“مِنْ أَمَامِ الأَشْيَبِ تَقُومُ وَتَحْتَرِمُ وَجْهَ الشَّيْخِ، وَتَخْشَى إِلهَكَ….” لقد اجاب الكتاب المقدس على كل الاسئلة نحو كبار السن:

بمناسبة الاحتفال باليوم العالمي الاول للاجداد وكبار السن*:

ليس مستغرَبا ان يكون احترام المسنين أحد المطالب الاساسية التي اعطاها الله للبشر “مِنْ أَمَامِ الأَشْيَبِ تَقُومُ وَتَحْتَرِمُ وَجْهَ الشَّيْخِ، وَتَخْشَى إِلهَكَ. أَنَا الرَّبُّ،” (لا 19: 32)، ويقصد من ذلك ان علاقة الفرد بالله لا تكون بالقول ان يحب الله ويسيء معاملة المسن، والذي يجب ان يلتزم به الإفراد نحو كبار السن هو في الكلام والتصرف والاهتمام بشيخوختهم وعجزهم فضلا عن الاحترام لمشاعرهم والسهر على تدبير إعاشتهم.

أوجب الكتاب المقدس أن نعتني بالشيوخ والمسنين ولا نهملهم ، لذلك جاء في الوصية “أَكْرِمْ أَبَاكَ وَأُمَّكَ كَمَا أَوْصَاكَ الرَّبُّ إِلهُكَ، لِكَيْ تَطُولَ أَيَّامُكَ، وَلِكَيْ يَكُونَ لَكَ خَيْرٌ علَى الأَرْضِ الَّتِي يُعْطِيكَ الرَّبُّ إِلهُكَ.” (تث 5: 16).(خر 20: 12) Honor your father and mother. مَلْعُونٌ مَنْ يَسْتَخِفُّ بِأَبِيهِ أَوْ أُمِّهِ. وَيَقُولُ جَمِيعُ الشَّعْبِ: آمِينَ”(تث 27: 16)، “مَنْ سَبَّ أَبَاهُ أَوْ أُمَّهُ يَنْطَفِئُ سِرَاجُهُ فِي حَدَقَةِ الظَّلاَمِ”(أم ٢٠:٢٠).

أكرم أباك وأمك هذه الكلمات تعني أكثر من مجرد الطاعة، فقد نطيع بباعث الخوف، بل إنها تعني المحبة، والعواطف الطيبة، والاعتراف بالجميل، والاحترام لمن يزيد عنا في العمر، أو الحكمة، أو النواحي المدنية، أو الدينية. أليست هناك حاجة ماسة اليوم لهذا النوع من الإكرام. ألابناء يمثلون عطية الله لابائهم، وإن كان الأبناء أمناء نحو والديهم سهل عليهم أن يكونوا أمناء نحو الله. لقد استخدم الله العلاقة البشرية كرمز لعلاقتنا به سواء من ناحية الخلق أو النعمة ونحن ذريته “لأَنَّنَا بِهِ نَحْيَا وَنَتَحَرَّكُ وَنُوجَدُ….لأَنَّنَا أَيْضًا ذُرِّيَّتُهُ” (أع 17: 28)، وأن اظهار المحبة بدافع الوصية التي أمرنا بذلك، فضلا عن الشعور بالمسؤولية الانسانية.‏ وبحسب بطرس البشير “طَهِّرُوا نُفُوسَكُمْ فِي طَاعَةِ الْحَقِّ بِالرُّوحِ لِلْمَحَبَّةِ الأَخَوِيَّةِ الْعَدِيمَةِ الرِّيَاءِ، فَأَحِبُّوا بَعْضُكُمْ بَعْضًا مِنْ قَلْبٍ طَاهِرٍ بِشِدَّةٍ”(1 بط 1: 22).

كيف اسهم تعليم الكتاب المقدس برعاية المسنيين:

تاسيسا على ما تقدم يتبين لنا كيف شارك التعليم الروحي في حث المؤمنين على المشاركة في الرعاية الاجداد وكبار السن وكما يلي:

1- مباشرة العديد من الهيئات الخيرية الممولة من محسنين أو من منظمات العمل الانساني او من بعض الدول، للاهتمام في إطار انساني واجتماعي وبالتزامن مع جهود كنيسة المسيح في كل مكان وبموجب وصايا والتعاليم الرسولية ومن منطلق المسؤولية في الرعاية التي أوصي بها الرب يسوع والذى اعتبرت أساساً للعمل الصالح، فبحسب متى البشير: “ثُمَّ يَقُولُ الْمَلِكُ لِلَّذِينَ عَنْ يَمِينِهِ: تَعَالَوْا يَا مُبَارَكِي أَبِي، رِثُوا الْمَلَكُوتَ الْمُعَدَّ لَكُمْ مُنْذُ تَأْسِيسِ الْعَالَمِ، لأَنِّي جُعْتُ فَأَطْعَمْتُمُونِي. عَطِشْتُ فَسَقَيْتُمُونِي. كُنْتُ غَرِيبًا فَآوَيْتُمُونِي. عُرْيَانًا فَكَسَوْتُمُونِي، مَرِيضًا فَزُرْتُمُونِي. مَحْبُوسًا فَأَتَيْتُمْ إِلَيَّ، فَيُجِيبُ الْمَلِكُ وَيَقوُل لَهُمْ: الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: بِمَا أَنَّكُمْ فَعَلْتُمُوهُ بِأَحَدِ إِخْوَتِي هؤُلاَءِ الأَصَاغِرِ، فَبِي فَعَلْتُمْ”(مت 25: 34 الى 40).

