مرض الاحترام ….قلته وكثرته

من خواطر اليوميات

هل أصبح مفهوم الاحترام سلعة نادرة فى هذه الأيام.

إن بعض الناس يلهثون وراء البحث عن الشهرة أو المال أو السلطة بأى ثمن حتى لو فقدوا مع كل الاسف احترام الآخرين لهم بل وحتى لو فقدوا احترامهم لأنفسهم وهذه مصيبه ما بعدها من مصيبه!

أين نحن من زمن تربينا فيه على مبادئ عائليه او اجتماعيه ودينيه في أن كسب احترام الناس يسبق الرغبة فى كسب حبهم ومن ثم كنا نكن ونعمل ان يبقى مفهوم الاحترام ثابتا لكل من يخالفنا فى الرأى، بنفس قدر احترامنا لمن يتفق معنا فى ظل ثقافة مجتمعية تقول بأن احترام الآخرين واحترام مشاعرهم هو فى المقام الأول والاساس في احترام للنفس والذات.

إن بعض مشاهد الحياة هذه الأيام توحى باتساع رقعة الغياب الفاضح للاحترام واختفائه خصوصا عندما تختلف الآراء وتتباين الرؤى وتتصادم المصالح الشخصيه والماديه، وذلك على عكس ما تعلمناه من الآباء والأجداد بأننا إذا لم نستطع أن نتحالف، فعليناعلى الاقل أن نتعاون، وإن لم نستطع أن نتعاون فعلينا أن نتبادل الاحترام.

ولعل أكثر ما يغيب عن البعض ممن يتظاهرون بأنهم دائما على حق أنهم يفقدون احترام غالبية الناس حتى لو تظاهروا أمامهم بعكس ذلك لأنه ليس أحقر من احترام مبنى على الخوف!

ومن أهم الدروس التى تعلمتها من والدى رحمة الله عليه فى مطلع حياتى المهنية واقتحامى مجال العمل العام مقولة لا تفارق ذهنى حتى اليوم: «يا بنى.. أبسط وجهك للناس تكسب ودهم وألن لهم بالكلام يحبوك وتواضع لهم يحترموك ويجلوك!وليس أشد بؤسا فى الحياة ممن يسلمون لك آذانهم للمنافقين الذين يخدعونهم باحترام ظاهرى زائف من أجل مصالحهم.

. وما أعظم وما أشرف أن تستحق الاحترام ولا تحصل عليه عن أن تنال الاحترام وأنت لا تستحقه!

والحياة فى حد ذاتها تجربة نتعرف بها ونستبين منها الطيب والخبيث والمحترم من الخسيس، وإذا أردت أن تعرف معدن أى رجل فضع فى يده سلطة ثم انظر كيف يتصرف.

. هل يتسامح أم ينتقم وهل يتعلم من أخطائه أم يواصل المكايدة ولا يلقى بالا لحقيقة احترام الناس له من عدمها.

إن الرجل الخلوق صدوق والرجل العنيف ضعيف، والحليم حكيم، والمتهور مغرور والمحترم هو الشريف العفيف!

.ومن أعظم أقوال الإمام على بن أبى طالب: «الأدب لا يباع ولا يشترى بل هو محفور وموجود فى قلب كل من تربى فليس الفقير من فقد الذهب، وإنما الفقير من فقد الأخلاق والأدب.

وما أحوجنا ان نطبع ونحفر في عقولنا ووجداننا اقوال والدينا ولا ننساها مطلقا وننقلها الى اولادنا واحفادنا ليسعدوا بها طوال حياتهم وان يتذكروننا ابدا.كذلك يجب ان نطبع فى مناهج التعليم إلى مادة تربى التلاميذ على أدب الكلام وثقافة الاحترام.. هكذا تفعل الأمم المتحضرة!

خير الكلام:

(اترك أمر أفعالهم للزمن.. فكل ساقى سيسقى بما سقى)

بقلم: الدكتورخالد اندريا عيسى

عن د خالد عيسى

شاهد أيضاً

عام جديد، فرصة جديدة لك للتوبه

دعونا في عام جديد لا نضيّع هذه الفرصة فالرب دائما ينتظرنا متشوقا لسماع صوتنا فلنندم …