقة عاشها مع المسيح وللمسيح، هو الذي لم يتردد في القول: “اني عددتُ كل شيئ نفاية لأربح المسيح واكون فيه” (فيلبي3: 8). وما اصدقه حينما قال: “قد صُلبت مع المسيح، فما انا احيا بعد ذلك، بل المسيحي يحيا في” (غلاطية2: 19-20). وينهي المؤلف الجليل كتابه بفصل عنوانه “بولس وجهاد الصلاة”. وكم اتمنى ان يطالعه القراء الكرام بكثير من الانتباه، وان يستمدوا منه دروسا نافعة جداً لحياة الصلاة التي ينبغي ان تنعش اعمالهم ونشاطاتهم.
ليكن هذا الكتاب لجميعكم، يا قرائي الأحباء، بالرغم من صعوبة أفكاره وتعابيره، دافعا الى المزيد من العمق والامانة في حياتكم اليومية وفي شهادتكم الصادقة للمسيح المخلص.
الأب البير ابونا. صفحة 6.

كلمة يوحنا الذهبي الفم:
حينما اسمع القراءة المتواترة لرسائل الطوباوي بولس، أنعم بهذا البوق الروحي فأجذل واضطرم بحرارة هذا الصوت العذب الى الغاية. فيبدو لي وكأنه ههنا، وكأني اسمعه يتكلم.
يوحنا الذهبي الفم، الرسالة الى الرومانيين – صفحة 7.

المقدمة: “رسم ذاتي”؟
طوال التاريخ، تتردد الذكرى المسيحية بين بولس الذي ترسمه اعمال الرسل وبولس الذي ترتسم صورته في الرسائل. والفصول الثمانية التي تكون هذا البحث تحاول ان تتضم، من خلال رسائله الى صورة رسول لا مثيل له في مبادئ المسيحية. والعنوان المقترح “رسم ذاتي”، وهو من قبيل براعة الاسلوب دون شك، يستمد سلطته من حدث أكيد: بولس بين “انا” آخرين تشكلّ مجرد ذريعة أدبية، يشير الى ذاته مثل المؤلف الوحيد للعهد الجديد يمكنه التعبير عن ذاته في الشخص الاول تعبيراً حقيقياً وواقعياً بلغ عنده الى حد فيه يقدم لمراسليه مشاريع اسفاره (انظر 1قور16: 5-9). وتحياته الاسمية الخاصة (روم16) او ذكريات واقعية (راجع فيلبي4: 15). صفحة 9.

فصول الكتاب:
الفصل الأول: أيكون بولس رسولاً؟
الفصل الثاني: من خدمة عهد جديد الى خدمة المصالحة.
الفصل الثالث: بولس أب وأم.
الفصل الرابع: كلمة الصليب.
الفصل الخامس: الرسالة ولغة العبادة.
الفصل السادس: بولس والمال.
الفصل السابع: الخصوم المنظورون وغير المنظورين.
الفصل الثامن: بولس جهاد الصلاة.

يحتوي الكتاب على 234 صفحة.

الغلاف الأخير من الكتاب:
على مرّ التاريخ، تتردد الذاكرة المسيحية بين بولس كما يصفه اعمال الرسل، وبولس الذي ترتسم ملامحة في الرسائل العديدة التي كتبها. وبفضل هذا الكتاب ان ينضم من خلال رسائل بولس الى شخصيته التي لا تُضارع والتي برزت منذ نشأة المسيحية. فبولس ينفرد بكونه المؤلف الوحيد للعهد الجديد الذي يعتبر عن نفسه في الشخص الأول بنوع حقيقي وعملي، حتى يؤدي به الأمر الى إطلاع مراسليه على مشاريع أسفاره، ويوجه اليهم تحياته بأسمائهم او يُعلمهم بذكرياته الواقعية.

ولكن كيف يمكن تطويق شخصية بولس والبلوغ الى رؤية اجمالية عنه، ولا سيما ان الابحاث الحالية في لاهوت بولس هي ملء غليانها؟ هذا هو التحدي الذي يجابهه “كلود تاسان” مؤلف هذا الكتاب.
اما المؤلف “كلود تاسان” فهو من رهبنة الروح القدس ومختص بالكتاب المقدس. وهو استاذ للعهد الجديد والديانة اليهودية القديمة في المعهد الكاثوليكي في باريس. وقد نشر كتاباً عنونه: القديس بولس “رجل صلاة”، وكتاباً آخر هو “أنجيل متى”، وهذا الكتاب الذي نضع ترجمته العربية بين أيدي القراء الكرام. وقد يكون للمؤلف كتب اخرى قيد الإعداد او النشر.

نهاية المطاف:
عند قراءة هكذا كتاب قيم وغني بالمعلومات والتوضيحات، سوف تكتشف بنفسك عزيزي القارئ، ما هي أفكار مؤلف الكتاب “كلود تاسان” في حياة القديس بولس الرسول رسول الأمم.

شامل يعقوب المختار

عن شامل يعقوب المختار

شاهد أيضاً

عام جديد، فرصة جديدة لك للتوبه

دعونا في عام جديد لا نضيّع هذه الفرصة فالرب دائما ينتظرنا متشوقا لسماع صوتنا فلنندم …