2- إن الفكرة التي اسسها الكتاب المقدس هي من حياة الرب يسوع المسيح وتبين انه اعطى الوصية الخامسة اهتماما واسعا، وتلك السنوات الصامتة من حياته توجد في الآية الواردة “ثُمَّ نَزَلَ مَعَهُمَا وَجَاءَ إِلَى النَّاصِرَةِ وَكَانَ خَاضِعًا لَهُمَا. وَكَانَتْ أُمُّهُ تَحْفَظُ جَمِيعَ هذِهِ الأُمُورِ فِي قَلْبِهَا”(لو 2: 51)، ألم يقدم مثلاً لنا عن المحبة والبنوة الصادقة، وهو في وسط آلامه على الصليب، رتب ما يلزم لإعالة أمه، وامثلة اخرى كثيرة.

3- قد لا يرغب أو لا يحتاج جميع المسنين إلى الرعاية الدائمة أو العيش في بيوت أبنائهم. وقد يفضلون الحياة في مجتمع مع أناس من نفس المرحلة العمرية، أو قد يكونوا قادرين على الإستقلال بأنفسهم. أياَ كانت الظروف، هذا يزيد من مسئوليتنا نحوهم، إن كانوا بحاجة إلى مساعدة مادية، يجب أن نقدمها لهم. إن كانوا مرضى، يجب أن نعتني بهم. إن كانوا بحاجة إلى مسكن، يجب أن نرحب بهم في بيوتنا. إن كانوا بحاجة إلى مساعدة في الشئون المنزلية يجب أن نبادر بالمساعدة. وإذا كانوا يقيمون في دار للمسنين علينا أن نقوم بتقييم ظروف المعيشة حتى نتأكد من توافر العناية المناسبة المحبة لهم،وهذه رؤيا مهمة للكتاب المقدس ودعى اليها قداسة البابا في رسالته.

4- البعض يعتبر كبار السن عبئاً وليس بركة. وأحياناً، عندما يكونوا بحاجة للإهتمام والرعاية، فإننا ننسى سريعاً تضحياتهم من أجلنا. وبدلاً من أن نفتح بيوتنا لهم – حين يكون ذلك آمناً وممكناً – فإننا نودعهم في بيوت المسنين ضد رغبتهم الشخصية أحياناً. قد لا نقدِّر الحكمة التي إكتسبوها عبر حياتهم الطويلة، وربما نقلل من نصائحهم بإعتبارها “متخلفة وقديمة” هذا ما يخالف تعليم الكتاب المقدس وما قدم اليه قداسة البابا في رسالته.

عندما نكرم الاجداد وكبار السن ومنهم ابائناوالامهات ونهتم بهم، فإننا بهذا نخدم الله أيضاً، ويقول الكتاب المقدس: “أَكْرِمِ الأَرَامِلَ اللَّوَاتِي هُنَّ بِالْحَقِيقَةِ أَرَامِلُ. وَلَكِنْ إِنْ كَانَتْ أَرْمَلَةٌ لَهَا أَوْلاَدٌ أَوْ حَفَدَةٌ، فَلْيَتَعَلَّمُوا أَوَّلاً أَنْ يُوَقِّرُوا أَهْلَ بَيْتِهِمْ وَيُوفُوا وَالِدِيهِمِ الْمُكَافَأَةَ، لأَنَّ هَذَا صَالِحٌ وَمَقْبُولٌ أَمَامَ اللهِ… وَإِنْ كَانَ أَحَدٌ لاَ يَعْتَنِي بِخَاصَّتِهِ، وَلاَ سِيَّمَا أَهْلُ بَيْتِهِ، فَقَدْ أَنْكَرَ الإِيمَانَ، وَهُوَ شَرٌّ مِنْ غَيْرِ الْمُؤْمِنِ” (تيموثاوس الأولى 5: 3-4، 8).

الأحداث التي يواجهها الفرد عند دخوله لمرحلة الشيخوخة:

المجموعة الأولى: كل ما يحدث للفرد من طفولته وحتى شيخوخته في صحته البدنية والنفسية وعلاقاته الاجتماعية والبيئية من تعليم وتربية وعمل وزواج وأمراض وإصابات وأفراح وأتراح ومكاسب وخسائر وآمال واحباطات ونجاحات وإخفاقات كلها تؤثر بطريقة أو بأخرى على الحالة النفسية مضافاً إليها قدرة الفرد على التكيف أو الصراع والتخلص من الآثار أو الاستسلام لها.

المجموعة الثانية: وهي أيضاً من الاهمية بمكان، فما يحدث للفرد عند دخوله سن الشيخوخة من كيفية استقباله هو لهذه المرحلة وكمية ونوع المفتقدات فيها مثل فقدان العمل أو الزوج أو ابتعاد الأولاد أو عدم الأمان المادي ثم نظرة المجتمع والبيئة العائلية للمسن نفسه.

المجموعة الثالثة: اعتبرت منظمة الصحة العالمية مرحلة الشيخوخة عند الخامسة والستين فما فوق، وعادة ما يقلّ نشاط الأنسان في هذه المرحلة ويغلب على ألاجسام الضعف والوهن وقد يظنّ البعض أنّهم قد فقدوا المكانة الاجتماعية بشكل عام و عند أسرهم بشكل خاص، وكل هذه الأمور تنعكس سلباً على صحتهم وحالتهم النفسيّة، وتبدأ مرحلة القلق والتفكير في المستقبل وما يخبئه لهم.

المجموعة الرابعة: عادة ما يرافق التقدم في السن تغيرات تعكس دورها على حالة المسن الصحية والنفسية ومنها:

التغيرات الفسيولوجية: ومنها ضعف في وظائف القلب الجهاز التنفسي، وكذلك ضعف الخواص الحسية لديهم، وزيادة مشاكل ضعف السمع والبصر، و الاصابة بضعف الذاكرة. التغيرات النفسية: صعوبة التكيف مع وضعه الجديد فعادة ما يشعرون باليأس من الحياة، والوحدة والانعزال وقد تتطوّر إلى الاكتئاب، و صعوبة الاندماج بالواقع.

ضعف وظائف الجسم الحيوية:

تفقد بعض من أجهزة الجسم خصائصها الطبيعية وقدراتها احيانا وتتراجع باستمرار ويصبح كبار السن أكثر عرضة للأمراض من غيرهم كاصابتهم الزهايمرالأكثر شيوعاً بين كبار السن فضلا عن القدرات الحيويّة الفكرية التي تؤثّر على السلوك في الحياة اليومية.

ماذا تحمل الرسالة التي قدمها قداسة البابا الى اللاجداد وكبار السن:

“وَهَا أَنَا مَعَكُمْ كُلَّ الأَيَّامِ إِلَى انْقِضَاءِ الدَّهْرِ آمِينَ.” (مت 28: 20)، هذا هو الوعد الذي تركه الرّبّ يسوع لتلاميذه قبل أن يصعد إلى السماء والذي أكرره لك اليوم أيضًا، عزيزتي المسنة، وعزيزي المسن. “أنا معك كلّ يوم”: أنا أيضًا، أسقف روما، ومتقدم في السن مثلكم، أودّ أن أوجه إليكم هذه الكلمات، في مناسبة اليوم العالمي الأوّل للأجداد وكبار السّن: الكنيسة كلّها قريبة منكم، أو بعبارة أفضل: قريبة منّا، وتهتم بنا، وتحبنا ولا تريد أن تتركنا وحدنا.

وفي تحليل لرسالة قداسة البابا يمكن القول: تحمل الرسلة في مضمونها الرجاء ومبعث للأمل، وتعطي النفس اطمئنانًا عجيبًا إذ وضع علينا عملًا عظيمًا وهكذا أورد تعليما إنسانيا عميقا هو “ها أنا معكم كل الأيام إلى انقضاء الدهر”، وكأنه يقول ومتمثلا بالرب يسوع في تعليمه وتأكيده على ألا تقولوا أن العمل المُلقى علينا صعب في اللرعاية والعناية بل هو في متناول ايدينا، الاجداد وكبار السن بيننا وحولنا في كل الاماكن يحتاجون منا الاهتمام ومد يد العون لهم في مجالات الحياة المختلفة هذا من جانب والاخر هو مدى حرص البابا على الانسان وعلى وجه الخصوص المتقاعدين والأجداد وكبار السن، ولأول مرة يوم عالمي لهم وتقليد جديد في الكنيسة هو الاحتفاء بهم سنويا بتقديم الدعم المعنوي والنفسي والمجتمعي مع التأكيد على ان دورهم كان وما يزال جوهري في الحياة وانهم من خلال الشباب سيستطيعون تحقيق احلامهم في المشاركة معهم في تقديم الخبرة في حثهم على تحمل المسؤولية.

عزيزي القاريء يمكنك العودة الى التعرف على الرسالة كاملة تم عرضها في نهاية المقال. من اهم ما ورد في الرسالة من محاور كان نحو الشباب وكانت وصيته لهم هي العمل على حماية الجذور تلك هي الثروة الاجتماعية والإنسانية من الجنسين، المفكرين والعلماء والخبراء في مجالات الحياة المختلفة وأصحاب مهن ممن يقدمون جهودهم لخدمة المجتمع فضلا عن الإباء والامهات وما يقدمونه الى لأبنائهم من حماية وتربية، وأوصى الأجداد وكبار السن ان يساهموا بشكل واسع بنقل الإرث بما يحتويه الى الشباب كي تستقيم الحياة، وأبلغهم الا تنسوا الصغار براعم الحياة الحاضر والمستقبل القادم كي تنموا وتزدهر، و اوصيكم أيضا أيها الشباب ان تحققوا أحلام الشيوخ التي لم يكملوها وان تكونوا انتم الاستمرار لأحلامهم في تحقيق العدالة والسلام والتنمية والمستقبل واشاعة الامل لحياة افضل.

كيف ساهمت التقنيات الحديثة برفاهية الاجداد وكبار السن: مما يبعث على السرور مساهمت التكنولوجيا ووسائلها بشكل كبير في مساعدة كبار السنّ، ومَنْحهم المقدرة على تحقيق أقصى قَدْر من الاستقلاليّة في حياتهم، وذلك من خلال توفير مجموعة من الأجهزة المنخفضة التكلفة، وذات الاداء العالي وفيما يلي ذِكرٌ لبعض الدور الذي قدمته التكنولوجيا في الرعاية، والاهتمام بكبار السنّ:

1- الاتِّصالات والمشاركة: تُتيح التكنولوجيا لكبار السنّ إمكانيّة المشاركة، والاتِّصال بسهولة، من خلال البريد الإلكترونيّ، والدردشة، والألعاب، والفيديوهات، والهواتف المحمولة، والهواتف الذكيّة، وأجهزة الكمبيوتر الشخصيّة.

2- الأمن والسلامة داخل المنزل: تُوفِّر التكنولوجيا مجموعة من الأنظمة التي تُحقِّق قَدراً من السلامة، وتُمكِّن الأشخاص من الاطمئنان على المُسِنّ في المنزل إذا كانوا خارجه، مثل: أجهزة الاستشعار، والكاميرات المُتَّصِلة بالإنترنت، وأنظمة الاتِّصالات المُتطوِّرة التي تُقدِّم المساعدة في حالات الخطر، مثل سقوط المُسِنّ، بالإضافة إلى الأنظمة الرقميّة المُخصَّصة للاستجابة الشخصيّة في الحالات الطارئة.

3- الصحّة المنزليّة والسلامة: تُوفِّر التكنولوجيا أنظمة مُتطوِّرة مُخصَّصة؛ لتقديم الرعاية الصحّية عن بُعد، ومنها: أدوات إدارة الأدوية، ومُنتَجات اللياقة البدنيّة.

4- التعلُّم والمساهمة الاجتماعيّة: تُتيح التكنولوجيا لكبار السنّ إمكانيّة البقاء على اتِّصال مع العائلة، والأصدقاء، والتعلُّم، وتطوير قدرات استخدام الإنترنت، وتحقيق دخل مادّي دون الخروج من المنزل، وذلك من خلال العمل على الإنترنت.

5- التحكُّم عن بُعد: ساهمت التكنولوجيا في وجود أنظمة مُتطوِّرة تُتيح لكبار السنّ إمكانيّة ضَبْط الأشياء، والتحكُّم فيها عن بُعد، مثل: ضَبْط مُكيِّف الهواء، والردّ الآليّ على الهاتف، والكراسي الكهربائيّة المُتحرِّك. وتاسيسا على ما تقدم أستجابة منظمة الصحة العالمية في قرارها الحديث الذي صدر(القرار 67/13) ويشيرالى ان المنظمة ستقوم بوضع استراتيجية وخطة عمل عالميتين بشأن الشيخوخة والصحة، وذلك بالتشاور مع الدول الأعضاء والشركاء الآخرين. وتعتمد الاستراتيجية وخطة العمل على الأنشطة المبذولة حالياً من أجل معالجة من خلال اربعة مجالات عمل ذات أولوية وهي:

1- الالتزام بتحقيق التمتع بالصحة في مرحلة الشيخوخة يتطلب ذلك الوعي باهميتها والالتزام بالعمل المستمرين من أجل صياغة سياسات مدعومة بالبيانات تعزز قدرات المسنين.

2- موائمة النظم الصحية مع احتياجات المسنين. من الضروري أن تكون النظم الصحية أفضل فيما يتعلق باحتياجات المسنين، وأن تكون مصممة بحث تعزز قدرات المسنين الحقيقية، وتتكامل مع البيئة والرعاية الشاملة والخدمات الصحية المتكاملة.

3- وضع نظم للرعاية بعيدة المدى، في جميع البلدان لتلبية احتياجات المسنين. ويتطلب ذلك إنشاء نظم تصريف الشؤون، وكذلك البنية التحتية والرعاية الطويلة الأجل (بما في ذلك الرعاية التلطيفية)، والتصدي للأمراض غير السارية، وتطوير الخدمات الصحية الشاملة.

4– تهيئة البيئات الملائمة للمسنين ويتطلب ذلك اتخاذ إجراءات لمكافحة التمييز ضد المسنين، وتمكين الاستقلالية ودعم التمتع بالصحة في مرحلة الشيخوخة في جميع السياسات وعلى كل مستويات الحكومات. وتستند تلك الأنشطة إلى العمل الذي قامت به المنظمة أثناء العقد الماضي من أجل تطوير المدن والمجتمعات المحلية المراعية للمسنين، وتكامل هذا العمل، بما في ذلك إنشاء الشبكة العالمية للمدن والمجتمعات المحلية المراعية للمسنين…….

الآن بعد ان قرأنا مع بعض انجازات البشرية وبرؤيا الكتاب المقدس بخصوص الاجداد وكبار السن، هل نحن مستعدون بأن نوجه الى أبائنا وأمهاتنا او حتى الاقرباء والغرباء من الاجداد وكبار السن حديث فيه ازدراء فضلا عن المعاملة السيئة، وعصيان أوامرهم أوخداعهم هل سنعتبروهم من الجيل العتيق ونهزء بنصيحتهم، كيف ستعامل الوالد الوقور وألام التي تصلى من أجلنا.

وأخيرا لابد ان نكون سويا قد تعرفنا على المناسبة التي دعى اليها قداسة البابا ومتطلباتها وما انجزه العالم بهذا الخصوص فيها وليطمئن من يقرا هذه المعالجة المعرفية للموضوع انها دعوه الى تغير أفكاره واتجاهاته نحو المسنين والشيخوخة … بارك يا رب بعمر جميع البشر والمسنين على وجه الخصوص امنحهم حسن المقام والختام، ولكنيستنا القدرة على خدمة الإنسان الذي هو تاج الخليقة وأيقونة الله التي على صورته ومثاله. انه الإنسان المفتدىَ بدم المسيح وصليبه، وقد أعطانا الرب يسوع الدرس عندما كان خاصعًا لوالديه، وحين أوصى الرب يسوع يوحنا الحبيب بأمه العذراء…….. الى الرب نطلب

د. طلال كيلانو

__________________________________________________________________

“اخْضَعُوا لِلشُّيُوخِ، وَكُونُوا جَمِيعًا خَاضِعِينَ بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ، وَتَسَرْبَلُوا بِالتَّوَاضُعِ” (رسالة بطرس الرسول الأولى 5: 5) “وَأَمَّا أَنْتَ فَتَكَلَّمْ بِمَا يَلِيقُ بِالتَّعْلِيمِ الصَّحِيحِ: أَنْ يَكُونَ الأَشْيَاخُ صَاحِينَ، ذَوِي وَقَارٍ، مُتَعَقِّلِينَ، أَصِحَّاءَ فِي الإِيمَانِ وَالْمَحَبَّةِ وَالصَّبْرِ. كَذلِكَ الْعَجَائِزُ فِي سِيرَةٍ تَلِيقُ بِالْقَدَاسَةِ، غَيْرَ ثَالِبَاتٍ، غَيْرَ مُسْتَعْبَدَاتٍ لِلْخَمْرِ الْكَثِيرِ، مُعَلِّمَاتٍ الصَّلاَحَ، لِكَيْ يَنْصَحْنَ الْحَدَثَاتِ أَنْ يَكُنَّ مُحِبَّاتٍ لِرِجَالِهِنَّ وَيُحْبِبْنَ أَوْلاَدَهُنَّ، مُتَعَقِّلاَتٍ، عَفِيفَاتٍ، مُلاَزِمَاتٍ بُيُوتَهُنَّ، صَالِحَاتٍ، خَاضِعَاتٍ لِرِجَالِهِنَّ، لِكَيْ لاَ يُجَدَّفَ عَلَى كَلِمَةِ اللهِ” (رسالة بولس الرسول إلى تيطس 2: 1-5)

سفر الأمثال ( 30 : 17 ) ” اَلْعَيْنُ الْمُسْتَهْزِئَةُ بِأَبِيهَا، وَالْمُحْتَقِرَةُ إِطَاعَةَ أُمِّهَا، تُقَوِّرُهَا غُرْبَانُ الْوَادِي، وَتَأْكُلُهَا فِرَاخُ النَّسْرِ ” . سفر الأمثال أيضاً ( 23 : 22 – 25 ) ” ِسْمَعْ لأَبِيكَ الَّذِي وَلَدَكَ، وَلاَ تَحْتَقِرْ أُمَّكَ إِذَا شَاخَتْ … يَفْرَحُ أَبُوكَ وَأُمُّكَ، وَتَبْتَهِجُ الَّتِي وَلَدَتْكَ “ يمتدح الشيبة قائلاً على فم سليمان الحكيم: «تاج جمال شيبة توجد في طريق البر» (أمثال 13:16)، وأيضًا: «فخر الشبان قوتهم، وبهاء الشيوخ الشيب» (أمثال 29:20).

ويؤكِّد الرب عن مدى اهتمامه الخاص بالأشيب فيقول: «وإلى الشيخوخة أنا هو، وإلى الشيبة أنا أحمِل. قد فعلت وأنا أرفع وأنا أحمل وأنجِّي» (إشعياء 4:46). وعن حكمة الأشيب يقول الكتاب المقدس: «الأيام تتكلم وكثرة السنين تُظهر حكمة» (أيوب 7:32).

*عرض لرسلة قداسة البابا فرنسيس الاول بابا الفاتكان/ بمناسبة الاحتفال باليوم العالمي الاول للاجداد وكبار السن في 25/7/2021 عزيزتي المسنة، وعزيزي المسن. “أنا معك كلّ يوم” (متى 28، 20) هذا هو الوعد الذي تركه الرّبّ يسوع لتلاميذه قبل أن يصعد إلى السماء والذي يكرره لك اليوم أيضًا، عزيزتي المسنة، وعزيزي المسن. “أنا معك كلّ يوم”: أنا أيضًا، أسقف روما، ومتقدم في السن مثلكم، أودّ أن أوجه إليكم هذه الكلمات، في مناسبة اليوم العالمي الأوّل للأجداد وكبار السّن: الكنيسة كلّها قريبة منك، أو بعبارة أفضل: قريبة منّا، وتهتم بك، وتحبك ولا تريد أن تتركك وحدك!

أعلَم جيدًا أنّ هذه الرسالة تصل إليك في وقت صعب: جاءتنا الجائحة مثل عاصفة شديدة وبصورة غير متوقعة، وكانت اختبارًا قاسيًا في حياة كلّ واحد، ولكن، كان وقعها علينا نحن المسنين خاصًّا، كان أشدَّ وأقسى. لقد أصيب الكثيرون منا بالمرض، وَفَقَدَ الكثيرون حياتهم أو رأوا حياة أزواجهم أو أحبائهم تنطفئ، واضطر الكثيرون أن يعيشوا في وحدة لفترة طويلة جدًّا. كانوا معزولين.

الرّبّ يعلم كلّ آلامنا في هذا الوقت. إنّه قريب من الذين يعيشون هذه الخبرة الأليمة عندما يُهمشون ويُترَكون جانبًا. وهو يرى وَحدتنا – التي زادتها الجائحة صعوبة – ولا يبقى غير مبالٍ بها. يروي بعض التقليد أنّ القديس يواكيم أيضًا، جِد يسوع، أُبعِد عن جماعته لأنّه لم يكن لديه أبناء، واعتُبرت حياته – وكذلك حياة زوجته حنة – عديمة الفائدة. لكنّ الرّبّ أرسل إليه ملاكًا ليعزيه. بينما كان يقيم حزينًا خارج أبواب المدينة، ظهر له مرسل من عند الله قال له: “يواكيم، يواكيم! استجاب الرّبّ صلاتك المثابرة” يبدو أنّ جيوتو Giotto، في إحدى لوحاته الفنية الشهيرة، وضع المشهد في الليل، في إحدى الليالي الكثيرة التي نقضيها في الأرق، والمليئة بالذكريات والمخاوف والرغبات، والتي يعرفها الكثيرون منا.

ولكن حتى عندما يبدو كلّ شيء مظلمًا، كما هو الحال في هذه الأشهر مع الجائحة، يستمر الله في إرسال الملائكة لتعزية وَحدتنا ويكرر لنا: “أنا معك كلّ يوم”. يقولها لك، ويقولها لي، وللجميع. هذا هو معنى هذا اليوم الذي أردت أن يُحتفل به لأوّل مرة في هذا العام، بعد مرورنا بعزلة طويلة وبعد استئناف، ولو بطيء، للحياة الاجتماعية: أرجو لكلّ جد، وكلّ مسن، وكلّ جدَّة، وكلّ مسنّة – خاصة مَن اشتدت عليه الوَحدة أكثر من غيره – أن يحظى بزيارة ملاك!

سيكون للملائكة أحيانًا وجه أحفادنا، وأحيانًا أخرى وجه أحد أفراد العائلة، أو أحد أصدقائنا القدامى أو الذين التقينا بهم في هذا الوقت الصعب. في هذه الفترة، تَعلّمنا أن نفهم كم هو ثمين العناق وكذلك الزيارات لكلّ واحد منا، وكم يحزنني أنّ يكون هذا الأمر في بعض الأماكن غير ممكن بعد.

ويرسل إلينا الله أيضًا مرسليه من خلال كلمته، التي لا يحرمنا منها في حياتنا أبدًا. لنقرأ صفحة من الإنجيل كلّ يوم، ولنصلِّ مع المزامير، ولنقرأ أسفار الأنبياء! وسوف تؤثر فينا أمانة الله. سيساعدنا الكتاب المقدس أيضًا لأن نفهم ما يطلبه الله منا في حياتنا اليوم. في الواقع، إنّه يرسل العمال إلى كرمه في كلّ ساعة من النهار ( متى 20، 1-16) وفي كلّ وقت من فترات الحياة. يمكنني أن أشهد بنفسي أنّني تلقيت الدعوة لأصير أسقف روما، عندما بلغت سن التقاعد، إذا جاز التعبير، وكنت قد تخيّلت من قبل أنّني لن أستطيع فعل الكثير من جديد. الرّبّ قريب منّا دائمًا، دائمًا، بدعوات جديدة، وبكلمات جديدة، وبعزائه، لكنّه دائمًا قريب منّا. أنتم تعلمون أنّ الله أبدي، ولا يتقاعد أبدًا.

في إنجيل متى قال يسوع للرسل: “اذهَبوا وتَلمِذوا جَميعَ الأُمَم، وعَمِّدوهم بِاسْمِ الآبِ والابْنِ والرُّوحِ القُدُس، وعَلِّموهم أَن يَحفَظوا كُلَّ ما أَوصَيتُكُم به” (28، 19 – 20). هذه الكلمات موجهة إلينا أيضًا اليوم وستساعدنا لأن نفهم فهمًا أفضل أنّ دعوتنا هي حماية الجذور، ونقل الإيمان إلى الشباب ورعاية الصغار. أصغوا جيّدًا: ما هي دعوتنا اليوم، في عمرنا هذا؟ حماية الجذور، ونقل الإيمان إلى الشباب ورعاية الصغار. لا تنسوا هذا.

لا يهم كم عمرك، وإذا كنت لا تزال تعمل أم لا، وإذا بقيت وحدك أو لديك عائلة، وإذا أصبحت جدًّا أو جدة عندما كنت بعد شابًا أو في وقت لاحق في الحياة، وإذا كنت لا تزال مستقلًّا أو إذا كنت تحتاج إلى من يساعدك: لا يوجد عمر للتقاعد من واجب إعلان الإنجيل، ومن واجب نقل التقاليد إلى الأحفاد. يجب أن نبدأ، وقبل كلّ شيء، أن نخرج من أنفسنا حتى نصنع شيئًا جديدًا.

يوجد إذن دعوة متجددة لك أيضًا في لحظة حاسمة من التاريخ. ستسأل: ولكن كيف يمكن هذا؟ طاقاتي نفدت ولا أعتقد أنّني أستطيع فعل الكثير. كيف يمكنني أن أبدأ بالتصرف بشكل مختلف عندما أصبحت العادة هي قاعدة حياتي؟ كيف يمكنني أن أكرّس نفسي لمن هو أكثر فقرًا مني وأنا مهتم بهموم كثيرة والتزامات لعائلتي؟ كيف يمكنني توسيع مجال نظري ولا يُسمح لي حتى بمغادرة مكان إقامتي؟ أليست وحدتي صخرة ثقيلة جدًا؟ كم منكم يسأل هذا السؤال: أليست وحدتي صخرة ثقيلة جدًّا؟ سمع يسوع نفسه سؤالًا من هذا النوع من نيقوديموس الذي سأله: “كَيفَ يُمكِنُ الإِنسانَ أَن يُولَدَ وهوَ شَيخٌ كَبير؟” (يوحنا 3، 4). أجابه الرّبّ يسوع أنّ هذا يمكن أن يحدث، وفتح قلبه لعمل الرّوح القدس الذي يهبّ حيث يشاء. الرّوح القدس، بهذه الحريّة التي يتمتّع بها، يذهب إلى كلّ مكان ويفعل ما يشاء.

كما كررت مرارًا، من الأزمة التي يمر بها العالم، لن نخرج كما كنّا، سنخرج إمّا أفضل أو أسوأ. و”ليمنحنا الله ألّا يكون هذا الحدث الخطير الألف من أحداث التاريخ، الذي لم نتمكّن من أن نتعلَّم منه – نحن عنيدون -. نأمل ألّا ننسى المسنّين الذين ماتوا بسبب نقص أجهزة التنفّس نأمل ألّا يكون كلّ هذا الألم دون جدوى، وأن نقوم بقفزة نحو طريقة جديدة للحياة وأن نكتشف بشكل حاسم أنّنا محتاجون ومدينون بعضنا لبعض، حتى تولد البشرية من جديد” (رسالة بابوية عامة، كلّنا أخوةFratelli tutti، 35). لا أحد يخلص بمفرده. نحن مدينون بعضنا لبعض. كلّنا أخوة.

من هذا المنظور، أودّ أن أقول لك إنّنا في حاجة إليك حتى تبني، في الأخوّة والصّداقة الاجتماعية، عالم الغد: العالم الذي سنعيش فيه – نحن مع أبنائنا وأحفادنا – عندما تهدأ العاصفة. علينا جميعًا أن “نكون نشطين في إعادة تأهيل المجتمعات المجروحة ومساندتها” من بين مختلف الركائز التي يجب أن تدعم هذا البناء الجديد، ثلاث منها يمكنك أنت أن تساعد في توطيدها أفضل من غيرك. ثلاث ركائز وهي: الأحلام والذاكرة والصّلاة. وقربُ الله منا يمنحنا القوّة للشروع في طريق جديد حتى لأضعف الناس بيننا، في شوارع الاحلام والذّاكرة والصّلاة.

أعلن النبي يوئيل مرةً هذا الوعد: “يَحلُمُ شُيوخُكم أَحْلاماً ويَرى شُّبانُكم رُؤًى” (3، 1). مستقبل العالم في هذا التحالف بين الشباب والشيوخ. مَنْ غير الشباب يستطيع أن يأخذ أحلام الشيوخ ويسير بها إلى الأمام؟ لكن من أجل هذا، من الضروري الاستمرار في أحلامنا: في أحلامنا بالعدالة والسّلام والتضامن يمكن لشبابنا أن يروا رؤى جديدة ويمكن أن نبني المستقبل معًا. من الضروري أن تشهد أنت أيضًا بأنّه يمكن أن نخرج من الشدة بحالة جديدة. وأنا متأكّد من أنّها لن تكون الوحيدة، لأنّه في حياتك كان لديك الكثير منها، وتمكّنت من الخروج. تعلّم أيضًا من تلك الشدّة أن تخرج منها الآن.

لذلك تتشابك الأحلام مع الذاكرة. أفكر في كم هي ثمينة ذاكرة الحرب الأليمة، وكم يمكن للأجيال الجديدة أن تتعلّم منها قيمة السّلام. وأنت من سينقل هذا، أنت الذي عشت آلام الحروب. الذاكرة هي رسالة حقيقية وخاصة لكلّ متقدم في السّن: الذاكرة، وحمل الذاكرة إلى الآخرين. قالت إيديث بروك Edith Bruck، التي نجت من مأساة المحرقة “إلقاء النور حتى في ضمير واحد فقط يستحق الجهد والألم للحفاظ على ذكرى الأمور التي حدثت – وأضافت -، بالنسبة لي، الذاكرة هي الحياة” أفكر أيضًا في أجدادي وفي كلّ الذين اضطروا إلى أن يهاجروا وعرفوا كم هو شاقٌّ وصعب أن تغادر بيتك، كما يفعل الكثيرون اليوم أيضًا بحثًا عن مستقبل لهم. قد يكون بعضهم بجانبنا ويعتنون بنا. هذه الذاكرة يمكن أن تساعد في بناء عالم أكثر إنسانيّة وأكثر ترحيبًا. ولكن من دون الذاكرة لا يمكننا أن نبني. من دون الأساس لا يمكنك أبدًا أن تبني بيتًا. أبدًا. وأساسات الحياة هي الذاكرة.

وأخيرا الصّلاة. قال مرّة سلفي البابا بندكتس السادس عشر، وهو قدّيس مسنّ، ما زال يصلّي ويعمل من أجل الكنيسة، قال هكذا: “صلاة كبار السن يمكن أن تحمي العالم، وربما تساعده بطريقة أكثر فعالية من جهود الكثيرين” قال هذا في نهاية فترة حبريّته تقريبًا، في عام 2012. إنّه شيء جميل. صلاتك هي مصدر ثمين للغاية: إنّها رئة لا يمكن للكنيسة والعالم أن يستغنوا عنها (را. الارشاد الرسولي، فرح الإنجيل، 262). خاصة في هذا الوقت الصعب للبشريّة، بينما نعبر، كلّنا في نفس القارب، بحر الجائحة العاصف، فإنّ شفاعتك بالعالم والكنيسة ليست عبثًا، إنّها تشير إلى الجميع بثقة وهدوء أن بَرّ الأمان قريب.

عزيزتي المسنة، وعزيزي المسن، في ختام رسالتي، أودّ أن أبيّن لك أيضًا مثال الطوباوي – وقريبًا قدّيس – شارل دي فوكو. عاش ناسكًا في الجزائر وفي هذا المكان شهد “لرغبته في أن يشعر أيُّ إنسان بأنّه أخ له” (رسالة بابوية عامة، كلّنا أخوة Fratelli tutti، 287). تبيّن قصته كيف يمكن لكلّ واحد حتى في عزلة صحرائه، أن يشفع بفقراء العالم بأسره وأن يصبح حقًا أخًا وأختًا للعالم أجمع.

أسأل الرّبّ يسوع، وبفضل مثاله أيضًا، أن يمنح كلّ واحد منا أن نجعل قلبنا كبيرًا، يشعر بآلام الآخرين ويقدر أن يشفع بهم. ليتعلم كلّ منا أن يكرر للجميع، ولا سيما للشباب، كلمات العزاء التي سمعناها اليوم موجهة إلينا: “أنا معك كلّ يوم”! تشجّعوا وإلى الأمام! بارككم الرّبّ.

أُعطيَ في روما، في بازيليكا القديس يوحنا في اللاتران، يوم 31 مايو/أيار 2021، في عيد زيارة مريم العذراء للقديسة أليصابات.

عن د. طلال فرج كيلانو

شاهد أيضاً

عام جديد، فرصة جديدة لك للتوبه

دعونا في عام جديد لا نضيّع هذه الفرصة فالرب دائما ينتظرنا متشوقا لسماع صوتنا فلنندم …